ايام بنو عبدالله بن غطفان ( مطير ) في حرب داحس والغبراء

بسم الله الرحمن الرحيم .

حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان من أشهر واطول حروب العرب بجانب

حرب البسوس بين بكر وتغلب وحرب بعاث بين الأوس والخزرج ,ويقول

صاحب كتاب الأنوار ومحاسن الأشعار : ووقائع عبس وذبيان في حرب داحس

والغبراء , وتسميها العرب الكريمة , لأنها اقلعت عن عقل وتكافؤ في الدماء

ودامت الحرب بينهم أربعين سنه

سبب هذه الحرب :

اختلف الرواه في مبدأ هذه الرهان ومبدأ هياجة فذكروا عدة روايات احداها تقول

ان الرهان اهاجه رجل من بني الجوشن من بني عبدالله بن غطفان جاء إلى حذيفه

بن بدر الفزاري زائر فعرض علية حذيفة خيلة فقال العبدلي ما أرى فيها جواد

مبراً ... قال حذيفة ويحك ومن عند من الجواد المبر ؟ قال عند قيس بن زهير "

فراهنه حذيفة على ذكر من خيلة وانثى ثم أتى العبدلي فأخبرة بخبر الرهان , فقال

قيس لا أبالي من راهنت غير حذيفة . قال : ماراهنت غيرة قال قيس : إنك

ماعملت لأنكد ثم ركب قيس وأتى حذيفة ليواضعة الرهان , فأبى إلا ان يغلقة

وعندما قتلت فزارة مالك بن زهير من دون حرب غضبت عبس وهاجت الحرب

بينهم .

وبعد ان كاد ت الحرب ان تلقح ,, انشدت ( ام ندبة الفزارية هذه القصيدة

وتحرض بنو ذبيان على الحرب )

نسبها هي:
{ أم نُدْبَة }
هي زوجة حُذيفة بن بدر
وكنية ابنها بدر أبو فراقة قتله
قيس بن زهير العبسي ، وقيل قرواش بن هني العبسي ,, في حرب
داحس ، فقالت أمّه ترثيه ولوم زوجها
والده ، لقـبوله أخذ الدية في دم ابنهما .
( من الكامل )

حُذَيْـفَـة لا سـلـمـت مـــن الأعـــادي ولا وُقِــــــــيْــــــــتَ شَـــــــــــــــــرّ الــــنّــــائــــبَـــــاتِ أيــقـــتُـــلُ نُــــدبَـــــةً قــــيـــــسٌ وتــــرضـــــى بــــــأنــــــعــــــامٍ ونـــــــــــــــــــوقٍ ســـــــــارحــــــــــاتِ أَمَـــــا تـخْــشَــى إذا قــــــال الأعــــــادي حُـــذَيــــفــــةُ قـــلــــبُــــهُ قـــــلــــــب الــــبــــنــــاتِ فَــــخُـــــذ ثـــــــــأراً بِـــــأَطْـــــرَافِ الـــعَـــوَالِــــي وبــالــبــيـــض الــــحـــــداد الــمــرهـــفـــاتِ وإلاّ خَـــــلّـــــنِــــــي أبــــــــكــــــــي نــــــــهـــــــــاري ولــــيـــــلـــــي بــــالـــــدمـــــوع الــــجـــــاريـــــات لـــــعــــــلّ مَـــنِـــيّـــتِـــي تــــــأتــــــي سَــــرِيــــعــــاً وَتَـــرمِـــيـــنِــــي سِــــــهَـــــــامُ الــــحـــــادِثَـــــاتِ أَحَـــــــبُّ إلـــــــيّ مِـــــــن بَــــعــــلٍ جَــــبَــــانٍ تــــــكــــــونُ حَــــيَــــاتُـــــهُ أردى الــــحــــيـــــاةِ فَـيَــا أسَـفِــي عـلــى المـقـتـولِ ظُـلْـمـاً وقــــــد أمـــســـى قــتــيــلا فِــــــي الـــفــــلاةِ تُـــــرَى طَــيْـــرَ الأراكِ يَــنُـــوحُ مِـثْــلِــي علـى أعـلـى الغُـصُـون المـائـلاتِ وهــل تـجـد الحمـائـم مـثـل وجـــدي إذا رُمِـــيَــــتْ بِــسَــهْـــمٍ مـــــــن شَـــتَــــاتِ فـــيـــا يــــــوم الـــرّهـــانِ فُــجِــعـــتُ فـــيــــه بِشَخْصٍ جَازَ عن حدِّ الصِّفَاتِ ولا زال الـــصـــبـــاح عـــلـــيـــك لــــيـــــلا ووجـــــــه الـــبــــدر مـــســــودّ الــجــهـــاتِ ويـــا خـيــل الـسـبــاق سُـقِـيــتِ سُــمّــاً مُــــذَابـــــاً فـــــــــي الـــمـــيـــاه الـــجـــاريـــاتِ ولا زالــــــــــــت ظــــــهــــــورك مــــثــــقــــلاتٍ بــــأحــــمــــالِ الــــجــــبـــــال الــــرّاســــيـــــاتِ لأنّ ســــبــــاقــــكــــم ألــــــــقــــــــى عــــلــــيــــنـــــا هــمــومــاً لا تــــــزالُ إلـــــــى الــمــمـــاتِ

موقف بني عبدالله في حرب داحس والغبراء :

كان لبني عبدالله بن غطفان مواقف مشهورة في حرب داحس والغبراء والتي

وقعت بين عبس وذبيان .. والمصادر تشير إلى أن بني عبدالله وضعت ثقلها مع

عبس وذلك بسبب الحلف الذي بينهم . وهو حلف داخلي فكل القبيلتين من غطفان

ولكننا لم نجد في المصادر إلى أي أشارات صريحة عن سبب هذا الحلف ومتى

نشأ ؟ ولقد شاركت بنو عبدالله بن غطفان في هذه الحرب منذا ابتداء امرها إلى

نهايتها والذي تم بالصلح الذي اوقف الحرب الضروس . وفي أول أيام الحرب

وهو يوم المريقيب , يشير صاحب كتاب العقد الفريد إلى موقف بين عبدالله بن

غطفان فيقول : ثم نهضت عبس وحلفائهم بنو عبدالله إلى الحرب التي دامت أربعين عام


يوم المريقيب :


بعد مقتل مالك بن زهير نهضت بنو عبس وحلفائهم بنو عبدالله بن غطفان إلى

بني فزارة وذبيان , ورئيسهم الربيع بن زياد ورئيس بن فزارة حذيفة بن بدر

فألتقو بذي المريقيب من أرض الشربه فأقتتلوا وكان الشوكة في بني فزارة , قتل

منهم عوف بن بدر قتلة ارطأة احد بني مخزوم من بني عبس , وضمضم ابا

الحصين وهرم المريان قتلة عنتىرة الفوارس , ونفراً ممن لا يعرف اسمهم .

وعندما بلغ عنترة ان حصيناً وهرم ابني ضمضم يشتمانه ويوعدانه فقال من قصيدة له :


وقد خشيت بأن اموت ولم تدر == للحرب دائرة على ابين ضمضم

الشاتمي عرضي ولم اشتمهم == والناذرين ان لم القهم دمي

ان يفعلا فقد تركت أباهم === جزرالسباع وكل نسر قشعم



* يوم ذي حسي :


بعد هزيمة ذبيان في يوم المريقيب زاد الشر بين عبس وذبيان فنفرت ذبيان

ورئيسهم حذيفة بن بدر , على بني عبس وحلفائهم بنوا عبدالله بن غطفان

ورئيسهم الربيع بن زياد العبسي , فتوافر بذي حسي , وهو واد بالشربه يبعد

عن قطن مسيرة ثلاث ليال وعن اليعمرية ليلة وليس ببعيد عن المريقيب , وقد

هابت عبس وعبدالله بجمع غطفان فنظرت في امرها , فكان رأي الربيع بن زياد

مناجزة القوم ورأى قيس بن زهير خلاف ذلك , وقد انحازت عبس وحلفائها

عبدالله بن غطفان إلى منزل آخر فطلبتها ذبيان , وأرسل حذيفة بن بدر إلى عبس

بأن يدفعوا القتله او الحرب فقال قيس بن زهير ندفع للقوم رهائن حتى نرا فجفعو

لذبيان ثمانية من أبنائهم وأتفق القوم على أن تكون الرهائن عند سبيع بنوا عمرو

احد بنو ثعلبة بن سعد بن ذبيان , وقد بقيت الرهائن عند سبيع حتى مات . وبعد

موته طلب حذيفة الرهائن من ابنة مالك فدفع مالك الرهائن إلى حذيفة فقتل

حذيفة الرهائن , فكان يقتل كل يوم واحداً ويقول للغلام قبل قتلة ناد اباك .


* يوم اليعمرية :


على أثر قتل الرهائن في بني عبس , فهم أبناء عليُة القوم في عبس منهم عتبة بن

قيس بن زهير وأبنوا جنيدب بن عمروا بن الأسلع وواقد بن جنيدب وغيرهم ,

مما دفع عبس وحلفائهم بنوا عبدالله بن غطفان إلى مهاجمة ذبيان في اليعمرية

من أرض ذبيان , وكان النصر حليف عبس وبنو عبدالله بن غطفان حيث قتلت

منهم أثنا عشر رجلاً منهم مالك بن سبيع الذي رمى بالغمة إلى حذيفة وأخوة

يزيد بن سبيع وعامر بن لوذان والحارث بن يزيد وهرم بن ضمضم والحارث

بن بدر الفزاري وغيرهم . وفي هذا اليوم تجلت بطولة أحد بني عبدالله بن

غطفان , وهو جحش بن نصيب العبدلي فاثخن في فرسان فزارة وذبيان وقتل

يزيد بن سبيع الذي رمى بالغمة إلى حذيفة بن بدر . وفي يوم اليعمرية يقول

جحش بن نصيب العبدلي :

ويوم بواد اليعمرية لم نـــــــــزل === على الماء حتى اسلم الماء غامرة

وقرن تكرت الطير تجحل حولة === تحرك رجلاه وقد مات سائـــــرة

تركت يزيد يحفر الموت روحه === أنث عليه الغدر والرمح شاجرة


يوم ذات الحراج أو ( الجراجر ) :


قال صاحب كتاب الإشراف : يوم قتلت عبس حذيفة بن بدر يوم الهباءة , غضب

سنان بن أبي حارثة المري غضباً شديداً , وأجتمعت إلىيه بنو ذبيان فشكوا مالقوا

من بني عبس وعبدالله , وكان سنان معتزلاً الحرب نازلاً في بني مرة ,

وأجتمعت بنو مرة وبنو عبدالله بن غطفان وبنو ثعلبة بن ذبيان فقال لهم سنان :لا

تعرضو للأبل والغنيمة فأن الطمع فشل , الضراب قبل النهاب , فأرسلها مثلاً

فنهضوا إلى بني عبس فقال قيس بن زهير العبسي , لا أرى لكم لقاء القوم فأنهم

موتورون فأن أبيتم فأن لكل قوم شرة ولكل شرة فترة فأصبروا لهم , وأقبل سنان

في جيشة ولقى بني عبس على ذات الحراج , فأقتتلوا قتالاً شديداً ,كثرت فيه

الضحايا من الطرفين وألتقوا في اليوم الثاني فكان القتل أشد من اليوم الأول

وظهرت في هذا اليوم شجاعة عنترة ابن شداد العبسي . فلما رأى الناس ان شبح

الموت بخناقهم وتشتد سواعدهم عليهم كل يوم ونظروا إلى كثرة موتاهم من

الطرفين تطيروا من سنان بن أبي حارثة المري وتذكر أنه هو الذي منع حذيفة

من الصلح وجاء بهم إلى هنا هذه الأيمام فأمتنعوا عن القتال وأستمر بها سنان ,

لكنه لقي من قومة فتوراً وعدم رغبة في الحرب فعاد هو أيضاً .

هذا النص الذي ذكرة البلاذري يعطي وجهاً آخر لموقف بني عبد الله بن غطفان

في حرب داحس والغبراء , ولقد ذكرهم في صف ذبيان وليس في عبس وأرجع

أن قسم من بني عبدالله بن غطفان لم ينضم إلى عبس ومن معهم بل وقف موقف

الحياد من هذه الحرب كما هو الحال من بنو مرة , وعندما دعى سنان بن أبي

حارثة المري وهو أحد سادات غطفان بقية قبائل غطفان لنصرة فزارة بعد مقتل

حذيفة لبو ندائة وأشتركو في هذا اليوم ضد عبس ومن معهم من بني عمومتهم

من بني عبد الله بن غطفان . وسنجد ذكراً لهذا القسم من بني عبد الله أيضاً في

صف ذبيان في يوم جبلة ويم شواحط عند الحديث عنهما .


* موقف بنو عبدالله بن غطفان من الحلف مع بني شكل العامريون :


في أحد مراحل داحس والغبراء أرادت عبس الشام , وبلغ بني عامر أرتفاعهم

نحو الشام فخافوا أنقطاعهم من قيس . فخرجت وفود بني عامر حتى لحقتهم

ودعتهم في أن يرجعو ويحالفوهم . فقال قيس : يابني عبس حالفوا قوماً في

صيابة بني عامر ليس لهم عدد فيبغوا عليكم بعددهم , فأن احتجتوا أن يقوموا

بنصرتكم قامت بنوا عامر . فخالفوا بني شكل من بني الحريش , فمكثوا فيهم

وهم بنوا أختهم وكانت أمهم عبسية , وجاوروهم وكان يرون عليهم أثرة وسؤ

جوار وأستخفافاً بهم . ثم ان شاعراً يقال له عبدالله بن همارق العبدلي أحد بني عبدالله بن غطفان قال :


جـــــــزى الله عبس ابن بغيض == جزاء الكلاب العاويات وقد فعل

بما انتهكو من رب عدنان جهرة == وعوف يناجيهم وذلكم جلــــــــل

فأصبحتم والله يفعل ذلكــــــــــم == يعزكم مولى ومواليكم شكــــــــل


فلما بلغت قيساً قال :ماله قاتله الله أفسد علينا حلفنا ؟ فخرجوا حتى أتو بنو جعفر بن كلاب .
ومن هذا النص الذي اوردة سلمة نستنتج ان بنو عبدالله بن غطفان لم تكن راضية

على الحلف الذي عقدة قيس بن زهير على بني شكل بن الحريش . قال احد شعرائهم الأبيات السابقة .

* يوم جبلة :

اشتركت عبس في يوم جبلة لأن عبس حالفت بني عامر فحاربت معهم في هذا

اليوم ذبيان وتميم . قال أبو عبيدة : يوم شعب جبلة قبل الإسلام بأربعين عام

وهو عام ولد النبي صلى الله علية وسلم , وكانت عبس في يومئذا في بني عام

حلفاء, يوماً يعد من أعظم أيام العرب وأنتصرت فيه عبس وعامر على تميم

وذبيان وأسد . وبنو عبدالله بلا شك شاركت في هذا اليوم في صف عبس لأنهم حلفاء لهم .

وقد أشرنا سابقاً ان النصوص توضح ان بنو عبدالله بن غطفان شاركت منذا

البداية في هذه الحرب الضروس إلى نهايتها , وفي نفس الوقت وجدنا أن ثلاث

نصوص تفيد بأن قسم من بنو عبدالله لم يضم إلى بنوا عبس بل شارك في بعض

أيام داحس والغبراء في صف ذبيان , وقد استعرضنا واحداً منها عند حديثنا عن

يوم ذات الحراج .

أما النص الثاني فهو من ضمن أحداث يوم جبلة . يقول أبو الفرج : وذكروا أن

الطفيل بن مالك لما رأى القتال يوم جبلة قال : ويلكم ! وأين نعم هؤلاء الرجال

فأغار على نعم عمرو وإخوته وهو من بني عبدالله بن غطفان ثم من بني

الثرماء فأستاق ألف بعير .وبنو الثرماء هم أحد بويتات بنو عبدالله بن غطفان
والذي مدحهم الشاعر مزرد بن ضرار وقال :


ولو في بنو الثرماء حلت تحدبوا === عليها بأرماح حداد الحدائد

مصاليت كالأسياف ثم مصيرهم === إلى خفرات كالقنا المترائد

* يوم قطن :

هو أول أيام الصلح بين بني عبس وذبيان فبعد أتفق ابني بغيض على حمل

الحمالات وتراضوا بينهم , اجتمعو بقطن . وبينما هم في إجتماع السلم أقبل اقبل

حصن بن ضمضم المري فقتل ربيعة بن وهب العبسي بأبية ضمضم الذي قتلة عنترة يوم المريقيب .

فأشارت عبس وحلفائهم بنو عبدالله بن غطفان , لا نصالحكم مابل البحر صوفة

وقد غدرت بنا بنو مرة . فتهيأ الحيان إلى القتال وألتقو بقطن وحصل قتال شديداً

بين عبس وذبيان , ثم نشطت السفراء في السعي للصلح فدفعت الديات وتم الصلح .

ويقول زهير بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان والحارث بن عوف اللذين سعوا في الصلح :


تداركتم الأحلاف قد ثل عرشها === وذبيان قد زلت بإقدامها النعل


قال صاعوداء في شرحة لدايون زهير الحلفاء هم عبس وبنو عبدالله بن غطفان تحالفوا على بني ذبيان .

* يوم عسر :

هو أحد أيام بنوا عبدالله بن غطفان مع بنوا عمومتهم قبيلة أشجع نهبت بنو اشجع

أبلاً لبنوا عبدالله بن غطفان ولم يكن فرسان بنو عبدالله قريبه منها وعندما علم

بنو عبدالله بذلك لحقوا القوم . وفي هذا اليوم يقول رجل من بنوا عبدالله بن غطفان :

ألا أبلغ لديــك بنو سبيـــــــــع === وأيــــام النوائب قد تدور فأن تك صرمة أخذت جهارا === كغرس النخل أزرة الشكير فأن لكم ماآقــط عاســــيات === كيوم أضـــر بالرؤساء إير تداعت عصبةٌ من ولد ثور ===كأسد من مناطــــــقها الزئير فقلنا يا آل أشجع لن تفوتوا === بنهبكم ومرجـــــــلنا يثـــور كأن عليهم بجنوب عسيرٌ === غمام يسـتهل ويســــتطـــــير.

قبائل بنو سعد بن قيس بن عيلان بن مضر – حرب داحس والغبراء قبائل بنو سعد بن قيس بن عيلان بن مضر – حرب داحس والغبراء
http://media.islamway.com/lessons/d3...bWaNasab/10.rm

يعطيك الف عافية

يعطيك الف عافيه

تقديري لك