عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 7 )


الممثل الرسمي للإدارة في الرياض وما حولها
رقم العضوية : 4123
تاريخ التسجيل : 18 09 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : الرياض
عدد المشاركات : 1,128 [+]
آخر تواجد : 26 - 06 - 14 [+]
عدد النقاط : 16
قوة الترشيح : ابو سلطان الشمشم is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد: يوميات ((لقيــــطـه)) في الـ30تروي بجرأه كل مايدورفي دارالأيتام بالرياض))

كُتب : [ 24 - 08 - 10 - 03:11 AM ]

الجزء الخامس

في ذلك اليوم استيقظنا على صراخ أحد الأطفال


كان يصرخ بصوت عالٍوعندما ذهبت لاستطلع الأمر
وجدته ضيف جديد وعلمت أنه جاء من أسرة بديلة لكنه لميكن يريد المجيء
فكان يبكي ويبكي بصوت عال ورفض الأكل ولايجعل أحديقترب منهحاولوا الأمهات
والمراقبات أن يسكتوه ويحضنوه لكنه كان يرفض جميع المحاولات ...
أحضروا له الألعاب والحلوى وبقية الأطفال في عمره لكن كل تلك المحاولات لمتنفع معه ...
بل ظل طوال اليوم يبكي ويرفض الأكل وبالمقابل كان والده يتصل علىالدار ويبكي مطالبا
باسترداده وكان يدعو على من تسبب بفراق ابنه عنه بعدمالتوفيق ....
طبعا لم يكن والده الحقيقي بل كان والده الذي رباه وتبناه منذ أنكان حديث الولادة حيث كان الأب
متزوج من سنوات طويلة لكنه لم يرزق بالأطفالفتوجه للدار وتبنى طفل حديث الولادة ورباه حتى اليوم
الذي سحبت فيه الحضانة منهوكان عمر الطفل آنذاك عشر سنوات ...
والسبب في سحب الحضانة أن الأم البديلةتوفيت وانتقلت لرحمة الله مما جعل الدار يسحبون الحضانة
من الأب بحجة عدماستيفائه للشروط ولأنه لن يكون قادرا على تربيته وأن الطفل بحاجة لأم فأحضرللدار
رغما عن الأب والطفل مع أن الأب لم يكن مقصرا معه ولكن أيضا كان وضعهالاجتماعي أقل من متوسط
وهنا الدار تحب السيطرة ولو كان الأب ذا منصب أو وضعمالي ممتاز لاختلف الأمر لأن هناك من أبناء الدار
من يقيمون في أسر غير مستوفيةللشروط ولكن نظرا لوضعها أومركزها الاجتماعي يتم التغاضي عن تلك
الشروط بينماهذا الأب المسكين الذي كان يحب الطفل ويعامله بكل طيبة لم يسمح له بحضانةالطفل
حاول كثيرا أن يسترد حضانته ولكن دون جدوى كان يكلمه بالهاتف فيبكي ويبكيالطفل معه ...
كان وضعهم مأساوي جدا ويدمي القلب قال الأب إذن سأذهب وأنتقلللسكن مع أخي المتزوج
كي تقوم زوجة أخي برعاية الطفل وتحل محل أمه لكن الدار لويوافقوا على تلك الفكرة باعتبار أن
منزل أخيه غير ملائم ومزدحم بالأطفال ولن يحظبالرعاية الجيدة هناك زعما منهم أن الدار رعايتها أفضل
رغم أن الجو السري هوالأهم فلن يموت من الجوع لأنه على الأقل مصروفه الشهري الذي يعطى
للأسرة البديلةكاف للغذاء وهو مبلغ 2000 أو 1500 ...
مرت الأيام وبعد مدة بدأ الابن بالتأقلموذلك بعد أن أخضع لتهيئة نفسية وأصبحت زيارات الأب أقل من قبل
ثم انقطع فترة عنالزيارة دون أن نعرف السبب وفوجئوا الدار بفي أحد الأيام
بقدوم أخيه للداريخبرهم أن والد الطفل في المستشفى
وأنه يريد أن يرى ابنه فعلا تمت زيارة الابنلوالده في المستشفى ومرت شهور وهو يزوره
بعدها توفاه الله وأسأل الله ان يرحمهويسكنه فسيح جناته ...
كنت أشفق كثيرا على ذلك الأب وحتى يومنا هذا لم أستطعنسيانه مازلت أذكره كان يمثل نموذجا رائعا
للأب وحتى يومنا هذا مازلت أتعجب منموقف الدار منه كنت أرى أنه يستحق الحضانة بجدارة لأنه يملك
مشاعر الأبوة التيلن يعوضوها الدار له ...
مازلت أسألأ العديد من الأمهات عن سبب منع الدارلحضانته ظننت أن هنالك سببا أقوى يستدعي سحب
الحضانة منه لكن الجميع أكد لي أنالسبب وفاة الزوجة ...
اكتشفت أن الإنسان الضعيف والفقير في هذه الحياة لايستطيعأن يدافع عن نفسه ولا حتى عن أبسط حقوقه
فهناك أسر لا تستوفي الشروط ولكن الدارتسمح لها بالحضانة إما بسبب الواسطة أوالمركز الاجتماعي
رغم أن بعضهم يريد أنيتبنى فقط من أجل أن يكبر في عيون الآخرين بل بعضهم يهملون الأبناءالذين
يكفلونهم ......
فعلا هناك أشياء تبدو غريبة والإنسان الضعيف في هذهالحياة مهضوم حقه .....



من فترة يا اختي قرات قصة مشابهة
عن اسرة تكفلت ببنت مجهولة النسب وهم سمر والبنت فاتحة البشرة وسحبت من العائلة رغم بكائها وبكاء امها واخوانها ووالدها
ورغم تفوق الفتاة الدراسي والحالة المعيشية الجيدة التي تنعم بها وسط والدين تكفلا بها والظاهر انها صارت حلال على الرجل بحكم الرضاعة من محارمه
وكان اللقاء مع الام البديلة تقول ان البنت كانت خير عليهم
بالاول ماكانت تنجب وبعد مجي البينت ربي رزقها ثلاث اطفال ذكور
وكانت للبنت غرفة مستقلة والعاب

لكن دار الرعاية الظاهر ببريدة اذا مو غلطانة ما همهم هذا سحبوها بحجة عدم التكافؤ انها بيضاء وهم سمر


إيوه صح حتى عاللون ممنوع بس من البداية المفروض يمنعون

لأنه دايما يجون ناس ويختارون مثلاولد أو بنت والدار ترفض لأنه مو بلونهم
ويقولون إنه زمان كان مسموح ويمكن بعدالنظام صاروا يسحبون الحضانة من الأسر اللي
ماينطبق عليها شرط اللون ...
لكنفيه أطفال يسحبونهم من أسرهم البديلة عشان أسباب تافهة مع إنه لو فكروا
فيهايلقون إنه من مصلحة الابن البقاء مع الأسرة البديلة وحجتهم عدم استيفاءالشروط
مع إنه فيه أسر ماتستوفي الشروط وبنفس الوقت تكفل أيتام يعني النظاممايطبقونه
على الكل ويطبقونه متى مابغوا ...



بالنسبة لموضوع الهجرة للخارج ... اذا ان الموضوع يروق للأخت


تقدر تتلكم مع الجهات المختصة وتشرح لهم الوضع وتشوف ردهم

او اذا تقدر تخاطب السفارة الأمريكية او الكندية وتشرح لهم الوضع وانها ترغب في الحصول على جرين كارد امريكا/ برنامج مقيم دائم كندا
او حتى بعض السفارات الأوربية مثل بريطانيا او المانيا وميزة هذه الدول ان في البداية ان هناك ممكن تسهيلات
اي ممكن يعاملونك مثل لاجئة او شيء من ذلك على ماتلقين عمل وايضا هناك قابلية انك تندمجين في المجتمع
اذا كان عندك تقبل لذلك

وفي دول الهجرة لها سهلة لكن احوالها المعيشية تعبانة

وفي خيار ثاني
جايز انه يكون اسهل خصوصا اذا انك ماتقدرين تتأقلمين مع الحياة في الخارج التي لاتخلو من الصعوبة
تقدرين تهاجرين الى دولة خليجية وتشتغلين بمؤهلك اذا كان هناك فرصة عمل لك
تقدرين تعيشين هناك وماحد حولك وتاخذين راحتك ولاتقولين لأحد انك مجهولة نسب
وافضل خيار لك الأمارات


ماعمري فكرت فيالهجرة للخارج

أحس الوحدة صعبة والحياة خارج الوطن صعبة حتى الاعتماد على النفسصعب
الدار عودونا على إننا نعتمد عليهم في كل شيء ....
وأتوقع بل أجزم إنهممنوع أذكر كان فيه وحدة قبل مدة بسيطة يعني كم شهر
أجنبية ولدت هنا بالرياضمولود غير شرعي طبعا وكانت تبغى تسافر به لكن الدار
رفضوا بشدة مع إنه مولودوبيروح مع أمه ورفضوا بحجة إنه ولد على الأراضي
السعودية ولا يسمح له العيشخارجها وكثير نفس الشيء يرفضون إنهم يسافرون
مع أمهاتهم فكيف بيخلون غيرهميسافرون لوحدهم ....



هل في سن معين يسحبون الحضانه منهم؟



لا مافيه سن لسحبالحضانة وعادي يعيشون معاها لحد مايتزوجون

هل فيه شروط لللحضانه؟



ايه فيه شروطلازم يكونون أم وأب ونفس اللون ومايكونون كبار بالعمر يعني مثلا الأم ماتكون فوقالخمسين

وجاية تآخذ مولود وتزور الخصائية البيت اللي يعيشون فيه وتشوف وضعهموظروفهم ... لكن مايعطونها
الولد والبنت إلا بعد ماينتهون من البحث ويستوفونالشروط فمدام هم حاليا بحضانتها دليل إنهم مستوفين
للشروط وإن شاء الله يتمونمعها على طول .....




انا قلت لك كذا لأني تصورت انك تعانين من وحدة اوشيء من ذلك فقلت : هي وحدة هنا ولاهناك
لكن هناك الوضع مختلف طبعا مثل ماتعرفين
ومافي شك ان الأعتماد على النفس صعب في بلد غير بلد الواحد ويكون بلد مايعرف عنه شيء


على فكرة عنديأنا فوبيا من العالم الخارجي ومن يوم كنت طفلة
وأنا أكره العيش خارج أسوار الداروكنت أرفض الأسر البديلة
وحتى الأسر الصديقة بس أروح لهم وقت النهار وبالليل ماأنام إلا في الدار
ولحد الآن ما أحس بالاستقرار والراحة إلا في الدار ...
وأذكر إني يوم كنت صغيرة لما تجي أسرة صديقة وتختارني يآخذوني معهموبالنهار
عادي أتأقلم وأول مايجي الظلام ويبدأ الليل أقعد أبكي ومرة حاولوا فينيوعييت ما أسكت
آخر شي رجعوني للدار والأم قعدت تهاوشني تقول راجعة لنا الساعةوحدة كان صبرتي
لين بكرة الصبح في الأخير معد صرت أروح لأسر صديقة فقط الأمهاتاللي معانا في الدار هم اللي
كنت أنام ببيوتهم إذا أخذوني معهم لأنهم أمهاتي فيالدار وأحس بالأمان معهم
لكن غيرهم لا مستحيل أنام عندهم .....
______________________________
كالعادة ضيف جديد وما أكثرهم ضيوفالدار لكن الغريب أن الضيف هذه المرة
لم يكن لوحده بل كانت معه والدته ...
كان طفل صغر عمره لايتجاوز العدة أشهر ومعه والدته كان غير شرعيووالدته
أدخلت المؤسسة لتقضي محكوميتها خرجت بعد عدة أشهر وفي اليوم الذي تمفيه
الإفراج عنها حضر والدها ليستلمها ويصطحبها معه وبينما تم إنهاء الإجراءاتاللازمة
تفاجأ الجميع أنها ترفض التنازل عن ابنها غير الشرعي ...
حاول الأبإقناعها لكنه لم يستطيع ولا أحد يتسطيع إجبارها على التنازل والدار لاتستلم
الطفل إلا بعد تنازل الأم عنه وهي ترفض التنازل عنه لأنه ابنها حتى وإنكان ثمرة خطأ
ارتكبته ترفض أن تتنازل عنه وقالت ابني وسأربيه ولن يربيه أحداغيري لن أودعه بملجأ
واستمتع بحياتي وسأتحمل نتيجة خطأي وسأتحمل نظرات المجتمعالقاسية لي وإن كنتم
تخشون العار فالعار وقع والكل عرف بمصيبتي ولن أعالج الخطأبخطأ ...
أنا تبت وسأصلح خطأي وسأربي ابني ....
رفض الأب استلامها هي وابنهاخيرها بينه وبين ابنها , وضعها بين نارين إما أن تترك ابنها
لتعود معه وتبدأحياة جديدة وإما أن تبقى بجوار ابنها وتفقد أسرتها ...
لم تفكر طويلا وقالت ابنيولن أتخلى عنه ووضعت والدها أما خياراتها هي وقالت إما نذهب
معك أنا وابني أو لنأذهب بمفردي ...
اشتد النقاش لم يستطع أحدهما أن يقنع الآخر وفي النهاية رفضالأب استلام ابنته ذهب
وتركها هي وابنها في المؤسسة ....
طبعا هنا تدخلتوزارة الشؤون الاجتماعية فتكفلت بالبنت وبابنها وأودعتهم معا في دارنا
كانت لهاغرفة مستقلة مع ابنها ووفرت لها الدار عملا في نفس دارنا ...
فأصبحت تعمل وتنفقعلى نفسها وعلى ابنها وتعتني به كثيرا والدار توفر لها كل احتياجاتها
هي وابنهامرت الأيام وأصبحت تلك الفتاة صديقة وأخت وأم لكل من في الدار أسرت الجميع
بطيبةقلبها كانت خلوقة جدا والتزمت وتقربت إلى الله كثيرا ...
كنا نراها تصلي وتدعيوتتضرع إلى الله ليلا ونهارا يبدو أنها تابت وندمت على كل مافعلت
مرت الأياموسمعتها كانت رائعة في الدار وبعد مدة تقدم إليها رجل يقال إنه على دين
وخلق سمعبقصتها من قريبة له تعمل في الدار وتقدم لخطبتها ووافقت على الزواج منه
بشرط أنتربي ابنها وأن يقبل بذلك وافق على شرطها تزوجت وانتقلت معه لبيتهم
ومنذ ذلكاليوم لم أرها وانقطعت أخبارها عنا ....
قوانين الدار تمنع الأمهات من معاقبة الأطفال حتى وإن أخطأوا الم ليسلها صلاحية العقاب
ودورها أن تبلغ الأخصائية والأخصائية بدورها تقوم بمعاقبةالطفل حسب لائحة الأنظمة ...
لكن مع ذلك لا أحد يتقيد بالنظام وكل أم تعاقبأطفالها وكن يتذمرن كثيرا من تلك الأنظمة ويردن
أن يكن لهن صلاحية في عقابالأطفال ويعترن ذلك نوع من التربية والتأديب ولا أعتقد أن هناك أي أم
لم تعاقبأطفالها في الدار بعضهن كن يقولن أنهن يعاملن أبناء الدار كأبنائهن ويعاقبونهمكعقابهم لأبنائهم
وبعضهن لم يكن لديهن أبناء ومع ذلك يقولن لو كان لديهن أبناءفسيربينهن كتربيتهن لنا .....
وكل أم لها طريقة معينة في العقاب بعضهن كنا نخشىمنهن كثير وعقابهم كان قاسٍ جدا
ضرب وحبس وحرمان من كل مانحب ويزداد العقاب حسبالخطأ الذي اقترفناه ...
كنا أحيانا نشعر أننا لم نخطيء ولا نستحق العقاب ومعذلك نعاقب وفي نفس الوقت نخشى أن نبلغ
عن تلك الأمهات ونخشى أيضا عليهن من الفصلفكم أم فصلت بسبب علم الإدارة عن عقابها للأطفال ...
كانت هنالك أما تعاملناوكأننا في مدرسة ولسنا في بيوتنا تريد منا الجلوس بانتظام والأكلبانتظام
والاستئذان عند الذهاب لأي غرفة لاتريدنا أن نلعب ولانصدر أي إزعاج لاتريدنا أن نضحك بصوت عال
ولا نتحرك كثيرا تطلب منا الجلوس بصفوف منتظمة أمامالتلفاز وحين تدخل المراقبة وتسألها عن سر
انتظامنا وهدوئنا غير المعتاد عندبقية الأمهات تجيبها بأننا لعبنا حتى شبعنا وتعبنا ثم طلبنا منها
أن نتفرج علىالتليفزيون كانت تكذب أمامنا ونسمع كذبتها على المراقبات ونصمت ولكن حين نكذبنحن
تعاقبنا وتقول لنا : حسبي الله عليكم يا الكذابين تبغون ربي يحطكم في نارجهنم ...
ماتدرون إن الكذب حرام ؟؟؟؟ وإن الكذاب يروح النار ؟؟؟
مرات كثيرةكنت أتمنى أن أخبرها باننا تعلمنا الكذب منها ...وددت لو أسألها لم تكذب علىالمراقبات خافت من الإدارة ولم تخف من عقاب الله ولا النار وتطلب منا أن نخاف ...
تلك هي المشكلة الأزلية التي كنا ومازلنا نعاني منها وهي تناقض الأمهاتوأيضا اختلافهن واختلاف
طريقة تربيتهن لنا فإحداهن تعطينا قدر من الحرية والأخرىتمارس الكبت علينا وأخرى قاسية وأخرى حنونة
وهكذا .....
في إحدى المرات وفيالمدرسة في حصة القراءة كانت المعلمة تطلب منا أن نكتب على السبورةكلمات
إملائية ومن تخطيء منها نصحح لها خطأها وحين جاء دوري وخرجت على السبورةوكتبت الكلمات التي
طلبتها مني انتبهت المعلمة إلى علامة على أصابعي بسبب ضربإحدى الأمهات على ظاهر كفي
بملعقة الطعام فنادتني وسألتني عن السبب وحين أخبرتهاقالت قولي لتلك الأم المعلمة تقول لك
" فاما اليتيم فلا تقهر " فحفظت الآية وحينعدت للدار ذهبت لأمي وأخبرتها بماقالته لي المعلمة
لم اكن أعلم أن ذلك سيغضبهافهنا ثارت علي وجن جنونها وأخبرتني عن السبب فأخبرتها أني لا أعرف
وفعلا لم أكنأعرف لمَ طلبت مني ذلك خصوصا أنني كنت في الصف الأول ولم أربط بين حادثة يديوالآية
وبعد عدة استجوابات علمت أني أخبرت المعلمة أنها ضربتني وغضبت جدا وطبعاكعادتهم حين يخطيء
أحدنا يخاطبوننا بصيغة الجمع وربما لأن الشر يعم فقالت لي :
ياناكرين المعروف ياعيال الدار هذا إنتم بس تحبون تتشكون وتسوون أنفسكم مساكينومظلومين
كباركم وصغاركم مثل بعض , الجميل والمعروف تنسونه هذا إحنا كل يوم نهتمفيكم ونوكل ونشرب ونلبس
ونروش ونمشط وندلع وماتروحون وتعلمون بس يوم نطقكم علىطول تروحون تعملون ,,
تحبون الفتنة والمشاكل كم مرة أقول لكم الفتنة أشد منالقتل .....
رايحة وفاضحتنا عند الأبلة ومعلمة علي عشان ضربتك الحين تحسبنا بسمجمعينكم بغرفة ونضرب فيكم
ليل ونهار على بالها إنكم مظلومين ومعذبين ماتدري إنهمحد يقدر يسوي لكم شي .......الخ
واستمرت في تهزيئي ونص الكلام اللي قالتهحافظينه من كثر مانسمعه حاولت أفهمها إني مافتنت عليها
لكن مو راضية تصدقني سكتوخليتها تكمل تهزيئها ...

.......................
الأمهات أيضا بعضهن كنمظلومات عندما كنت صغيرة كنت أعتقد
أن كل الأمهات قويات ومتسلطات ولايخافون منشيء ولا يهمهم أي شيء
كنت أرسم صورة لهن وأعتقد أنهن أقوى من كل شيء ...
كنانحبهم ولا أعتقد أن أحدنا يكره أي أم ربتنا حتى ولو كانت قاسية بعض الشيء
فكلالأمهات التي عرفتهن رغم تعددهن واختلافهن إلا أنني أحببتهن فكل واحدة منهن
حتىوإن كانت قاسية نجد في قلبها حنان وفي بعض المواقف يتضح لنا أنهن فعلا يحببننا ....
عندما كبرت أدركت أن أغلب تلك الأمهات كن مظلومات ومسكينات بل ضعيفات وكلواحدة منهن
تحمل هما بداخلها ....
هناك منهن من تعمل لأجل أن تنفق علىأبنائها الذين تخلى عنهم والدهم بعد طلاقها
وأخرى تنفق على أمها وإخوتها بعدوفاة والدهم , فكل واحدة منهن كان لها قصة مع الكفاح والأسى
وكن يجدن من وظيفتهنمايسد رمقهن , كلهن كن يحرصن على الوظيفة أكثر من كل شيء
فوظيفة حاضنة لاتتطلبواسطة ولا شهادة ولا أي شيء كبقية الوظائف وأي واحدة بإمكانها أن تكون
أما فيالدار حتى وإن كانت أمية لاتجيد القراءة والكتابة ...
واكتشفت أن أغلب الأمهاتخاصة اللاتي لايمكلن شهادات كن يتحملن الكثير من أجل الحاجة
فلولا حاجتهن لتلكالرواتب الزهيدة لما بقين في الدار كثيرات منهن كنت أسمعهن يندبن حظهن
ويسألنالله أن يرزقهم بوظائف تغنيهم عن رواتب الدار الزهيدة والتي يصاحبها الكثير منالإهانة ...
في صغري كنت أعتقد أن الأم شيء مبجل وأنه يجب احترامها وتقديرهالأنها تربي وتعلم وتنشيء أجيال
كنت أراهن أمهات حتى وإن قسون على الأقل تحملنالكثير منا وقمن بتربيتنا بعد أن تخلوا أمهاتنا عنا ...
كنت ومازلت أنظر لهمنظرة احترام أتغاضى عن توافه أخطائهن فهن في النهاية بشر يصيبون ويخطئون
وعندماكبرت أدركت أن تلك الأمهات لايجدن التقدير الذي كنت أنه لهن بل الإدارة وبقيةالموظفات الأعلى
شأنا منهن والمعلمات والأخصائيات يعاملهن بكل ازدراء ويكلفنهنبمايستطعن ومالايستطعن ...
مرات كثيرة كنت اقف في صفهن ومازلت أقف معن كثيرا ليستحيزا لهن ولكن لأنني فعلا أرى كم هن يتكبدن
الكثير ساعات عمل طويلة ومهماملاتنهتي وأي تقصي رتعاقب عليه لايسمح لها بالراحة ولا النوم ولاحتى
الاسترخاءربما يعتقدون أنهن آلة أو ربما لأنهم يعلمون مدى حاجة تلك الأمهات للرواتب فيتعدونالإثقال عليهم
لأنهم متأكدين أنهن لن يرحلن ....
أحيانا ينعكس سلبا علينا كلذلك الإزدراء والإساءة التي تلقاها تلك الأم من الإدارة والضغوط الأسرية
التيتعاني منها وضغوط العمل التي لاتنتهي تجعل بعضهن ينفعلن عند أدنى سبب ...
أمهاتكثر تم فصلهن ربما بعضهن يستحقون الفصل ولكن بعضهن الآخر كن مظلومات كم أم رأيتهاوهي
تبكي ولاتعرف ماذا تفعل ومن أين وكيف ستنفق على أسرتها ...
وكم أم أخذتتذل نفسها للإدارة وتتوسل إليهم ان يعيدوها للعمل فيعيدوها بشروطهم هم وبعد أنيذلوها
وكم أم ظُلمت وعانت وبكت وتألمت ....
لقد أدركت أن المساكين والفقراءفي هذه الحياة مظلومين جدا وأن هناك أناس
تجبرهم ظروفهم على تحمل الذل من أجلتوفير لقمة العيش وهناك أناس يستغلون ضعف وفقر هؤلاء
ليستغلوهم ويكلفوهم بمايفوقطاقتهم ...
.....................
كالعادة ضيفة جديدة نستقبلها في الدار ففيظهيرة أحد الأيام
جاءت طفلة للدار لا يتجاوز عمرها ثمان سنوات وكانت بزيالمدرسة
شعرها قصير جدا لايتجاوز أذنيها ومريولها قديم وحالتها رثة جدا وكالعادةأدركت
أنها ضحية جديدة لكنها هذه المرة لم تكن ضحية
أسرة بديلة أهملت فيتربيتها بل كانت ضحية عنف أسري توفيت والدتها
وهي رضيعة تولت رعايتها زوجةوالدها كانت أمورها على مايرام طبعا والدتها
كانت الزوجة الثانية وزوجة أبيها هيالأولى ولديها عدد من الأبناء
المهم أن شذى كانت تعيش في كنف والدها وزوجته وقبلسنة من حضورها
إلينا توفي والدها في حادث سير هنا تبدلت معاملة زوجة الأب التيأصبحت
تصب جام غضبها على هذه الطفلة التي لم يكن لها ذنب سوى أنها يتيمة
بلاأب وبلا أم فالموت انتزعهما منها لتتيتم في طفولتها
وتفقدهما وهي في عمر كانتفيه في أمس الحاجة لهما ....
لا أدري إن كان لها خالات وقريبات وأين هم عنها؟؟؟
لم أعرف الكثير عنها لأنها لم تمكث لدينا سوى ثلاثة أيام ثم انتقلت
إلىدار أخرى أتذكر أنها كانت تحدثنا
عن قسوة زوجة أبيها كانت تحرمها من اللبسفمريولها وحقيبتها وجزمتها
كلها كانت من والدها اشتراها له حين كان على قيدالحياة
وحين كانت هي بالصف الأول في الإجازة توفي والدها وبدأ مسلسلتعذيب
زوجة أبيها لها وفي نهاية السنة الدراسية لاحظت المعلمات تغييرات علىالطالبة
وحتى مستواها الدراسي تأثر وشرود ذهني وعند استفسارهم منالطفلة
ومعرفة ظروفها رأوا بعض آثار التعذيب على جسدها
قدموا بلاغ واتصلوابالدار التي استلمت الفتاة وفتحت ملف لها ...
وكانت زوجة أبيها تحرمها من مصروفالمدرسة ومن تناول الوجبات
معهم على نفس المائدة ومن الجلوس واللعب مع إخوتها ...
ولا أعتقد أن تلك الزوجة نالت عقوبتها بل تركت كما ترك الكثير غيرها
ممنيمارسون العنف على الأطفال ...
سجلت على أنها قضية عنف أسري وكالعادة سحبتالحضانة
من زوجة الأب وأودعت الفتاة في الدار وانتقلت لدار أخرى رأيتها بعدمرور
سنة في أحد احتفالات الدور كانت مختلفة عن السابق
شعرها مرتب ولبسهاأيضا منسق أصبحت من المتفوقات
بدأت حياة أخرى من الدار ربما سيأتي اليوم
الذيتعود فيه لأسرتها وأشقائها ....
لم تكن شذى آخر ضحايا العنف الأسري بل بعدهابفترة قصيرة جاءتنا ضحية أخرى
ولكنها كانت مختلفة تماما عن شذى ....
..................
كل الأيام في الدار تبدو متشابهة فمن لا يعرف الدارفقط يغمض عينيه
ويتخيل أنه في مستشفى أو مدرسة كبيرة نوعا ما لأنها
أقربماتكون لهما وهي بعيدة كل البعد عن المنازل والبيوت الأخرى , ومنذ
صغرنا ونحننعيش في نظام كل شيء له وقت مخصص فالطعام له وقت
ومشاهدة التلفاز وقت واللعب وقتوالنوم وقت اعتدنا على تلقي الأوامر ولم
نعتد على تنفيذها كانت الدار بمثابةالمدرسة والمدرسة بمثابة الدار
ففي الدار قد نلتزم ببعض الأنظمة خوفا من العقاببينما في المدرسة
لانخاف من شيء ولانلتزم بشيء فكنت أرى أخواتي وهن يتقافزنهنا
وهناك ويرفعن أصواتهن على المعلمات ويخرجن من الحصص بلا استئذان
ويتمردنكثيرا في تصرفاتهن ففي المدرسة يفرغن الذي يتعرضن له في الدار
وفي يوم جديد لايختلف عن بقية الأيام انضمت إلينا أخت جديدة اسمها سلوى
كان عمرها ثمان سنواتوتدرس بالصف الثاني الإبتدائي جاءت إلينا بعد
أيام قليلة من شذى وأيضا عن طريقالمدرسة حيث اتصلت المدرسة على الدار
تفيدهم بوجود ابنة من بنات الدار تتعرضلعنف أسري شديد من قبل أسرتها
كانت أم ليلى فتاة لاتتجاوز الثامنة عشر من عمرهامراهقة وقعت في حب شاب آخر
مراهقا على مايبدو وبعدها أنجبت ابنتها سلوى وهي غيرشرعية وتم القبض عليهما
وبعد أن خرجت من المؤسسة تزوجت بمن تحب لا أدري إن كانزواجهما عن رغبة أم بعد
ضغوط تعرضا لها المهم أنهما جاءا للدار بعد زواجهماوطالبا بحضانة
ابنتهما سلوى وأبديا ندمهما على الماضي وأقرا بخطئهما وبعد أن شعرالمسؤولون
أنهما سيصححان غلطتهما قرروا أن يسلماهما ابنتهما وفعلااستلاماها
ولا أدري إن كانت هناك متابعة لها لأنه عادة يكون هناك متاعبة منالدار للأسر
التي تحتضن أبناء الدار ولكن لا أدري عن سلوى بالضبط ولكن حين كانتسلوى
في الصف الثاني اتصلت المدرسة على الدار وأفادتها بأن سلوىتتعرض لعنفأسري
وبعد التحقيق في الموضوع اكتشفوا أن أم سلوى كانت تمارس أنواع متعددة منالعنف
على ابنتها سلوى ووجدوا فيها عدة حروق في رأسها وأذنيها وبقية أجزاءجسدها
" يتبع "
...........................
أكمل لكم قصة سلوى حيث وجدوافيها عدة حروق وآثار تعذيب وكانت والدتها هي من تمارس
العنف عليها فكانت تجعلهاتنام في الفناء على غطاء خزان الماء مما جعل وجهها يحترق
من شدة حرارة الشمس وقتالظهيرة وكانت تضربها وتحرقها بالنار في يديها ورأسها
حتى أذنها كانت محترقة , والغريب أن سلوى وحدها من كانت تتعرض للعنف من بين بقية
إخوتها فكانت هي الكبرىبينهم ويليها أربعة من الأبناء لم يتعرضوا للعنف فلتت والدة سلوى
من العقابكغيرها والكل كان يتساءل عن السبب الذي دفعها لتعذيب ابنتها فكنت أسمع
البعضيتهمها بالمرض النفسي والبعض الآخر يعلل ذلك بأن ابنتها تذكرها بغلطتهامماجعلها
تكرهها وتقسو عليها وتعذبها وبعضهم اتهمها بأنها كانت تريد قتلها كيترتاح منها لأنها تعتبرها
بصمة عار على جبينها , والجميع كان يدلي بدلوه ولم نكننعرف السبب الحقيقي لتصرفها
سحبت الحضانة منها وأذكر أنها بعد سحب الحضانة منهابايام جاءت مطالبة باسترداد
الحضانة وقامت الأخصائية بتوبيخها وطردها أمامناقائلة لها : إنتي ماتستاهلين إنك تكونين أم
وبأي وجه جاية بعد اللي سويتيهوالحضانة مستحيل ترجع لك واطلعي برا .....
حتى سلوى لم تكن تعرف سبب تعذيبها علىيد والدتها إلا أنها كانت تصرح أن والدها لم يكن له
اي دور في تعذيبها ولكنه كانيقف موقفا سلبيا كموقف المتفرج وربما المشجع تقول إنه لم يكن
يضربها ولا حتىيوبخها ربما لأن أمها كانت تقوم بدرها ودروه على أكمل وجه فلم تحن الفرصة له
كييمارس دوره هو الآخر وربما لم يكن راضيا ولكنه كان ضعيف الشخصية وربما كان محرضالكن سلوى
كانت تبرئه دوما وتقول إنه لم يضربها قط ولكن كان يعلم بكل ماتتعرض له , بقيت سلوى حديث الدار
لأسابيع وربما لشهور والكل نصب نفسه محللا نفسيا لماتعرضت له والكل أدلى بدلوه حتى إنهم بدأوا
يستعيدون قصة قديمة مشابهة لها وهيقصة أم أيضا حملت سفاحا وبعد أن أنجبت فتاة وضعتها في الدار
وكانوا يقولون إنابنتها كانت على قدر من الجمال وكانت محبوبة من جميع الحاضنات وفوجئوا فيأحد
الأيام بقدوم والدتها بعد أن تزوجت قادمة لتطلب حضانة ابنتها لم تمانع الدارورحبوا بذلك خاصة في ظل
موافقة الطرفين وقدومهما بأنفسهما وفعلا اصطحبا الطفلةوكانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات فاصطحباها
وسط دموع إخوتها وحاضنات وموظفاتالدار على فراقها مع أمنياتهم لها بحياة سعيدة خارج الدار
إلا أنهم فوجئوا وبعدثلاثة ايام فقط من رحيلها بنبأ وفاتها وبعد التحقيق اتضح أن الأم ألقت بها منأعلى
السلم في المنزلمن الدور الثاني لتسقط على الأرض وتلقى حينها والكل بكىعليها وتساءل لم تفعل
ذلك أمها هل كانت تود أن تخفي للأبد آثار فضيحة شعرت أنهاستلاحقها طوال حياتها ؟؟؟
ايسهل عليها قتل إنسان بلا ذنب ؟؟؟؟ هل زوجها هو منكان يحرضها ؟؟؟ هل وهل وهل كلها أسئلة
بلا أجوبة ماتت ومات معها السر وأكملتوالدتها حياتها حتى وإن نالت العقاب الدنيوي بقي لها عقاب آخر
عقاب رباني لميحكم عليها بالقصاص لأنها غيرت أقوالها مرات عديدة ولم توجه لها تهمة القتل العمدلأنها
أم ولا أدري بم حكم عليها ولا أذكرها لكني فقط سمعت بها ومازلت أسمع عنها ....
كانوا يشبهونها بوالدة سلوى إلا أن تلك حكمت على طفلتها بالموت السريعبينما والدة سلوى حكمت على
طفلتها بالموت البطيء ......
مرت أيام عديدة وسلوىكانت تزداد عنفا تضرب هذا وذاك حتى الرضع لم يسلموا من عنفها والأخصائيات
كنيفسرن عنفها على الأطفال سببا للعنف الذي تعرضت له
وقالوا سيتلاشى مع الوقتوالعلاج إلا أنها كانت تزداد عنفا وكانت
تخضع لعلاح نفسي عند طبيبة وأيضا تخضعلجلسات أخرى عند الأخصائيات
ومع كل ذلك لم نكن نرى اي تحسن حتى إنها أصبحتمكروهة من جميع
أبناء وبنات الدار وحتى من الحاضنات لم تجد من يحتويها ولم تعطأحدا فرصة
لإحتوائها وبعد مدة ازداد عنفها حتى إنها بدأت بتكسير الأبوابوالأثاث
معللة ذلك بأنها تريد أمها وأبيها وإخوتها وفعلا تم السماح لهابزيارتهم
لعل سلوكها يتحسن وأصبحت تزورهم ويزورونها في الدار ومرت الأياموكبرت
سلوى ومازالت هي نفسها سلوى المليئة بالعنف والعقد تكره كل منحولها
تعيش بعزلة لا تثق بأحد تسب وتشتم وتصرخ على كل أتفه الأسباب
وأصبحالكل يتحاشاهها حتى انطوت على نفسها تماما .....
يتبع..
................................................
زوجانانفصلا عن بعضهما وفاجأنا ذات صباح بإحضار أبنائهم للدار
كانوا أربعة أبناءأصغرهم لا يتجاوز السنة وأكبرهم في السابعة من عمره
ثلاث بنات وولد ضحى بهمأبويهم بل لم يكتفيا بالانفصال وإنما أيضا قرروا أن يضعوا
أبنائهم في الدارليعيشوا أيتام وأبويهم على قيد الحياة .
غريبون اولئك الآباء والأمهات الذين حينينفصلون يسارعون بأبنائهم ليلقوا بهم في عالم مجهول
وكأنهم كانوا ينتظرون تلكالفرصة كي يتخلصوا من مسؤولية تربيتهم ,أيعقل أن تموت مشاعر الأبوةوالأمومة
بهذه السهولة , مرت أيام والأبناء لم يتأقلموا بعد مع وضعهم الجديد فيالدار بكاء متواصل
وشبه إضراب عن الطعام واللعب والكلام وكنت أرى الأمهات وهنيتحدثن عن الشبه الكبير في الملامح
والشكل واللون بين الابن الأكبر وبين رائدأحد أبناء الدار مجهولي الهوية فالجمييع كان يلاحظ ذلك الشبه
فعلا كنا نردد يخلقمن الشبه أربعين وهذا هو الدليل أمامنا طفلين لا يربط بينهما شيء سوى الشبهالكبير
حتى إن رائد لاحظ ذلك الشبه وكان يقول لنا إن أحمد يشبهني كثيرا فرائدكان في التاسعة من عمره
بينما أحمد في السابعة من عمره , وفي يوم من الأيام جاءتوالدة أحمد لتزوره وفي طريقها
لزيارة ابنها أحمد رأت رائد واقتربت منه وسألته عناسمه وعمره وأخذت تتأمله طويلا وهنا لم تتمالك نفسها
فضمته إلى صدرها وقالت أنتابني , أنت ابني وأخذت تبكي بصوت عال وهي تضمه وتجعنا حولها ونحن لاندرك
مايحدثحتى جاءت إحدى الأخصائيات واصطحبت والدة أحمد معها لمعرفة الأمر منها وهنا كانتالأعجوبة
فوالدة أحمد هي نفسها والدة رائد لقد اعترفت أنها كانت على علاقة بوالدأبنائها قبل الزواج وبعد أن حملت
بابنها رائد قررت التخلص منه كي لا يتسبب لهابالفضيحة بموافقة وتأييد من والده وفعلا تخلصا منه وأودع
في الدار بينما بدأتوالدته ووالده حياتهما الجديدة بعد أن دفنا الماضي الذي قررا أن يظل مدفوناللأبد
وأن لاينبشانه ....
.............................

اعترفت والدةأحمد أن رائد ابنهاصدقها البعض بينما البعض الآخر كذبها ولكنها أخبرتهم عن يوممولده وتفاصيل تخليها عنه , وحين تمت مراجعة ملفه وجدوا أن جميع ماذكرته صحيحاوقاموا بفتح ملفه من جديد وللتأكد تم إجراء فحص الدي إن أي وظهرت النتيجة التي تفيدبأن رائد فعلا ابنها , سنوات طويلة قضاها رائد في الدار وهو يعدنا إخوته ويعتقد كماكنا نعتقد أن والديه في السماء ولكن فجأة وجد له أما وأبا وإخوة , الأم أخبرتطليقها عن ابنها رائد وأنها وجدته في الدار فجاء في اليوم التالي ليزوره , والأخصائية بدأت تمهد الموضوع لرائد وتخبره بأن له أسرة كلنا ذهلنا بل غبطناه كثيراوكنا كلما نرى زائرة قادمة نعتقد أنها ستكون أما حقيقية لأحدنا كأم رائد التي كانتتزور أبناءها فاكتشفت أن رائد ابنها الذي تخلت عنه قبل تسع سنوات وأصبحت تزورهباستمرار ووالده أيضا يزوره وبعد مدة عادت والدته إلى والده وقدما للدار ليصطحباأبناءهما عدا رائد تركاه في الدار حينها تألم رائد كثيرا لفراق إخوته ولأنهمسيذهبون مع والديهم بينما سيبقى هو في الدار كان يتساءل عن السبب الذي دفعهماللتخلي عنه في باديء الأمر والسبب الذي يدفعهما للتخلي عنه الآن , لم نكن نملكالإجابة فكنا مثله لانعرف السبب , تغير رائد كثيرا فبعد تفوقه الدراسي تدهور مستواهمما استدعى المدرسة أن تتصل بالدار وتسأل عن سبب تراجعه الدراسي وكذلك سلوكه تغيرجدا فأصبح متمردا , وعدوانيا يضرب بلا سبب ويشتم بلا سبب ويبكي بلا سبب , ظهوروالديه في حياته أثر عليه كثيرا وللأسف تأثيرا سلبيا وكعادة الدار الحل الذي يلجأونإليه في مثل هذه الحالات هو العلاج النفسي , أصبح يتناول علاجا ويخضع لجلسات ومعذاك لم تتحسن حالته بل ازدادت سوءا في الفترة الأخيرة كثرت مشاكله والأمهات عجزن عنالسيطرة عليه ووالديه اختفيا فجأة كما ظهرا فجأة ومنذ أن عادا لبعضهما وأخذاأبناءهما من الدار لم يعودا لزيارة رائد ليتهما لم يعترفا به وليته عاش دون أنيعرفهما كان سعيدا قبل أن يتعرف عليهما وأصبح تعيسا بعد معرفته بهما لا أدري لمفعلا كل ذلك به , وبعد مدة انتقل رائد لدار البنين وانقطعت أخباره عنا ولم نعد نعرفشيئا عنه ....

< يوم اخباري باني لقيطه >


حين أصبحتفي السادسة عشر من عمري تقريبا استدعتني
الأخصائية الاجتماعية في مكتبهالتصارحني عن وضعي وظروف مولدي ,
طبعا لم تكن مفاجأ لي أنني بلا هويةلأنني كنتأعرف ذلك مسبقا
من أخواتي الأكبر مني سنا , فكان لي أخوات بأعمارمتفاوتة
وكلهن كن يخبرننا بأننا بلا أهل وأن أهلنا لم يتوفوا بل ربمامازالوا
على قيد الحياة لكننا حين كنا صغارا لم نكن نفهم ما يقولون أو ربما لمن
كن نستوعب جيدا وفيما بعد أدركنا أننا بلا أهل , وبرغم أنني كنت أعرف
حقيقةنفسي إلا أن مصارحة الأخصائية لي كانت جدا مؤلمة
رغم أنها حاولت أن تجعلنيأتجاوز تلك اللحظة وذلك الموقف إلا أنني لن
أنسى أبدا ذلك اليوم , حين نعرف شيئاونخفيه عن أنفسنا أو نتجاهله
أو نكذبه لنعطي أملا لأنفسنا نعيش بهدوء دون أننعطي ذلك الشيء
أو الموضوع أي أهمية ولكن بمجرد أن يأتي من يصارحنا ويؤكد لناالحقيقة
التي كنا نتجاهلها يكون وقع الحقيقة أمر وأشد صعوبة وألما
كانت قدمهدت لي الموضوع مسبقا ثم طلبت مني اللحاق بها
في مكتبها وحين دخلت غرفتها التياعتدت دخولها شعرت بأنني
لأول مرة أدخلها كنت متشوقة لما تقول وخائفة ومضطربةمزيج
من المشاعر كنت أشعر بها جلست أمامها وبدأت تحدثني عن القضاء
والقدر وعنالحياة والناس وظروف البشر وأن هناك من يعيش بلا أهل
وبلا مأوى وبلا هدف بينمانحن كوننا مسلمين فإننا نعيش لهدف أسمى
من كل شيء لأننا على يقين أن هذه الحياةبالنسبة لنا دار عبور
لآخرة نعيمها لا يزول , نتقبل القضاء والقدر ونصبر لأننانعلم أن الله
سيعوضنا عن كل ما أصابنا من شر فالمؤمن أمره كله خير , والصابرون
بشرهم الله بالثواب والأجر , أخبرتني أن هناك من فقد عائلته
وبيتهوأصبح بلا مأوى وبلا أهل فكم في الزلازل والحروب من تيتم
وكم في الدنيا من مريضمبتلى بمرض لا دواء له يقضي حياته
بين أهله لكنه لا يشعر بالسعادة لأنه افتقدنعمة أخرى فنعم
الله عديدة إن فقدنا إحداها ستظل لدينا أخرى غيرها نحمدالله
عليها المهم أنها بعد تلك المقدمة الطويلة دخلت إلى الموضوعوأخبرتني
أنني بنت الدار وأنني بلا أهل وأن الدار هي بيتي وأبناءه هم أخوتيوموظفاته
هم أهلي فإن حرمني الله أسرتي الحقيقية فإنه بدلني عنها بأسرةالدار
والحكومة تولينا كل الرعاية والاهتمام وأن هناك من يتمنون أن يعيشوامعنا
ويحظوا بما نحظى به من حب ورعاية واهتمام , لقد حاولت أن تواسيني
كثيرالكنني كنت اشعر أنني في عالم آخر فالدنيا حولي ليست هي الدنيا
,فكل شي حولي كانضبابي , أنفاسي أصبحت تتسارع ونبضات قلبي تزداد
سرعة فالمكان ليس المكان والوقتلم أعد أشعر به كأنني في حلم بل كابوس
حتى إنني أصبحت لا أسمع ماتقوله أو ربمالم أعد أعلم ماتقول موقف حقيقة أعجز عن وصفه ......





فراق الأمهات وفراق الإخوة والأخوات كلها أمور رغم أنها صادفتناكثيرا

إلا أننا لم نتأقلم معها ففي كل مرة ترحل فيه أم أو أخ أو أخت نشعر بأننافقدنا
جزءا منا ويظل الشعور بالاكتئاب هو الملازم لنا لعدة أيام وربما أسابيعلقد كان قدرنا
أن نعيش ألم فراق مرات عديدة , وأن نتشتت بين الأمهات والأخواتليس بزواجهن فحسب
بل حتى في انتقالهن لدور أخرى رغما عنا وعنهن .....



****************************************
طبعا بعد أن صارحتنيالأخصائية بظروف مولدي شعرت باليأس , أشفقت على نفسي
كثيرا وللمعلومية الأخصائيةلا تذكر لنا التفاصيل فهي لم تخبرني بالمكان الذي وجودني فيه
لأن تلك معلوماتسرية لكننا نعرفها من بعض الحاضنات والموظفات اللاتي يذكرن اليوم الذي
قدمنا فيهوأين وجودنا فنعرفها منهن , لكن الأخصائية فقط تخبرنا أننا بلا أهل وأنهموجودنا
في مدينة الرياض ولا تذكر بقية التفاصيل , يقال إنهم في فترات سابقة لاأذكرها كانوا يخبرونهم
بجميع التفاصيل وأن أحد الأبناء أخبروه باسم والدته لنهاكانت في المؤسسة وأنه ذهب وقتلها
لا أدري عن صحة تلك القصة لكن كثيرات كنيؤكدنها لنا ويروينها , ولكن الوضع الحالي الذي أعرفه
هو أننا لا نعرف كلالتفاصيل حتى إن بعض الأبناء يعرفون أسماء أمهاتهم وأباءهم ولا يخبروهم بهم
هذابالنسبة لغير الشرعيين خاصة إذا كانت الأم قد وقعت على تنازل عن ابنها او ابنتهاففي هذه الحالة
لا يخبرون الابن أو الابنة باسم أمه وأبيه , المهم أنني منالأخصائية تاكدت لي الحقيقة التي كنت أحيانا
أكذبها بيني وبين نفسي وأتمنى أنتكون غير ذلك , وهند أيضا كانت مثلي وعرفت من أخصائية أخرى
حقيقتها في نفس الوقتالذي عرفت فيه حقيقتي لأننا كنا في أعمار متقاربة , أخبرتني إحدى الأمهات
التيتذكر يوم قدومي للدار أنهم وجدوني أمام مستشفى الشميسي بالرياض ,وأنهم لا يعلمون أيشيء
آخر فأحد الموظفين بالمستشفى هو من وجدني أثناء خروجه من مناوبته الليليةوبلغ عن وجودي , بينما
هند يذكرن الأمهات أنها جاءت للدار من المؤسسة حيث ولدتهاأمها وهي تقضي عقوبتها في المؤسسة
وتخلت عنها بعد أن أنهت عقوبتها حيث وقعتتنازل عنها ويذكرن الأمهات أنهن كن يذهبن بهند لزيارة
والدتها وكانت تشبههاكثيرا , لكنها لم تزورها سوى مرات معدودة ثم صدر الحكم بالإفراج عنهاووقعت
التنازل وغادرت المؤسسة وانقطعت أخبارها , وريم يقولون الأمهات أنها جاءتللدار وهي في عمر الثلاث
سنوات حيث وجودها في المطار وكانت تعرف اسمها لذا بقيكما هو ولم يتغير , فالأمهات يذكرن قدومنا
وأنا أذكر قدوم بعض إخوتي للدار فأذكرأن طفلا وجدوه أمام الدار , وآخران توأمان أحضروهما من المؤسسة
وآخر وجدوه فيمنطقة صحراوية فعثروا عليه أمن الطرق وأحضروه للدار .......





سؤال سؤال حفظك الله ...

بالنسبه للعقوبة التي تقضيها الام المعاقبه ... هل هي عقوبة الزناء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




عم عقوبة الزناوالعلاقة غير الشرعية .....



اايوا عقوبة المؤسسه مو هيا عقووبة الزنا وتكون الرجم حتى الموت ولا كيف؟



لا العقوبة السجنوالجلد فقط لأنهم فتيات غير متزوجات , وحتى المتزوجات لم يعد يطبق عليهمالرجم

ويكتفون بسجنهم فقط ..




اولا الله يعينكم جميعا /// وان شاء الله كل شي بأجره
حابه اسأل كم سؤال
انا الان مطلقه ,, بس مفكره من زمان اني اذا تزوجت ان شاء الله وحملت اجيب لي طفل من الدار وارضعه
السؤال /// لو لاسمح الله صار طلاق بعدين وانا معي الطفل ياخذونه مني الدار ثانيه !!!
وفيه شي انا متخوفه منه لو كفلت يتيم" ان شاء الله " اللي هو الوقت اللي اعلمه فيه اني مو امه الحقيقه // هل الدار يتكفلون بالشي هذا !! والا يتركونه على الاسره البديله ؟؟
سؤال ثاني /// ممكن اتوظف بالدار وانا معي شهادة ثانويه بس ,,, ولكن بدون مبيت !!
قولي امين الله يوفقك ويرزقك ما تتمنين ويعوضك الله بما حرمتي منه في الدنيا بالدار الاخره // والله يرزقني تربية يتيم ياااااااااااااااااااااااااااااارب ///



بالنسبة لكفالة ابن من الدار فيمكنك ذلك بكل سهولة , وبالنسبة لما يحدث بعدالطلاق

فلا أدري بالضبط , ولكن يتم أحيانا سحب الأبناء من الأسر البديلة إذااختلت الشروط ويختلف
الوضع من أسرة لأسرة , مصارحة الابن بالحقيقية لا أدري علىمن تقع إذا كان في أسرة بديلة
لوكن هناك تواصل بين الأخصائيات وبين الأسرالبديلة .....
الوظيفة في الدار بإمكانك التقدم لأي دار في المدينة التي تقيمينبها
وتقدمين لهم أوراقك وتخبرينهم عن أنك تريدين وظيفة صباحية وليست لك القدرةعلى الميبت
فكثير من الموظفات يداومن فقط النهار وأخريات يخترن الليل وبعضهنمناوبات وهكذا .....



كيف كان توزيعكم في الدار ؟ اقصد موزعين بحسب العمر او مخلطوين كبار وصغار ؟؟


التوزيع يتم كأسرفالأسرة تضم أولاد بنات صغار وكبار مثلا الأسرة مكونة من ستة بنتان بعمر متقارب 18_20
وولدين صغيرين 4- 3 وبنتين صغيرتين 9-5 ...

أسرة أخرى مكونة من بنتبعمر 16 وثلاثة أولاد بعمر 4-5-6 وبنت بعمر 9 وأخرى بعمر 11

الأطفال حديثيالولادة حتى عمر ثلاث سنوات لهم أسر مخصصة لوحدهم ...

الأولاد من سن ستسنوات ومافوق لهم أسر مخصصة لوحدهم دون بنات ....

أحيانا يتم وضع البناتمافوق عمر 16 في أسر مخصصة وأحيانا يتم دمجهن ....

هناك دور مخصصة للبنين منسن سبع سنوات ومافوق وهناك دور مخصصة للفتيات من سن 14 ومافوق
وهناك دور مختلطةبنات وأولاد البنات في مختلف الأعمار والأولاد حتى عشر سنوات فقط ....

"يتبع"

رد مع اقتباس