سوار الذهب :
الجن تضحك بالأوادم علشان = مافـــــــــ السماء بيبان والأرض ميدان
والحارثي هامه على روس عيدان = والصبر زين وكل مطرود ملحوق
يالحارثي خلك على قبر الهلالي ليلتين = حنا نذكيها على شانك وتلحس دمها
سمعت لي طاري خبر تكرم مدينة لاجل عين = وإن كان فاقد لك فقيده من جهتنا سمها
هنا سوار الذهب بعبقريته التي لايقارن بها بإي شاعر على الإطلاق يستغل مايدار عن الشاعر (( العلاوة )) إنه أصيب بمس من الجن حسب ماصرح في قناة شعرية وأنه ذهب لمطاوعة وغيرها من أمور , لكن سوار الذهب إستغل هذه القصة لصنع رمزيته وهذايطلق عليه في شعر الرد فن (( الإيهام )) لإبعاد النظر عن المعنى الأساسي بتسخير معنى قريب بينما الأصل هو المعنى البعيد .
فهنا يوجد (( جن )) وهؤلاء الجن يتصفون بالمكر (( تضحك بالأوادم )) فهم يتميزون بالمكر وإستغلال بساطة الناس , ويضيف لها سوار الذهب شئ لايضيعه أي شاعر متمكن حقيقي فهؤلاء الجن يعرفون أن ميدان القتال هو الأرض لكنهم لاينزلون للأرض وبمكرهم إستغلوا الأوادم للمقاتلة على الأرض بينما هم في السماء يقاتلون بطريقتهم , وإستغلالهم للأوادم شئ حتمي لان ميدان السماء وحده لايمكن ان يحسم المعركة لذلك يضطر هؤلاء الجن لإستغلال الأوادم لوضعهم في فوهة المدفع والقتال بالنيابة عنهم بينما هم يقاتلون نفس الخصم من السماء (( مافالسماء بيبان والأرض ميدان )) .
ومن البيت السابق تصلنا خيوط قوية للمعنى سيضيف لها سوار الذهب المزيد من الدفن والعبقرية والدلالة التي لايضيع معها اي شاعر متمكن .
(( والحارثي هامه على روس عيدان )) أي أنه خصم الجن لكنه نمر ورقي ينفخ في نفسه بدون أي واقع يضاد به خصومه في الأرض أو في السماء .
وفي شيلة الموال تكمن العبقرية ايضاً واذا قلنا أن ابو غازي نسيج وحده غير متكرر فنرى شيلة الموال (( كل مطرود )) (( ملحوق )) فالأمر فيه طرد وملاحقة وتعطينا الشيلة خيط عبقري آخر للدلالة على المعنى , وسوار الذهب دائماً يبدع في انتقاء شيلات الموال لوضعه كرابط قوي دال على اي معنى يطرقه .
ونعود الى أبيات ابو غازي بعد الموال فيقول أنك يالحارثي ستبقى على قبر (( الهلالي )) ليلتين ,, وهنا يصل المعنى بإن ماسبق حديث عن شخص هلالي من بني هلال الذين عرفت لهم هجرتهم الى ليبيا , فالأمر بربطه مع خيوط المعنى السابق يتحدث عن :
الجن الذين يقاتلون من السماء : وهم قوات الناتو و وأن هؤلاء الجن لايستطيعون النزول للأرض خشية أن يقتلوا كما حدث في العراق وأفغانستان , لذلك يستغلون السذج لصنع ميدان على الأرض لأن (( الأرض ميدان )) والسماء وحدها لاتكفي .
كذلك يصور ابو غازي أن الحارثي هو القذافي وانصاره الذين مصيرهم الموت الحتمي (( خلك على قبر الهلالي )) أي أنه لا أمل في إنتصارهم او نجاتهم في ظل هذا القوة الضاربة من السماء والأرض .
وعبقرية استخدام الجن لوجهين : لأنها تصنع (( الإيهام )) لمعنى قريب لما يدار حول العلاوة من لغط عن إصابته بالمس , والوجه الثاني أن الجن إستخدمت في المعنى الحقيقي للدلالة على الغرب وقوات الناتو والرابط في الرمز لما للجن من قوة تفوق قوة البشر , وكذلك إتقانهم للوسوسة في قلوب البشر والدخول الى عقولهم مثل استغلال ظلم الحكام والديمقراطية والحريات بينما هي كمسمار جحا الذي يدخلون به لتنفيذ مأربهم ومخططاتهم فهم كالجن في قدرتهم أو في قوة تأثيرهم على العقول وغسيلها , كذلك إستخدمت رمزية الجن لقدرتهم على الطيران والتحليق بعكس الأوادم الذي لايستطيعون الا السير على الأرض فهنا الجن يستخدم لقوات الناتو في السماء , والأوادم لقوات الثوار على الأرض
ويضيف سوار الذهب أن مصير القذافي ( الهلالي )) هو الموت (( خلك على قبر الهلالي ليلتين )) .
ونحن نذكي الهلالي لأجلكم , وكأن سوار الذهب يميل لموقف الغرب ويقول أن ذلك من أجل الشعب الليبي الذي وضع الحارثي كرمز لذلك الشعب فالغرب هنا يذكي القذافي ويقتله من أجل الشعب وعلى الشعب الليبي أن يساعد الغرب في قتل القذافي (( تلحس دمها )) اي لابد من ان نكون شركاء ( الجن والحارثي ) في قتل ( الهلالي ) لان الجن قتلوه لأجل الشعب وهذا رمز لوجوب التعاون في ميدان الأرض من قبل الثوار الليبين بالإضافة الى قصف السماء من الجن أي قوات الناتو .
وابو غازي يضع الحديث كأنه يوجهه لعموم الشعب الليبي ويقول لماذ ( تكرم مدينة لأجل عين ) اي لماذا كأن ليس في ليبيا بشر الا القذافي وحده فيباد الشعب كله ويقتل لأجل أن يبقى القذافي حاكم وهذا قمة الظلم , فالشعب ليس عدو الشعب لأنهم اخوة ومن يظلم يحاسب ولايمكن ان يباد شعب كامل من اجل شخص واحد .
العلاوه :
الحارثي سقم العداء يالمطيري = والجن تضحك بك وتضحك بغيري
ماظن تقدر شرنا المستطيري = والصبر زين وكل مطرود ملحوق
ليت المطيري ينتبه من لعبة إبليس اللعين = قدام لاهذيك يخطيها وذيك يخمها
إن كان سامع لك خبر حنا ترانا سامعين = والجبه اللي ماتدفينا قطعنا كمها
سوار الذهب :
الجن تغرس فيك روح البنادم = خذها على آية حال مانته بنادم
وأنا على آي حال ماني بنادم = والصبر زين وكل مطرود ملحوق
أنتم علشان عشره تقفون بالصف اربعين = ومطير ماتقدر تحمل هم ماهو همها
أثرك ياحطين كلك طين من نزل البطين = كم حيةٍ ماتت وهي مافرغت من سمها
العلاوه :
نشبع بوقتٍ جاعه اللاش جاعه = واللي يشجع ماله الا شجاعه
والكثر يغلب يامطير الشجاعه = والصبر زين وكل مطرود ملحوق
اليا قطعنا دابر العشره لو أرسلت اميتين = تخاف لو نفس المصير اللي يصير يعمها
أن اشهد إنك شاعر الصفين الأيسر واليمين = مانته بمثل اللي بيوت الشعر يلعب فأمها
سوار الذهب :
الله يوفقك الشهاده في حياتك قول آمين = تطمك الدنيا على وجهين وأنت تطمها
لي عودة للمحاوة إن شاء الله .