تغيير الذات
أعتقد أن تغيير الذات هو مربط الفرس في أي تغيير, وأساس أي تحول إيجابي, ومصدر أي صحوة , فبدونه لن يحدث تقدم , ولن يحصل أي تطوير , وسيصبح حلم النهضة ضرباً من الخيال , وأحلام يقضة بعيدة المنال , فلن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
فالأمة تعاني على مستوى الفرد تخلفاً سلوكياً وفكرياً لا يمكن أن ُيقبل أو أن يرضاه محب مشفق . فبإلقاء نظرة على أحد شوارع عواصمنا الإسلامية ستعرف ما أعني .
أليس من يقطع الإشارة ويعرض حياته وحياة الناس للخطر متخلف يحتاج إلى تغيير , أليس من يقذف المخلفات من سيارته في طريق عام وعلى مرأى من الجميع وبدون ذرة حياء متخلف يحتاج إلى تغيير,بل حتى في المساجد هناك من تترنم جوالاتهم بآخر الأغاني الشرقية والغربية متناسين حرمة المكان والزمان ,وليزعجوا عباد الله في بيت الله .والأمثلة كثيرة وسردها يحتاج إلى أطنان من الورق , وخزانات من الحبر.هذا التخلف السلوكي أما التخلف الفكري فحدث ولا حرج, فالأمانة في إتقان الأعمال , وحفظ الأموال يرحمها الله إلا عند القلة القليلة مع الأسف .والولاء للمنطقة وللقبيلة والعرق أكبر عند الكثير من الولاء للأمة والوطن والقائمة تطول وتطول.
كل هذه المظاهر وأمثالها إن لم تختفي فلن نتقدم ولن ننهض , وسنبقى على حالنا إن لم يتحول إلى حالٍ أسوء .فليس الحل
أن ننبهر بالغرب وتقدمه ,بل الحل أن نبحث عن مواطن الخطأ ونعالجها إن كنا جادون في التغيير ونريد النهضة والتقدم.
فالتغيير عملية متكاملة تتشارك فيها المؤسسات والأفراد والحكومات , ويبقى دور الأفراد هو حجر الزاوية في أي نهضة
وعود الثقاب الذي يشعل نار ثورة التقدم والرقي , التي تمكننا من مسابقة الأمم نحو الأمجاد والمنجزات .
فقط طبقوا تعاليم الإسلام في إماطة الأذى , في احترام الآخرين ,و في احترام المقدسات وأماكن العبادة وغيرها , طبقوا الإسلام في حفظ الأمانة,في إتقان العمل , في الوفاء بالعهد,في احترام الزمن ,تخلقوا بأخلاق الإسلام , فديننا وضح لنا كل شئ , وضع لنا خارطة الطريق التي توصلنا القمة.
ثم لنسموا بأهدافنا ,لتكون أهدافنا لأمتنا لأوطاننا لنحتسب ذلك عند الله , كفانا أنانية ,وحب ذات ,وتغليب مصالح , فعلى هذه الحال لن نتقدم أبداً.
إضاءة
كلما نظرت في حال أمتنا قلت صدق من قال "إننا مسلمون بلا إسلام".وليس الغريب أن نتأخر بل الغريب أن نتقدم ونحن على هذه الحال.
بقلم/محمد عبيد الجبيري,,,.