،
،
،
فَلْنَكْتُبْ بِمَاءٍ قَرَاحْ..
عَلَى صَفِيحِ الأمْلاحْ.....
مَدْخَلٌ لِرِوَايَةٍ سَوْفَ تُثِيرُ بَعْضَ الأقْلامْ..
(هُنَا فَقَطْ.! مَنْ يَمْسِكُ بِزِمَامِ الأَدَبِ أُنَاسٌ يَجْدِفُونَ فِي بَحْرٍ مِنَ الكَذِبْ).
جُمْلَةٌ أقُولُهَا وَأثْنِي القَدَمَ وَالسَّاقَ مِنْ
دُونِهَا فِي أرْضِ الأُسُودْ.
فَتُرَاوِدُنِي أسْئِلَةٌ كَثِيرَةٌ لَعَلَّ أهْوَنُهَا.
كَيفَ لا نَرَى الجِبَالَ وَمَنَاجِمَهَا؟
وَكيْفَ لا نَرَى الغُيُومَ تَهْطُلُ ذَهَبًا!؟
قَدْ يَسْتَغْرِبُ البَعْضَ مِنْ هَذِهِ الأسْئِلَةِ.
وَقَدْ يَرْمِي لِسَانَهُ مِنْ سِهَامِهِ المَسْمُومَةِ.
وَلكِنْ هَاأنَا أقُولُ إنْ كَانَ العَقْلُ مَعَ الفِكْرِ مَحْصُورًا.
فَلْتَتْبَعْ خُطَى قَلَمِي بِنَاظِرِكَ وَقَلْبَكَ لِكَي تَتَعَايَشَ مَعِي وَتَتَذَوَّقَ مِنْ وَلِيْمَةِ الأسْئِلَةِ التِي نَعَتَّنِي بِمَا نَعَتَّنِي بِهِ عِنْدَمَا قَرَأتَهَا.
إلَى جَنَابِ الأدِيبِ المُفَكِّرِ..
إلَى جَنَابِ القَارِئ المُتَذَوِّقِ..
إلَى جَنَابِ القَارِئ العَادِي..!
وِشَاحُ لَيْلٍ مِنَ الظُّلَمِ كَسَا تِلْكَ الجِبَالَ وَمَنَاجِمَهَا.
وَأمْطَارُ ذَهَبٍ أسَالَتِ الأرْضَ وَأنْبَتَتْ دَنَانِيرَ.
وَلَكِنَّهَا فِي نَظَرِهِمْ لَيْسَ لَهَا قِيْمَةٌ إلا بِشُرُوطٍ هُمْ يُرِيْدُونَهَا بِهَا.
كَيْفَ يَشْتَرِطُ عَلَى مَنْ لَهُ أحَقِّيَّةٌ بِوَضْعِ الشُّرُوطِ ؟!
وَكَيْفَ نَبْلَغُ القِمَمَ وَمَعَالِمُنَا تُكْسَا بِذَاكَ الوِشَاحِ الأسْوَدِ وَتَنْدَثِرُ ؟!
وَكَيْفَ نَقْطِفُ زُهُورًا فَوْقَ الغُيُومِ وَغُيُومُنَا لَمْ نَنْظُرْ لَهَا لَوْ بِنَظْرَةٍ وَاحِدَةٍ فِيهَا تَأمُّلٌ ؟!
فَلْنَتَعَرَّفْ عَلَى شَخْصِيَّاتٍ مِنْ خِلالِ هَذَا الحِوَارِ الذِي سَوْفَ أرْوِيهِ لكُمْ.
رَأيْتُ مَرَّةً رَجُلا عِنْدَ بُسْتَانِي وَبُسْتَانُهُ مَلِيءٌ بِمُخْتَلَفِ أنْوَاعِ النَّبَاتَاتِ.
وَكَانَ هَذَا يَعْمَلُ لَدَى وَكَالَةٍ مَا.
وَكَانَ عَمَلُهُ اخْتِيَارَ الوُرُودِ لِعَرْضِهَا فِي كُلِّ حَفْلٍ تُقَدِّمُهُ هَذِهِ الوَكَالَةُ.
المُهِمُّ .. هُنَاكَ وَرْدٌ بِجَمِيعِ الألْوَانِ الَّتِي لا تَجْنِي مِنْهَا إِلا كُلَّ مَاهُوَ طَيِّبٌ فِي ذَاكَ البُسْتَانِ الكَبِيرِ.
زُبْدَةُ المَوْضُوعِ أنَّهُ كَثُرَ الجَدَلُ عَنِ الوَرْدِ مِنْ نَاحِيَةِ جَمَالِهِ وَقِيمَتِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
مِنْ هُنَا احْتَارَ نَاظِرُ الرَّجُلِ أيُّهُمَا سَيَخْتَارُ وَلَكِنْ للأسَفِ لَمْ يَخْتَرْ بِفِكْرِهِ طَبْعًا بَلِ اخْتَارَ بِعَيْنِهِ عِنَادًا وَاسْتِقْصَادًا.
المُهَمُّ أنَّهُ انْتَهَى بِهِمَا الجَدَلُ عِنْدَمَا أخَذَ هَذَا الرَّجُلُ نَبْتَةَ صَبَّارٍ مَلِيْئَةً بِالأشْوَاكِ.
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ بِجَانِبِهِ وَكَانَ بَيْنَهُمَا مَعْرِفَةٌ سَابِقَةٌ إمَّا عَمَلا أوْ مَاشَابَهَهُ:
لَقَدْ أحْسَنْتَ الاخْتِيَارَ .. وَقَامَ يَمْدَحُ فِي نَبْتَةِ الصَّبَّارِ.
قَامَ يُثْنِي وَيُثْنِي وَهُوَ لايَفْقَهُ شَيْئًا فِي عَالَمِ البَسْتَنَةِ وَالنَّبَاتِ.
وَلكِنَّ سَبَبَ مَدِيحِهِ هُوَ جَنْيُ مَصَالِحَ شَخْصِيَّةٍ لَهُ.
بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ سِلْبِيَّاتِ المَمْدُوحَةِ مَعَ انْعِدَامِ إيْجَابِيَّاتِهَا وَشَرْعِيَّةِ الأفْضَلِ.
وَبَعْدَ ثَنَائِهِ قَالَ مَتَى مَا أرَدْتَ وَرْدًا مَاعَلَيْكَ سِوَى الاتِّصَالِ عَلَيَّ فَقَط وَسَوْفَ آتِي لَكَ وَمَعِي مَاتُرِيدُهُ مِنْ وُرُودٍ.
وَلكِنْ أيَّةُ وُرُودٍ ؟؟ إنَّهَا وُرُودٌ نَاشِفَةٌ وَليْسَ بِهَا مِنَ النَّضَارَةِ شَيءٌ بَلْ تَشْتَكِي مِنْ قَاطِفِهَا.
بَعْدَ هَذَا أقُولُ..
إذَنْ فَلْيَحْتَرِقِ البِسْتَانُ هَذَا بِمَا فِيهِ إذَا كَانَ أمْثَالُ هَؤلاءِ الرِّجَالِ يَرْتَادُونَهُ.
إذْ أنَّهُ يَعْلَمُ عَنْ هَذِهِ النَّبْتَةِ أنَّهَا سَيِّئةٌ وَلا فَائِدَةَ مِنْ أخْذِهَا وَلا حَتَّى إهْدَائِهَا.
وَلكِنْ لِمَا فِي يَدِهِ مِنْ سُلْطَةٍ تَسَلَّطَ وَسَلَّطَ وَأخَذَ يُدِيرُ الآرَاءَ وَهُوَ فِي الحَقِيقَةِ أحْمَقُ يُدَارُ مِنْ حُمَقَاءَ.
وَكُلُّ مَا ذُكِرَ شَرْحُ مَا نَرَاهُ اليَومَ يُثْبِتُهُ عَالَمُنَا العُنْصُرِي المُمْتَلِئُ القُلُوبَ بِالحِقْدِ.
لا أرِيدُ أَحَدًا يَقُولُ أنِّي أثْقَلْتُ وَتَحَامَلْتُ عَليْهِمْ.
لِمَاذَا نَرْضَى بِوُجُودِ هَكَذَا مُسْتَثْمِرٌ؟
لِمَاذَا لايُرْدَعُ ؟!
ألأنَّ كَلِمَتَهُ مَسْمُوعَةٌ.
أمْ لأنَّ لهُ نُفُوذٌ مُتَسَلِّطٌ.
مَاذَا يَفْعَلُ أصْحَابُ البَسَاتِينِ..
طَبْعًا سَيَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى يُصْبِحَ هَرِمًا ..
َوَيَحُلُّ مَكَانَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ.
أوْ يَنْتَظِرُونَهُ إلَى أنْ يَمُوتَ.!
وَهَذِهِ طَبِيعَةُ البُسْتَانِ التِي لمْ تَكُنْ طَبِيعَتَهُ أسَاسًا.
"
"
"