الأخ الفراهيدي وجميع الاخوة , أعذروني على إنشغالي الكبير الشهر الفائت وسوف أوفي بوعدي إن شاء الله للغوص في الشعر الحقيقي الجزل والفخم ذو الرمزية العبقرية وقوة النقاش والحجة الذي لايضاهي فيه ابو غازي أي أحد حتى أن الزمان أبى ان يجود بشاعر قريب من مستواه , وللعلاوة شرف النقاش للمعنى وبما يدل على إرتفاع ثقافته وإطلاعه ولو كان شاعر جاهل أو غير مطلع لما فهم دلالة ( الهلالي ) وارتباط الهلالية الكبير بليبيا عندما هاجروا من الجزيرة العربية , وأن هذه الرمزية كانت كافية وحدها فماذا لو أضفنا لها من دلالات ورموز أخرى من حرب السماء والأرض ومن مكر الجن بالأنس لإستغلالهم في تنفيذ مصالحهم , وماذا لو أضفنا لها رمزية شيلة الموال ( مطرود ملحوق ) وماذا لو أضفنا لها رمزية إكرام شخص واحد بينما المدينة كلها لاقيمة لها تقتل وتباد لأجل هذه العين .



العلاوة كان بقدر كبير من الذكاء والثقافة وهو رجل مطلع ومثقف وفهم دلالة الهلالي وربطها بالرموز الأخرى لمعرفة حقيقة المعنى ولو كان متعجل أو ناقص الذكاء مثل أغلبية شعراء الرد لأعتقد ان المعنى فيه لان العلاوه لديه قصة مع الجن وأنه كان ملموس طوال مدة غيابه عن اللعب ولو كان قاصر الذكاء لفهم المعنى الأقرب لأنه الأكثر إرتباطاً به لكنه كان حاد النظر وربط الرموز وحللها تاريخياً وواقع الحال وظروف الوقت في تلك الحفلة ليستمر في محاورة رائعة أعطت المجال لشاعرنا الفذ أبو غازي ليمارس سوق حججه وينتظر نقاشها والرد عليها من العلاوة بعيداً عن الفخر الأجوف الذي اعتدنا عليه من أي شاعر لايفهم رمزية خصمه المتمكن ويتحجج بقصر فهمه بالسير في الفخر بالشاعرية والإنتقاص من خصمه وجر اللعب الى ميدان المهاترات , العلاوه في كل طواريقه في تلك الحفلة سواء مع سوار الذهب او صالح المطرفي أو مع الخالدي كان مميزاً .







من ناحية التحليل ونقاش المعنى قمت بتحليل البيوت الأولى لسوار الذهب وسوف اضيف النقاش عن بقية الأبيات إن شاء الله .