الرئيسية التسجيل البحث جديد مشاركات اليوم الرسائل الخاصة أتصل بنا
LAst-2 LAst-3 LAst-1
LAst-5
LAst-4
LAst-7 LAst-8 LAst-6

 
 عدد الضغطات  : 27647
 
 عدد الضغطات  : 38676

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: شيلات الشاعر عبدالرحمن العقيلي باصوات افضل المنشدين (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: مرثية الشاعر عبدالرحمن العقيلي في والده الشيخ متروك بن صالح العقيلي رحمه الله https: (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: مرثية الشيخ تراحيب بن صالح العقيلي رحمه الله1440هــ (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: حفل الشاب سعود عبد الكريم العقيلي عنيزه (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: حفل الشاب نور بن زبن العقيلي (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: حفل الشاب عبدالله مرداس العقيلي (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: مرثية الراحل الاستاذ عواض بن نور العقيلي رحمه الله (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: عودة بعد غيبة ليست بالقصيرة واعتذار (آخر رد :عبدالرحمن العقيلي)       :: موقف الشيخ هدايه الشاطري شيخ شمل الشطر مع العتيبي والحابوط (آخر رد :الخضيراء)       :: الشيخ هدايه بن عطيه شيخ شمل الشطر مع العتيبي (آخر رد :الخضيراء)      



إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
جديد
رقم العضوية : 13661
تاريخ التسجيل : 04 01 2015
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 24 [+]
آخر تواجد : 21 - 01 - 15 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : زعزعه is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي معركة سلوت

كُتب : [ 05 - 01 - 15 - 12:28 PM ]

معركة صحراء سلوت - في عمان

جزء من حروب الجاهلية
التاريخ القرن الأول الميلادي
المكان صحراء سلوت - عُمان قرب مدينة نزوى حاليا
النتيجة انتصار الأزد العرب على الفرس و السيطرة على عمان

المتحاربون

قبيلة الأزد العظيمة بقيادة الملك مالك بن فهم الأزدي من نصر بن الأزد ( ثمانية آلاف مقاتل )
ومعه بعض فروع الأزد في عمان و منهم
بطون من نسل غالب بن عثمان بن نصر بن زهران من نصر بن الأزد
بطون من نسل عمرو بن نصر بن الأزد
بطون من أبناء " العتيك" بن الأسد ( دوسر) بن عمران بن الملك عمرو مزيقيا الملطوم بن عامر ماء السماء من مازن بن الأزد

قادة الأزد في معركة ( سلوت )

القائد العام الملك مالك بن فهم الدوسي الأزدي
ميمنة الجيش بقيادة هناءة بن مالك بن فهم الدوسي الأزدي
ميسرة الجيش بقيادة فراهيد بن مالك بن فهم الدوسي الأزدي

قائد الفرس ( المرزبان ) أربعون ألف مقاتل مع الفيلة
وقيل أنه أول نصر العرب على الفرس وتم تطهير
عمان من الفرس كتاب (تحفة الاعيان)
وهناك رابط يحدد تاريخ معركة سلوت ضمن
معارك العرب ضد الفرس وغيرهم :
ظ…ط¹ط§ط±ظƒ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ ظ‚ط¨ظ„ ط§ظ„ط§ط³ظ„ط§ظ… | طµطhttp://almouazeen.comظٹظپط© ط§ظ„ظ‚ط¨ط§ط¦ظ„ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط©


هذه قصة الانتصار كاملة من كتاب ( الأنساب للصحاري ) نسخة آلية

خرج مالك بن فهم من أرض السراة، يريد عمان، فيمن أطاعه من ولده وقومه وعشيرته من الأزد، ومن اتبعه من أحياء قضاعة. وسار متوجها نحو عمان. وقد اعتزل عنه من قبل ذلك من ولده جذيمة الأبرش بن مالك بمن سار معه من الأزد إلى ارض العراق، كما ذكرنا.
قال أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي، أخبرني أبي وشرقي بن القطامي. قالا: لما خرج مالك بن فهم من السراة يريد عمان، قد توسط الطريق، حنت إبله إلى مراعيها، وأقبلت تلتفت إلى نحو السراة وتردد الحنين فقال مالك في ذلك:
تحن إلى أوطانها إبل مالك ... ومن دونها عرض الفلا والدكادك
وفي كل أرض للفتى متقلب ... ولست بدار الذل يوما برامك
ستغنيك عن أرض الحجاز مشارف ... رحاب النواحي واضحات المسالك
وقال ايضا:
تحن إلى أوطانها ابل مالك ... ومن دون ما تهوى الفرات المقارف
وشيخ أبي فيه منع لضائم ... وفتيان أنجاد كرام غطارف
فحني رويدا واستريحي وبلغي ... فهيهات منك اليوم غير المالف
ثم سار من فوره ذلك يريد عمان، فجعل لا يمر بقبيلة من قبائل من معد وغيرهم، الا سالموه، ووادعوه، لمنعته وكثرة عساكره. فأخذ على برهوت، وبرهوت واد في حضرموت. فلبث فيه حتى أراح واستراح، وبلغه أن بعمان الفرس، وهم ساكنوها. فعبأ أصحابه وعساكره وعرضهم - فيقال انهم بلغوا زهاء ستة الآف فارس وراجل. ثم أنه أعد ,واستعد وأقبل يريد عمان.
وقد جعل على مقدمته ابنه هناءة بن مالك. ويقال فراهيد بن مالك، في ألفي فارس من صناديد الأزد وفرسانها. ثم سار يؤم عمان حتى انصب على الشحر.
قال الكلبي: كان أول من خرج من العرب من تهامة مالك بن فهم الأزدي، وعمرو ابنا فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان ابن عمران بن الحاف بن قضاعة،
وتقدم مالك بن فهم الأزدي، في قبائل الأزد، فدخلها في عسكرهم، . فوجد بعمان( الفرس)، من جهة (الملك دارا بن دارا بن بهمن بن اسفيديار) وهم يومئذ أهلها وسكانها. والمتقدم عليها المرزبان عامل ملك الفرس. فعند ذلك نزل مالك بن فهم، ومن كان معه من الحشم والعيال والنساء والأثقال، إلى جانب قلهات من شط أرض عمان، ليكون أمنع لهم وترك عندهم من الخيل والرجال من يحفظونهم.
ثم سار هو ببقية عساكره وصناديد رجاله من فرسان الأزد، وقد جعل على مقدمته ابنه هناءة بن مالك، في ألفي فارس من فرسان قومه وثقات الأزد، وأقبل مالك بن فهم في جلّ عساكره وصناديد رجاله حتى دخل ناحية الجوف(داخلية عمان) فعسكر معسكره، وضرب مضاربه بالصحراء. وأرسل إلى الفرس والمتقدم عليهم يومئذ المرزبان عامل الملك على عمان.
فأرسل إليهم يطلب منهم النزول في قطر من عمان، وأن يفسحوا له ويمكنوه من الماء والكلأ ليقيم معهم في قطر عمان، فلما وصل إلى المرزبان وأصحابه رسل مالك بن فهم الأزدي، وما يطلب منهم من النزول في عُمان، وأن يفسحوا في الماء والكلأ، ائتمروا بينهم في ذلك وتشاوروا في امره، حتى طال تردد الكلام والتشاور بينهم.
ثم إنهم أجمع رأيهم على صرفه وأن لا يمكنوه إلى ما سأل و طلب منهم، فقالوا: مانحب أن ينزل هذا العربي معنا، فيضيق علينا أرضنا وبلادنا، فلا حاجة لنا في قربه وجواره. فلما وصل جوابهم إلى مالك بن فهم، أرسل إليهم: أنه لا بد من المقام في قطر عمان، وان تواسوني في الماء والمرعى، فإن تركتموني طوعا نزلت في قطر من البلاد وحمدتكم، وإن أبيتم أقمت على كرهكم، وإن قاتلتموني قاتلتكم. ثم ان ظهرت قتلت المقاتلة وسبيت الذراري، ولم أترك احدا منكم ينزل عمان أبدا.
فأبت الفرس أن تتركه طوعا، وجعلت تستعد لحربه وقتاله، وإن مالك بن فهم قام في مدته تلك بناحية الجوف،حتى أراح واستراح واستعد لحرب الفرس وتأهب للقائهم. وحفر بناحية الجوف الفلج الذي يعرف اليوم،بفلج مالك، وكان معسكره هناك، إلى ان استعدت الفرس لحربه وقتاله.
ثم أن المرزبان أمر أن ينفخ في البوق، الذي يؤذن فيه بالحرب، وأن يضرب الطبل وركب في جنوده وعساكره. وخرج من صحار في معسكر جم يقال أنه كان زهاء أربعين ألفا، ويقال ثلاثون ألفا. وخرج معه بالفيلة، وسار يريد الجوف في لقاء مالك بن فهم الأزدي ومن معه من الأزد. فجمع عسكره وأصحابه من الأزد، وكان في زهاء ستة الآف فارس وراجل على مقدمته ابنه هناءة بن مالك في ألفي فارس من صناديد الأزد وفرسانها. وأقبل نحوهم في تلك الهيئة حتى أتى صحراء سلوت، فعسكر بإزاء عسكر المرزبان، فمكثوا يومهم ذلك إلى الليل، ولم يكن بينهم حرب ولا قتال.
ثم ان مالك بن فهم، بات ليلته تلك يعبئ أصحابه، يمنة ويسرة وقلبا، ويكتب الكتائب، ويوقف فرسان الأزد مواقفها. فولى الميمنة هناءة بن مالك، وولى الميسرة ابنه فراهيد بن مالك. وصار هو في القلب، في أهل النجدة والشدة من أصحابه. وبات المرزبان يعبئ ويكتب كتائبه.
حتى إذا أصبحوا توافقوا للحرب، وقد استعد كلا الفريقين. وركب مالك بن فهم فرسا له أبلق، وظاهر بين درعين، ولبس عليها غلالة حمراء وتكمم على رأسه بكمة حديد، وتعمم عليها بعمامة صفراء. وركب معه ولده وفرسان الأزد على تلك التعبئة، وقد تقنعوا بالدروع والبيض والجواشن، فلا يبصر منهم الا الحدق.
فلما تواقفوا للحرب جعل مالك بن فهم يدور على أصحابه راية راية، وكتيبة كتيبة، ويقول ( يا معشر الأزد، أهل النجدة والحفاظ، حاموا عن أحسابكم، وذبوا على مآثرأجدادكم و آبائكم، وقاتلوا، وناصحوا ملككم وسلطانكم، فإنكم إن كسرتم وهزمتم، اتبعتكم العجم في كافة جنودهم، فاختطفوكم، واصطلموكم بين كل حجر ومدر، وباد عنكم ملككم، وزال عنكم عزمكم وسلطانكم، فوطنوا أنفسكم على الحرب، وعليكم بالصبر والحفاظ فهذا اليوم له ما بعده.) فجعل يحرضهم ويأمرهم بالصبر والجلد، ويدور عليهم راية راية وكتيبة كتيبة، حتى استفرغ جميع كتائبه وعساكره.
ثم ان المرزبان زحف بعسكره، وجميع قواده، وجعل الفيلة أمامه. وأقبل نحو مالك بن فهم، وأصحابه. ونادى مالك بن فهم أصحابه بالحملة عليهم. فقال:( يا معشر فرسان الأزد احملوا معي، فداكم أبي وأمي على هذه الفيلة فاكشفوها بأسنتكم وسيوفكم. ثم حمل وحملوا معه على الفيلة، بالرماح والسيوف ورموها بالسهام فولت الفيلة راجعة بحميتها على عسكر المرزبان، فوطئت منهم خلقا كثيرا.
وحمل مالك بن فهم بالنبل في كافة أصحابه من فرسان من الأزد على المرزبان وأصحابه، فانتفضت بقية المرزبان، وجالوا جولة. ثم بانت العجم ورجعت إلى بعضها بعضا، وأقبلت في حدها وحديدها. وصاح المرزبان واصحابه وكافة جنوده وامرهم بالحملة فحملوا.
والتقى الجمعان، واختلط الضرب، واشتد القتال. فلم تكن تسمع الا صليل الحديد، ووقع السيوف. فاقتتلوا يوم ذلك أشد ما يكون القتال. وثبت بعضهم لبعض، إلى ان حال ظلام الليل فانصرفوا، وابتكروا من غد للحرب، فاقتتلوا قتالا شديدا. وقتل في اليوم الثاني من الفرس خلق كثير، وثبت لهم الأزد، فلم يزالوا كذلك إلى ان حال بينهم الليل، فانصرف بعضهم عن بعض وقد كثر القتل والجراح في الجميع.
فلما أصبحوا في اليوم الثالث، زحف الفريقان بعضهم إلى بعض، فوقفوا مواقفهم تحت راياتهم. وأقبل أربعة نفر من المرازبة والأساورة، ممن كان يعدّ الرجل منهم بألف رجل، حتى دنوا من مالك. فقالوا: هلمّ الينا لننصفك من أنفسنا، ويبادرك منا رجل رجل. فتقدم إليهم مالك، وخرج إليه واحد منهم، وطارد مالكا ساعة، فعطف عليه مالك، ومعه نجدة الملوك وحمية العرب، فطعن مالك الفارس طعنة حكم الرمح في صلبه، فوقع الفارس إلى الأرض عن فرسه. ثم علاه مالك بالسيف فضربه، فقتله. ثم حمل الفارس الثاني على مالك وهو لابس فلم تصنع ضربته فيه شيئا و ضربه مالك على مفرق رأسه، ففلق السيف البيضة، وانتهى إلى رأس الفارس، حتى خالط دماغه، فخرّ ميتا. ثم حمل عليه الفارس الثالث، وعليه الدرع والبيضة، فضربه مالك على عاتقه، فأبانه مع الدرع نصفين، حتى انتهى سيف مالك إلى سرج دابة الفارس، فرمى به قطعتين. فلما نظر الفارس الرابع ما صنع مالك بن فهم من أصحابه الثلاثة، كاعت نفسه،وأحجم عن لقاء مالك، فولى راجعا نحو أصحابه، حتى دخل فيهم.
ثم انصرف مالك إلى موقفه ، فوقف فيه وقد تفاءل في يومه ذلك بالظفر بالثلاثة القواد من المرازبة. وفرحت بذلك الأزد فرحا شديدا، ونشطوا للحرب.
فلما رأى المرزبان، قائد جيش الفرس ذلك، وما صنع مالك بن فهم في قواده الثلاثة، داخلته الحمية والغضب، وخرج من بين أصحابه. وقال: لا خير في الحياة بعدهم. ثم نادى مالكا. وقال: أيها العربي، اخرج إلي إن كنت تحاول ملكا فأينا ظفر بصاحبه كان له ما يحاول، ولا نعرض أصحابنا للهلاك.
فخرج اليه مالك برباطة جأش، وشدة قلب، فتجاولا بين الصفين مليا، وقد قبض الجميع أعنة خيولهم، وأوقفوها ينظرون إلى ما يكون منهما. ثم أنه حمل على مالك بالسيف حملة الأسد الباسل، فراغ منه مالك روغان الثعلب، وعطف عليه بالسيف، فضربه على مفرق رأسه، وعليه البيضة والدرع، ففلق البيضة، وأبان رأسه، وخرّ ميتا.
وحملت الأزد على الفرس وزحف الفرس اليهم فاقتتلوا قتالا شديدا، من ظهر النهار إلى العصر، وغص أصحاب المرزبان السيف، وصدقتهم الأزد الضرب والطعن، فولوا منهزمين النهار، حتى انتهوا إلى معسكرهم، وقد قتل منهم خلق كثير وكثر الجراح في عامتهم.
فعند ذلك. أرسلوا إلى مالك بن فهم يطلبون منه أن يمن عليهم بأرواحهم ويجيبهم إلى الهدنة والصلح، وأن يكف عنهم الحرب ويؤجلهم إلى سنة ليستظهروا على حمل أهلهم من عمان. وأن يخرجوا منها بغير حرب وقتال. وأعطوه على ذلك عهدا وجزية على الموادعة، فأجابهم مالك بن فهم إلى ما طلبوا. وسألوا منه.
وهادنهم واعطاهم على ذلك عهدا وميثاقا، أنه لا يعارضهم بشيء إلا أن يبدأوه بحرب وقتال. فكف عنهم الحرب، وأقرهم في عمان،على ما سألوه فعادوا إلى صحار وما حولها من الشطوط. وكانت الفرس في السواحل والشطوط وكانت الأزد ملوكا في البادية وأطراف الجبال.
فانحاز عنهم مالك إلى جانب قلهات. فيقال ان الفرس في مهادنتهم تلك طمسوا في عمان أنهارا كثيرة وأغموها. ثم انهم من فورهم ذلك في مهادنتهم تلك كتبوا إلى الملك دارى بن دارى، فإعلموه بقدوم مالك بن فهم الازدي إلى عمان وقتله لقائده المرزبان، ويخبرونه بما هم فيه من الضعف والعجز، ويستأذنونه في التحمل اليه بأهلهم وذراريهم إلى فارس.
فلما بلغ ذلك الملك دارى، غضب غضبا شديدا، ودخله القلق، وأخذته الحمية، لمن قتل من أصحابه وقواده. فعند ذلك دعا بقائد من عظماء مرازبته واساورته، وعقد له على ثلاثة الآف من أجلاء أصحابه وشجعان مرازبته وقواده وقدمه فيهم وبعث فيهم لأصحابه الذين بعمان، فتحملوا إلى البحرين، ثم تخلصوا إلى عمان.

وكل ذلك،و مالك بن فهم لا يعلم بشي من أمرهم. ثم ان الفرس الذين كانوا بعمان مكثوا في عمان أيام مهادنتهم تلك إلى أن تركهم الروع واستراحوا وأتاهم المدد من عند الملك، من أرض فارس. فعند ذلك جعلوا يستعدون ويتأهبون لحرب مالك بن فهم، ومن معه من الأزد.

ولم يزالوا على ذلك، إلى ان انقضى أجل الهدنة وانتبه لهم مالك بن فهم وجعل يستطلع من أخبارهم. حتى بلغه وصول المدد عندهم. وقد انقضى أجل الهدنة، فأرسل اليهم: اني قد وفيت بما كان بيني وبينكم من عهد وأكيد صلح، وقد انقضى الأجل الذي كان بيني وبينكم، وأنتم بعد حلول بعمان، وبلغني أن قد أتاكم من عند الملك مدد عظيم، وأنكم تستعدون لحربي وقتالي، فإما أن تخرجوا من عمان طوعا، والا زحفت اليكم بخيلي ورجلي في كافة عساكري وجيوشي، ووطأت ساحتكم وقتلت مقاتلتكم، وسبيت الذراري، وغنمت الأموال، وأقمت على كرهكم.
فلما وصلت رسل مالك بن فهم إلى الفرس بذلك، هالهم أمره وعظموا رسالته إليهم مع قلة أصحابه وعسكره لديهم، عند كثرة ما اجتمع إليهم من العساكر والجنود، وما هم فيه من القوة والمنعة والعدة والعدد. فزادهم غيظا وحنقا، وردوا عليه أقبح رد. فعند ذلك زحف مالك بن فهم إليهم في خيله ورجله وجميع عساكره. وسار حتى وطئ أرض الساحل، وبلغ ذلك الفرس واستعدت للقائه، وخرجت لحربه، ومعهم الفيل، وأقبلوا حتى قربوا معسكر مالك بن فهم.
وقد عبأ مالك بن فهم أصحابه كتيبة كتيبة، وراية راية، وجعل على ميمنته ابنه هناءة بن مالك وعلى الميسرة ابنه فراهيد بن مالك، وهو في القلب على بقية من ولده، وأهل النجدة والشدة من أصحابه وخواصه من فرسان الأزد وغيرهم.
ثم التقوا، ونادى بعضهم بعضا، وحملت فيهم فرسان الأزد، ميمنة وميسرة وقلبا، وصدقتهم الأزد الضرب والطعن. فاقتتلوا قتالا شديدا، ودارت الحرب بينهم كأشد ما يكون مليا من النهار، ثم انكشفت عنهم العجم. وكان معهم فيل فتركوا الفيل، فدنا منه هناءة بن مالك، فضرب خرطومه بالسيف، فقطعه، فولى له صياح، وحمل عليه معن بن مالك، فعرقبه بالسيف، فسقط. ثم نادى مالك بن فهم: يا آل الأزد، يا آل الأزد. فثابوا واجتمعوا اليه من كل فج. فحمل بهم على العجم حملة فكشفهم. ثم نادى يا معشر الازد، اقصدوا إلى لوائهم، فاكتنفوه نصفين قبل ان يدهمكم العجم فتكتنفكم من كل جهة. فحمل مالك وحمل معه أولاده في كافة فرسان الأزد وأبطالهم حملة واحدة، فاكتنفوا لواء العجم.
واختلط الضرب، والتحم القتال، وارتفع الغبار، وثار العجاج. حتى حجب الشمس ولم يكن يسمع إلا صليل الحديد، ووقع السيوف. فتراموا بالسهام، حتى تفصدت. وتطاعنوا بالرماح حتى تكسرت، وتضاربوا بالسيوف وأعمدة الحديد، في حرب لم يسمع السامعون بمثلها. حتى اختضبت الفرسان بالدماء، وكثرت بينهم القتلى والجرحى فكان ذلك كأسرع ما يكون.
ثم لم يكن للفرس لشدة الحرب بثبات، فولوا منهزمين على وجوههم، واتبعهم هناءة بن مالك في إخوته، وفرسان الأزد.، فجعلوا يقتلون ويأسرون من لحقوا إلى ان قتلوا منهم خلقا كثيرا. ولحق فراهيد بن مالك سنفدار بن مرزبان، وكان من أعظم قوادهم، فطعنه فأرداه عن فرسه، ثم علاه بالسيف فقتله.
وسارت فرسان الأزد، فزحف من أبطالهم على آثار العجم، لا يلوون على سلب ولا غيره، يومهم ذلك كله، يقتلون ويأسرون حتى حال بينهم الليل، فما أفلت منهم الا من ستره الليل، فتحمل من بقي منهم من تحت ليلته، وركبوا في السفن وعبروا إلى أرض فارس، وأجلوا من عمان. واستولى مالك بن فهم الأزدي في كافة أصحابه وقومه من الأزد على سوادهم، فاستباحهم، وغنم أموالهم، وأسر منهم خلقا كثيرا. فمكثوا في السجون زمانا، ثم أطلقهم، ومنَّ عليهم بأرواحهم وكساهم ووصلهم وزودهم، وحملهم في السفن إلى أرض فارس.
واستولى مالك بن فهم، يومئذ على عمان.فملكها وما يليها من أطراف عمان، وساسها، وسار فيها سيرة جميلة.و شاعت الأخبار في أحياء العرب وأصبحت أحاديثه ألهوجة السامرين وأحدوثة المؤرخين فتنادت العرب للحاق بالملك الفاتح فما مضى وقت طويل إلا ورايات العرب تتوالى على عمان .

من الأبيات التي قيلت
يذكرنا في الود أيام شعتم ... ليالي أسباب الهوى لم تجذم
وما ذكره عصر الصبا وقد اكتست ... مفارقه لوني خليس واسحم
وإني عداني ان أزورك فاعلمي ... شباب حروب كالحريق المضرم
ألا هل أتى عنا حجازي قومنا ... على النأي أبناء الخميس العرمرم
ومزلقنا للمرزبان وقومه ... بكل فتى عاري الأساجع ضيغم
على كل محبوك السراة مصدر ... ومن كل مضخام الحرارة صلدم
عليهم من الماذي كل مفاضة ... كمتن الغدير سردها لم يخضرم
فلما التقينا لم تهنه زيادنا ... ولم تلف انكاسا ولم تتلعثم
إذا ما بدرنا بدرة لنا ... قسيا كأعناق المطي المخذم
في شعر طويل، يذكر فيه حربهم وشدة مناصبتهم، وما كان من صبرهم وحسن بلائهم.

وفي ذلك يقول المهدي سليمان بن عبد الملك بن بلال الأزدي، في شعر طويل اختصرنا منه هذه الأبيات:
لأبو مالك وبنوه شادوا ... قصورا في عمان مالكينا
وأجلوا مرزبانا من عمان ... وكانت في عمالته مزونا
هم العز الكرام من آل فهم ... سلالة مالك المتغطرسونا
كماة كريهة وأسود غاب ... إذا ما سمتم سمت المنونا
سنابك خيلهم في كل حرب ... لها أرض خدود الدراعينا
وفي أكناف فارس حل منهم ... بهاليل بها متبوئونا
ملاكها الأعلون عزوا ... بقدرتهم فنعم القادرونا
وهم القواد راع الرعف حتى ... عدت بسراتهم منين جونا
وهم جابوا البلاد ودوخوها ... وهم ملكوا بلاد الأعجمينا
وهم صالوا على الدنيا اقتدارا ... وكانوا للأعاجم قاهرينا
أولئك من بني قحطان حقا ... جحاجح من سليمة معربونا
أبوهم مالك وسليل فهم ... من الصيد الأولى المتغطرفينا
وإخوتهم فهم أبناء شمس ... ويحمد للكرام الأطيبونا
وحارث بن عبيد الله صيد ... إلى الأمد المفاخر سابقونا
ملوك الناس في العلياء كانوا ... بتيجان الملوك متوجينا
في شعر طويل، ادركنا منه هذه الابيات.
ولبعضهم في هذه القصة يعني بعض أهل العصر:
ونحن حسون الخيل من سد مأرب ... إلى جرهم بيض اللها واللهازم
فواقعتهم بالحرب من بطن مكة ... وغادرتهم صرعى بهذا العظائم
ومن فور هذا ذو العز مالك ... فوافى عمان بالحماة الغواشم


قال، وكان مالك بن فهم ملكا عظيما، شديد البأس كثير المال. وكان ينزل ما بين عمان إلى ناحية اليمن. وكان أكثر نزوله بشاطئ ( قلهات ) من شط عمان، وينتقل منها إلى غيرها.

الأنساب للصحاري ج2 ص265 و المنقول أعلاه من نسخة آلية فيها أخطاء أثناء النقل من المصدر و الكتاب غير موجود عندي
لذلك قمت بمراجعته من خلال ( الصحيفة القحطانية لابن زريق ج2 من ص 173 ) لكني لم أجد الأبيات التي قيلت في آخر القصة في كتابه ولم أستطع المطابقة ,,
كما تمت المطابقة من كتاب ( عمان عبر التاريخ ) سالم حمود شامس السيابي ج 1 من ص74 إلى 92

رد مع اقتباس
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )
جديد
رقم العضوية : 15107
تاريخ التسجيل : 20 11 2016
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 40 [+]
آخر تواجد : 06 - 03 - 24 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : الخضيراء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد: معركة سلوت

كُتب : [ 09 - 11 - 17 - 07:34 AM ]

معركه قويه

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
المجموعة العربية للاستضافة والتصميم

إن إدارة المنتديات غير مسؤولة عن أي من المواضيع المطروحة وانها تعبر عن رأي صاحبها