العزيز سمهر الهذلي شئ جميل فتح نقاشات تتعمق في اشعار شاعر مبدع مثل سوار الذهب .


وتحليلي لبيت عقل العزيب تتبع النقض والفتل قبله ستجد مناسبته وقوة النقض الرائعة من سوار الذهب , وهذه ميزة الشعراء الكبار أنه يلعب بطريقة مترابطة ومحكمة وترد على فتل أو نقض سابق لها , وليست بطريقة عشوائية مثل أغلبية الشعراء اليوم .






سوار الذهب يقول :

يالعازمي ماكل سوقٍ فيه دخان وركيب ** وإن كان تقدر شدّد البدوان من منزالها


هنا بثقة سوار الذهب يقول أن عبدالعزيز العازمي له سوقه الخاص والشعراء الذين يقدر عليهم , وليس ابو غازي مقارن به , ورغم ذلك هل يستطيع أن يشدد البدوان عن منزالهم ومكانتهم التي اخذوها بقوة شعرهم وابداعهم وسيطرتهم وخصمتهم , فأذا كنت يالعازمي تستطيع فلاتقصر .









العازمي التقط التقاطة ليست بشئ , لأنه استغل كلمة ( البدوان ) وذلك لأن البداوة مرتبطة بالشعر والأصالة وقوة النفوذ , وارتباطها قوي جداً بالشعر , لكن العازمي استغلها بطريقة سطحية فقال :

البدو دايم بدو نعرف زادها سمن وحليب ** مدري نقول أحسن لها ولا نقول أشوى لها

هل العازمي قصد أن يصف سوار الذهب وزاده الشعري بهكذا وصف , أو أنه يعتقد أنه وجد مدخل بكلمة البدوان , من الشطر الثاني يتضح أن العازمي يعتقد أن كلمة البدوان مدخل , وهو مدخل غريب ولكن العازمي اعتقد ذلك !!








هنا يقول سوار الذهب : أنك يالعازمي بمثل كلامك السابق مثل الحنشل والسرقان الذين يعتقدون أنهم يكسبون القوم والقبائل العزيزة فلا يجدوا شئ .

ولكلمة الحنشل وارتباطها بعدة أشياء :

الاختلاس والدخول خفية , الضعف وقلة العدد بموازة قبائل وأناس في أماكنهم .

لكن دخلة العازمي كما وصفها سوار الذهب ضعيفة للغاية مثل اولئك الحنشل الذين أتوا في الليل ليسرقوا قبيلة عزيزة فلم يجدوا الا عقل الأبل البعيدة عنها وعن تفكيرهم المحدود .

وكذلك لإستخدام العزيب لوصف تلك الأبل ابداع آخر , لأن العزيب تعني أنها بعيدة جداً عن مكان الحنشل لأن أهلها ذاهبين بها للمرعى في أماكان بعيدة , ولم يبقى في المرحان الا عقلها , وهذا رمزية لبيوت سوار الذهب البعيدة جداً عن ادراك عبدالعزيز العازمي , الذي لم يجد في مدخله السابق الا عقل تلك الأبل العزيب .

وسبب تفكير العازمي وأعتقاده هذا كما قال سوار الذهب أنه دخل للشعر دون موهبة ومعرفة , وان أحداً لم يوجهه ويوضح لها ماهي المداخل الصحيحة او الذكاء في الفتل والنقض وجزالة الشعر وقوة الدفن :

الحنشل اللي ماتطيح إلا على عقل العزيب ** أمانةٍ قفى موصّيها ولا تكّى لها