حديث ضعيف منتشر بين الناس وبنوا على أساسه قاعدة باطلة‎

غير متواجد حالياً

حديث مشهور لماذا يضعفونه (الحكمة ضالة المؤمن )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وكفى وصلي اللهم على النبي المصطفى وآله وكل من بهديه اهتدى
وبآثاره اقتدى أمابعد
فقد اغتر كثير من الناس بقاعدة في التصحيح ليس عليها دليل صريح أو حتى ضعيف يدل عليها فصيح بل يجب أن ينشر بينهم فيها الحق والتصحيح أن ماعلق بأذهانهم إزاءها غير صحيح
وهي أن كل حديث مادام أنه انتشر بين الناس فله أصل عن سيد الناس كحديث الجنة تحت أقدام الأمهات والنظافة من الإيمان وحديث يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته وحديث اذهبوا فأنتم الطلقاء وحديث الفطر والدعاء عنده اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ....ونحوها كثير وكلها ضعيفة

سيأتي بيان ضعفها في سلسلتنا ان شاء الله (دمعة حزن المحدثين على أحاديث مشهورة لم تصح عن سيد المرسلين)
فتغني شهرتها عندهم عن تكلف البحث عنها فإذا قلت لأحدهم هذا ضعيف قال كيف هذا حديث مشهور !!!
فقل له حينئذ ليس كل حديث مشهور ثابت صحيح عن رسول الواحد الغفور صلى الله عليه وسلم بل لربما كان مشهورا وهو لا أصل له ولا إسناد كحديث اختلاف أمتي رحمة وحديث نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع وحديث دخول الخلاء باليسار
وكان ينبغي عليهم أن لا ينطقوا بالحديث حتى يعرفوا أنه حسن أو صحيح لحديث في هذا المعنى فصيح وهو ما رواه الإمام أحمد عن أبي قتادة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول : إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار
فلم يقل من قال علي فلا يقولن إلا حديثا مشتهرا بين أمتي بل قال يجب أن يعلم أنه حق أو صدق بسؤال أهل الحديث المختصين بهذا العلم الشريف إن كان مبتدءا أو بالحث عن صحته وجمع طرقه إن كان بهذا الفن عالما
فمن ذلك حديث (( الحكمة ضالة المؤمن فأينما وجدها أخذها )) وأصله الكلمة الحكمة
فهذا حديث ضعيف

فقد خرجه الترمذي وابن ماجة والقضاعي في مسند الشهاب والعسكري من طرق كلهم
من طريق ْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا

ففي سنده إبراهيم ابن الفضل قال يحيى ابن معين ليس بشيء وضعفه الإمام أحمد وأبو زرعة وقال النسائي لا يكتب حديثه
وضعفه أبو عيسى الترمذي فانه يعبر عن الضعف بالغرابة فقال

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَدَنِيُّ الْمَخْزُومِيُّ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ
من أجل ذلك قال بن حجر متروك وهي مرتبة من الضعف لا يرتفع معها الحديث للحسن ولو جاء من طريق ضعيف وليس شديد الضعف كحديث القضاعي في مسند الشهاب مرسلا عن زيد ابن اسلم نحوه فلا يرتقي للحسن
__________________

ماهر بن ظافر القحطاني

المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار

منقوول