الرئيسية التسجيل البحث جديد مشاركات اليوم الرسائل الخاصة أتصل بنا
LAst-2 LAst-3 LAst-1
LAst-5
LAst-4
LAst-7 LAst-8 LAst-6

 
 عدد الضغطات  : 27647
 
 عدد الضغطات  : 38676

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: شيلات الشاعر عبدالرحمن العقيلي باصوات افضل المنشدين (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: مرثية الشاعر عبدالرحمن العقيلي في والده الشيخ متروك بن صالح العقيلي رحمه الله https: (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: مرثية الشيخ تراحيب بن صالح العقيلي رحمه الله1440هــ (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: حفل الشاب سعود عبد الكريم العقيلي عنيزه (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: حفل الشاب نور بن زبن العقيلي (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: حفل الشاب عبدالله مرداس العقيلي (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: مرثية الراحل الاستاذ عواض بن نور العقيلي رحمه الله (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: عودة بعد غيبة ليست بالقصيرة واعتذار (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: موقف الشيخ هدايه الشاطري شيخ شمل الشطر مع العتيبي والحابوط (آخر رد :الخضيراء)       :: الشيخ هدايه بن عطيه شيخ شمل الشطر مع العتيبي (آخر رد :الخضيراء)      



تاريخ مطير وأنسابها كل مايتعلق في قبيلة مطير حمران النواظر .

موضوع مغلق
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
<img src=
رقم العضوية : 54
تاريخ التسجيل : 15 05 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 32,017 [+]
آخر تواجد : 20 - 03 - 24 [+]
عدد النقاط : 29
قوة الترشيح : أبن مصاول is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي كشف الحقائق: نسب مطير وادعاء البحث العلمي

كُتب : [ 09 - 12 - 08 - 10:36 PM ]

كشف الحقائق: نسب مطير وادعاء البحث العلمي

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي الكريم، وعلى آله
وصحبه وتابعيهم إلى يوم الدين، وبعد:


فلا نعلم في الكتب التي بحثت نسب مطير كتاباً هو أقبح دعوى وأسقط
منهجاً وأضعف استدلالاً وأكثر تدليساً وأهزل مضموناً وأبرد أسلوباً من
هذا الكتاب! ولا نعلم في الكاتبين كاتباً جارَ قلمه وتخبّط رأيه
وناقَضَ نفسه متقلّباً بين تدليس وتزوير وغش مع تناقضات مفضوحة وفهم
قاصر للنصوص كهذا الكاتب!

وليست هذه المقدمة مسد هجاء نُلقيه في عنق كاتب خالَفَنا في رأي أو
عارَضَنا في حجة، ولكنّها دفاع عن نسب قبيلة عدا عليها بعض أبنائها في
ليل مظلم من الفوضى الفكرية ليعيث فيها فساداً ويلغ فيها متشفياً بلا
رادع من حياء ولا عاصم من علم ولا وازع من سلطان!

ونحن ـ إيماناً منا بأمانة العلم وشرف الدفاع عن القبيلة ـ نقف هنا في
هذا الموضوع لنكشف للقارئ سقوط هذا الكاتب وكتابه، وسيظل أنصار الحقيقة
وأصحاب المبادئ الراسخة شهاباً رصداً للمزورين وذوي القلوب المريضة
اللاهثين وراء الفرقة والتشفي والكيد الخفي للقبيلة.

وهذا الموضوع جعلناه في وقفات ست، جمعنا فيها ما تناثر من أقوال هذا
الكاتب في كتابه، وهذه الوقفات هي:

1 ـ مناقشة النصوص التي تجعل مطيراً قحطانية.
2 ـ حول مطير والمطارنة الفزاريين.
3 ـ مناقشة النصوص التي تجعل مطيراً متحالفة من العدنانيين
والقحطانيين.
4 ـ مناقشة نسبة بعض بطون مطير إلى القحطانيين.
5 ـ عبث الكاتب في نسب بني عبد الله بن غطفان.
6 ـ مناقشة نسبة بعض بطون مطير إلى بني تميم.

وأخيراً... فإما أنْ يكون الكاتب لم يقترف كل هذا التزوير والتحريف
والتلفيق والتشويش وجميع هذه الأكاذيب وإنما هي في حقيقة الأمر قد
ألصقت به إلصاقاً وزجّ اسمه بها وهو لا يعلم!! وإما أنه فعل تلك
الفعلات الشنيعة فيستحق كل ما كتب في هذا الموضوع.

ولجميع الإخوة من أبناء القبيلة من باحثين ومهتمين استهجنوا هذا الكتاب
وما فيه من أكاذيب وتناقضات مضحكة... نعتذر إليكم بسبب تأخر ردنا.






الوقفة الأولى: مناقشة النصوص التي تجعل قبيلة مطير قحطانية:

اعتمد الكاتب هنا ـ بالمتن وبالحواشي ـ على ثمانية أقوال: الهمداني،
والريكي، وابن سند، والبغدادي، والآلوسي، وابن عيسى، وابن سلوم، وجبر
بن سيار. وسنناقشها واحداً فواحداً وستسقط واحداً فواحداً.

أولاً ـ الهمداني:

قال الكاتب: [ يعود نسب مطير إلى العرب القحطانية، وجاء ذكرها عند
الهمداني المتوفى عام 360 هـ تقريباً حيث أشار أنهم (كذا!) يقطنون ترج
(كذا!) جنوب غرب نجد ].

1 ـ لم يُشر الكاتب صراحةً إلى أيّ قبيلة قحطانية يعود نسبُ مطير!
لكنّه ذكر في الحاشية قول الهمداني: [ ترج من بلدان (كذا!) خثعم بن
أنمار... بين آل مطير ونسع ]، فنفهم من هذا أنّ الكاتب يقول: إذا كانت
ترج من ديار خثعم ونسعة من خثعم... فعلى هذا يكون آل مطير من خثعم
أيضاً.

ونحن نقول:

أ ـ الهمداني لم ينسب آل مطير إلى خثعم. وليس نزول آل مطير في بلاد
خثعم دليلاً على أنّهم من خثعم، والهمداني يقول إنّ آل مطير ونسعاً
متضادّان، ويذكر اختلاط قبائل أخرى مع خثعم في بلادها (انظر: صفة جزيرة
العرب 231)، فهل يستطيع الكاتب إيراد دليل صريح على أنّ آل مطير في ترج
هم من خثعم وليسوا من القبائل النازلة في بلادهم؟!

ب ـ لم يقدّم الكاتب دليلاً واحداً يجعله يربط بين آل مطير هؤلاء
وقبيلة مطير، وتشابُه الاسمين لا يُغني شيئاً هنا!

وهنا سنناقش الكاتب بحسب المنهج الذي سار عليه في كتابه، ووصفه بأنّه
(منهج علمي)، وسنلزمه بما يلزم من مقدمات ونتائج هذا المنهج:

فالكاتب ـ في موضع لاحق من كتابه ـ يردّ على الشريف البركاتي حين
رَبَطَ بين بني عبد الله من مطير وبني عبد الله بن دارم من تميم فقال
الكاتب: [ الجدير بالذكر أنّ الحجاز ليست من منازل بني عبد الله بن
دارم، ولم تشر المصادر التي بين أيدينا على انتقالهم للحجاز ]. ونحن
نوافق الكاتب على هذا النظر الدقيق والرد الموفّق، لكننا نتعجّب من
فقدانه هذه المنهجية في المقارنة والمقابلة والنقد حين زعم أنّ مطيراً
من خثعم!! ونستطيع القول ـ وبالعبارة التي قالها ـ: [ الجدير بالذكر
أنّ "ديار مطير الحالية" ليست من منازل "خثعم"، ولم تشر المصادر التي
بين أيدينا على انتقالهم لـ"ديار مطير الحالية" ]!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يطبّق الكاتب
(منهجيته العلمية) في موضع ثم يتغافل عنها في موضع آخر؟؟!!

ج ـ وينسف الكاتب استنتاجه هذا نسفاً في آخر هامشه حين يقول: إنَّ
العُمَري ت 749 هـ ذكر قبائل من بريّة الحجاز فقال: [ مطير وخثعم ].
ولو لم يُورد الكاتب هذا النص لأتينا نحن به؛ فهذا دليل قاطع لا لبس
فيه في التفريق بين مطير الحجازية وخثعم، فلو كانت مطير الحجازية (في
نص العُمَري) من خثعم فلماذا فَصَلها عن خثعم؟؟!!

فهل هذا من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

د ـ ثم يسقط الكاتب في تناقض عجيب بسبب انتقائيته الساذجة للنصوص!

فهو يقول ـ في موضع لاحق ـ: [ أتت مطير بقوتها من جنوب نجد إلى
وسطها... منذ القرن السابع الهجري تقريباً ]...، ونحن نقول:

كيف يكون ذلك أيها الكاتب؟؟!! هنا تجعل قبيلة مطير في وسط نجد في القرن
السابع، مع أنَّك نَقَلْتَ نص العُمَري الذي يقول: إنَّ مطيراً في
القرن السابع كانت في بريّة الحجاز، وشرَحْتَ أنت " بريّة الحجاز "
فقلت: [ بريّة الحجاز بين مكة والمدينة ]!!

فأين " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!


2 ـ أما قول الكاتب: إنّ ترجاً في جنوب غرب نجد... فهي عبارة قاصرة
موهمة، وفيها خلط بين نجد الحجاز ونجد اليمن؛ فإنَّ كلمة (نجد) على
إطلاقها تنصرف إلى نجد الحجاز، وترج من نجد اليمن لا من نجد الحجاز،
فكان على الكاتب أن يحدّد عبارته ولا يجعلها ملتبِسةً على القارئ!

ثانياً ـ الريكي:

استشهد الكاتب بما جاء في كتاب (لمع الشهاب) وفيه عن مطير: [ ... وهم
يرجعون نسباً من قحطان ].

وهذا الكاتب تعوّد على تحريف النصوص وتزويرها وبترها بما يتوافق مع
هواه! حتى لقد أصبح (التلاعب بالنصوص) نهجاً له في كتاباته وأسلوباً
خاصاً به لا يحيد عنه!! فقد جُبل على هذا الأمر، وأوضحنا ذلك من قبل في
موضوعنا (تقسيم مطير وادعاء البحث العلمي).

أما حقيقة نص كتاب (لمع الشهاب) فسنكشفها هنا للقارئ:

1 ـ بتر الكاتب النص بتراً، والنص كاملاً هو: [ أما قبيلة مطير وهي من
ربيعة أيضاً، وهم سكان نجد خاصة، وعددها يبلغ أربعة عشر ألفاً، وهم
يرجعون نسباً من قحطان ]. فنعلم من هذا أنّ الريكي نَسَب مطيراً مرةً
إلى ربيعة ومرةً إلى قحطان!! وليس بين هاتين النسبتين المتناقضتين إلا
بضع كلمات!! فكيف تكون ربعية يعود نسبها إلى قحطان؟؟!!

فهل هذا النص يُعتدُّ به عند الاحتجاج؟؟!!

2 ـ وكتاب (لمع الشهاب) اشتمل في موضوع أنساب القبائل على أشياء مضحكة
لا تصدر عمّن له أدنى علمٍ بأنساب العرب، كقوله عن عتيبة: [ قبيلة
كبيرة، سابقاً تُسمَّى هوازن...، وهي ترجع إلى قحطان نسباً ]!! فكيف
تكون هوازنية يعود نسبها إلى قحطان؟؟!!

ومن أخطاء الريكي في الأنساب: جَعَل سبيع والسهول وبني خالد من ربيعة!
وقد علَّق الشيخ حمد الجاسر على كتاب (لمع الشهاب) فقال: " أتى بأشياء
مضحكة عن أصول القبائل، مِمَّا يدلُّ على جهل مركَّب ". وقال أيضاً: "
فيه تخليط كثير وأخطاء شنيعة لا سيما في محاولة إرجاع القبائل إلى
أصولها القديمة، فجلُّ ما ذَكَرَه من هذه الناحية خطأ، بل تخريف "!!

3 ـ فإذا تجاوزنا أخطاء كتاب (لمع الشهاب) فلا ينبغي لنا أنْ نتجاوز ما
وقع فيه الكاتب من تدليس على القارئ ببتره نص الريكي!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يعتمد الكاتب على
المصادر المغلوطة وينتقي منها ما وافق هواه ويغض الطرف عن أخطائها
الشنيعة ؟؟!

4 ـ ومن أخطاء الكاتب هنا: أنّه جَعَل حسن الريكي مؤلِّفاً لكتاب (لمع
الشهاب)!! مع أنّ الكاتب يعتمد على الطبعة التي حققها ونَشَرها عبد
الرحمن آل الشيخ، وآل الشيخ نَشَر الكتاب على أنَّ مؤلِّفه مجهول!
وأنَّ الريكي هو ناسخ للكتاب فقط وليس مؤلِّفه!!

وكذلك زعم الكاتب أنَّ الريكي متوفى سنة 1233 هـ!! وهذا التاريخ هو
تاريخ انتهاء الريكي من كتابته وليس تاريخ وفاته!!

فانظر ـ أيها القارئ ـ كيف يخطئ هذا الكاتب في معرفة مصادره!!! إما
أنّه ينقل عن غيره ولم يطّلع عليها أصلاً!! وإما أنّه يقرأ منها سطراً
أو سطرين (والسلام!!!)

ثالثاً ـ ابن سند:

استشهد الكاتب بقول عثمان بن سند: [ وأما المطيريون فهم قحطانيون على
ما ظهر لي من كتب الأنساب ].

ونحن نقول:

هنا يظهر لك أيها القارئ بوضوح مدى اطلاع هذا الكاتب على مصادره!!

فنصّ ابن سند مسطور في كتابه (مطالع السعود) وهو يقول في هذا الكتاب:
[ولم أقف على ثبت في نسب السهول: هل هم عدنانيون أو قحطانيون، ولكن شاع
على الألسنة أنهم قحطانيون، وكذلك المطيريون ].

هذا هو نصّ ابن سند: لم يَنْسب مطيراً إلى عدنان ولا إلى قحطان.

فجاء أمين الحلواني المدني واختصر كتاب ابن سند (مطالع السعود) فغيّر
عبارة ابن سند هذه وجاء بها هكذا: [ وأما المطيريون فهم قحطانيون على
ما ظهر لي من كتب الأنساب ]، فتصرّف الحلواني في كتاب ابن سند فأقحم
رأيه الشخصي بدلاً من رأي ابن سند، موهماً القارئ بأنّها لابن سند وهذا
مخالف لأمانة النقل وتحريف للمصدر الأصل. فهذه العبارة التي تنقلها
أيها الكاتب هي عبارة أمين الحلواني وليست كلام ابن سند!!

فانظر ـ أيها القارئ ـ كيف يخطئ هذا الكاتب في معرفة مصادره!!! إما
أنّه ينقل عن غيره ولم يطّلع عليها أصلاً!! وإما أنّه يقرأ منها سطراً
أو سطرين (والسلام!!!)

ولتوضيح الاختلاف في مطالع السعود لابن سند ومختصره للحلواني نقول:

جميع الأنساب الواردة في كتاب (مطالع السعود) أثبتها الحلواني في
المختصر، عدا نَسَب قبيلتين هما السهول ومطير؛ فأما نَسَب السهول فقد
أسقطه الحلواني من المختصر ولم يذكره، وأما نَسَب مطير فقد حَذَف
الحلواني عبارة ابن سند ووضع مكانها رأيه هو فقال: [وأما المطيريون فهم
قحطانيون على ما ظهر لي من كتب الأنساب ]، وهذا تصرّف غير أمين من
الحلواني، وقد خدع هذا التصرّف في كلام ابن سند عالماً من كبار
النسّابين هو ابن عيسى؛ فنَقَل هذه النسبة عن مختصر الحلواني ظاناً
أنّها موجودة بالفعل في أصل كتاب ابن سند!!

رابعاً ـ إبراهيم الحيدري البغدادي:

استشهد الكاتب بما جاء في كتابه (عنوان المجد) وفيه عن مطير: [
والمشهور فيما بينهم أنهم من قحطان ].

ونحن نقول:

1 ـ هنا أيضاً ـ وكالعادة دائماً من هذا الكاتب ـ جاء النص مبتوراً عن
سياقه!! ونَقَل الكاتب ما وافَقَ هواه وأخفى بقية النص عن القارئ!!

والنص كاملاً هو: [ والمشهور فيما بينهم أنهم من قحطان، والذي ذكره
صاحب نهاية الأرب أنهم بطن من بني "طسم" من العماليق من العرب العاربة،
كانت مساكنهم مع قومهم بني "طسم" بيثرب، إلى أن أخرجهم منها بنو
إسرائيل ] (طسم تصحيف في الكتاب، والصواب: جاسم).

فغضَّ الكاتب طرفه عن نسبة مطير إلى العرب البائدة!! واقتطع من كلام
الحيدري ما وافَقَ هواه!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يعتمد الكاتب على
المصادر المغلوطة وينتقي منها ما وافق هواه ويغض الطرف عن أخطائها
الشنيعة ؟؟!

2 ـ والحيدري حين تحدّث عن أنساب قبائل نجد لم ينقل روايات صحيحة عنهم
ولا تكلَّم كلام المطّلع عليهم، وما كان يصنع أكثر من رَبْط اسم
القبيلة بأسماء القبائل التي تتفق معها في الاسم الواردة في كتاب
(نهاية الأرب) للقلقشندي!!

فمن ذلك: رَبْطه بين عتيبة وبني عتيبة بن أسلم الجذاميين!! ورَبْطه بين
السهول وبني سهل اللخميين!! وإذا كَثُرت عليه الأسماء المتشابهة
أوْرَدَها جميعاً وقال: لا أدري هم مِن أيّ هذه القبائل!!! كقوله عن
قبيلة المرَّة: لا أدري هل هم من مرَّة الأزدية أم من مرَّة البكرية أم
من مرَّة الذبيانية!!! وكقوله عن قبيلة حرب: لا أدري هل هم من حرب
الأزدية أم من حرب الهمدانية أم من حرب الخولانية!!! وكذلك قوله عن بني
خالد: لا أدري هل هم من خالد القحطانية أم من خالد العامرية أم من خالد
المخزومية أم من خالد الطائية!!!

فيتضح لنا من هذا أنَّ الحيدري يَنْسب القبائل بناءً على تشابه
الأسماء، فهل هذا النص يُعتدُّ به عند الاحتجاج؟؟!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يعتمد الكاتب على
المصادر المغلوطة وينتقي منها ما وافق هواه ويغض الطرف عن أخطائها
الشنيعة ؟؟!

خامساً ـ الآلوسي:

ثم قال الكاتب في الهامش بعد إيراد كلام الحيدري السابق: [ وقد تابعه
في نسب مطير لقحطان محمود شكري الألوسي في كتاب "تاريخ نجد" ]...

وهنا لنا وقفات مع الكاتب:

أ ـ يبدو لنا أنَّ الكاتب لا يعرف الصِّلات بين الكتب؛ ولو كان يعرف
ذلك لعَرَفَ أنَّ كتاب الآلوسي (تاريخ نجد) ما هو إلا نَقْل مختصر عن
كتاب الحيدري (عنوان المجد)!!

فإذا كان الآلوسي ينقل عن الحيدري فليس من المنهج العلمي أنْ نقول ـ
كما قال الكاتب ـ [ وقد تابعه ]!! فليس للآلوسي رأي مستقل في نسب مطير
فهو ناقل فقط.

فانظر ـ أيها القارئ ـ كيف يخطئ هذا الكاتب في معرفة مصادره!!! إما
أنّه ينقل عن غيره ولم يطّلع عليها أصلاً!! وإما أنّه يقرأ منها سطراً
أو سطرين (والسلام!!!)

ب ـ ومع ذلك... فقد مارَسَ الكاتب أسلوبه المعتاد في التدليس على
القارئ!! فهو يبتر كلام الآلوسي أيضاً ولا يكمله، ونص الآلوسي عن مطير
كاملاً هو: [والمشهور أنهم من قحطان، والذي ذكره صاحب نهاية الأرب
(للقلقشندي) أنهم بطن من بني "طسم" من العماليق من العرب العاربة، كانت
مساكنهم مع قومهم بني "طسم" بيثرب، إلى أن أخرجهم منها بنو إسرائيل ].

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يعتمد الكاتب على
المصادر المغلوطة وينتقي منها ما وافق هواه ويغض الطرف عن أخطائها
الشنيعة ؟؟!

سادساً ـ ابن عيسى:

قال الكاتب: [ وقال الشيخ المؤرخ النسّابة إبراهيم بن عيسى: ( ونسب
مطير يرجع ال قحطان ) ]، ونَقَل هذا عن مخطوط ابن عيسى.

ونحن نقول:

أ ـ ليس لابن عيسى في مخطوطه هذا ولا في كتبه المنشورة نِسْبةٌ لمطير!

ب ـ أما الوارد في المخطوط المذكور فيبدو أنّ الكاتب لا يستطيع قراءة
أكثر من سطر واحد!! ثم يأتي متبجحاً بأنّ "أدواته البحثية" قد اكتملت!!

هذا النص الوارد في مخطوط ابن عيسى ما هو إلا نَقْل من اختصار أمين
الحلواني لكتاب (مطالع السعود) لابن سند، يقول ابن عيسى: [ من مختصر
تاريخ عثمان بن سند البصري الوايلي نسبة إلى قبيلة من عنزة، المتوفى
سنة خمسين ومايتين وألف، المسمى بـ"مطالع السعود بطيب أخبار الوالي
داود" اختصار أمين بن حسن الحلواني المدني ]، ثم نَقَل ابن عيسى عنه
بعض أنساب القبائل في حدود ورقتين ثم قال في آخر ما نَقَل: [ إلى أن
قال: ونَسَب مطير يرجع إلى قحطان ].

فيظهر من هذا جليّاً أنّ النص الذي نَسَبه الكاتب إلى ابن عيسى ما هو
إلا كلام أمين الحلواني!! وسبق أن أوضحنا أنّ الحلواني تصرّف في عبارة
ابن سند وحرّفها، وأنّ ابن سند لم ينسب مطيراً إلى قحطان ولا إلى
عدنان.

فانظر ـ أيها القارئ ـ كيف يخطئ هذا الكاتب في معرفة مصادره!!! إما
أنّه ينقل عن غيره ولم يطّلع عليها أصلاً!! وإما أنّه يقرأ منها سطراً
أو سطرين (والسلام!!!)

سابعاً ـ ابن سلوم:

نقل الكاتب قول ابن سلوم: [ مطير وناهس أخوة شهران ].

وهذا الموضع من أشد مواضع الكتاب تناقضاً وغرابةً لوقوع الكاتب في أمور
مضحكة للغاية!

1 ـ فابن سلوم ليس له رأي خاص به حول نسب مطير! وما نَقَله الكاتب هنا
مأخوذ من حواشي راشد العساكر حين حقّق نبذة جبر بن سيار، ويقول العساكر
عن ابن سلوم: [ له مؤلَّف في أنساب أهل نجد، ويبدو أنَّ مؤلَّفه هذا
جاء نقلاً ـ مع الإضافة البسيطة ـ على نبذة جبر بن سيار ] ويقول أيضاً:
إنَّ ابن سلوم نَقَل [ نبذة جبر بن سيار وأضاف لها كما سيأتي من نصوصه
التي تكون تقريباً هي نصوص جبر نفسه ]!!

فانظر ـ أيها القارئ ـ كيف يخطئ هذا الكاتب في معرفة مصادره!!! إما
أنّه ينقل عن غيره ولم يطّلع عليها أصلاً!! وإما أنّه يقرأ منها سطراً
أو سطرين (والسلام!!!)

2 ـ وقد يقول القارئ: لعل نص ابن سلوم من إضافاته على نبذة جبر.

ونحن نقول: لا، بل كلام ابن سلوم هو بعينه كلام جبر، فجبر هو مصدر
الكلام.

3 ـ وقد يقول القارئ: وما الضير إذا كان الكلام منقولاً عن جبر؟!

ونحن نقول: انظر ماذا سيقول الكاتب عن جبر ونبذته في الأنساب لتعرف
السبب، وسنناقش كلام جبر وموقف الكاتب منه في الفقرة التالية.

ثامناً ـ جبر بن سيار:

كان الكاتب حذراً هذه المرة حين أخفى نص جبر بن سيار في الهوامش، فلم
يذكر كلام جبر ولا اسمه في المتن مع الآخرين، مع أنَّه ذكر ابن سلوم
الذي ينقل عن جبر!! وكل الذين ذكرهم ـ غير الهمداني ـ متأخرون زمناً عن
جبر!! فما الذي كرهه الكاتب في نص جبر بن سيار فجعله يدسّه في ركام
هوامشه الطويلة؟؟!!

البيان يأتينا من كلام الكاتب نفسه حين تحدّث ـ في موضع لاحق ـ عن جبر
بن سيار ونبذته في الأنساب فقال:

[ إنّ الشاعر جبر بن سيار... له مخطوطة... لكن العساكر لم يضمنها في
كتاب ابن سيار أثناء تحقيقه له، وعدم إيرادها في الكتاب طعن في صحتها
]، ويقول أيضاً: [ بالإضافة إلى أنَّه في كتابه قد ذكر كلاماً فيه قذف
لبعض أهل الأحساء، الأمر الذي معه لا تقبل شهادته بناء عليه، فما بالك
بنسب قوم أو قبيلة! ] وعلامة التعجب السابقة وضعها الكاتب نفسه!!، ثم
يقول بعد ذلك: [ بل إن جبر بن سيار خالف نصوصاً صريحة في الأنساب
كحديثه أنّ أهل العيون من بني خالد، وقوله إنّ شمر من بني خالد، ونسب
بني خالد إلى وائل، كما أنّه ربط بين قبيلة زعب وهتيم مع صراحة نسب زعب
عند كل النسَّابين ].

فنخرج من كلام الكاتب عن نبذة جبر بن سيار بالآتي:
1 ـ أنها مطعون في صحتها.
2 ـ أنّ شهادة جبر غير مقبولة شرعاً.
3 ـ أنها خالفت نصوصاً صريحةً في الأنساب.

هذا هو رأي الكاتب في نبذة جبر بن سيار، فانظر ـ أيها القارئ ـ كيف قذف
الهوى والتعصب الأعمى للرأى بالكاتب إلى مغالطة كبيرة وسقطة منهجية
فاضحة!!

فحين وافق كلام جبر بن سيار هوى الكاتب في نسبة مطير إلى القحطانية أخذ
الكاتب بكلامه!! وحين خالَفَ كلام جبر بن سيار هوى الكاتب في نسبة (رجل
واحد) إلى مطير ساق الكاتب نقداً تفصيلياً لنبذة جبر وجرّدها من كل
اعتبار ووثاقة!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يطبّق الكاتب
(منهجيته العلمية) في موضع ثم يتغافل عنها في موضع آخر؟؟!!

ولأنّ الكاتب يخشى من انتباه القارئ الفطن إلى هذا التناقض الفاضح الذي
وقع فيه حاول الكاتب التدليس ـ كعادته المعهودة ـ فأخفى نص جبر بن سيار
في الحواشي ولم يجعله في المتن لعل وعسى أن تفوت هذه الدسيسة على بعض
القراء!!!

فهل هذا من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

استنتاج الكاتب من نصوصه:

بعد أن أورد الكاتب هذه النصوص قال: [ هذه أوثق وأقدم نصوص العلماء
التي اطلعنا عليها في نسب القبيلة ]، ونحن نقول:

1 ـ وَصْفه لهذه النصوص بأنها [ أوثق النصوص ] لا ندري على أي مقياس
حكم الكاتب لها بذلك؟! فهو لم يقم بأي نقد علمي منهجي صحيح لهذه النصوص
حتى يجعل القارئ يوافقه على أنّ هذه النصوص موثوق بها!!

فهل هذا من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

وإذا كان الكاتب يعمد إلى سرد النصوص المتراكمة بعضها فوق بعضها
بعشوائية مع التدليس فيها وتزويرها... معتقداً أنّه بهذا سيخدع قراءه،
فهو بذلك قد أساء العمل وأساء التقدير؛ فعمله القبيح سينكشف وتقديره
الساذج سيسقط خائباً.

2 ـ وسنسأل الكاتب: لماذا لم تورد النصوص التي تشير إلى عدنانية مطير؟!

إما أنّ الكاتب يجهل هذه النصوص؛ فهو بذلك غير مؤهل للحديث عن نسب
قبيلة لعدم اكتمال مؤهلاته وأدواته البحثية!

وإما أنّ الكاتب أخفى هذه النصوص عن القارئ محاولةً يائسةً منه
بالتعمية والتضليل والانتصار لرأيه الضعيف بإخفاء نصوص يعلمها
المبتدئون في القراءة التاريخية!!

فهل هذا من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!


الخلاصة:


أوْرَدَ الكاتب ثمانية نصوص يرى فيها دليلاً على قحطانية مطير، وبعد
أنْ مَحَّصْنا لك أيها القارئ هذه النصوص يتبيَّن لك ما يلي:

1 ـ نص الهمداني: لا صلة له بقبيلة مطير الحجازية!!

2 ـ نص الريكي: نَسَبَ مطيراً نسبتين معاً: إلى ربيعة وإلى قحطان!!

3 ـ نص ابن سند: لم ينسب مطيراً إلى قحطان ولا إلى عدنان!!

4 ـ نص الحيدري: نَسَبَ مطيراً إلى بني جاسم من العرب البائدة!!

5 ـ نص الآلوسي: منقول عن نص الحيدري!!

6 ـ نص ابن عيسى: منقول عن اختصار الحلواني لكتاب ابن سند!!

7 ـ نص جبر بن سيار: الكاتب يرفض كلام جبر في الأنساب ولا يقبل شهادته
ويراه مخالفاً لنصوص النسب الصريحة!!

8 ـ نص ابن سلوم: منقول عن نص جبر بن سيار!!

فإذا استبعدنا النصوص المنقولة (ابن سلوم وابن عيسى والآلوسي)
واستبعدنا معها نص جبر ـ الذي لا يقبله الكاتب نفسه ـ ونص الهمداني
الذي لا صلة له بمطير يبقى معنا ثلاثة نصوص!!

والنصوص الثلاثة الباقية: أحدها جَعَلَ مطير من ربيعة وقحطان معاً!!
والآخر جَعَلها من العرب البائدة!! والأخير تصرَّف صاحبه في كتاب ابن
سند وغيَّرَ عبارته وقال: [ ظَهَرَ لي في كتب الأنساب ] ولم يُوْرِد ما
قالته كتب الأنساب التي ظَهَرَتْ له!!... فإذا استبعدنا هذه النصوص
الثلاثة فما النتيجة؟

تكون نتيجة التمحيص والتدقيق:

أنَّ نصوص الكاتب الثمانية جميعها لا يثبت فيها نص واحد أمام النقد،






الوقفة الثانية: حول مطير والمطارنة الفزاريين:

ينقل الكاتب في الهامش نصاً من كتاب (الإكمال) لابن ماكولا جاء فيه: [
أما مُطَير ـ بضم الميم وفتح الطاء وتخفيف الياء وآخره راء ـ: فجماعة
]. فعلَّق الكاتب على هذا النص فقال: [ فكلمة مطير يقصد بها الجماعة،
ويقال كذلك: المطيريون، وآل مطير، وبنو مطير، كلها صيغ جمع. أما
المطارنة فليست من اشتقاقات هذه المفردة ].

ونحن نقول: هذا تعالم فارغ وعبث لا طائل وراءه!!

1 ـ فقول ابن ماكولا: [ مطير جماعة ]... لا يقصد به ابن ماكولا أنها
كلمة تدلّ على الجمع لا على المفرد ـ كما فهم الكاتب ـ!!! وكيف يعرف
الكاتب مصطلحات ابن ماكولا إذا كان لم يقرأ من كتابه الضخم غير هاتين
الكلمتين؟؟!!

ابن ماكولا في كتابه (الإكمال) يورد الأسماء والأنساب والألقاب
المتشابهة، ويذكر تحت كل اسم الأعلام الذين يُسَمَّون بهذا الاسم أو
النسب أو اللقب، فإذا كان عدد هؤلاء الأعلام كثيراً يكتفي بقوله: [
(...) جماعة ] أو [ (...) كثير ] أي: المعروفون بهذا الاسم جماعة
كثيرون من الأعلام لا يُحْصَرون. ومن الأمثلة:

ـ [ أما أبيّ... فكثير ]. ـ [ أما أبرد... فجماعة ]. ـ [ أما يزداد...
فجماعة ]. ـ [ أما بزيع فجماعة ]. ـ [ أما ثوبان... فجماعة ].

فهذا هو اصطلاح ابن ماكولا، فيكون معنى قول ابن ماكولا: [ مطير...
جماعة ] أي: الأعلام المشهورون باسم مطير هم جماعة كثيرون لا نحتاج إلى
حصرهم. لا يقصد أنهم قبيلة كما فهم الكاتب!!!

فانظر ـ أيها القارئ ـ كيف يخطئ هذا الكاتب في معرفة مصادره!!! إما
أنّه ينقل عن غيره ولم يطّلع عليها أصلاً!! وإما أنّه يقرأ منها سطراً
أو سطرين (والسلام!!!)

2 ـ يحاول الكاتب أن يستنتج من قول ابن ماكولا: [ مطير جماعة ] أنّ
مطيراً تطلق على ( جماعة ) أي قبيلة. وابن ماكولا متوفى سنة 475 هـ،
فيكون استنتاج الكاتب: أنّ مطيراً قبيلة معروفة قبل القرن الخامس (زمن
ابن ماكولا).

وبما أنّ فهم الكاتب لكلام ابن ماكولا كان خاطئاً جميعه فكذلك استنتاجه
يكون خاطئاً جميعه.

ولو كانت مطير قبيلة مذكورة قبل القرن الخامس لذكرها ابن ماكولا كما
يفعل في كتابه (الإكمال) حين ذكر قبائل العرب وعشائرها وبطونها! ولو
كانت معروفة لذكرها السمعاني ت 562 هـ في كتابه (الأنساب) حين ذكر
قبائل العرب وعشائرها وبطونها!

3 ـ يقول الكاتب: [ أما المطارنة فليست من اشتقاقات هذه المفردة ].
لماذا يستثني الكاتب ( المطارنة ) من الدلالة على قوم اسمهم ( مطير )؟!
السبب في ذلك: أنّ الكاتب يريد أن يردَّ على بعض الباحثين حين ربطوا
بين قبيلة مطير الحالية وبطن المطارنة من غطفان، فقال الكاتب: بما أنّ
( المطارنة ) ليست من اشتقاقات كلمة مطير فلا يصحّ الربط بينها وبين
مطير الحالية!!

ولا نريد هنا الحديث عن الربط بين ( المطارنة ) ومطير الحالية، ولكننا
نكشف للقارئ مدى التهافت الذي يقع فيه الكاتب:

أ ـ فهو لم يخبرنا من أيّ كلمة جاء اشتقاق ( المطارنة ) إنْ لم يكن من
كلمة مطير [ وجذرها اللغوي: م ط ر ]؟! هل جاء من ( مطن ) ؟! أو من (
طرن )؟!

ب ـ وصيغة الجمع على وزن ( فعالنة ) ـ بزيادة ألف ونون وتاء تأنيث على
الحروف الأصلية للكلمة ـ هي من صيغ الجمع المعروفة عند العرب وخاصة
المتأخرين من أهل الحجاز، فمن ذلك:

ـ الدعاجنة، العلاونة (انظر: قلائد الجمان).
ـ الضباعنة، الغوارنة، الجواشنة (انظر: نهاية الأرب).
ـ التيامنة، الجعادنة، الزراكنة، الضواونة، الصخارنة، الصقارنة (انظر:
معجم قبائل الحجاز).

وبهذا يبطل اعتراض الكاتب على اشتقاق ( المطارنة ) من كلمة مطير.

4 ـ ثم يقول الكاتب عن المطارنة هؤلاء: [ بل هم بطن ذكرهم القلقشندي ت
821 هـ وقال: مساكنهم في برقة في بلاد المغرب العربي ونسبهم إلى صبيح
من فزارة العدنانية...، وذكرهم السويدي بالبلقاء ونسبهم إلى جذام
القحطانية ].

ولا زال الكاتب يجتهد في قطع الصلات بين المطارنة العدنانيين ومطير ـ
كما حاول بعض الباحثين الربط بينهما ـ، ولا يعنينا هنا إلا الكشف عن
ضعف منهجية هذا الكاتب في ردوده ومناقشاته واطلاعه:

أ ـ فهل وجود المطارنة في برقة ينفي وجود أسلاف لهم بقوا على اسمهم في
الحجاز بلادهم الأولى؟! ألا توجد سليم في المغرب مع بقاء سليم
بالحجاز؟! ألا توجد جهينة في مصر مع بقاء جهينة في الحجاز؟! ألا توجد
بلي في مصر مع بقاء بلي في الحجاز؟!

ب ـ وبعد قول القلقشندي: [ مساكنهم... ببرقة ] زاد الكاتب: [ في بلاد
المغرب العربي ]!! ولا ندري هل هو جهل منه بموقع برقة أم محاولة لإبعاد
المطارنة أكثر وأكثر عن الحجاز حتى كاد يرمي بهم على ضفاف المحيط ببلاد
المغرب؟؟!! وبرقة اليوم في ليبيا غير بعيدة عن الحدود المصرية.

ج ـ وإذا كان الكاتب يرى أنّ وجود المطارنة الفزاريين في (بلاد المغرب)
يقطع صلتهم بالحجاز... فقد سقط سقطة منهجية مضحكة حين قال في موضع لاحق
نقلاً عن راوية من مطير: [ أفادنا الراوي (...) البالغ من العمر ثمانين
عاماً تقريباً في روايات متواترة عن أجداده أنّ لبعض قبيلة مطير هجرات
قديمة، أقدمها على حد علمه لشمال القارة الإفريقية ]!! فإذا كانت لمطير
هجرات قديمة إلى شمال إفريقيا فقد تواطأت هذه الرواية مع نصوص ابن
خلدون والقلقشندي حول هجرة بعض بطون من غطفان إلى تلك البلاد، فكيف
فاتت هذه النقطة على الكاتب؟؟!!

د ـ أما قوله: إنّ السويدي نَسَب المطارنة إلى جذام وأنهم بالبلقاء...
فهذا قول مَن لم يقرأ كتاب القلقشندي ولا كتاب السويدي!!

فالقلقشندي ذَكَر القبيلتين معاً: المطارنة الفزاريين في برقة ( ص 160
) وذَكَر المطارنة الجذاميين في البلقاء ( ص 427 ) في كتابه نهاية
الأرب!!

أما السويدي فكتابه (سبائك الذهب) ما هو إلا اختصار لكتاب القلقشندي
(نهاية الأرب) وعنه نَقَل هذا الكلام عن المطارنة الجذاميين!!

فانظر ـ أيها القارئ ـ كيف يخطئ هذا الكاتب في معرفة مصادره!!! إما
أنّه ينقل عن غيره ولم يطّلع عليها أصلاً!! وإما أنّه يقرأ منها سطراً
أو سطرين (والسلام!!!)

ومن العجيب أنّ هذا الكاتب يجد قبيلتين متعاصرتين إحداهما من فزارة
والأخرى من جذام، والأولى تنزل برقة والأخرى في البلقاء، فيقول مع كل
هذا التباين: إنّ هؤلاء هم أولئك!!





الوقفة الثالثة: مناقشة النصوص التي تجعل مطيراً متحالفة من العدنانيين
والقحطانيين:

اعتمد الكاتب هنا على ستة أقوال ـ جعلها جميعاً في الحواشي! ـ وهي: ابن
لعبون، وحافظ وهبة، والزركلي، وفؤاد حمزة، ومحمود شاكر، والحقيل.
وسنناقشها واحداً فواحداً وستسقط واحداً فواحداً.

أولاً ـ ابن لعبون:

1 ـ نَقَل الكاتب هذه الإشارة من راشد العساكر في حواشيه على نبذة جبر
بن سيار، وقد قَبِل الكاتب ـ هذه المرة ـ رواية العساكر عن ابن لعبون
مع أنّ الكاتب نفسه لم يطّلع على كلام ابن لعبون. والكاتب ـ في موضع
لاحق ـ يطعن في نَقْل العساكر عن نبذة جبر بن سيار بقوله: [ إنّ الشاعر
جبر بن سيار... له مخطوطة... لكن العساكر لم يضمنها في كتاب ابن سيار
أثناء تحقيقه له، وعدم إيرادها في الكتاب طعن في صحتها ]!! فأنت أيها
الكاتب لم تطّلع على مخطوطة جبر ولا مخطوطة ابن لعبون، فلماذا تطعن في
الأولى وتقبل الأخرى، مع أنّ الذي نَقَل عنهما هو شخص واحد في كتاب
واحد؟؟!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يطبّق الكاتب
(منهجيته العلمية) في موضع ثم يتغافل عنها في موضع آخر؟؟!!

2 ـ المؤرخ المعروف هو حمد بن محمد ابن لعبون، أما صاحب هذه النبذة
التي ينقل عنها العساكر فهو ( كما قال العساكر نفسه في ص 36 و ص 278 )
محمد بن لعبون! فأخطأ العساكر بنسبتها إلى ابن لعبون المؤرخ المعروف،
وتابعه الكاتب على هذا الخطأ!!

فأين " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

ثانياً ـ حافظ وهبة:

زعم الكاتب أنّه جَعَل قبيلة مطير متحالفة من العدنانية والقحطانية،
وأشار إلى كتابه (جزيرة العرب).

ونحن نقول: هنا دلّس الكاتب على القراء!! فالكتاب المذكور ليس فيه
إطلاقاً ذِكْر نسبٍ لقبيلة مطير!! وتتبعنا كتاب حافظ وهبة كاملاً في كل
المواضع التي جاء فيها ذكر قبيلة مطير فلم نجد أي نسبة لها!! فهذا
الزعم دس وتزوير من الكاتب وليس له حقيقة.

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " الادعاء الباطل ونسبة
كلام غير صحيح وإلصاقه بالمؤرخين ظلماً وافتراءً ؟؟!

ثالثاً ـ فؤاد حمزة:

قال فؤاد حمزة: [ تدعي قبيلة مطير أنها قبيلة من مضر، ولكنها ليست
قبيلة واحدة بل إنها مجموعة قبائل متحالفة بعضها من قحطان وبعضها من
عدنان ].

وهنا نسأل الكاتب:

إذا كانت مطير تنسب نفسها إلى مضر العدنانية، فما الذي يجعلك ترفض هذا
وتقبل بكلام فؤاد حمزة؟؟!!

وكتاب فؤاد حمزة نُشِر سنة 1352 هـ، فإذا كانت مطير تنسب نفسها إلى مضر
العدنانية منذ 77 عاماً فلا نشكّ لحظةً بأنّ هذه النسبة من موروث
القبيلة، وكان ذلك قبل أن تظهر كتابات بعض جهلة الكتّاب أو بعض
المؤرخين المتحاملين على مطير. فما الذي يحمل الكاتب على رفض موروث
مطير والتعلّق بآراء المؤلِّفين؟؟!!

فهل هذا من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

رابعاً ـ خير الدين الزركلي:

وهو ناقل عن فؤاد حمزة وليس له رأي مستقل!

فانظر ـ أيها القارئ ـ كيف يخطئ هذا الكاتب في معرفة مصادره!!! إما
أنّه ينقل عن غيره ولم يطّلع عليها أصلاً!! وإما أنّه يقرأ منها سطراً
أو سطرين (والسلام!!!)

خامساً ـ محمود شاكر:

هو أيضاً ناقل عن هؤلاء المتقدّمين وليس له رأي مستقل! مع ملاحظة أنّ
محمود شاكر ـ وهو كاتب شامي مقيم في الرياض ـ متأخر جداً عن وهبة وحمزة
والزركلي، فهو نَشَر كتابه في التسعينات من القرن الرابع عشر، ومع هذا
فقد جَعَله الكاتب من [ المؤرخين في بداية عصر الدولة السعودية الثالثة
] !!!

فانظر ـ أيها القارئ ـ كيف يخطئ هذا الكاتب في معرفة مصادره!!! إما
أنّه ينقل عن غيره ولم يطّلع عليها أصلاً!! وإما أنّه يقرأ منها سطراً
أو سطرين (والسلام!!!)

سادساً ـ الحقيل:

زعم الكاتب أنّه جَعَل قبيلة مطير متحالفة من العدنانية والقحطانية.

ونحن نقول: دلّس الكاتب هنا على القراء!! فكتاب الحقيل (كنز الأنساب)
مطبوع ومشهور، وليس فيه إطلاقاً ذِكْر نسبٍ لقبيلة مطير!! وإنما قال
الحقيل: [ أصلها غطفانية عدنانية ]، وحتى البطون المطيرية التي قال
الحقيل إنها ليست غطفانية فقد أكَّد الحقيل على عدنانيتها!! فبطون مطير
عند الحقيل: إما غطفانية وإما عدنانية، فهذا الزعم الذي ينسبه الكاتب
إلى الحقيل دس وتزوير وليس له حقيقة.

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " الادعاء الباطل ونسبة
كلام غير صحيح وإلصاقه بالمؤرخين ظلماً وافتراءً ؟؟!!
__________________






الوقفة الرابعة: مناقشة نسبة بعض بطون مطير إلى القحطانيين:

تقدم معنا أنّ هذا الكاتب يحاول الربط بين آل مطير الذين ذكرهم
الهمداني في ترج في القرن الرابع الهجري ومطير الحالية. ولذلك زعم
الكاتب أنّ آل مطير الذين في ترج هم من خثعم، وأراد التماس أيِّ صلة
بين مطير الحالية وخثعم فاعتمد على ( الناهسية ).

و( الناهسية ) هي روايات تنسب بعض أفخاذ مطير إلى ناهس، ولم يقم الكاتب
بأيِّ جهدٍ يُذكر في نقد هذه الروايات وتحقيقها بحسب المناهج العلمية
المعروفة، بل لا نشكّ أبداً في أنّ هذه الروايات أساساً هي التي قادته
إلى نص الهمداني فجعلته يُحمّل هذا النص الشارد أحمالاً لا يطيقها
ليجعل لتلك الروايات دليلاً تاريخياً مموَّهاً !!!

ونحن هنا لن نذهب إلى نقد هذه الروايات الشاذة ـ مع أنّها لا تستطيع
الوقوف أمام أيّ نقد علمي صحيح ـ وإنما سنجعل نقدنا موجّهاً إلى أسلوب
الكاتب في عَرْض هذه الروايات والاستنتاجات التي خرج بها. وكََشْف هذا
الزَّيْف والتدليس دليل للقارئ الفطن على المسالك الخفية التي يسلكها
ذوو الصدور المريضة إلى العبث بتاريخ القبيلة ونسبها متسترين بألاعيب
يسمُّونها زوراً وبهتاناً بـ" أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية
"!!!

ونذكّر القارئ هنا أنّنا لن نتابع الكاتب في تمويهه، وإنما سنجاريه
لنكشف ضآلة علمه وافتقاده المنهج وتدليسه المعتاد، ولذلك لن نذكر أسماء
البطون المطيرية التي نَسَبها إلى ناهس، وسنبطل هذه الأقوال من أقرب
طريق وبأوضح منهج ولا حاجة تدعونا إلى ترداد أقوال شاذة في أنساب مطير.

1 ـ قال الكاتب: [ وقال بنسب (...) لناهس الشيخ عبد الله العنقري ] ثم
أوْرَد مثل هذا الكلام عن: محمود شاكر والعبيّد والمغيري.

ونحن نقول:

أ ـ هذا تكثير من الكاتب للدعوى!! فهؤلاء الثلاثة ينقلون جميعاً عن
العنقري!!

ب ـ إنّ الكاتب قد زوَّر كلام الشيخ العنقري!!! ولو أورده كما هو لكان
كلام العنقري ناقضاً لنسبة مطير إلى قحطان كما قال الكاتب!!

وهذا هو نص كلام العنقري من (كنز الأنساب) للحقيل ـ وهو المصدر الذي
نَقَل عنه الكاتب كلام العنقري ـ: [ قال لي شيخنا الشيخ عبد الله
العنقري في مجالس التعليم: إنّ (...) من ناهس من عدنان من أرومة أنمار،
انتقلوا إلى اليمن وصاهروا قحطاناً...، قلت: وأنمار هو ابن نزار بن معد
بن عدنان ].

فانظر أيها القارئ كيف زوَّر الكاتب كلام الشيخ العنقري وبَتَره ودلَّس
فيه!!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " الادعاء الباطل ونسبة
كلام غير صحيح وإلصاقه بالمؤرخين ظلماً وافتراءً ؟؟!

ج ـ وهنا أمور مضحكة التي تدلّ على غفلة هذا الكاتب وقلة تحصيله
وفقدانه أدنى قدر من المنهجية العلمية ـ بل لعلها من استخفاف هذا
الكاتب بقرائه وعبثه واستهانته بتراث العرب وتاريخ مطير!!ـ وهذا بيان
ذلك:

تحدّث الكاتب في موضع لاحق عن بني عبد الله بن غطفان فنَسَبهم إلى جذام
القحطانية مستنداً على قولٍ من أوهى الأقوال ـ وسنوضّح ذلك لاحقاً ـ،
لكنّ المضحك هنا: أنّ الكاتب تغافَلَ عن نسبة خثعم إلى أنمار بن معد بن
عدنان، فهذه النسبة إلى العدنانيين أشهر وأقوى وشواهد صحتها معروفة منذ
جاهلية العرب، فما الذي يجعل الكاتب يرمي بغطفان إلى قحطان ـ وهي رواية
ساقطة ـ ويصمت عن نسبة خثعم إلى عدنان ـ وهي رواية عالية وشواهدها
صحيحة ـ؟؟!! هل هو جهل الكاتب؟! أم تدليس واستخفاف بالعلم والأمانة؟!
أم جهل وتدليس معاً؟؟!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يطبّق الكاتب
(منهجيته العلمية) في موضع ثم يتغافل عنها في موضع آخر؟؟!!

2 ـ ثم يتجاوز الكاتب هذه النقطة بسرعة ليستشهد بروايات أخرى تنسب
(...) إلى ناهس!! ثم يقول: [ ولا شك أنّ لـ(...) خصوصاً ولمطير عموماً
علاقات قديمة ووطيدة مع ناهس وشهران. وقال المغيري: ومن ناهس في مطير
(...) و(...) ]!!! ثم استشهد بشعر للشاعر شاهر الأصقه البديني.

ونحن نقول:

أ ـ نتعجّب من هذه القفزة البهلوانية التي يلعبها الكاتب!! فإذا كانت
هذه الروايات تنسب ( بطناً واحداً وفخذين آخرين ) إلى ناهس فبأي منطق
وبأية حجة يسحب الكاتب هذه النسبة على مطير عموماً كما قال؟؟!! هل نسبة
بطن واحد وفخذين من مطير ـ إنْ صحَّت هذه النسبة! ـ تجعلك تقذف مطير
جميعها من العدنانيين إلى القحطانيين؟؟!!

فأين " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

ب ـ والكاتب يقول: إنّ دخول بعض البطون العدنانية في مطير لا يُلغي
نسبها إلى قحطان [ فأصل القبيلة وعمودها ومسماها ومنشأها من قحطان ]!!
ولو سلَّمنا للكاتب بصحة هذه الروايات فإننا نقول: دخول هذه الأفخاذ في
مطير العدنانية لا يُلغي نسبها إلى عدنان " فأصل القبيلة وعمودها
ومسماها ومنشأها من عدنان " !!

أرأيت أيها القارئ كيف أنّ هذا المنهج الذي يسير عليه الكاتب لا يُثبت
حقاً ولا يَدْفع باطلاً!! وأنّ كل عابث يستطيع أنْ يستخدم هذه الطرق
الملتوية لخَلْط الأوراق دون أنْ يملك ـ ابتداءً ـ القدرة على
الاستفادة من هذه الأوراق بصورة صحيحة!!

فهل هذا من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

ج ـ وكالعادة؛ لا يتجاوز الكاتب أي مصدر من مصادره إلا ويناله نصيبه
الوافر من تزوير الكاتب وتدليسه وعبثه!!! وهذه المرة كانت من نصيب شاهر
الأصقه، فقد نَقَل عنه الكاتب نسبة فخذ من مطير إلى ناهس، ثم سكت
الكاتب! كأنّ شاهراً الأصقه قال هذا الكلام وسكت!!

ولكنّ الصحيح أنّ شاهراً الأصقه أكَّد أنَّ ناهساً قبيلة عدنانية، وقال
هذا في مواضع كثيرة من كتبه، غير أنّ الكاتب يؤمن ببعض الكتاب ويكفر
ببعض!!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " الادعاء الباطل ونسبة
كلام غير صحيح وإلصاقه بالمؤرخين ظلماً وافتراءً ؟؟!

3 ـ ثم يأتي الكاتب بشيء يضحك الثكلى ويُسلِّي المحزون!! اخترعه
اختراعاً وسمَّاه دليلاً مؤيّداً لهذه الأباطيل!!!

فيقول: [ ومما يؤيد امتداد علاقة قبيلة شهران بقبيلة مطير وجود بعض من
شهران مع قبيلة مطير في صفينة ووادي الفرع وما حولها في عالية نجد منذ
القدم إلى وقتنا الحاضر ] !!! ومرجعه في هذا هو كتاب (الوثائق المنيرة)
لنايف ابن غبن الوسمي.

فإذا رجعنا إلى هذا الكتاب وجدنا المذكورين من شهران في هذه الوثائق لا
يتجاوز عددهم ستة رجال أو سبعة!! ومعظمهم من عائلة واحدة!! ومعظم هذه
الوثائق يعود تاريخها إلى ما بعد عام 1250 هـ!! وأقدم وثيقة لهم
تاريخها 1193 هـ وهي لرجل اسمه مساعد بن مبارك كان نازلاً في صفينة عند
أخواله الغبون من الوساما!!

فهل نزول بضعة رجال في وسط قبيلة ضخمة واسعة الديار يدلّ على أنّ هذه
القبيلة الضخمة المنتشرة تعود بنسبها إلى قبيلة هؤلاء الرجال النازلين
فيها؟؟!!

وإنْ كان الأمر كذلك... فماذا يقول الكاتب عن وجود أسر من بني خالد في
المنطقة ذاتها وفي الحقبة الزمنية ذاتها وفي الكتاب الذي ينقل منه
ذاته؟! هل سيرمي الكاتب بمطير ـ عندئذٍ ـ إلى بني خالد؟!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " الادعاء الباطل ونسبة
كلام غير صحيح وإلصاقه بالمؤرخين ظلماً وافتراءً ؟؟!

ثم إنَّ هؤلاء الرجال الشهرانيين جميعهم مذكورون في صفينة وفي وثائق
خاصة بالوساما. وهذا ينقض استدلال الكاتب من أساسه: فالوساما ليس لهم
أي صلة بناهس، وأقدم هؤلاء الشهرانيين ذكراً كان مقيماً بين أخواله
الوساما!! فلو كان هذا الكاتب صاحب حجة ودليل ومنهج لكان الواجب عليه
أن تكون هذه الوثائق تخصّ الذين نَسَبهم إلى شهران لا أن تكون حجته
كالثوب المرقع!! فمَن من العقلاء يفهم أنّ وجود رجال من شهران مجاورين
لفخذ من مطير يكون دليلاً على نسبة فخذ أخرى إلى شهران؟؟!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " الادعاء الباطل ونسبة
كلام غير صحيح وإلصاقه بالمؤرخين ظلماً وافتراءً ؟؟!

ثم ما الذي يجعل هؤلاء الرجال من شهران يبقون ـ ومنذ القدم وإلى اليوم
ـ غرباء وسط قبيلة تعود بأصولها إلى شهران؟؟!! أليس المنطق هنا أن يدخل
هؤلاء الشهرانيين في قبيلة شهرانية كما دخل فيها قبائل من أقصى العرب
العدنانية ـ كما قال الكاتب ـ؟؟!!

ومن المضحك في احتيال الكاتب إلى العبث بنسب مطير أنّه يناقض نفسه في
كل مرة!! فهذا الكاتب العابث يحاول مستميتاً أنْ ينسب دهام بن دواس
أمير الرياض إلى مطير، فيقول ـ رادّاً على مَن ينسب دهاماً إلى بني
تميم ـ: [ يقول ابن بشر عن بعض أسر منفوحة وهم المزاريع ما نصه: "كان
دهام أبوه رئيساً في منفوحة فقتل أناساً من جماعته المزاريع، فبقي
زمناً ثم مات". ومَن نسبهم إلى تميم فقد استند على قول ابن بشر السابق.
والرد عليهم هو: المزاريع من تميم، والمقصود بمعنى جماعته في قوله
(فقتل أناساً من جماعته) أي: أهل بلدته، وليس المراد أنهم من نفس
قبيلته، فكلمة الجماعة مصطلح يطلق على أهل البلد الواحد ].

فمهلاً أيها الكاتب... سيطالبك مناقشك بنفس أسلوبك في الاستدلال
وسيقول: [ ومما يؤيد امتداد علاقة قبيلة "تميم" بـ"دهام بن دواس" وجود
بعض من "تميم" مع "دهام بن دواس" في "منفوحة" منذ القدم إلى وقتنا
الحاضر ] !!!!

فهل وجود بضعة رجال من شهران في بلدة لمطير تجعل منه دليلاً على انتساب
مطير إلى شهران!!! ووجود قبيلة كاملة من بني تميم في منفوحة لا يدلّ
على انتساب أهل هذه البلدة الصغيرة إلى بني تميم؟؟؟!!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يطبّق الكاتب
(منهجيته العلمية) في موضع ثم يتغافل عنها في موضع آخر؟؟!!

وحتى هذه النقطة الصغيرة يقع الكاتب فيها في تناقض كبير!! فهو يقول
هنا: إنّ وجود بعض شهران في الحجاز مع مطير دليل على صلة مطير بشهران.
لكنّه في موضع لاحق يقول: إنّ مطيراً انتقلت بقوتها من جنوب نجد إلى
وسطها!!

فأي شخص يملك أدنى معرفة يقرأ هذه الجملة يدرك أنّ كاتبها يقصد: أنّ
مطيراً ليست من الحجاز أو لم تمر بالحجاز في طريقها إلى نجد أبدا!! هذا
التناقض الخطير والمضحك معاً يُسقط أدنى قدر من مصداقية هذا الكاتب!!

وكي يفهم القارئ لماذا يقع الكاتب في هذه التناقضات المضحكة نقول:

إذا أراد الكاتب أنْ يضمّ بعض قبائل نجد إلى مطير (كما فعل حين أدخل
قبائل من تميم في مطير!!) فإنّه في هذه الحالة يقذف مطير من جنوب نجد
(!) إلى وسطها مباشرةً دون المرور بالحجاز، وإذا أراد أنْ يستشهد
بشواهد من الحجاز فإنّه في هذه المرة ينقل مطيراً من جنوب نجد (!) إلى
الحجاز ثم إلى نجد!!

فهذه القبيلة ليس لها خط سير واضح، إنما تاريخها مرهون بسنّ قلم الكاتب
وشهوته يقذفها ذات اليمين وذات الشمال كما يُملي عليه هواه!!

فهل هذا من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

4 ـ ثم يقول الكاتب: [ وعن نسب مطير و(...) لقحطان قال (...): شاور
معطرة النمش من ضنا هود × (...). والمشهور عند العرب أن هود عليه
السلام أبو العرب القحطانية ].

ونحن نقول:

أ ـ القول بأنّ هوداً عليه السلام هو جدّ القحطانيين هو أضعف الأقوال
عند العلماء، وليس هو (المشهور) كما قال الكاتب!!

ب ـ الشاعر هنا يتحدّث عن فخذ واحد من مطير، فبأي منطق وبأي منهج يسحب
الكاتب هذا البيت على مطير كلها؟؟!!

ج ـ وليس في البيت دليل على أنّ الشاعر ينسبهم إلى هود بمعنى أنّه يريد
أنْ يقول إنهم من قحطان وليسوا من عدنان! ليس هذا مقصد الشاعر إطلاقاً؛
إنما الشاعر يجري على ما هو دارج عن العوام مِن أنّ اليمن هم أصل
العرب!!

وإنما يصحّ الاستدلال بهذا البيت لو كان سياق الشاعر يدلّ بوضح على
إثبات نسبهم في قحطان وردّ نسبهم إلى عدنان، وهذا لا يدلّ عليه سياق
الشاعر.

د ـ ومما يدحض هذه النسبة قول محمد بن هادي بن قرملة شيخ قحطان سنة
1275 هـ:



شد العتيبي من ورا كشب خايـفولا يحدّر كـود يبـرا لـه القـود
وشد المطيري من خشوم الردايـفوان سنّدوا وردوا حنيظل وأبا الدود
لي لابـة مـا جمّعـوا بالعلايـفمن نسل قحطان وتعزى على هـود



فالقحطاني يفخر على المطيري والعتيبي بأنّه من نسل هود. فهل يكون لفخره
هذا معنى إذا كانت مطير ( من نسل قحطان وتعزى على هود )؟؟!!

هـ ـ ومما يُمكن إيراده على البيت الذي استشهد به الكاتب: ( شاور معطرة
النمش من ضنا هود ) أنْ يُقال: يقصد الشاعر إنّ هؤلاء الفرسان
يُعطِّرون سلاحهم من دماء " ضنا هود "، فهل يستطيع الكاتب أن يقول إنْ
هذا المعنى لا يُمكن فهمه من هذا البيت؟! ألم يقل الأمير عبد الله ابن
رشيد:



إنْ كان ما نرويه من دم الأضدادكزُّوه لـم العرفجيـة تروِّيـه



5 ـ ثم يستشهد الكاتب بما قاله المغيري عن نسبة فخذين من مطير إلى مذحج
القحطانية.

ونحن نقول:

كتاب المغيري كتاب ساقط لا قيمة له عند علماء النسب، وقد نَقَده عبد
الرحمن التويجري في كتابه (تيسير العلام ببيان ما في منتخب المغيري من
الأوهام) فقال في مقدمته: [ وقد نَسَب كثيراً من القبائل العدنانية إلى
القبائل القحطانية لمجرّد مشابهة الأسماء ]، وقال تعليقاً على النص
الذي نَقَله الكاتب تحديداً: [ المؤلِّف إذا وَجَد اسماً لقبيلة من
العدنانية يشبه اسماً لقبيلة من القحطانية جَعَلهم من القحطانية ].

فالمحصِّلة من كتاب المغيري أنّه كتاب ساقط لا يقوم على أدلة صحيحة ولا
روايات متواترة، وليس له استناد إلا إلى مشابهة الأسماء!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يعتمد الكاتب على
المصادر المغلوطة؟؟!!

_______





الوقفة الخامسة: عَبَث الكاتب في نسب بني عبد الله بن غطفان:

يرى الكاتب أنّ بني عبد الله من مطير هم بنو عبد الله بن غطفان، وأنّهم
دخلوا في مطير القحطانية.

غير أنّ الكاتب ـ وهو يقرّ بهذا على مضض ـ لا يلبث أنْ يندفع إلى نسبة
بني عبد الله بن غطفان إلى جذام ـ أي: أنهم هم أيضاً من القحطانية ـ!!
ويستند الكاتب في هذه النسبة إلى: ابن الكلبي وابن عبد ربه وابن حزم!!

وسنناقش الكاتب هنا لنكشف للقارئ مدى الجهل والتخبط والضغينة التي
تحمله على العبث بتراث العرب لإرضاء القلوب المريضة.

1 ـ ابن عبد ربه وابن حزم ناقلان عن ابن الكلبي! فتكثير الدعوى بإيراد
الناقلين لا يُغني الكاتب شيئاً!!

2 ـ والنّسّابون يَرْوون جميع الأقوال التي تُرْوى في إرجاع بعض
القبائل إلى قبائل أخرى، دون أنْ يحكموا بصحة هذه الرواية أو بطلانها،
ولذلك يصدِّرون كلامهم بـ"يُقال" أو "قيل" أو "قال قوم".

3 ـ وننقل للكاتب هنا هذا النص من كتاب (المعارف) لابن قتيبة ت 276 هـ:
[ ويزعم قوم أنّ " غطفان بن حرام " هم من قيس عيلان، وقعوا إلى اليمن
]. فهذا يعني أنّ غطفان التي في جذام هي من غطفان قيس. فهذا نص ناقض
للنصوص التي أورَدَها الكاتب!! وكان ينبغي على الكاتب أن يحيط علماً
بالمسألة التي يُناقشها لا أنْ يلتقط نصاً أو نصين ثم يبني عليها
أوهامه!!!

4 ـ ونزيد من جراح الكاتب هنا جراحاً أعمق...

فجذام ـ التي أراد الكاتب أنْ يقذف غطفان القيسية إليها ـ تُنسب إلى
مضر في أقوال كثير من النّسابين، وكان شيخها روح بن زنباع الجذامي قد
طَلَب من يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أنْ يُلحق قبيلة جذام بمضر.

5 ـ ولن نطالب الكاتب بإعادة الجذاميين إلى قيس عيلان، ولا بإرجاع
القيسيين إلى جذام، فهذه جميعها أقوال تُروى، ولكنّ الحقيقة التي لا
تقبل التشكيك أو العبث هي: أنّ بني عبد الله بن غطفان القيسيين نَسَبهم
وتاريخهم في غطفان قيس وليس في غيرهم، وأنّ بني عبد الله بن غطفان
الجذاميين نَسَبهم وتاريخهم في جذام وليس في غيرهم.

والكاتب لا يجهل هذه الحقيقة، لكنه يتعامى عنها هنا!! وبعد صفحة واحدة
من عبثه هذا يقول: [ وهذا ما أشار له بعض مؤرخي نجد ونسّابتها بأنّ
لتميم بادية في مطير (!!)، وعلى ذلك فإنهم لا يرتبطون بتميم إلا
بانتسابهم القديم إلى هذه القبيلة...، ولكن انتمائهم وعزوتهم منذ القرن
السابع تقريباً معدوداً في قبيلة مطير، فهم امتداد لمطير سواءً كانوا
في البادية أو حكاماً في بعض بلدان الخليج (!!) ]. فلماذا ـ أيها
الكاتب ـ لا تنسب هؤلاء التميميين إلى تميم ثم تندفع بكل صفاقة إلى
نسبة الغطفانيين إلى جذام؟؟!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يطبّق الكاتب
(منهجيته العلمية) في موضع ثم يتغافل عنها في موضع آخر؟؟!!

وأين ستبحث ـ أيها الكاتب ـ لو أردت أن تبحث عن بني عبد الله بن غطفان:
هل ستبحث في أنساب وأخبار جذام؟! أم ستجدها في أنساب وأخبار قيس
عيلان؟!

فأين " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

6 ـ وأخيراً... نريد أنْ نُريح الكاتب من عناء هذه المناقشة بين
الغطفانيين والجذاميين، وأنْ نوفّر جهوده العابثة ليصرفها إلى جانب آخر
غير العبث بتراث الأمة العربية... فنقول لك أيها الكاتب:

بنو عبد الله بن غطفان قبيلة غطفانية قيسية مضرية، وبنو عبد الله بن
غطفان قبيلة جذامية، هذه قبيلة وتلك قبيلة أخرى، ولا صلة بين القبيلتين
إلا تشابه الأسماء، كان لبني عبد الله القيسيين وفادة على النبي عليه
الصلاة والسلام وخَبَرهم معه مشهور، وكان لبني عبد الله الجذاميين
وفادة أيضاً على النبي عليه الصلاة والسلام ومن المذكورين في وفادتهم
هذه الصحابي كثير بن سعد الجذامي ثم العبدي من عبد الله بن غطفان جذام.

فهذه قبيلة وتلك قبيلة، قبيلتان متعاصرتان في الجاهلية والإسلام،
فدَعْك من التشبّث بالأقاويل الساقطة، فإنّها لن تغيّر من التاريخ ولا
الأنساب شيئاً.

7 ـ وبعد أنْ أوْرَدَ الكاتب نصوص ابن الكلبي وابن عبد ربه وابن حزم
قال: [ وهذا ما جعل ابن سعيد ت 685 هـ لم يتطرّق لبني عبد الله بن
غطفان عند حديثه عن غطفان بن قيس حيث قال: وليس لغطفان في هذه البلاد
ذكر، بل تفرقوا على بلاد الإسلام، وغلبت على أرضهم في الحجاز بطون طئ،
وأجذام غطفان المشهور بالنسب إليها: عبس وذبيان وأشجع ]. وهذا استنتاج
مضحك!!

أ ـ فمِن أين عَلِم الكاتب بأنّ ابن سعيد لم يتطرّق لبني عبد الله
لأنّه يَجْعلهم من جذام وليسوا من غطفان؟! ليس في نصّ ابن سعيد ما
يؤيّد الكاتب في هذا الفهم السقيم! إنما يقول ابن سعيد إنّ المشهورين
من غطفان هم هؤلاء، أما غير المشهورين فلم يذكرهم.

وابن سعيد لم يتطرّق لذكر بني أنمار الغطفانيين، فهل هذا يعني أنّ
أنماراً ليسوا من غطفان؟! وكذلك ـ عند حديثه عن تميم ـ اقتصر ابن سعيد
على بني مالك وبني سعد ابني زيد مناة بن تميم وأهْمَلَ ذِكْر بني امرئ
القيس بن زيد مناة، فهل هذا يعني أنّ بني امرئ القيس ليسوا من تميم؟!

فأين " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

ب ـ أما دسّ الكاتب الخفي بإيراد كلام ابن سعيد الذي يُشير إلى تفرّق
غطفان وغلبة طيء على بلادهم... فكلُّ هذا لا يُغني عن الكاتب شيئاً؛
فغطفان مذكورة في بلادها منذ الجاهلية حتى القرن العاشر الهجري، أي:
بعد ابن سعيد بثلاثة قرون!!
__________________




الوقفة السادسة: مناقشة نسبة بعض بطون مطير إلى بني تميم

يقول الكاتب: [ وعن بني تميم قال ابن سعيد: "وتبعت منازل بني تميم...
وليس لها الآن بهذه الأرض قائمة، ولا بطن مشهور... وتفرقت تميم في
حواضر البلاد وقراها، فلا يوجد منها قبيلة في شرق ولا غرب جارية على ما
هي عليه قبائل العرب من الحل والترحال". أما عن انتساب بعض من أفخاذ
مطير إلى تميم فمن حديث ابن سعيد السابق يتبين لنا تفرق بني تميم
وضعفها في الجزيرة العربية، مما أدى إلى تحالف قليل من أسرها ودخولهم
في بعض أفخاذ الجبلان، ومثل ذلك في بعض من أفخاذ بريه، وذلك بعدما أتت
مطير بقوتها من جنوب نجد إلى وسطها، وهذا ما أشار له بعض مؤرخي نجد
ونسابتها بأنّ لتميم بادية في مطير، وعلى ذلك فإنهم لا يرتبطون بتميم
إلا بانتسابهم القديم إلى هذه القبيلة... ولكن انتمائهم وعزوتهم
وتاريخهم منذ القرن السابع تقريباً معدوداً (كذا!) في قبيلة مطير، فهم
امتداد لمطير سواء كانوا بادية أو حكاماً في بعض بلدان الخليج ].

ونحن نقول:

1 ـ كعادته!! لا يأتي هذا الكاتب بشيء إلا مشحوناً بالتدليس والفهم
الخاطئ ثم يأتي بعد ذلك بما يناقضه من أساسه!!

أ ـ أما التدليس: فقد حذف الكاتب أهم ما في نص ابن سعيد! وهذا هو نص
ابن سعيد كاملاً: [وتبعت منازل بني تميم من كتاب أجّار ومن الكمائم
وغيرهما، فوجدتها بأرض نجد دائرة على ما والى أرض البصرة وأرض اليمامة
وامتدّت إلى العُذَيْب من أرض الكوفة. وليس لها الآن بهذه الأرض قائمة،
ولا بطن مشهور، وقد غلبت على أرضها قبائل قيس عيلان وقبائل طيئ، وتفرقت
تميم في حواضر البلاد وقراها، فلا يوجد منها قبيلة في شرق ولا غرب
جارية على ما هي عليه قبائل العرب من الحل والترحال ].

فابن سعيد يقول: إنّ بلاد تميم من اليمامة إلى أطراف العراق، أي أسفل
نجد. فحَذَف الكاتب هذه الجملة وجَعَل بلاد تميم وسط نجد!!

وابن سعيد يقول: إنّ قيس عيلان وطيئ غلبت على ديار تميم. فحَذَف الكاتب
هذه الجملة فاخترع تاريخاً من رأسه فقال: إنّ قبيلة قحطانية من جنوب
نجد أتت بقوتها وملكت هذه البلاد!!

وابن سعيد يقول إنّه لم يجد باديةً من تميم في القرن السابع وأنّ
البادية في بلادهم هم قيس عيلان وطيئ. لكنّ الكاتب يُلغي كلّ ذلك ويجعل
تلك القبيلة القحطانية القادمة من جنوب نجد تبسط سيطرتها على وسط نجد!!
ولم يُخبرنا الكاتب كيف كانت هذه القبيلة القحطانية سيدةً على نجد في
القرن السابع ولم يشاهدهم ابن سعيد الذي كان في هذا القرن تحديداً يجوب
البلاد بحثاً عن تميم فلم يجد غير قيس عيلان وطيئ؟؟!!

فأين " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

ب ـ أما الفهم الخاطئ: فابن سعيد يقول إنّ بني تميم تحضّروا جميعاً فلم
يبق منه بادية. فبنو تميم ـ كما يقول ابن سعيد ـ تفرّقوا في الحواضر
والقرى، أما الكاتب فيجعل تفرّقهم بمعنى دخولهم حلفاء في القبائل
الأخرى!!

ولا ندري من أين جاء الكاتب بكلمة [ وضعفها ]؟؟!! فابن سعيد لم يقل إنّ
بني تميم ضعفوا وذهبت عصبيتهم القبلية!! فهل انتقال قبيلة من طور
البداوة إلى طور التحضّر يعني زوال أنسابهم واضمحلال عصبيتهم؟؟!! هذا
فهم سقيم؛ فكل مَن يقرأ تاريخ نجد يعلم أنّ بني تميم ـ بعد أنْ تحضّروا
ـ كانوا متمسكين بعصبيتهم القبلية وأنسابهم الصريحة.

فهل هذا من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

ج ـ أما التناقض: فقد قال الكاتب في موضع لاحق من كتابه: [ الجبلان فرع
من علوى من مطير. وما قاله حمد الجاسر عن الجبلان وأنهم من تميم... وقد
نَقَل عن الصقيه التميمي في كتابه (بنو تميم في الجبلين) ونَسَب
الجبلان إلى تميم بناء على قول الجاسر السابق. لذا أقول: هذا النسب
مخالف للصواب، إذ لا دليل واضح على ذلك ]!! عجباً!! كيف يمكن أن يقع
تناقض بهذه الصورة المفجعة في كتاب واحد؟؟!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يطبّق الكاتب
(منهجيته العلمية) في موضع ثم يتغافل عنها في موضع آخر؟؟!!

2 ـ أما [ مؤرخو نجد ونسّابتها ] الذين ينقل عنهم الكاتب دخول بعض بني
تميم في مطير... فلم يَذْكرهم الكاتب لنا!! وسنذكرهم نحن للقارئ ليعرفَ
لماذا أخفى الكاتب مصادره!!

ينقل الكاتب هذا الكلام من مجموع ابن عيسى، وقد قال ابن عيسى في أوّل
هذا الكلام: [ قال بعضهم ما صورته في الأنساب، وعهدته على جامعه لا على
ناقله ] ثم ذَكَر ابن عيسى ما قاله الكاتب من دخول بعض تميم في مطير.
فلاحِظ ـ أيها القارئ ـ أنّ ابن عيسى تبرّأ من هذا الكلام ولم يُؤيّده!

أما مَن هو صاحب هذا الكلام الذي ينقله ابن عيسى؟ فقد قال راشد العساكر
في مقدمة تحقيقه لنبذة جبر بن سيار ـ وهي من مصادر الكاتب ـ: [ وأرجّح
أنّ هذه النبذة من كلام ابن سلوم، حيث إنّ فيها من الإشارات ما يدلّ
على استفادة كاتبها من نبذة جبر بن سيار ]!! ونحن نقول: سواءً كان ابن
عيسى ينقل مباشرةً عن نبذة جبر بن سيار أو ينقل عن ابن سلوم الذي ينقل
عن جبر فالنتيجة واحدة؛ وهي أنّ هذا الكلام هو لجبر بن سيار!!

وسنُعيد للقارئ ما قاله الكاتب عن نبذة جبر بن سيار: [ إنّ الشاعر جبر
بن سيار... له مخطوطة... لكن العساكر لم يضمنها في كتاب ابن سيار أثناء
تحقيقه له، وعدم إيرادها في الكتاب طعن في صحتها ]، ويقول أيضاً: [
بالإضافة إلى أنَّه في كتابه قد ذكر كلاماً فيه قذف لبعض أهل الأحساء،
الأمر الذي معه لا تقبل شهادته بناء عليه، فما بالك بنسب قوم أو قبيلة!
] وعلامة التعجب السابقة وضعها الكاتب نفسه!!، ثم يقول بعد ذلك: [ بل
إن جبر بن سيار خالف نصوصاً صريحة في الأنساب كحديثه أنّ أهل العيون من
بني خالد، وقوله إنّ شمر من بني خالد، ونسب بني خالد إلى وائل، كما
أنّه ربط بين قبيلة زعب وهتيم مع صراحة نسب زعب عند كل النسَّابين ].

فنخرج من كلام الكاتب عن نبذة جبر بن سيار بالآتي:
1 ـ أنها مطعون في صحتها.
2 ـ أنّ شهادة جبر غير مقبولة شرعاً.
3 ـ أنها خالفت نصوصاً صريحةً في الأنساب.
فلماذا يعتمد هذا الكاتب على مصدر يطعن في صحته وأمانته؟؟!!

فهل من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية " أن يعتمد الكاتب على
المصادر المغلوطة؟؟!!

3 ـ وأما قول الكاتب: إنّ مطيراً أتت من جنوب نجد إلى وسطها... فهذا من
مخترعاته التي لم يُسبق إليها!! وقد قلّبنا كتابه كاملاً لنرى لعلّه
يتابع السلسلة فينقل مطيراً من وسط نجد إلى الحجاز قبل أنْ يُعِيدهم
مرة أخرى إلى نجد!! فلم نَجِد في كتابه ذكراً لانتقال مطير من نجد إلى
الحجاز، ولكنّنا ـ وكالعادة ـ وقفنا على تناقض مفجع يقع فيه الكاتب من
حيث يدري ولا يدري!!

يقول الكاتب في فصل عنوانه ( نزول القبيلة إلى نجد ): [ امتداداً لنسب
قبيلة مطير الذي سبق الحديث عنه وأنهم من أهل جنوب نجد من القرن الرابع
الهجري ثم استقرارهم في الحجاز أو برّيته القريبة منه ] ويحسّ الكاتب
بوقوعه في التناقض فقال في الهامش: [ مع أنّ بعضهم استقر في نجد عامة
وفي وسطها في منفوحة والجزعة قرب الرياض منذ مدة طويلة ]!! وهروب
الكاتب عن هذا التناقض أوقعه في تناقض أعظم وأشدّ غرابة!! فهو يقول عن
هؤلاء الذين في منفوحة: [ ذُكِر كثير منهم في وثائق حجازية منها وثيقة
بتاريخ 1173 هـ... ووثيقة بتاريخ 1179 هـ ] فإذا كان هؤلاء في الحجاز
إلى آخر القرن الثاني عشر فمَن أولئك الذين كانوا في [ وسط نجد في
القرن السابع تقريباً ]؟؟!!

والكاتب يُناقض نفسه ـ كعادته ـ؛ فمرةً يقول: إنّ مطيراً انتقلت من
جنوب نجد إلى الحجاز ثم انحدرت من الحجاز إلى نجد. ومرةً يقول: إنّ
مطيراً انتقلت بقوتها من جنوب نجد إلى وسط نجد في القرن السابع تقريباً
ولا يَذْكر الحجاز إطلاقاً!!

فهل هذا من " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!

4 ـ يبقى أخيراً أنْ نكشف للقارئ معنى قول الكاتب عمّن زَعَم أنّهم
تميميون دخلوا في مطير فقال: [ هم امتداد لمطير سواء كانوا بادية أو
حكاماً في بعض بلدان الخليج ]. فاعلم من هذا أيها القارئ أنّ السبب
الذي جَعَل الكاتب يقبل بلا مناقشة القول بدخول بعض بني تميم في مطير
هو رغبة الكاتب في احتضان هؤلاء (الحكام في بلدان الخليج !!) كأنّ
قبيلة مطير قبيلة تفتقر إلى الأمجاد الصريحة فيلتقط لها كتّابها
الأمجادَ ولو كان ذلك بالعبث في أنساب مطير وتمزيق تاريخها قطعاً!!

ولن نُطيل في هذه المسألة خاصةً وقد وعدنا الكاتب فقال: [ سنفرد عن
قبيلة مطير في الخليج وبر فارس وعمان كتاباً مستقلاً قريباً ]!! لكنّنا
نقول:

أيها الكاتب، لقد خبطت خبطاً عظيماً وخلطت خلطاً مضحكاً في هذه
المسألة، وكل ذلك بسبب اعتمادك على ترجمات لكتابات أجنبية أخطأت في
ترجمة اسم ( مضر ) فكتبته ( مطير )!! فإذا كان هؤلاء الحكام تميميين ـ
كما جاء في مصادرك عنهم ـ فهم ينتسبون إلى ( مضر ) مباشرةً وليسوا من (
مطير )!! فلا حاجة إلى إدخالهم في مطير ولَيّ عنق النسب والتاريخ بسبب
خطأ مترجم!!

وخذ هذا المثال: ينقل الكاتب عن رحلة بلجريف ما يلي: [ ورؤساء بلاد
فارس يزعمون أنهم ينحدرون مباشرة من عشيرة ( مطير ) العظيمة، أولئك
الذين تعرفناهم من قبل في نجد العليا، ومن بين هؤلاء الرؤساء اثنان أو
ثلاثة يزعمون أنهم ينتمون إلى سلالة بني خالد النسبية سادة الأحساء
الذين زالت دولتهم... فإنّ هؤلاء الرؤساء لديهم الأوراق الثبوتية التي
تؤكد ذلك ] ويعلّق الكاتب فيقول: [ ويتضح من سياق حديثه أن هؤلاء
الرؤساء الاثنين أو الثلاثة معدودون في قبيلة مطير مع احتفاظهم
بأوراقهم الثبوتية المذكورة بنسبهم القديم إلى بني خالد ]!! ونحن نقول:
متى دخل بنو خالد بعد زوال دولتهم في الأحساء سنة 1206 هـ في قبيلة
مطير؟؟!! كل ما في الأمر ـ أيها الكاتب ـ أنّ المترجم أخطأ في قراءته
كلمة ( مضر ) التي ينحدر منها بنو خالد فكتَبَ مكانها ( مطير )، فرفقاً
بنفسك ورفقاً بالتاريخ والنسب!!

فأين " أدوات البحث وشروطه العلمية والأدبية "؟؟!!
__________________







الخاتمة:


وبعد:

فلا يخفى على القارئ أنّنا قصرنا هذا الموضوع على إبطال ادعاءات الكاتب
وتلفيقه وتزويره حول نسب مطير، ولم يكن من اهتمامنا هنا إيراد الأدلة
القواطع على نسب مطير الصحيح، فهذا له موضوعه المستقل نتوسع فيه
ونفصّله تفصيلاً يُوقف الباحث عن الحق على عين الحقيقة ولا يدع لمزوّر
مجالاً ولا لدجّال مقالاً.

ويسرّنا أنْ نعلنَ أنّ هذا الموضوع مع موضوعنا الآخر ( كشف الغطاء:
تقسيم مطير وادعاء البحث العلمي ) سيُطبعان قريباً ـ بإذن الله تعالى ـ
في كتاب مستقلّ، ليكونا فاتحةً جديدةً في الدفاع عن نسب مطير بعد أنْ
مُزّق تحت شعارات مزيفة تُعلن "البحث العلمي" وتخفي الداء الدفين.

فحفظاً لحقوق كاتبيه الفكرية كتبنا هذا التنويه

والحمد لله أولاً وآخراً
__________________

نقلاً عن منتديات مطير التأريخيه

أبن مصاول

علمتني الحياة : انني إذا أردت أن احلق مع الصقور ,فلا أضيع وقتي مع الدجاج.
قمة الغباء .. أن تحاول أن تكون عميق .. في زمن أصبحت كل أشياؤه سطحيه.
سُئل هتلر : " من هم أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك؟" فأجاب: " أولئك الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم"
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
المجموعة العربية للاستضافة والتصميم

إن إدارة المنتديات غير مسؤولة عن أي من المواضيع المطروحة وانها تعبر عن رأي صاحبها