ملتقى دبي لشعر الشعبي يتألق بنجومه (مدغم بو شيبه/سعد بن طميشان/حامد زيد) الذي أبدع
 

تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وبحضور سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من المسؤولين والإعلاميين.. واصل ملتقى دبي للشعر الشعبي ليلة أول من أمس دورته السابعة بزخم جماهيري وتألق شعري لافتين، حيث غصت قاعة راشد في مركز دبي التجاري العالمي بحشود جماهيرية لم تشهدها الفعاليات الثقافية المماثلة عادة، وتناغم بين تلك الحشود والتألق من الشعراء المشاركين، عبر جوي تنافسي حميم يحرض على الإبداع ويشجع البحث عن التميز.

http://www3.0zz0.com/2008/02/12/04/891475739.jpg

شارك في الأمسية التي قدمها الشاعر والإعلامي نايف الرشيدي، كل من الشعراء: حامد زيد، مدغم بوشيبة، سعد بن طميشان، وأجمعوا ثلاثتهم على تقديم قصائد مهداة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وقصائد تهنئة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بمناسبة الثقة الغالية التي أولاها والده صاحب السمو الشيخ محمد لسموه، وقصائد إشادة بحضور سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم هذه الأمسية.. كما أجمعوا على تقديم قصائد وطنية وغزلية وإنسانية، لكن كل برؤيته ولغته وموسيقاه مع إصرارهم على النتح من البيئة الخليجية بتلقائية ودراية.

وإن ارتقى ثلاثتهم بالمفردة الخليجية عبر طرح أفكار وموضوعات وجدانية، وبسياقات لغوية عميقة الدلالات وجزالة وبلاغة.. فإن الشاعر حامد زيد ارتقى بالأمسية عبر ما قدمه من قصائد أخاذة تحاكي مواضيع جديدة، وتعيد صياغة مواضيع قديمة بأساليب عصرية مع حفاظه على البحور النبطية وشغله على تطويرها، متكئاً في كل ذلك على حفر التاريخ والغرف من نبع الشعر والنثر، أكان من التجارب القديمة أو المتجددة، أو من القرآن والأحاديث، أو من الحكم والأمثال.. ليس ليأخذ جوهر الفكرة أو طرق السرد وغيرها، بل لينصص مقاطع منها ويبني عليها مقاطع جديدة، أو ليعتمدها شطراً في بيت من بيوته:

ازعلك وارهن حياتي تحت رحمة زناد

تهبي لا والله الا أنت والموت تهبون

عاد إذا ما ارضاك هرجي ولا اللي قلت فاد

إننا لله.. وانا اليه راجعون

بالإضافة إلى تواتر الإيقاع مع دلالة المفردة من جهة والحالة الشعورية من جهة ثانية، وقدرة الشاعر على اختيار بحوره بما يتناسب مع موضوعاته، يعتمد الشاعر على المفارقات اللغوية وعلى الأبعاد الصوفية في الكثير من قصائده:

خلنا واحد يجي صلب والثاني حنون

موت فيني واندفن فيك بثياب الحداد

وان حييت أموت لرضاك واحيا بك بهون

مره ارقد بالكفن وانت ترقد بالمهاد

ومرة ارقد بالمهد وانت ترقد بالكفون

ادري ان شجونك شجون واعنادك عناد

تتابعت الأمسية بتواتر لافت بين الجمهور والشعراء من حيث التصفيق للتعبير عن اللقطة المميزة أو الهفوة العفوية، أو عن لحظة حماس هنا ولحظة صدق هناك، في حس جماعي ينم عن الإصغاء المرهف والتجلي الجميل.. وتبادل الشاعران مدغم بو شيبة وسعد بن طميشان إلقاء قصائدهما الوطنية والغزلية والوجدانية التي لا تخرج أيضاً عن البيئة الخليجية، وإن تجرأ بوشيبة ببثه أبيات من الغزل الصريح خلسة. حين تلاقت يديها وراء العود المبري وقطف حبتي التين، إلا أن قصائد الشاعر الأخرى نمت عن خيال واسع وقدرة على التجديد.