عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )

.
كاتب وباحث إسلامي"رحمه الله"
رقم العضوية : 2478
تاريخ التسجيل : 19 05 2008
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 433 [+]
آخر تواجد : 15 - 02 - 11 [+]
عدد النقاط : 12
قوة الترشيح : سلطان المصري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي الاتحاد والحلول ووحده الوجود

كُتب : [ 05 - 05 - 09 - 12:13 PM ]

الاتحاد والحلول ووحده الوجود


يقول الصوفيه بالحلول والاتحاد ووحده الوجود : والحلول معناه حلول الله تعالي في مخلوقاته , فتحل الذات الالهيه في الذات الانسانيه , اي حلول الاهوت في الناسوت , كما تحل في سائر المخلوقات كالشجر والحجر .والاتحاد هو اتحاد ذواتهم مع الذات الالهيه . اما وحده الوجود فتعني نفي الاثنيه بين الخلق والخالق والقول بان الله امر كلي لا وجود له إلا في ضمن جزئياته فالله – بزعمهم – موجود فقط في صوره مخلوقاته حتي الخنازير منها والكلاب – تعالي الله علوا كبيرا عما يصفون . ولتدمير الاسلام لجأ المبطلون الي تقويض تصوراته ومفاهيمه العقائديه فلا يلبث ان تتهاوي بُنيته الايمانيه كلها كما سبق وحدث مع الديانات السماويه السابقه . ويحاول البعض تبرئه الصوفيه من القول بوحده الوجود مثل ما في قول البسطامي : سبحاني , وقول الحلاج : أنا الحق , وما في الجبه غير الله ويدفعون عن الصوفيه هذه التهمه بقولهم إن الوحده التي يقولون بها هي وحده شهود وليست وحده وجود – انظر التلاعب بالالفاظ – فوحده الشهود – كما يقولون – هي ان يفني الصوفي عن كل شئ سوي الله فلا يشاهد غيره في الوجود . ويري ابن عربي انه ليس في الوجود , بما فيه من مخلوقات وموجودات , سوي الله , ولا معبود في الواقع سوي الله , حتي وإن كانت المعبودات من الاصنام او الحيوانات . وانه لا فرق بين الله ومخلوقاته , وذلك هو القول بوحده الوجود , فيقول إن وجودنا وجود الله , ونحن مفتقرون اليه من حيث وجودنا , وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه , واسمعه يقول :

فيحمدني واحمده ويعبدني واعبده

وحّرف الصوفيه مفهوم الالوهيه بقولهم بالحلول والاتحاد ونفي الاثنيه بين الخالق والمخلوق والقول بان الله لا يوجد إلا في مخلوقاته , فطال عبثهم مفهوم الالوهيه والوحدانيه , مثلما طال مفهوم النبوه , كما صورها القران الكريم . وسبق ان قال بوحده الوجود كل من النصاري واليهود والهنود وزعم ابن عربي أن موسي علم ان اصحاب العجل – ممن اطاعوا السامري – ما عبدوا الا الله , لان الله قال : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ) فجعل هذا القضاء قضاء كونيا قدريا وان الله ما حكم بشئ إلا وقع , ومعني هذا عنده ان كل معبود في الارض إنما هو الله , وما عبد الانسان شيئا حجرا او غيره إلا عبد الله , مستدلا بالايه السالفه بمعني حكم وامر ( عبد الرحمن عبد الخالق – تفنيد الصوفيه ) ولا يتورع ابن عربي ان ينسب ما في الوجود من شر وقبائح وظلم وسفك دم الي الله , بل يجعل كل ذلك هو الله فيقول : فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الامور الوجوديه , حيث لا يمكن ان يفوته نعت منها , وسواء كانت محموده عرفا وعقلا وشرعا او مذمومه عرفا وعقلا وشرعا , وليس ذلك إلا لمسمي الله خاصه ( الفصوص ص79 ) ولم يكتفي بهذا القول المُجمل , بل فصل ذلك ايضا حيث جعل الكبش الذي انزله الله فداء لإسماعيل من الذبح هو الله , تعالي الله علوا كبيرا عما يصفون .
يقول ابن عربي :

فياليت شعري كيف ناب بذاته شخيص كبيش عن خليفه رحمان
( ابن عربي – فصوص الحكم ص 84)
فوقتا يكون العبد ربا بلا شك ووقتا يكون العبد عبدا بلا إفك فإن
كان عبدا كان بالحق واسعا وإن كان ربا كان في عيشه ضنك
( الفصوص- ص90 )
ومع بدايه القرن الثالث الهجري ابتدا المتصوفه بالتصريح بشئ من علومهم الباطنه فانكر بعضهم علي بعض , فهذا الجنيد يقول للشبلي – وكلاهما من مشاهير الصوفيه : نحن حبرنا هذا العلم تحبيرا , ثم خبأناه في السراديب فجئت انت فأظهرته علي رؤس الملا , فرد عليه الشبلي بقوله –انا اقول وانا اسمع فهل في الدارين غيري (محمد الكلاباذي ابو بكر – التعرف علي اهل مذاهب اهل التصوف ص 145 ) وكان ذلك هو اول القول بوحده الوجود وفي نهايه القرن الثالث واوائل القرن الرابع كان الصوفيون قد قالوا علي الملا بعلومهم الباطنه من الحلول والاتحاد والفناء في الله . وابن عربي كبير الصوفيين وسيدهم وهو القائل بوحده الوجود يجترئ علي الله فيصوره في صوره رجل وامراه يقترفان الاثم . مؤكدا لاتباعه ان الجسدين الاثمين هما في ذات الله (عبد الرحمن عبد الخالق – تفنيد الصوفيه ) تعالي الله علوا كبيرا عما يصفون . كما يزعم ان الله خلق الانسان علي صورته , مع ان ذلك يناقض ما سبق وافتراه ان جميع المخلوقات هي صوره الله ولا تنفرد صوره واحده بان تكون مثلا للخالق فالله عند القائلين بوحده الوجود هو عين وجود الشياطين والملائكه والانس والجن والحيوان والنبات ويزعم ابن عربي في( كتابه التجليات) انه التقي برجال التصوف السابقين في البرزخ وناقشهم في عقائد التوحيد هذه وبين لهم خطأهم وعّرفهم في النهايه ان لا موجود الا الله وان الله والعبد واحد , وانهم اقرم بذلك جميعا .
ولا نملك سوي ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل .

من ثمرات وقطوف الكتب

رد مع اقتباس