شاعر المدالجة في هذه القصيدة يرثي حال بعض النساء في فترة ما من الزمن الماضي حيث انتشر ما يعرف بخياطي النساء الرجال , الذين كانوا يفصلون ملابسهن مباشرة , وليس كماهو الحال بعد ذلك حيث أعتمدوا على المقاس القديم.
وقد أشعلت قريحة الشاعر هذه الممارسات الدخيلة علينا , فنظم هذه القصيدة يعبر فيها عما جال في صدرة بسبب تلك الممارسات , وقد وجدت صدى قوياً في مدينة عنيزة وفي عالية نجد حيث يقطنون أكثر الموازين...
وبعد فترة أوقفت هذه الممارسات بعد الصحوة وإنتباه الغيورين فماذا قال شاعر المدالجه ضيف الله بن زراق بن مدلج؟؟؟
قال رحمة الله عليه:
يا بنت ياللي للخواجه تروحين=بثياب ما يعرف عددهن مجهول؟
يفصل عليك أشكال جملة فساتين=وياخذ مقاس الصدر والعرض والطول
يقول دوري يسار ثم أرجعي يمين=ثم أقبلي واقفي وأنا أعرف ومسؤل
آخذ كروكيٍ على الجسم ذا الحين=وليا فصلت الثوب من يقدر يقول؟
عندي شهاده من مدارس فلبين=أجاكر الهندي وراعي سطنبول
وفي غرفة الخياط حول الثلاثين=الثوب ناقص كم والشعر مفلول
غير التدلع عاريات الذراعين=وأن ما كشفن حطن على الوجه هلهول
حرام يا بنت العرب لا تضيعين=ما يامن الصاحي مرض كل معلول!
يلعب عليك مخالف الشرع والدين=وتعصين منهو كافلٍ كل مكفول!
خوفي من الي كلنا له ذليلين=اللي خلقنا وأحسن الخلق بكمول
داري على الشيمه ترانا شريفين=ومن لا يعز النفس تافه ومذلول
وليا تركتي سلمنا وش تكونين؟=صرتي خيالٍ ما نفع بأي مفعول!
ولومي على اللي تاركين القوانين=لهم عيونٍ عمي وأن فتحت حول
اللي يعرفون المذاهب ودارين=لكن حول أرقابهم حبل مفتول
يمشون بين المجتمع شبه راضين=لا منكراً غيّر ولا جهد مبذول
لومي على الأنذال حينا بعد حين=وإلا على أهل المعرفه ماله أحلول
كم واحدٍ لو قال أنا رجل مسكين=ماهمه إلا ملي بطنه من الفول
ومن لا كرامه فيه دونه غنيين=حتى أيش لوله راس ويدين ورجول
ليته مشا درب الرجال القديمين=اللي لهم سيره وقالات وفعول
وصلوا على اللي خاتمٍ للنبيين=عداد ما يمطر من المزن هملول
رحم الله شاعر المدالجة وأسكنه فسيح جنانه
أبن مصاول