الممحاة والقلم ...؟؟
 
 
كُتب : [  10 - 01 - 11 
- 03:08 PM ]
 
 
كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل .. ودار حوار قصير بينهما.... 
 
 
الممحاة: كيف حالكَ يا صديقي؟  
 
القلم: لستُ صديقكِ!  
 
الممحاة: لماذا؟  
 
القلم: لأنني أكرهكِ.  
 
الممحاة:ولمَ تكرهني؟  
 
قال القلم: لأنكِ تمحين ما أكتب.  
 
الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء .  
 
القلم: وما شأنكِ أنتِ؟!  
 
الممحاة: أنا ممحاة، وهذا عملي .  
 
القلم: هذا ليس عملاً!  
 
الممحاة: عملي نافع، مثل عملكَ .  
 
القلم: أنتِ مخطئة ومغرورة .  
 
الممحاة: لماذا؟  
 
القلم: لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو  
 
قالت الممحاة: إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .  
 
أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال: صدقْتِ يا عزيزتي!  
 
الممحاة: أما زلتَ تكرهني؟  
 
القلم: لن أكره مَنْ يمحو أخطائي  
 
الممحاة: وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .  
 
قال القلم: ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!  
 
الممحاة: لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .  
 
قال القلم محزوناً: وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!  
 
قالت الممحاة تواسيه: لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.  
 
قال القلم مسروراً: ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!  
 
فرحتِ الممحاة ، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان  
 
 
أحبتـــي  
 
لم لا نقول شكرا لمن يمحو لنا اخطائنا، ويرشدنا إلي طريق الصواب؟ ألا يستحق الشكر؟  
لم لا نكون شموعاً ، نحترق لكي نضيء دروب الآخرين ، بالخير والعملِ النافع... 
منقوال   
 
 |