إصابته بأعراض إنفلونزا الخنازير, [القصّة من البداية إلى النهاية].

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جلبت لكم قصة شخص اصابه مرض الخنازير

بادئ ذي بدء أحمد الله عز وجل أن مَنّ عليّ بالشفاء من هذه الأعراض المؤلمة حقيقة, فاللهم لكَ الحمد حتى ترضى ولكَ الحمد إذا رضيت ولكَ الحمد بعد الرضى, لكَ الحمد كما أقول وخيراً مما أقول ولك الحمد على كل حال. بعد صلاة ظهر ثالث أيّام عيد الفطر المبارك الثلاثاء 3/10/1430هـ, كان الأمر طبيعياً بالنسبة ليّ وشرعتُ في قيلولة طويلة امتدت إلى أذان صلاة العصر, بعد الأذان قمت من نومي لأتوضأ وإذا بي أشعر بآلام مؤلمة في صدري كأن إبراً توخَزُ فيه, لم أهتم بها مع شدتها, وقلتُ لعلّي إن أفطرت أخذتُ علاجاً مناسباً, أذن المؤذن لصلاة المغرب فأفطرت, بعد صلاة المغرب أخبرت والدتي ـ وفقها الله ـ أن تعطيني (ملعقة عسل مع رشاد) فشربتها ومضى اليوم وانتصف الليل وما برح الألم مكانه, نمت من يومها ـ ولا أبالغ إن قلت كيف أتاني النوم وسط الآلام المبرحة التي تغزو صدري ورئتاي ـ, بعد ذلك قمت على عجل قبل أذان فجر اليوم التالي لأتسحّر ولو على شربة ماء, لاحظت بعد صلاة الفجر أن تنفسي بدأ يضيق جداً وأصبحت أتنفس بصعوبة, لم أستطع النوم وظللت مستيقظاً حتى الضحى, حتى أنني لم أكمل صيامي فقد إزدادت آلامي وأوجاعي وأصبت بإحتقان الحلق, فقد اجتمعت عليّ ثلاثة أعراض في أقل من يوم واحد, فمن آلام الصدر مروراً بضيق التنفس إلى احتقان الحلق, ألتهمت عدداً من الأدوية لعلّها تشرع في التخفيف من وطأة الأعراض, لكن لم يكن الأمر كما كنت أطمح, صَحَت والدتي ـ وفقها الله ـ من نومها فرأت حالي فأحضرت لي (قدر ماء مغلي مخلوط به بابونج), فوضعت رأسي فوق القدر وأخذت أستنشق بخار الماء, أحسست بتحسّن بسيط إلى صلاة الظهر, وبعد الصلاة نمت نوماً عميقاً حتى صلاة العصر, ثم واصلت إلى بعد صلاة المغرب إلى أن شرعت بالنوم لصلاة العشاء, ومن بعد صلاة العشاء إلى الساعة العاشرة مساءً, وأمسيت يومي كله في نوم عميق, حتى أنني كنت أشعر بلذة في النوم بالحر والعرق يتصبب مني, وكنت أتحاشا أي شيء بارد أو عطورات, تناولت قليلاً من العشاء ثم أخبرت والدتي ـ حفظها الله ـ أن تعمل لي (ماء البابونج), ثم شرعت باستنشاقه مع أكل بعض المهدئات كالبنادول ودهن حلقي بـ (أبو فاس), ثم أكملت نومتي إلى صلاة الفجر, وبعد صلاة الفجر مباشرة ذهبت إلى مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي وعند وصولي قسم الطوارئ لاحظت لافتة معلّقة على جدار الشبّاك الخاص بالسجلات الطبيّة وقد كُتب عليها: "نأسف لعدم وجود كمامات طبيّة واقية" (!) باللغتين العربية والإنجليزية, وبعد أن قامت إحدى الممرضات بأخذ الضغط ودرجة الحرارة قالت لي انتظر حتى تدخل على الطبيب, ثم انتظرت ودخلت عليه وقد كانت ملامحه من بلاد الشام غير أني لم أكن أعرف بالتحديد من أي بلد, فقال لي بنبرة شبه حادة: خير إن شاء الله خييّ إيش تشكي؟!, فقلت له: من ضيق تنفس وآلام بالصدر واحتقان بالحلق, فقام بوضع سماعته على صدري ثم أخرج خشبته الصغيرة ووضعها على لساني, ثم خرج ولم يقل شيئاً, وبعد قليل نادى عليّ أن تعال وخذ وصفتك الطبيّة, فذهبت للصيدليّة وأعطيت الصيدليّ الوصفة ثم انتظرت قليلاً, فأعطاني دوائي (شراب إكسلين + شريط حبوب مضغ إستربسلز)!, ثم رجعت للبيت وبعد أن استعملت الدواء أحسست بشيء من التحسّن في النصف ساعة الأولى, لكن شيئاً فشيئاً بدأت حرارتي بالارتفاع وكانت قبل ذلك طبيعية, فقمت بوضع كمادتين على جسدي إحداهما على رأسي والأخرى على رجلاي, وأحسست بأن جسمي يرتعش فبدأت أذكر الله وأستغفر, ومن شطر ساعة إلى أخرى وأنا أقوم بتبديل الكمّادات, استمرّيت على هذا الحال من الساعة الثامنة ونصف صباح الخميس إلى أذان الظهر, ومرّ علي هذا اليوم كاملاً وأنا طريح الفراش لا أقوم إلا للصلاة إلى أن صارت الساعة الثانية عشر ونصف ليلة الجمعة, فأحسست بشيء من النشاط وانخفضت درجة حرارتي تدريجياً, وقد كنت أشعر بخمول وإعياء شديديْن, حتى أن يومي يذهب كله في النوم, وبعد صلاة مغرب يوم الجمعة الماضي ذهب بي والدي ـ جزاه الله خيراً ـ إلى أحد المستوصفات الخاصة, وبعد أن كشف عليّ الطبيب وجد أن ضغطي مرتفعاً وصدري متعب بشدة حتى أنني كنت أشعر بدوار في رأسي, فكتب لي إبرتان إحداهما اختبار للحساسية, بالإضافة لجلسة بخار, وبعد ذلك صرف لي العلاج, ثم قال أبتعد عن إجهاد نفسك قدر المستطاع ولا تقرب الأماكن الباردة وتجنب المشروبات الباردة أيّاً كانت, ولا تنسَ أن تراجعني يوم الإثنين (الذي هو يوم 9/10), فعملت بنصيحة الدكتور مع يقيني التامّ بأن الله عز وجل سيمنّ عليّ بالشفاء, فراجعته في اليوم المحدد وكشف عليّ ثم قال إن صحّتك ولله الحمد جيّدة وقد استجابت للعلاج, لكن واصل استعمالك له, وها أنا ذا أشعر بتحسّن تامّ ولله الحمد والمنّه وواصلت منذ اليوم إكمالي للصيام بعد أن صمت يومان, وهو شكر يسير لله عز وجل على شفائه لي, فلك الحمد والشكر يا رب.

من فوائد قصتي مع هذه الأعراض:
* عليك أخي الكريم / أختي الكريمة أن تعلّق آمالك بالله عز وجل وقبل كل شيء, فالذي ابتلاك بالمرض قادر على أن يرفعه عنك, وهو أرحم بنا سبحانه من أمهاتنا, وأوصيك ونفسي بالدعاء وخصوصاً بعد الصلوات المكتوبة.
* لا يعني ظهور أعراض مرض إنفلونزا الخنازير على الشخص ـ أجارنا الله وإياكم منه ـ أنه مُبتلاً به, فمحدّثكم ابتُلي بكلّ أعراض هذه الإنفلونزا من (آلام الصدر ـ ضيق التنفس ـ احتقان الحلق ـ ارتفاع درجة الحرارة ـ الإعياء والضمور الشديد) عدا الرشح, ومع ذلك يغلب على ظنّي أنني لم أُمرض بهذا المرض, لكن وللأمانة لم يخبرني الأطباء ما إذا كنت مُبتلى به أم لا.
* إذا ظهرت عليك أحد هذه الأعراض ـ لا قدّر الله ـ فأوصيك بالراحة وعدم القيام إلا لحاجة ماسّة, فكما تعلمون في سردي لقصتي أن غالب الأوقات كنت طريحاً للفراش.
* عندما ينفر منك أناس كثيرون خوفاً من العدوى تجد أن هناك شخصين لا يعيرهما أي اهتمام بإصابتهما بالمرض مقابل اهتمامهما بك وخوفاً على صحتك, فجزى الله والدينا خير الجزاء ورحم من كان منهم ميتاً وأفسح له في قبره وجعله روضة من رياض الجنة.