منتديات الموازين الرسميه - ابو غازي في حفر الباطن مع ابو مشعاب 1424

أضيف على الكلام السابق عن تحليل هذه المحاورة :

تتحدث هذه المحاورة عن كشف الشعراء الشباب للمعنى واعتمادهم على أمور أخرى غير الشعر , برموز رائعة من سوار الذهب ( يامستور ) استغلال أسم مستور لوجوب ستر المعنى بإضفاء الدفن عليه وإن الشعراء الشباب لايتقنون ذلك , ( والأرض محجوبة ) المعاني محجوبة عن نظر الجمهور العادي , ( ياكثر خلق الله ) كثرة الشعراء الذين ظهورا في السنوات الأخيرة طلباً للمطمع المالي مع عدم وجود مؤهلات شعرية تجعلهم يستحقون الوقوف في ساحة الميدان .

كذلك المطلع الرائع ( ابا اقول عوض ولاهو بعوض الله ) أي أنك ياخصمي عوض لست معني بالمعنى بل لزوم الدفن يستوجب أن يكون الحديث لك ورغم أن هذه أساسية يعرفه ابو مشعاب أي الخصومة في المعنى والدفن خلف إسم الشاعر الا أنه لم يعرف دلالة هذه الرمزية الرائعة .

كذلك تنبيه الشاعر سوار الذهب بإن الشاعر الحقيقي يعرف حتى دبيب النمل كناية عن فطنته وذكائه وقطفه للمعنى من أبعد رمزية , أي أن الشاعر الحقيقي ليس بحاجة لتوضيح معانيه ( واللي يمر الدبدبه يوح الدبيب = والشمس محجوبة والأرض مكوره ) .

( يامن يعرف ينكسه ويصوره ) دليل على الاهتمام بالشكل أكثر من الشعر .

كذلك شيلة الموال ذات الدلالة الرائعة على المعنى بطغيان اسلوب القدماء المتمسكين بإصول الشعر الحقيقي شعر الشباب الواضح والسطحي والضعيف غالباً , وسوار الذهب دائماً يبدع حتى في صوغ شيلة الموال لإعطاء رمزية قوية للمعنى ( طغى المذهب الأول على المذهب التالي )

ردود ابو مشعاب لم يواكب المعنى وكان يطلب التوضيح ( أصعد على المنبر وحدث ياخطيب ) وأعطنا ماعندك :
( وان كان في خاطرك شئ ثوره ) .

رغم ماسبق من رموز قوية ورائعة لم يفهم أبو مشعاب المعنى , رغم خبرته وطول ممارسته لشعر الرد .

يضيف سوار الذهب بعد أن طلب ابو مشعاب ( زيادة في المعنى ) عسى أن ينتبه ابو مشعاب لما سبق , وذلك بقول سوار الذهب لإسلوب شائع ومنتشر بين الشباب عندما يطربون للموال ثم قالوا ( عيد عيد ) أو قالوا له ( احلى يافلان ) أو ( اكوي )...... وغيرها من مصطلحات الشباب المراهق بين جماهير شعر الرد ( بداية من السنتر جماهير عيد أحلى ) , كذلك لكلمة سنتر دلالة رائعة أي كان جماهير الكرة المراهقين دخلوا على خط شعر الرد وأفسدوا ذائقة شعرائه بصياحهم وحركاتهم وغيرها من أمور معروفة عن جماهير الشعر الشباب , كذلك إن الشعراء الضعفاء جروا المحاورات والشعر الى الحظيظ فعيونهم تقصر عن النظر حتى لو كحلوها بجمال صوتهم وموالاتهم وحركاتهم عند الميكرفون ....ألخ ( بلا عينك الرمدا بلا عينك الكحلا ) , وإنهم يحتاجون الى وقفة من الشعراء القدماء والمتمكنين لإنقاذ ساحة شعر الرد من أمثال هؤلاء وإبقاء البقية الباقية من الشعر ( بداية طبيب أحلى نهاية علاج أحلى ) نعم أحلى من ( عيد عيد ) , فهم بحاجة لمن يقف في وجوههم ويقول أرحموا الشعر .

وجميع ماسبق يتحدث سوار الذهب عن موجة الشعراء الشباب الذين يعتمدون على الصوت والموال والتشخصية وحسن الهندام والضحك مع الصفوف وحركات لفت الانتباه بدون اي وجود للشعر .

يضيف سوار الذهب عنهم :

اللي يبا حاجه من الخايب يخيب = جارك يزوّر حجتين مزوره

من يريد الشعر من أمثال هؤلاء سيخيب أمله , والشعر مبني على حجج ونقاش حولها وتقاضي بين خصمين , لكن أمثال هؤلاء الشعراء لايتقنون أسرار شعر الرد ولايعرفون اصوله فستكون حججهم مزوره .

وأخيراً :

انته غريب الفن مع بدر الغريب = عينن سداسيه وعين مدوره

الحان بدر الغريب ادخلوها لشعر الرد , واستغلال رائع بغرابة مايعملون وأن هذه الأشياء غريبة على فن شعر الرد .

لكن تعلمون اين المشكلة رغم ماسبق زعل ابو مشعاب معتقداً إن المعنى عليه , رغم ( طغى المذهب الاول على المذهب التالي ) فهل ابو مشعاب من التالين أي الشعراء الجدد , وهل هو من أصحاب الصوت ( بدر الغريب ) .

ورغم الرموز السابقة , اعتذر ابو مشعاب عن اكمال الطاروق دون معرفة لمعنى اللعب , لذلك قال سوار الذهب في الرباعية الاخيرة في تلك الحفلة مخاطباً مستور :

لي طلب شيل ابو مشعاب في زنبيل = وأزقله وأنت مسرع في بحر جده