الــمــقــابـلـة الـشـخـصـيـة
من أروع الذكريات اللي مريت فيها هي المقابلة الشخصية قبل الالتحاق بجامعتي الموقرة 
تخرجت من ثالث ثانوي و مثل كثير من الطلاب تايه و حاير التفكير و الدروب أمامه لا يعلم أيها يختار و أين الخيرة في أمره .؟ 
وبعض الطلاب ما شاء الله عليهم محددين وجهتم بحكم اطلاعهم و معرفتهم أو بمساعدة من اخوانهم و من يعرفون ممن سبقهم ..
حتى أذكر كان عندنا عتيبي إذا نشدناه وين تبى تروح
على طول يجاوب : ضابط في الحرس الوطني هههههههههه
الولد محدد وجهته من سنين وحنا يا غافلين لك الله في دهاليز المتاهات
حتى أذكر انه كان يروح للطبيب علشان يسوي فحص
وفحص على اذنه وعيونه وخشمه و كل شيء لعزيمته القوية بالالتحاق في الحرس الوطني
وفعلا هذا ما حصل له لاحقا سجل وتم قبوله ( بالواسطة طبعا 
)
والان ضابط الله يوفقه ويسسعده من أعز الأصدقاء
المهم
قدمت على عدة جهات منها جامعة الملك سعود
تم قبولي مبدئيا و طلبوا الحضور للمقابلة الشخصية ! وانا ما عمري سويت مقابلة شخصية ولكن سمعت بتجارب الكثير فيها و استفدت منهم
اللي يقول انتبه راح تجيك اسئلة شاطحة يختبرون فيها ثقتك بنفسك
واللي يقول حلق شعرك ههههههههه
واللي يقول لا تكذب عليهم أصدق ولو كان جوابك خطأ 
و كلن يعطي من عنده نصائح .! وبعضم ما قصر أعطاني تجربته بالتفصيل في المقابلة الشخصية
واللي يقول احفظ متى ولد الملك عبد العزيز و عياله ومتى ماتوا واحفظ تاريخ تأسيس الوزارة ومدري اييييييش
ودوامة من الحيرة تنتابني لما سمعت و أذهلني 
طبعا ما حفظت شيء ولا قرأت لأن ما يمديني و اكتفيت بمعلوماتي العامة
تم تحديد الموعد و تهيأت له بالمستندات المطلوبة
كان موعد المقابلة الصباح .. حاولت أعد نفسي جيدا خصوصا أنها أول مقابلة لي
والأهم من ذلك كله أنها مقابلة مصيرية !!
فأما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا 
رحت للجامعة و وقفت في مواقف بعيدة لأني ما أعرف وين بالضبط هههههههههه
الوكاد يوم وقفت سيارتي ما كان فيه إلا سيارات قليلة
دخلت مقر المقابلة و قدمت الأوراق و قاموا يسحبوننا من سيب لـ سيب و زادت حدة التوتر خصوصا أني أبغى جامعة الملك سعود و حريص ع المقابلة و شايل همها
أخيرا و صلت للغرفة المنتظرة و أذكر كان قدامي 3 طلاب أو 2
وكل ما طلع واحد قمت أناظر في خششهم وأتعيّن وجيههم كيف هي قايلة ^ــ^
مررت بفترات صعبة في الانتظار ليس للخوف او ضعف الثقة
ولله الحمد تعودت شق الصعاب والإقدام دون تردد ولكن بدأ الحماس يفتر مع طول الانتظار
أخيرا حان دوري
كان معي سبحة حمراء لا زلت أذكرها وكنت ألاعبها في يدي وكنت حريص ما أدخل فيها علشان ما يشوفونها الدكاترة ثم يقولون هذا بدوي خالص وياخذون نظرة 
لكن لأني ما طمعت يجي دوري دخلت والسبحة في يدي !! وطبعا شافوها !
دخلت الغرفة التي كنت أرى الوجيه الشاحبة تخرج منها وانا في قمة الحماس و في المقابل يعتريني بعض الأرتباك 
كان أمامي ثلاثة من الدكاترة, سلمت عليهم بالتحية
و جلست على الكرسي , سئلوني عدة أسئلة روتينية اسمك و المدرسة
ثم لمااذا اخترت هذا التخصص وغيرها من الأسئلة الروتينية
التفت لي الثاني وسألني ليش دخلت سبحتك اول ما دخلت الغرفة >>>> سؤال استفزازي 
قلت السبحة ما فيها شيء و لها إيجابيات كثيرة لكن البعض لهم نظرة فيها
وحاولت اكون واثق من إجابتي حتى بدأ يطأطأ برأسه
رجع الأول يسألني >>>>> الدكتور الثالث مطبق الصمت و لم يحن دوره
وش هواياتك و اهتماماتك
قلت القراءة و كرة القدم و سردت له كذا هواية
ويوم قلت الشعر طمر في نحري وقال تكتب شيء من الشعر 
في تلك الفترة كنت اكتب بويتات بسيطة لا ترتقي لمستوى الشعر بس خفت أكذب ويكشفني
قلت نعم محاولات بسيطة
قال عطنا قصيدة 
تفاجأت بالطلب خخخخخ
ما كنت متوقع في المقابلة يطلب مني هالطلب
طبعا لحسن حظي كنت توني كاتب قصيدة في مدرس من أفضل المدرسين درسوني في المرحلة الدراسية
قلت في نفسي اقولها علشان يعرفون أني واثق من نفسي
ولكن ترددت يقولون هذا مهو يم الدراسة مدام انه يتابع شعر و يكتب خصوصا ان البدو منبوذين من بعض الحضر لأسباب كثيرة
وهذه العنصرية المقيتة هي بعض ما كنت أخشاه في المقابلة بعد أن سمعت سابقا وجودها في بعض تجارب من سبقني
توكلت على الله قلت ابقولها
للأسف ناسيها ولا أذكر إلا اول بيتين منها
وقت الموادع للشعر دوم وقفات = ياقف مواقيف الدموع المهله
يومن دمع عيني ما نزل بالسهالات = تنزل بيوتي من هجوسي محله
فالحزة اللي جات يا ليت ما جات = احد من وقع السيوف المسله
طبعا القصيدة بدائية و ليست بذاك الجزالة خصوصا انها من أوائل المحاولات لي ولكن الحمد لله ما فيهم ناقد للشعر ههههههههه
صح لسسسانك قلت صح بدنك
رجع الأول يسألني
عطاني سؤال ذكاء .!؟ 
قال انت سائق قطار ومعك 80 راكب
وفي طريقك وجدت أمامك مسارين
اليمين فيه خمس أطفال يلعبون واليسار فيه حفريات و عوائق
تختار اليمين أو اليسار ؟؟؟ ولماذا ؟؟؟
في هاللحظة تنفست الصعداء
لأن هذا السؤال مر علي قبل شهر من نهاية الدراسة من أحد المدرسين الله يجزاه خير
سألنا السؤال في الحصة و ما عرفنا نحله .. وحله لنا
ويوم جاني بالمقابلة الشخصية تذكرته
طبعا ما رديت على طول وسويت نفسي أول مرة يمر علي هالسؤال
جلست أفكر و بعدها رديت
والجواب طبعا أني أختار اليمين .. لأن الأطفال متعودين على القطار راح يتجنبونه
و جوابه بديهي وسهل لكن لولا الله ثم الاستاذ لما حليته
كان يمكن جوابي اروح اليمين علشان ادعس الورعان الخمسة ولا أضحي في 80 راكب معي ^^
اخيرا التفتوا للدكتور الثالث !!
قلت بنفسي ها الحين يبى يسألني عن الثقافة ومتى مات فلان ومتى ولد فلان و الدولة الفلانية و الفلانية
لكن الحمد لله قال ما عندي شي والاخوان كفوا قلت فكككة
وطلعت من عندهم وانا راضي عن نفسي الحمد لله
مدة المقابلة تقريبا 20 دقيقة وكأنها 5 ساعات !
و عـ طول أدور الخراج من وين .! حتى و صلت للمواقف و تعال يا لماح دور سيارتك !!
كنت موقف و ما حولي إلا سيارات أعدها بالاصابع والحين يا كثر السيارات ..
واجلس يمكن ربع ساعة في الشمس ادور موتري حتى لقيته ^^
أخيرا و هو الأهم القبول ..
انتظرت فترة بعدها حتى ظهرت النتائج و تم قبولي في الجامعة ولله الحمد والشكر سبحانه و ها أنذا على حافة التخرج إن شاء الله
تجربة متواضعة لعل يستفيد منها البعض و الحمد لله أولا واخيرا .,.
ومن لديه تجربة فيها لا مانع من المشاركة وإثراء الموضوع
من نتاج كيبوردي
الـمـعـنّـــى