لفت انتباهي قبل أيام تسليط الضوء على لاعب شاب وهو يدخن في المدرج أثناء مشاهدة مباراة لفريقه، وساءني أن يتم التركيز عليه من قبل القناة الفضائية، وساءني أكثر حديث إداري الفريق -اللي طار بالعجة- وتوعده بالإيقاف والرفع للرئيس العام، ونسي دوره التربوي، وانساق وراء مقدم البرنامج الذي لا يقل عنه سطحية. فهل يا ترى كشف لنا هذا الشاب مستوى وحجم ونوع الرعاية في الأندية الرياضية، وآمل معها، ألا تكون كل الأندية على هذه الشاكلة، فإذا لم يستطع النادي إبعاد كل الناشئة عن ممارسة السلوكيات الخاطئة، فعلى أقل تقدير تتم توعيتهم لتقليلها قدر المستطاع وحصرها لتسهل متابعتهم، ولو وجد الشاب شيئاً من هذا لما قام بممارسة التدخين أثناء المباراة.
من هنا أحمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إهمالها المتمثل في ضعف مراقبتها للأندية ولأسلوب العمل فيها، والمنهجية التي تقوم عليها، ورعاية هؤلاء الناشئة، وعند سؤالي لأحد المتابعين للرياضة في الأندية، أفاد بأن الرئاسة غائبة، وكل ناد يغني على ليلاه!
وهذا للأسف ما أفقدنا المنافسة على مستوى المنتخبات والأندية في الفترة الأخيرة، وصارت أندية مثل الهلال والاتحاد والشباب تخرج من أندية أقل منها إمكانات، بعد أن كانت لا ترضى بغير المنصات، مما يؤكد أن هناك سوء تخطيط وفردية في القرار وعشوائية في رعاية فرق الناشئين والشباب، ومن الذي غيب النصر والأهلي على سبيل المثال كناديين كبيرين كل هذه السنين عن المنافسة سوى العشوائية وسوء التخطيط الذي تتمتع به مؤسساتنا الرياضية على مختلف مستوياتها، وبقية الأندية ليست بأحسن حالا. وحتى أكون منصفة فليست الرئاسة وحدها مسؤولة عن هذا التأخر، بل ورؤساء الأندية أيضا، فكل رئيس لا يريد أن يترك لمن بعده شيئاً يتكئ عليه، وهذه حالنا في كل مؤسساتنا للأسف الشديد، واعذروني أحبتي الرياضيين، فحديثي تدفعه الغيرة والحب لأبنائنا ولأنديتنا ولبلدنا الأبي، وطاب يومكم.