عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 14 )
عضو
رقم العضوية : 8924
تاريخ التسجيل : 14 07 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 56 [+]
آخر تواجد : 24 - 07 - 15 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : المشاري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد: الايغور ماالايغور

كُتب : [ 18 - 07 - 10 - 05:25 PM ]

حاجي) زعيم بلدنا الهمام :
يا مصطفى . . اذهب إلى أميرك في السجن . . وقل له : يجب أن يبحث عن مخرج.
(2)
الحق في الدنيا لا يكاد يختلف عليه اثنان لكن انغماس النفوس في الهوى قد يخلق من الباطل حقا ومن الحق باطلا.
وأنا إنسان رقيق المشاعر برغم أني أحد رجال الحرس في القصر، أدنى إساأة تملأ كياني بالغضب، والسخرية مني تحيلني إلى طوفان من النقمة، حتى الوصيفة الساذجة التي أحبتني بالأمس، كانت تسخر مني، كنت أحبها من كل قلبي ، الظروف الطارئة جعلتها تغير رأيها، والتي تغير رأيها هل تغير مشاعرها أيضا؟؟
صدقني.. أنا لا أعرف، فقد كانت الدنيا هائجة مائجة، قومول ليس فيها شيء على حاله، الصينيون يرون الزواج من بناتنا حقا لا غبار عليه، وحجتهم ساذجة وبسيطة، ألا وهي أن الناس جميعا إخوة، وأنهم منتصرون، ويرون من الرحمة أن يأخذون نساءنا في ظل القانون بدلا من أن يأخذوهم كسبايا وغنائم، والأمر من وجهة نظرنا نحن التركستانيين ظلم فادح، وإذا لم يكن الصينيون يريدون أن يحتكموا لكلمات الله فلا مناص من الحرب.. أعني لا بد أن نساق إلى الموت.

فالحرب انتهت بهزيمتنا.. وبرغم الحصار الشديد الذي أقامه القائد الصيني حول الأمير، إلا أنه كان يسمح لبعض رجاله بزيارته لعلهم يجدون الفرصة فيقنع ويزوج ابنته الأميرة من القائد، وكان الأمير معتكفا في سجنه يصلي ويفكر، آلمه أن يتنكر له الزمان، ويتحول من قصر إلى سجن، ومن آمر إلى مأمور، وممن يتلقى أوامره؟ من رجل كافر لا يؤمن بالله ولا برسوله، واسألني أنا عن أحزان الملوك المنهزمين.. إنهم لا يبكون إلا لماما.. لكنهم يحبسون آلامهم في قلوبهم فتثور وتهدر كطوفان ناري لا يرحم..
ذهبت إليه حائرا وقرائصي ترتعد كلها..
قال ما الذي أتى بك يا مصطفى حضرت
قلت نحن بدونك لا نساوي شيئا..
قال أنتم رجال وتلك حكمة الله..
قلت والرجال يريدونك يا مولاي
كيف؟؟
ونطر إلي باستغراب ودهشة فأجبت:
قالها لي (خوجة نياز حاجي).
ماذا قال؟..الأمير يجب أن يخرج إلينا..ضحك الأمير ، وشد عوده الفارع ، وتطلع إلى الآفاق بعيني صقر جريح ، وهتف والحنق يأخذ بتلابيبه لست أملك مفاتيح السجن " !للسجن جدران يا مولاي ضحك الأمير في عصبية :وكيف أحطمها وحدي يقول لك ( خوجة نياز ) . . إن لم تكن تملك المفاتيح التي تفتح بها السجن ، ولا السواعد التي تهدمه . . فإن لك عقلاً يستطيع أن يحملك على جناحيه إلى الخارج . . "
صمت الأمير برهة، ثم التفت إلى وقال:حسنا .. اذهب إلى خوجة نياز وقل له إن الأمير قادم غدا..
عودني الأمير الصدق في القول، ما خدعني قط، لهذا هرولت إلى الخارج، وحملت رسالته إلى خوجة نياز، كان خوجة نياز يجلس خارج المدينة بين عدد من الرجال يتكلمون ويصلون ويقرؤون وطربوا لسماعهم الأنباء التي حملتها إليهم، أما خوجة نياز فقد بدا الاهتمام على وجهه، وتأرجحت عيناه في قلق، ورفع يديه إلى السماء وغمغم:اللهم غفرانك.. اللهم نصرك..
وعاد يحدث الرجال عن تجاربه في الحياة، وكان يقول لنا أن الأمور الخطيرة والأحداث الكبرى لا يمكن أن تحل بالتجزئة..وهي في نفس الوقت لا تقبل الحل الوسط، والمنتصر لا يعطس المهزوم شيئا أصيلا أبدا، إنه يعطيه الفتات والنفايات.. وشعبنا المسكين- شعب تركستان-محصور، تحبطنا الحراب المسمومة.. والمدافع.. والنيران.. والتحريض قادم من بعيد.. أنا أعرف دعاة الصليبية في العالم، إنهم ينتهزون فرصة ضعفنا وهواننا ويحتشدون حولنا.. ويثيرون نعرات شعوبية وإقليمية.. إنهم يريدون أي شيء على ألا نكون مسلمين.. هل تفهمون؟؟.
ولهذا فهم يجردون الجيوش والشرطة لإرغام فتياتنا على الزواج منهم.. ليس لديهم أزمة في النساء..

لكنهم يريدون القضاء على القيم والمبادئ.. هي وحدها التي حفظت استقلالنا وحريتنا عبر السنين الطويلة

رد مع اقتباس