لقد تأثر الإنسان العربي بالإبل التي كانت راحلته ومطيته، ووسيلته في الترحال والانتقال من مكان لأخر، فقد اتخذ ناقته صاحباً ورفيقاً ومسلية لوحدته، وخلع عليها من مشاعره وأحاسيسه ما جعلها تتصف بالصفات الإنسانية، فتشكو وتتألم، وتشعر بالغربة والحنين إلى الوطن وتناجي صاحبها وتحاوره،وخاصة الذين عاشوا معها وعرفوا قوتها وصبرها ووفائها وحنينها،مما ولد لديهم وصف بديع لهذا المخلوق الإلهي العجيب، فنظموا عدة قصائد متنوعة ومتعددة تصف طباعها وحنينها على مراتعها وحيرانها ومدى حُب الناس لها ومنزلتها عند أصحابها.
لذا نجد أن ابن البادية يتعاطف ويتفاعل مع إبله وتؤثر فيه نفسياً وكثيرا ما يقرنها بحالته،يقول الشاعر:
عيني اللي عافت النوم من صوت الخلوج
يوم كل نام شاركتها في خلاجها
ويتواصل تعاطف الشعراء مع الخلوج وحالتها من فقدها لحوارها حيث يقول أحدهم:
خلوج تجر الصوت وحوارها مذبوح
حرام علي النوم ما زلت أنا أوحيها
والشاعر الشعبي عاش في وجدانه حب هذا الحيوان وتعلق به وعرف خفاياه ومزاياه، وفي ذلك يقول الشاعر محمد العاصمي القحطاني:
والله ما استانس وينساح بالي
واشوف حيران النياق الغوالي
إلا الى ما قام يزجـــــــر فحلها
تدرج ونار الربع يوضي شعلها
ولإبل سلعة غالية ومحبوبة عند غالبية الناس وخاصة إذا كانت من سلالة طيبة ومعروفة أو من أصناف المزايين ،وفي ذلك يقول الشاعر خلف بن هذال:
البل لها في مهجة القلب منزال
مراجل يشقى بها كل رجال