عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
عـــــضو شرف مــــــهم جداً
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 11 04 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : الرياض
عدد المشاركات : 2,611 [+]
آخر تواجد : 10 - 11 - 14 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : سلطان القحم is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي الفرق بين الحمد والشكر في كتاب الله عز وجل

كُتب : [ 05 - 10 - 07 - 07:11 AM ]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين،
وبعد:
فإن الله سبحانه أمر عباده بالحمد:
فقال تعالى مخاطبًا لنبيه خطابًا يدخل فيه جميع أمته:
(قلْ الحمد لله)، فله الحمد كالذي يقول، وخيرًا مما نقول. سبحانه لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه، فله الحمد على أسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وله الحمدُ على نعمه الظاهرة والباطنة، وله الحمدُ في الأولى والآخرة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( أَمَا إنّ رَبَك يُحبُ الحمدَ)،
وقال: (أفضلُ الدعاءِ الحمدُ لله)،
وقال:
(لَوْ أنّ الدُنيا بحذافيرها في يدِ رجلٍ، ثم قال: الحمد لله، لكان الحمد لله أفضل من ذلك)،
قال المفسرون: أي لكان إلهامُه الحمدَ للهِ أكثرَ نعمةٍ عليه مِنْ نعم الدنيا؛ لأنّ ثوابَ الحمدِ لا يفْنى، ونعيمَ الدنيا لا يَبقى ؛
فقد قالَ اللهُ تعالى:
(المالُ والبنونَ زينةُ الحياة الدنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عند ربك ثوابًا وخير أملًا).
وقال عليٌ رضي الله عنه:
(الحمدُ للهِ كلمةٌ أَحبها اللهُ تعالى لنفسه، ورَضِيَها لنفسه، وأَحَبَ أنْ تُقال).
واختلف العلماء في معنى الحمد والشكر هل هما مترادفان أو لا.
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحِمَه اللهُ تعالى:
(الحمدُ يتضمنُ المدحَ والثناء على المحمود بِذكْر مَحاسنه، سواءَ كان الإحسانُ إلى الحامد أو لم يكن، والشكرُ لا يكونُ إلا على إحسان المشكور إلى الشاكر، فَمِنْ هذا الوَجه كان الحمدُ أعُم من الشكر؛ لأنه يكون على المحاسن والإحسان، فإن الله تعالى يُحْمَد على ما له من الأسماء الحسني، والمَََََثَلِ الأعلى، وما خلقه في الآخرة والأولى،
ولهذا قال تعالى:
(وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌ من الذل)
وقال تعالى:
(الحمد لله الذي خلق السمواتِ والأرضَ وجَعلَ الظُلماتِ والنورَ) .
وأما الشكرُ فإنه لا يكون إلا على الإنعام، فهو أخص من الحمد من هذا الوجه، لكنه يكون بالقلب، واليد، واللسان؛ ولهذا قال تعالى:
(اعملوا آل داود شكرًا وقليلٌ من عبادي الشكور) .
والحمدُ يكون بالقلب واللسان، فمن هذا الوجه الشكرُ أعمُ من جهة أنواعه، والحمدُ أعمُ من جهة أسبابه.
وفي الحديث:
(الحمد لله رأس الشكر فمن لم يحمد الله لم يشكره)،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنّ اللهَ لَيرْضى عن العبدِ أنْ يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويَشرب الشَربة فيحمده عليها).
وأما منزلة الشكر فهي من أعلى المنازل، وهي فوق منزلة الرضا وزيادة، فالرضا مندرج في الشكر؛ إذ يستحيل وجود الشكر بدونه، وهو نصف الإيمان؛ فإن الإيمان نصفان: نصف شكر، ونصف صبر.
وقد أمر الله به فقال سبحانه وتعالى:
(واشكروا لي)،
(واشكروا لله)،
( بل الله فاعبد وكن من الشاكرين).
ونهى عن ضده:
(ولا تكفرون ).
وأثنى على أهله:
(وسنجزي الشاكرين)،
ووصف به خواص خلقه:
( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا).
وقال عن خليله إبراهيم صلى الله عليه و سلم:
(إن إبراهيم كان أمةً قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين شاكرًا لأنعمه) .
وجعله غاية خلقه وأمره:
(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا وجعل لكم السمعَ والأبصارَ والأفئدةَ لعلكم تشكرون).
وقال تعالى: (واعبدوه واشكروا له إليه تُرجعون)
ووعد أهله بأحسن جزائه وجعله سببًا للمزيد من فضله وحارسًا وحافظًا لنعمته:
(وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
وأخبر أن أهله هم المنتفعون بآياته:
( إن في ذلك لآياتٍ لكل صبارٍ شكور).
وهو غاية الرب من عبده وأهله هم القليلُ من عباده: (وقليلٌ من عبادي الشكور ).
وسمى نفسه شاكرًا وشكورًا، وسمى الشاكرين بهذين الاسمين فأعطاهم من وصفه، وسماهم باسمه، وحسبك بهذا محبةً للشاكرين وفضلًا.
وقال الله عز وجل في حديث قدسي :
(أهل ذكري أهل مجالستي، وأهل شكري أهل زيادتي، وأهل طاعتي أهل كرامتي، وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب؛ لأطهرهم من المعايب).
وقال النبي صلوات ربي وسلامه عليه:
(أفلا أكون عبدًا شكورًا).
فاللهم اجعلنا من الشاكرين،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصدر ملتقى الاحبة في الله

رد مع اقتباس