اليذيدية
هُم جماعه من الغُلاه يرجعون الي اصل مجوسي ادعوا الاسلام , شأنهم في ذلك شأن كل الفرق المناهضه للاسلام والتي تزعم انتماءها اليه حتي تتمكن من تقويضه من الداخل , واليذيديه لم يكونوا سوي طائفه من الصوفيه من اتباع الشيخ عدي بن مسافر مؤسس طريقتهم (احمد تيمور – اليذيديه ومنشأ نحلتهم , د . سهير محمد علي الفيل : اليذيديه ) واعتقدوا بألوهيه يذيد بن معاويه , وازداد إنحرافهم حتي قدّسوا كُل من يذيد بن معاويه والشيطان معا . وانتشرت أرآء الفرقه ومُعتقداتها في الموصل وحلب وعلي الحدود بين العراق وسوريه وتركيه وفي ديار بكر وفي البلاد الارمنيه الواقعه علي الحدود بين تركيا وروسيا والهند وايران . ومثل كل الفرق الضاله التي تزعُم الأسلام وتحرص علي ان تتواجد في اوروبا والعالم المسيحي لتكون هي الصوره الشوهاء للاسلام التي تصد الناس عنه . ولليذيديه جاليات في لبنان والمانيا الغربيه وبلجيكا , مثلما يُقيم كبير الطائفه الشيعيه الاسماعيليه الاغاخانيه في بلجيكا . وينتمي معظم اتباع اليذيديه الي الجنس الكردي . ولهذه الفرقه كتابان ُمقدسان يصفان معتقدات وعبادات المله اليذيديه , هما : كتاب( الجلوه ) وكتاب (مصحف رش ) . وظهرت هذه الفرقه في بلاد بعيده عن التحضر والمراكز الدينيه والعلميه ومنشؤها كان في كردستان . وتولي قياده الفرقه زُعماء دينيون اضلوا الناس بالبدع والخرآفات وتظاهروا بالُزهد والتعفّف وكثره المجاهدة – تماما مثلما فعل كبار دعاة التصوف والتشيع – فقصدهم الناس وتأثروا بهم حتي انتشرت معتقداتهم في الاطراف الحدوديه من العراق وايران وتركيه وسوريه .وقد تكتموا اظهار معتقداتهم تكتُما شديدا واحاطوا ملتهم بالسريه مثل كل ضال مُضل ينأي بضلاله بعيدا عن النور فلا يفتضح امره شأنهم في ذلك شأن فرقه الاسماعيليه الشيعيه والتي ما زالت معظم كُتبها سريه وكذلك سائر فرق الباطنيه . وهم يطمسون ما ورد في القرآن من كلمات لآ تناسب مُعتقداتهم كالتعوذ واللعنه والشيطان بوضع قطعه شمع عليها . وليس لهم صلاه عامه بل هُناك طقوس خاصه بهم يتوجهون فيها الي مطلع الشمس عند الشروق والي مغربها عند الغروب فيلثمون الارض ويعفرون وجوههم بالتراب ويقرءون بعض الادعيه وهي خليط من اللغه العربيه والفارسيه والكُرديه. والصوم عندهم ضربان : صوم العامه : ويسمونه( صوم يزيد ) في الثلاثاء والاربعاء والخميس الاول من شهر كانون الاول , وصوم الخاصه : ومدته ثمانون يوما يصومها رجل الدين . وهم يؤدون الزكاه كل سنه الي شيخهم – طبعا – وتسمي عندهم الرسوم , كما يؤدي الشيعه الجعفريه زكاه اموالهم الي مشايخهم ويسمونها الخمس . وفتش عن الدينار والارتزاق بالدين تنكشف لك الامور . ويحجون حجا خاصا بهم كل عام الي مرقد الشيخ عدي بن مسافر , احد كبار رجال المذهب ومؤسس الطريقه العدويه في القرن السادس الهجري , تماما مثلما يحج الصوفيون الي اضرحه مشايخهم كل سنه في مواليدهم : اذ يحج اتباع ابي الحسن الشاذلي الي ضريحه في حُميثراء واتباع البدوي في طنطا , وغيرهم من مشايخ الصوفيه مثلما يحج الشيعه الي مراقد آل البيت . ويؤدون – اي اليذيديه – في هذا الحج شعائر وطقوس خاصه بهم . وعندهم من لا يوفق لاداء الحج فهو كافر . اما عن الشهاده عندهم فيقولون : أشهد واحد الله سلطان يزيد حبيب الله . ومن اجل ضرب الحصار علي عقول اتباع هذه الطريقه فإنهم يحرمون تعلم القراءة والكتابه مطلقا – وعندهم من يعلم اولاده فهو كافر –ومن يتعوذ من الشيطان وجب قتله فورا او ينتحر فأن لم ير سبيلا الي ذلك صام اسبوعا وقدم ضحيه للطاووس . ونظامهم الاجتماعي طبقي ويتكون من طبقات خمس لا يجوز الزواج بين اتباع هذه الطبقات , الاولي : طبقه الروحانيون إحداهما خاصه بمن يعود نسبهم الي يزيد بن معاويه ولمن ينتمي الي سلاله فخر الدين ويلقبونه بابا شيخ يعني الشيخ الكبير . والطبقه الثانيه هي طبقه الفقير وهو الناسك المتعبد وله لباس خاص يسمونه خرقه الفقير , مثل خرقه الصوفي المميزه له . ثم طبقه المنشدين , والمنشدون وناقروا الدفوف لهم دور هام في الملل الباطله كالتصوف وغيره , ثم الكواجك : وهم طائفه من العوام يتميزون بلباسهم الابيض ونطاقهم الصوفي الاسود أو الاحمر وظيفتهم اكتشاف مصير الموتي ان كان خيرا او شرا والاتصال بعالم الغيب لمعرفه الحال والاستقبال , ومحرم علي هذه الطبقه النوم علي السرير . ثم المريدون : وهم عوام الناس من اليذيديه وقد فُرضت عليهم الطاعه العمياء ودفع الزكوات وهؤلاء يتزاوجون فيما بينهم فقط ولا يحق لهم مصاهرة الفئات الاخري حفاظا علي النظام الطبقي الذي يفرض الطاعه والمغارم علي طبقه , ويوفر المكاسب والمغانم لأخري . ويقولون بتناسخ الارواح . ويبيحون الزواج من ست نساء . ويحرمون الزواج في شهر نيسان . ويعتقدون ان الحمام والمرحاض من ملاجئ الشيطان في نظر المسلمين فلا يدخل اليذيدي مرحاضا ولا يغتسل في حمام . وحرموا علي اليذيدي قص اظافره والاغتسال من الجنابه , او الاستنجاء بعد قضاء الحاجه ولا يجوز له ان يبول وهو واقف والا يلبس سرواله وهو جالس .ويؤثم اليذيدي اذا مد رجله امام جليسه ,مثلما لا يجوز للمريد الصوفي ان يفعل ذلك دون استئذان شيخه . وحرموا الاشتغال يوم الجمعه . مثلما يفعل اليهود يوم السبت , وحرموا علي اليذيدي النظر الي وجه المرأة غير اليذيديه .ولهم ليلي تسمي السوداء حيث تطفأ الانوار وتستحل المحارم وتستباح الخمور . وينتشر اليذيديون في المناطق الشماليه الشرقيه من الموصل وعلي الحدود العراقيه السوريه وديار بكر وبالقرب من حلب حول كلس وعيتاب وفي بعض البلدان الارمينيه علي الحدود بين تركيه وروسيه وينتمي معظمهم الي الجنس الكردي وكان اليذيديون يمتنعون عن الخدمه في الجيش العثماني لاسباب دينيه تمنعهم من ذلك في اعتقادهم – منها الاضطرار الي لبس الازرق , والدخول الي المرحاض – وهما من اشد مظاهر الكفر في معتقدهم , والعيش بين جنود مسلمين يتوقع تعوذهم من الشيطان , او لعنتهم اياه عمدا أو بلا عمد وغير ذلك من الاعمال التي ينفرون منها , فكانوا يدفعون بدلا نقديا كاليهود والنصاري . وقد جندتهم الحكومه العراقيه في عهد صدام حسين واشتركوا اشتراكا فعليا في الجيش وفي الحروب التي خاضتها القوات العراقيه في ايران والكويت .
المراجع الخاصه باليذيديه
1--- الامين شريف يحيي, معجم الفرق الاسلاميه ( بيروت –لبنان , دار الاضواء ,ط1 ,1406 هـ ق-1986م.) ,
2--- الحسني عبد الرازق , اليزيديون في حاضرهم وماضيهم ,(صيدا, لبنان , مطبعه العرفان , 1968م ) , احمد تيمور , اليذيديه ومنشأ نحلتهم (القاهره – مصر , المطبعه السلفيه ط,1 , 1347هـ )
من ثمرات وقطوف الكتب