قيل في إحدى القصص بأن في قرية من القرى كان يعيش رجلان شقيقان حملا على عاتقهم رعاية أبنائهم وأهل قريتهم الصغيرة التي لايتعدى سكانها العشرون شخص , وكان الشغل الشاغل لديهما تسهيل كافه المعوقات لمن يعيش معهم من تعليم وتربية للأطفال وعمل لرجال .
أتت على الشقيق الأكبر فكرة وهي بناء مسجد بكافة الخدمات من مصلى لنساء ودور تحفيظ لتعليم الطلاب والطالبات القرآن الكريم وسنن الحديث وقصص السلف الصالح, فالفكرة كانت خالصة لوجه الله ومن أجل الأجر والمثوبة.
مع مرور السنين بداء الناس من خارج القرية يتوافدون على ذلك المسجد ليتعلموا وليعلموا أبنائهم العلم والعقيدة الصحيحة وكان الناس على ذلك يثنون على من قام ببناء المسجد والدعاء له في كل صلاة حتى أصبح شخصية محببة لدى جميع القرى المجاورة لقريتهم .
هنا بدأت زوجة وعشيقة الشقيق الأصغر بتنبيه ونصحه على أن سمعة بدأت بالزوال وزرع الفتنة في عقله وقلبه, وتهويله بأن له النصيب الأكبر في قيام هذه القرية وازدهارها حضاريا وتعليميا.
هنا بدأت مع كل صباح بزرع الشكوك بأن ملكه التي اصطنعته الزوجة قد زال وأن الناس وضعوا شقيقه الأكبر ملكا أو شيخا يسمع ويؤخذ منه.
مع ازدياد الشكوك وكثرة الضغوط بداء الشقيق الأصغر ببث القطيعة وحفر الزلل وتشويه السمعة لشقيقه وبقيه مشاريعه الخيرية لأهل القرية ومن يسكن حولها, بداء بتنفير الناس وتقسيمهم إلى طائفتين إما معه أو مع عدوه كما يدعي في كل صباح.
حقيقة مع صبر شقيقه الأكبر لطيشه ألا انه أكثر من اللغط مع استغراب الناس لهذا الأمر .
مع أتساع رقعة الفتنة لم يهدى له بالا حتى أنشأ مسجدا آخر بجانب مسجد القرية الرئيسي والرسمي وقام بدعوى الناس إليه , فبعد ماكانت الفتنة عائلية أصبحت فتنة دينية للناس أجمع .
فلم يتبعه في هذه الحالة إلا الجهلة والحمقى وبعض السذج , فاتسعت الفتنة وأكلت معها الأخضر واليابس فلاحول الله ولاقوه إلا به.
الخلاصة أو المستفاد :
دائما في حال وقوع فتنة لابد بأن نحكم العقل ووضع الموازين في نصابها وعدم الاستعجال في الحكم على الناس أو من يكبرنا سنا وفهما ومعايشة لهذه الحياة , فالفتن كثيرة وكبيرة فما بالكم بعالم المنتديات فالشيطان يمتلك مداخل كثيرة وعدة لنيل من وحدة الصف , والعاقل المتعقل راعي الحكمة يعلم حجم هذه الأمور ولايحبذ دائما التطرق لها إلا إن كان على النفس خطرا من السفهاء وجب تبيينه
وأن صاحب العقل الفطن هو الذي يزن الامور في ميزان عادل فعلى ذلك لاضرر ولاضرار ولن يسوءه حاله االمختلفين على أمره
واللبيب من يفهم المراد من المقال
والله اعلم