توقف التنفس أثناء النوم والذي من علاماته الشخير والاختناق (الشرقة) أثناء النوم وزيادة النعاس أثناء النهار، مرض شائع حيث وجدنا في دراسات نشرناها هذا العام والعام الماضي أن ثلاثة من كل عشرة سعوديين وأربع من كل عشر نساء سعوديات متوسطي العمر (أكثر من 40 سنة) هم على خطر كبير للإصابة بهذا المرض.

وتوقف التنفس عند الإنسان الطبيعي لا يزيد على 5 مرات بالساعة ويعتبر توقف التنفس من 5-15 مرة بالساعة خفيفا ومن 16-30 مرة بالساعة متوسطا أما ما زاد على الثلاثين مرة في الساعة فيعتبر شديدا. والمرض ينتج عن ضيق مجرى التنفس العلوي (البلعوم) خلال النوم مما ينتج عنه انسداد متكرر كامل أو جزئي للحلق وهذا يسبب نقصا حادا ومتكررا للأكسجين في الدم مما يطلق عوامل الأكسدة في الدم ويهيج الجهاز العصبي الخاص بالتوتر ويطلق هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول بكميات كبيرة خلال النوم وهو ما يخالف طبيعة الجسم حيث أن مستوى هذه الهرمونات يقل كما يهدأ الجهاز العصبي الخاص بالتوتر خلال النوم عند الأشخاص الطبيعيين مما يؤدي إلى راحة القلب والمخ ونقص دقات القلب والضغط. أما عند المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم فإن الضغط يرتفع ودقات القلب تزداد خلال النوم.

ويعتبر القلب أحد أهم الأعضاء التي تستفيد من النوم. والنوم مهم لعدد كبير من أعضاء الجسم ولكن أهميته للقلب ووظائفه تعتبر من أهم وظائف النوم. وتعتبر التغيرات التي تحدث للقلب خلال النوم أحد أهم المواضيع الطبية التي أكدت أهمية النوم وأهمية علاج اضطرابات النوم.

وبالرغم من أن توقف التنفس أثناء النوم يؤدي إلى زيادة ضغط الدم الشرياني وتصلب الشرايين وهي أهم عوامل الخطر التي تؤدي إلى جلطات الدماغ إلا أنه وحتى قريبا جدا لم يوجد دليل علمي قوي يربط توقف التنفس بجلطات الدماغ ويثبت أن توقف التنفس إذا لم يعالج يسبب جلطات الدماغ.

وقد ظهر هذا الدليل حديثا في دراسة نشرت هذا الشهر في مجلة الجمعية الأمريكية للصدر حيث تابع الباحثون 5422 شخصا لمدة 8.7 سنة. خلال فترة الدراسة، أصيب 193 شخصا بجلطات دماغية.










م/ن