لِماذا نعلن أننا نكره .. ونخشى أن نعلن إننا نحب ؟

من السهل أن نعلن للملاء وبشجاعة حين الجهر بأننا نكره فلان من الناس ..!! والأسهل من ذلك كله أن نجرح في الآخرين ونكيل لهم السباب والشتم ولن يكون من الصعب إن نلصق التهم ونفتري على الآخرين..



الأصعب من إعلان الكراهية الجهر بالحب ...وإعلان العشق على الملاء ..نتخفى عن عيون الناس , وندفن أنفسنا تحت ركام القسوة والغلظة . نستتر وراء حجب البرود ومشاعر أخرى تناقض ما نحمل خفية عن الناس من أحاسيس دافئة ..



وان أردنا أن نبوح بمكنون القلب كان الجهر تلميحاً ..وحتى ببوحنا المكتوم نحاسب عليه ألف مرة ونتهم بالجنون أو السفه ...


من علمنا إن الكره شجاعة ولا بأس أن نعلنه ونتكلم به ونجاهر للمقصود بكراهيتنا ?!...بينما يعجز الزوج أن يبوح لزوجته بمشاعر الحب ..والوالد لولده بمشاعر الحنان والرعاية..تضطرب الألسنة وتتلعثم عند النطق بحديث المشاعر العذبة ..وما أحدها وأشدها حين تسلط على هتك عورات الناس والتكلم عن مثالبهم !!


ولم نسمع يوماً عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام انه أعلن مشاعر الكره على احد ولم يبدي الغلظة حتى مع خصومه ...وأعداء الإسلام ..جاهر بالحب لزوجه عائشة ولصحبه الكرام ..وأقبل برحمة وحنان على الناس جميعاً ..داعب الصغار من أطفال المسلمين , كما مازح الكبار ولاطفهم برقيق الكلم وعذبه ..



خلقه نشر الحب والرحمة بين الناس ..فأين نحن من هذا الخلق الرباني الرائع ..؟!!


ننافق حتى على حساب مشاعرنا وخلجات النفس ..الرائعة ...نساير مجتمع يخشى أن يحب بعضه بعض ..فيتهم الرجل بالضعف وتوصم المرأة بالعار لمجرد أن ينبض قلبها بالحب .


أليس هذا عجيب !! ننفي كل ما يلامس إنسانيتنا نبلاً ورقياً ...ونبقى سجناء القلب المهجور من كل ما يجعله خصب بالحياة والعطاء ..

أخي الصيرمي المشكلة في الناس انفسهم ولكن الحمدلله ليس كل الناس بل فيئة لنسميها ضالة لمعرفة الحب الحقيقي ...

والحب أنواع منه

حب الزوجة وهو أقدس حب وأنزهه.

حب العشيقة.

حب الأم والأب.

حب الأخوان

حب الأعمام والأخوال

ولكل من هولاء حب لا يختلط بالحب الآخر ونوعيته.

ولكن الزوج من السهل أن يقول لزوجته أنه يحبها .

ولكن لماذا توقفنا عند قول هذه الكلمة لأبائنا وأمهاتنا ؟؟

لماذا لا نقولها لأخوننا ؟؟

بأننا نحبهم ونعزهم لماذا عزت هذه الكلمة عليهم؟

هناك تراكمات نفسية وتراكمات إجتماعية تقف حائلاً دون النطق بهذه الكلمة أو المصارحة بها لمن نحب.

ثم نعود للمجتمع إذا كان الموضوع فقط يراد به حب العشاق والمحبين وكيف يتقبل ذلك المجتمع؟؟

سوف أقول كلاماً مغايراً ربما لا يرضي الكثير ولكنني سوف أقول أن أي حب خارج نطاق الزوجية أو حب من طرف واحد وعن بعد مكتوب عليه الفشل بنسبة90% .

الحب ليس سهل والهيام ليس كلام منمق وعبارات رنانة وأشعار تقولها لفلانة ثم إذا رأيت الأجمل تركتها أو تركته وذهبت لغيره الحب هو علاقة ساميه أكبر من أن نصفها في موضوع أو نناقشها في جلسة .

الحب هو مجموعة المشاعر وخفقان القلب مع حضور العقل .

وليس حباً جنونياً يرتطم بالعادات والتقاليد وإهفاء النسب لإجل الحب!! فربما بحبك هذا تجني على عائلة كاملة!!

إذا الحب الحقيقي خارج نطاق الزوجية في هذا الوقت معدوم وقد كان الحب العذري في السابق حتى أجدادنا لم يخونوا ولم يمارسوا حب الخيانه بل حب الوفاء والأمانه ..

يقول الشاعر طلال السعيد فقصيدته الشهيره (الشيب)

عشقٍ يثلب ثومة القلب تثليب = يجبرك تسهر بالكرى ما تهنا

عشقٍ يهذب مولع القلب تهذيب = ما يلتفت لا شاف غصنٍ تثنى

حنا دخلنا الحب من غير تدريب= حب الوفا والا الردى ما شحنا

يشهد علينا اصحابنا و الاجانيب= ياما خذينا الحق منهن مثنى

(و بالرغم من ذلك حفظنا المواجيب)= و حنا سترناهن و هن سترنا

نحفظ عهدنا لا نشهر و لا نعيب =على العهد وافين ولا يوم خنا

على النقا حبٍ بعيدٍ عن العيب = نمشي مماشي الصدق ما عذربنا

ندخل بطيب و عقبها نطلع بطيب= هذي مماشينا و لا عيبنا

حب الوفا ما فيه شكٍ ولا ريب =قولوا لحب اليوم وشلون كنا؟؟

حب النشاما عارفين الأساليب =حبٍ بعمدان الشهامة يبنى


والكلام طويل واترك المجال للأخوان


أبن مصاول

هناك تراكمات نفسية وتراكمات إجتماعية تقف حائلاً دون النطق بهذه الكلمة أو المصارحة بها لمن نحب.

اعجبني هذا الرد واطرح تسئل لماذا ؟؟

شكرا لك اخ صيرمي على هذا الموضوع المفيد وهو مفتوح للنقاش.........

ابو ضيف الله مشكور على التعليق على هذا الموضوع

والله يعطيك العافيه

يعطيك العافيه ابو احمد على المرور

أليس هذا عجيب !! ننفي كل ما يلامس إنسانيتنا نبلاً ورقياً ...ونبقى سجناء القلب المهجور من كل ما يجعله خصب بالحياة والعطاء ..

مشكور اخوي الصيرمي
يعطيـــك العافيـــــة

يعطيك العافيه سيف الشجيع

على مروورك

طرح موفق اخوي الصيرمي

يعطيك العافيه

لا اعرف لماذا تكثر الانتقادات على حب اليوم
انا لا انكر ان الحب هذه الايام تلوث بملوثات البيئة وتغيرات العصر
عموما ذكرتني بقول مويضي ....في انتقاد اهل الحب في عصرها

يأهل الهوى وشلون ملة هواكم=بالله عليكم وين جاكم وجيتوه
والله لو يبطي عليكم عشاكم =ويمركم غض النهد ماعرفتوه.

الحب = شي محرم في عادتنا يوصم من يقع فيه بالضعف
الكره = شي يرفع الرؤس فبه توصف بالشجاعه