احداث المعركه:
وفي الصباح أغار الأمير عجير وقومه على الإبل ووجدوا عندها بعض الفرسان فقتلوهم وأخذوا الإبل كلها وأسروا بعض الرعيان لكي لا يخبرون أهل الإبل حتى يبعدوا عنهم مسافة ويفكونهم ولكن مطير جائها الخبر بأن الإبل أخذت فلحقوا بالقوم ولما تواجهوا معهم حصلت معركة كبيرة جداً قتل فيها عدد كبير من الطرفين,,ولكن لكثرة المطران أصبحوا هم المسيطرين على وضع المعركة فقال أحد شيوخ الروقه يقال له ابن زيد السماري: يا عجير أنتم لكم وجهتكم وحنا لنا وجهتنا!!
وكان يقصد أن ننفصل عن بعضنا بحيث الروقه لحالهم والشدادين لحالهم فساعدة هذه الطريقة الروقه على النجاة في أول المعركة بخيلهم وركايبهم ولما حمي الوطيس صاح الأمير عايض بن مهرس بقوله: وامشحاني مشحاناه!! متوجداً على الفارس مشحان بن عيد الذي قتل في المعركة..
فأصبحوا الشدادين في مأزق لأن المطمع أصبح في خيلهم وركايبهم ومما يذكر في تلك المعركة أن الفارس سعد بن سراج الشدادي كان رديف للفارس المشهور نافل بن عواض العنسي الشدادي ونزل من الذلول وأخذ يرمي المطران ولكن عندما أشتدت المعركة أصبح في مأزق لأن الشدادين أقفوا بثلاثة ذيدان يسوقونها على الجيش والخيل ولم يكن لديه ذلول فأردفه الفارس عبدالرحمن بن ثويني الشدادي على فرسه وكان يحميهما من الخلف الفارس حماد بن قليشان الشدادي,, وكذلك الأمير شرار بن مهرس ذبحت ذلوله في تلك المعركة فأصبح على رجليه وكان عاصب راسه برقعه بيضاء وأحاطت به ثمانية من خيل مطير, أربعة من يمينه وأربعة من شماله وإذا أقبلت هذه أقفت الأخرى وكانوا فرسان مطير يقولون ممنوع يا خيّال, ولكن الأمير شرار كان يرعب خيلهم بالبندق فإذا أروحت الفرس ريح البارود طارت من الخوف وأقفت عنه فأصبح يلحق بربعه على رجله وأستطاع رد ثمانيه من خيل مطير لا تلحق بالشدادين فمره الأمير عجير بن مهرس وأردفه على فرسه ولحقوا بربعهم ولكن أحد فرسان مطير كان يلحق بالشدادين لرد باقي الإبل فأعترضوا له عجير بن مهرس وشرار بن مهرس ورموا فرسه فعقروها وسقط من ظهرها وقال متحسفاً على ما فعل:
وا سابقي وأليا عطت أشهب اللال = مع عبلة ٍ وأليـا ظهرهـا يليني
عرضتها لعجير والغمر ابو شال لين أعطبوها بالتفق مـن يميني
وأقفت يباريها من الـدم وشال وتدايمت لعيون موضي الجبيني
وحوّل علاها الطير من الجـو نزّال وأمسى عليها الذيب وأصبح بديني
قوم ٍ يروون الغلب في التجيوال وكم يتمن أيمانهم من جنيني
ومما قيل في تلك المعركة قصيدة الفارس سعد بن سراج الشدادي بعد أن أردفه عبدالرحمن بن ثويني الشدادي على فرسه يقول سعد:
يا ولي العرش يا جـزل العطيه يا منجيني مـن أيام الزحامي
أنهم الظفران لو شرهـوا عليه في نهار الكون مع زرق السهامي
جت بي الصفرا وأنا بأقصى طميه ما وراي ألا الظما والموت حامي
عادة ٍ للي شبـح بالعيـن فيه يوم روس الخيل غاطيها العسامي
عزوة ٍ دون العشاير صيرميه ذخر عود ٍ جعل قبره للرحامي
ونقول في الختام رحم الله الفرسان الشجعان وعفى الله عنا وعنهم وأسكنهم فسيح جناته...