جهازك البولي كشّاف صحتك!!
كُتب : [ 05 - 02 - 12
- 07:50 PM ]
ربما يجد البعض أحياناً حرجاً من الحديث حول مشكلات الجهاز البولي، بيد أن أهمية هذا الجهاز للوضع الصحي العام للإنسان باتت - في ظل التطورات الطبية المتلاحقة - أكثر وضوحاً . ولذلك ازدادت أهمية التوعية الطبية بمتاعب الجهاز البولي وطرق الوقاية منها، وأهمية الإحاطة بأفضل سبل تشخيص وعلاج أمراض هذا الجهاز . ولأهمية هذا الموضوع، نستعرض تالياً آراء ونصائح خبراء لتسليط الضوء على هذا الجانب الصحي الحيوي،
وفيما يلي موجز لأعراض ومتاعب تتعلق بالجهاز البولي، ونصائح الأطباء حولها:
الشعور بحاجة ملحة للذهاب لدورة المياه
هذه الأعراض قد تكون: التهاباً، أو متلازمة “فرط نشاط المثانة” .
يقول الدكتور زكي الملاح، استشاري جراحة الجهاز البولي بمستشفى برمينغهام لأمراض المثانة: “إذا كانت هذه الأعراض مفاجئة، ومصحوبة بإحساس بعدم الارتياح، فقد تكون التهاباً . إما إذا كانت مشكلة مستمرة، ففي هذه الحالة قد تكون على الأرجح، مصاباً بمتلازمة: “إفراط نشاط المثانة” . حيث يحدث تشنج أو فورة نشاط في المثانة فتضطر لإرسال إشارة للدماغ بعدم مقدرتها على التحمل والانتظار أكثر .
ويضيف الدكتور الملاح: “مثانة الشخص البالغ، يمكنها أن تحمل - أو تحتفظ - بنصف ليتر وتفرغ من ثلاث إلى سبع مرات في 24 ساعة . وعندما تصاب المثانة بفرط النشاط ينتابها إحساس بالرغبة في التفريغ “حتى إذا كانت نصف ممتلئة” .
العلاج:
يقول الدكتور الملاح إن أحد الخيارات العلاجية المتاحة، يتمثل في إعادة تدريب أو تعويد المثانة على أن تستعيد مقدرتها على التحكم في “متى وأين يمكن التفريغ، وهذا يشمل التعود على التفريغ في أوقات محددة - أو مجدولة - أثناء اليوم أو حتى في الليل .
ويضيف الملاح قائلاً: “لا تعود نفسك مطلقاً على الذهاب لدورة المياه بمجرد الإحساس بحاجتك - المعتدلة - للتفريغ، أو “بأمل” التفريغ، لأن ذلك يعود المثانة على الاحتفاظ بكميات أصغر وأصغر، استخدم تقنيات أو تكتيكات صرف الانتباه “بالتفكير في شيء آخر عندما تريد إطالة فترة امتناعك عن الذهاب لدورة المياه” .
وعندما تدخل لدورة المياه، أجلس على المقعد بطريقة مريحة وانتظر حتى تكمل إفراغ المثانة تماماً” .
تكرار الذهاب لدورة المياه “بأكثر من المعتاد”
هذه الحالة قد تكون الإصابة بالسكري أو بالفشل القلبي .
يقول الدكتور كريستوفر ادين، استشاري أمراض الجهاز البولي في مستشفى هامبشاير في بريطانيا: “تكرار التبول بأكثر مما هو معتاد، يعد إحدى العلامات الدالة على الإصابة بمرض السكري . فعندما يختلط الدم بكميات كبيرة من السكر يجلب معه سائلاً، مما يضطر الشخص المصاب للذهاب لدورة المياه كثيراً .
وقد يؤشر - الذهاب المتكرر لدورة المياه - على الإصابة بفشل قلبي لم يتم تشخيصه، ومن لديهم هذه الحالة، قد يجدون أن أقدامهم تتورم خلال اليوم، “وتعرف هذه الحالة بالأوديما “Oedema” . وعندما يخلدون للنوم في الليل يعود هذا السائل للدورة الدموية ويزول بالتبول” .
العلاج:
أنت بحاجة لمقابلة طبيبك لإجراء فحص دم . “فعلامات الإصابة بالسكري الأخرى تشمل العطش، بطء أو ضعف التعافي من الجروح وخسارة الوزن” .
الشعور بحرقة عند التبول
هذه الحالة قد تكون التهاباً في المثانة أو في الكلى .
يقول الدكتور كلايف سبينس جونز، استشاري طب النساء في مستشفى ويتينغتون بلندن: “التهاب المثانة عبارة عن التهاب بكتيري يصيب المثانة ويكون أكثر شيوعاً عند النساء مقارنة بالرجال، ومن أعراضه، تكرار الحاجة للتبول، والرغبة في الذهاب لدورة المياه بسرعة - حتى إذا كنت تفرغ بضع قطرات - ويمكن أن يكون البول قاتماً أو شديد الإصفرار .
وقد ينجم التهاب المثانة من التهاب الكلى “حيث قد يكون مصحوباً بألم في أسفل الظهر” . ويقول الأطباء إن التهاب البول المفاجئ يمكن أن يعزى لمشكلة مرتبطة بحصى في المثانة .
العلاج:
يرى الأطباء أن التهاب المثانة قد يزول من تلقاء نفسه خلال بضعة أيام، فإذا لم يحدث ذلك، يمكن للطبيب أن يصف مضادات حيوية لفترة قصيرة، واحرص على شرب كمية كافية من السوائل لإبعاد الالتهاب .
وتظهر الأبحاث أن تناول عصير التوت “أو أخذ كبسولات تحتوي على 200 مليغرام من مستخلص التوت، يمكن أن يكون فعالاً في منع عودة التهاب المثانة لكنه لم يتضح بعد، ما إذا كانت هذه الوصفة تصلح كعلاج.
قد تشعر بحاجة للتبول لكنك لا تقدر على إخراجه
هذه الحالة قد تكون تضخماً في البروستاتا، ردة فعل لمسكنات .
يقول الدكتور ايدين: “في الرجال، توجد غدة البروستاتا - التي تنتج السائل المنوي - حول الإحليل “مجرى البول” في قاعدة المثانة وهي تتضخم عندما يتقدم الرجال في العمر فإذا ساءت حالتها، نطلق عليها “إفراطاً” أو “تضخم نسيج البروستاتا الحميد”، وهي تنجم من هرمون التستسرون “ظهور هذا العارض الصحي لدى بعض الرجال من دون غيرهم، ليست له أسباب معلومة” .
يقول الدكتور ايدين إن البروستاتا المتضخمة قد تضغط على مجرى البول “الإحليل”، وبالتالي تصعب إخراج البول، وتجعله يتجمع في المثانة، ويمكن للمسكنات القوية، كالتي تستخدم أثناء العمليات الجراحية أو عمليات الولادة، والتي تستخدم لعلاج نزلات البرد، أن تضعف عضلات المثانة، وتصعب عليها تفريغ البول”.
العلاج:
يقول الأطباء إن تضخم نسيج البروستاتا الحميد قد يزول من تلقاء نفسه، ولكن بالنسبة لثلث من الرجال الذين تسوء حالتهم، توجد أدوية تريح عضلة البروستاتا “ويمكن بوساطتها تخفيف الأعراض” . فإذا أصبح الاحتفاظ بالبول مؤلماً، ينبغي إدخال أنبوب - عبر مجرى البول - للمثانة لتصريفها، وعلى المدى الزمني الطويل، قد تكون الجراحة لازمة .
ارتشاح البول
هذه الحالة قد تكون سلسل الاجهاد “الناجم من ضغط على المثانة”
يقول الدكتور الملاح إن أكثر حالات ارتشاح “أو سلس” البول تنجم من متاعب متعلقة بالعضلات التي تتحكم في إخراج أو إيقاف البول - ومن عضلات الحوض - وهذه العضلات تمنع المثانة من تسريب البول وتحميها من التلف والوهن .
وعندما يحدث ضغط على المثانة - نتيجة نوبة ضحك أو سعال أو ممارسة الرياضة - تكون النتيجة ارتشاح البول، “والمعروف أن النساء يصبن بسلس البول لأن العضلات تبلى بالولادة” أو بعملية استئصال الرحم” .
العلاج:
يمكن للعلاجات التي يصفها طبيب متخصص أن تكون فعالة، “العقاقير التي تثبط تقلصات المثانة مفرطة النشاط، أو التي تضيق عضلات عنق المثانة” .
وتسهم تمارين عضلات الحوض والفخذين في تقوية المثانة “لأن عضلات الحوض تثبت المثانة ومجرى البول في مكانها” .
تمرين: اتخذ وضع جلوس مريح واضغط العضلات - كأنك تحتفظ أو تحبس البول - 10 - 15 مرة متتالية.
“تجنب حبس أنفاسك، أو شد بطنك أو أردافك أو عضلات فخذيك، في الوقت نفسه” .
الاستيقاظ ليلاً للذهاب للمرحاض
هذه الحالة قد تكون: تغييرات هرمونية، مشكلات مرتبطة بعضلة المثانة “لكنها قد تكون مؤشراً على سرطان البروستاتا أيضاً” .
يقول الدكتور ايدين: “يفرز الجسم، في الليل، هرموناً مضاداً لحبس “أو درء” البول، وهكذا تخرج الكليتان مقداراً صغيراً من البول، وعندما نصل لسن الأربعين، يتضاءل إنتاج هذا الهرمون، ولذلك نصبح بحاجة للذهاب للمرحاض أكثر من ذي قبل .
وهذه الحالة تعرف علمياً ب “البوال الليلي” “Nocturia” .
فإذا كنت تذهب للمرحاض مرتين أو أكثر - مما اعتدت عليه - وباستمرار خلال اليوم، فإن المشكلة - على الأرجح - تكون متعلقة بالمثانة، وليس بالكليتين ومن الممكن أن تكون حالة تعرف ب “عدم استقرار عضلات التحكم بالبول”، وفي هذه الحالة تجد المثانة صعوبة في تخزين - أو الاحتفاظ بالبول .
وفي الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن تكون مؤشرات الذهاب على عجل للمرحاض وصعوبة استهلال البول، أو ضعف انسياب البول، دالة على الإصابة بسرطان البروستاتا” .
العلاج:
ناقش الأعراض التي انتابتك مع الطبيب، “الرجال قد يكونون بحاجة لإجراء فحوصات لسرطان البروستاتا” .
إذا كانت الأعراض ناجمة ببساطة من “شيخوخة المثانة”، يمكن لتمارين تقوية عضلات الحوض أن تسهم في تخفيف الأعراض .
أما العقاقير والأدوية التي تعرف بمضادات “الكوليزجيك” فيمكنها أيضاً معالجة هذه المشكلة .
دمتم سالمين
م/ل
|
|