للأسف ترسخ في أذهان الكثير منا , مفهوم يقول أن الامتحانات هم على القلب ,وحمل على الظهر, وكابوس يحيط بنا من كل الجهات , فكثير ما تسمع "ياويلي ويلاه عندي اختبار وماذا كرت " فتجد علامات الخوف والهم , بادية على كل من ينتظره اختبار(امتحان ).
لا أدري من أين أتى هذا المفهوم بالضبط ؟
ولكني أعزوه إلى أرث ثقافي نشأ في ثقافتنا العربية منذ مئات السنين , فنحن منذ أن وطئت أقدامنا أرض المدرسة وعرفت طريقها ,ونحن تردد على أذاننا تلك الحكمة المزعجة (في يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان ) ولا أدري ما الذي يأتي بالإهانة لمن نذر نفسه للتعلم وسخرها للتعليم , ولكنه موروث , ونحن تعلمنا أيضاً أن مخالفة المورث خطيئة لا تغتفر . ولكن هذا الاعتقاد الخاطئ لم يؤثر على الطلاب وحدهم بل أيضاً أثر على أصحاب السعادة , ممن يحملون الدال , ومن وضع تحديد المصير بأيديهم , ويظهر تأثير هذا المفهوم جلياً في طريقة وضعهم للأسئلة ,فتجدهم يبحثون عن أصعب الأسئلة ,وأكثرها تعقيداً ,لأن السالفة ما هي لعب فيها إكرام وإهانة وخاصة أن السواد الأعظم منهم يعشق الثانية كثيراً.
فالاختبارات في حقيقتها عبارة عن طريقه لقياس إلمام الطالب بالمهارات الأساسية للمادة فهي ليست تحدي ولا ألغاز تحتاج إلى قدرات خارقة , ومهارات خاصة و من الظلم والغبن أن يضيع جهد فصل كامل , بسبب ساعة واحده قد يفقد فيها الطالب تفكيره ويضيع فيها تركيزه . وحتى وإن كان الطالب لم يلم بالمادة ولم يستوعب النقاط الأساسية , فما الذي يأتي بالإهانة والتي تعني الخزي والعار وأضف ما شئت من سيئ الكلام ,فالفشل ليس عيباً بل هو طريق النجاح والفلاح بإذن الله.فمن لم يفشل لن يذق للنجاح طعمأ.
قبل الوداع
أنا لا أعتذر عن الفاشلين ولا أبرر للمهملين ولكنها حقيقة يجب أن تقال ,ومشكلة يجب أن تعالج قبل استفحال الداء .
ودمتم مكرمين بعد كل امتحان .
بقلم /محمد عبيد الجبيري(لاأبيح نقله دون ذكر اسم المصدر)
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
غير متواجد حالياً
الاختبـــارات والمفــهوم الخــطأ
