عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 18 )
<img src=
رقم العضوية : 54
تاريخ التسجيل : 15 05 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 32,017 [+]
آخر تواجد : 20 - 03 - 24 [+]
عدد النقاط : 29
قوة الترشيح : أبن مصاول is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد: حصري لمنتديات الموازين ///عــــــــــــنــــــيزة رؤية أمين الريحاني1922 م///

كُتب : [ 18 - 09 - 09 - 09:01 PM ]

توقفنا في الجزء السابق عند قول أمين الريحاني :
اقتباس:
ثم دهشنا صباح يوم السفر بأكلة جمعت بين الخبيص والعبيط,جئ بها من جفنة كبيرة على كانون من النار لتؤكل حامية.هي الحنينية بنت الخبيص والعبيط, وقد عُملت قرصاً كقرص العيد وغُمست بالسمن والسكر.
نكمل :

والأمير عبدالله مثل عمه عبدالعزيز مزارع كبير يشتغل ساعات الفراغ في بساتينه.غير أنه مثل كل عربي لا يزال, على شغفه بالزراعه , أسير تقاليد قديمه.
سألنا عن الآلات البخاريه لرفع المياه والري, ثم قال: سمعنا ان السلطان عبدالعزيز يبغي أستخدامها في الحساء. فمتى فعل نتبعه أن نشاء الله .الناس على دين ملوكهم -وعلى طريقتهم في الزراعه أيضاً.

وهذا عبدالله بن محمد آل بسام يثبت ما أقول.فهو على علمه وادبه وروحه العصريه في كثير من امور الحياة, لا يتقدم طويل العمر في الرياض.

لعبدالله أرض خارج المدينة حفر فيها قليباً عمقه ثمانون قدماً وعرضه عشرون بعشرين,يشتغل في رفع المياه منه عشرة جمال,وهو مطوي بالحجارة محكم البناء.كلفه أربعمائة ليرة أنكليزيه,ويكلفه رفع المياه يومياً ليرة واحدة في الأقل.أما ثمن الآلة البخارية فلا يزيد عن نصف كلف القليب,وثمن البترول أقل من أجرة الجمال.
وعبدالله البسام الذي ساح في مصر والعراق والهند يدرك ما في الأستعاضة بالبخار من الأقتصاد والتوفير والسرعة في العمل , ولكنه عربي. والعرب في الزراعة على طريقة ملوكهم وأجدادهم.

أما في التساهل الديني فبين أهل عنيزة اليوم واجدادهم بون شاسع.ليس في عنيزة من يضرب بالعصا من لا يصلي,فيسوق الى المسجد كالأنعام من لا يلبون دعوة المؤذن.وليس في القصيم كله من اولئك الوهابيين, امثال الأخوان اليوم,الذين اضطهدوا (النصراني الكافر) هنري دَوطي وطردوه من البلدة.
لم يجد الرحالة الإنكليزي يومئذٍ غير بضعة رجالٍ والوه,وأضافوه, وساعدوه في محنته,أهمهم ثلاثة هم امير عنيزة يومئذ و عبدالله القنيني وعبدالله البسام.
وقد ذكرهم دَوطي في كتابه بالخير.نعتهم بالفلاسفة وأثنى عليهم ثناء طيباً.

حدثني صديقي عبدالله قال: كنت شاباً يوم جاء ((خليل)) الى عنيزة وكان القنيني أكبر أصدقائه ومساعديه . فغضب سكان عنيزة فسبوه وتجنبوه. قالوا أنه كافرٌ مثل الإنكليزي وها قد مر خمس وأربعون سنة وانا أشاهد التطور عندنا.نعم الفرق كبير . ثلاثة يومئذ والوا الغريب علناً وأكرموه, ثلاثة فقط.

اما اليوم فلو عاد ((خليل)) إلينا لما وجد ثلاثة يسيئون إليه فعلاً أو قولاً. أهل عنيزة اليوم غاضبون لأقل إساءة تلحق بالغريب في بلدهم.

بين عنيزة وبريدة الوادي,وادي الرمة, والنفود, ولكن بين سكان المدينتين فرقاً يكاد يكون أبعد من الفرق بين البدو والحضر.

إنما بريدة مدينة تجارية وليس لأهلها وقت لغير الاتجار والصلاة.وهي محط رحال البدو من مطير وهتيم وعتيبه وحرب وغيرهم , يجيئونها للبيع والشراء.

هي بدوية مادية لا تهتم للأدب ولا تسرف في تليد العقل والفؤاد, فلا تكرم الغريب ولا تسئ اليه. على انه قلما يسمع فيها تلك الكلمة الطيبه ((تفضل نقهويك)) التي هي صلة التعارف ولا ولاء.

لذلك تسمى عنيزة باريس نجد , مع أن بريدة أوفر حظاَ منها في النزول على النفود.أن الرمال تفسح لها ولا تناوئها. فلو كانت المدن في انبساطها و انقباضها تؤثر في الأخلاق لكانت بريدة في الضيافة,في بسط يدها وقلبها الى الغريب , المدينة الأولى في القصيم.

وهي لا تبعد عن عنيزة أكثر من عشرين ميلاً. مسير النفود بينهما ساعتين , فنشرف ونحن في آخر طعس منها على الخبوب التي تطوق بريدة كالقلادة-قلادة من الزمرد في خيط من الذهب لبدوية القصيم.أن الأرض لتتضع امامها فتخضع لها , وتقف بعيدة عنها مبسوطة اليدين. لا كُشب حول بريدة قريبة, ولا واحات عاليات الجبين-حولها الخبوب.

والخب منخفض من الأرض فيه ماء وأثل ونخيل ومضارب وأكواخ. والخبوب خنادق أحتلتها قوى السلام أي المياه والأيدي الزارعه.


الى نهاية كلام أمين الريحاني

أبن مصاول: أرجو ان اكون قد نقلت ما يفيد عن عنيزة وبريدة أيام أمين الريحاني أي عام 1922م

علمتني الحياة : انني إذا أردت أن احلق مع الصقور ,فلا أضيع وقتي مع الدجاج.
قمة الغباء .. أن تحاول أن تكون عميق .. في زمن أصبحت كل أشياؤه سطحيه.
سُئل هتلر : " من هم أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك؟" فأجاب: " أولئك الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم"
رد مع اقتباس