الصحة في الحج
د.عبد الله أبو بكر باعثمان
بعد أيام يطل علينا شهر عظيم تؤدى فيه نسك الحج، ويقبل الحجاج وضيوف الله وافدين من أصقاع الأرض لأداء هذا النسك، نضع بين يديهم نصائح طبية علها تسهم بإذن الله في الوقاية من الأمراض التي عادة ما تنتشر في موسم الحج:
أولا: أمراض الجهاز التنفسي :
من الأمراض التي تعرف في أماكن الزحام وتقاطر الناس وهى عديدة وقد تشكل النسبة الأكبر بين الأمراض الأخرى، ومن أهمها الأنفلونزا، والمسبب الأول هو الفيروسات بأنواعها العديدة، وأمراض حساسية الصدر أو "الربو" والنسبة الأقل من أمراض الجهاز التنفسي " الالتهاب الرئوي الحاد " ومسببه البكتيريا بأنواعها والتي ترتع في أماكن الازدحام والرطوبة وتنتقل عن طريق السعال من مريض إلى آخر، وأمراض أخرى نادرة الحدوث والحمد لله.
كيف يقي الحاج نفسه ومن حوله من هذا الأمراض؟
1- الابتعاد عن استخدام أدوات المريض مثل أدوات الطعام الملابس وغيرها..
2- الكمامات الواقية يمكن استخدامها لمنع انتقال الجراثيم، وإن كانت محل خلاف في جدواها.
3- التطعيم ضد فيروس الأنفلونزا متوفر في بعض الوحدات الصحية، وعادة ما يعطى في أول فصل الشتاء، وهو تطعيم سنوي، وليس له مضاعفات هامة وهو مفيد في الوقاية من المرض.
4- لمرضى الربو يجب استخدام البخاخات التي تساعد في اتساع الشعب الهوائية عند الحاجة إليها أو استخدامها قبل القيام بأداء مناسك الحج حسب إرشادات الطبيب.
5- عند حدوث أعراض كالحرارة المرتفعة 39 درجة فأكثر مصاحبةً لإعراض أخرى كالسعال والعرق الشديد والشعور بالضعف العام يجب التوجه إلى الطبيب للمعاينة وصرف الدواء اللازم، وعادة ما يكون نوعًا من المضادات الحيوية.
6- يحرص المريض على شرب السوائل وأكل الطعام المطهو والتأكد من غسل الفواكه والخضراوات جيدًا قبل تناولها.
كما يجب التنويه هنا أنه في أغلب الأحيان تكون الالتهابات الفيروسية التنفسية غير مصحوبة بارتفاع شديد في الحرارة كالالتهابات البكتيرية التي عادة تصاحبها أعراض أخرى مثل العرق الشديد والضعف العام.
ثانيًا: ضربات الشمس الحرارية:
المسؤول الأول عن عدد الوفيات في مواسم الحج التي توافق الصيف ويشكل نسبة الثلث، وفيه يتعرض الحجاج ذوي البشرة الغير ملونة وخصوصًا المسنين و مرضى السكر والقلب والأمراض المزمنة الأخرى إلى تأثير الحرارة الناجمة عن أشعة الشمس أو مصدر آخر كالأفران الحرارية والأفران المتوهجة في ظل الرطوبة العالية ؛ يتعرضون إلى أعراض هذه الضربات الحرارية ومن هذه أهم الأعراض:
1- ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ والذي يصل إلى 40 درجة مئوية أو أكثر مع عدم التعرق وجفاف الجلد.
2- أعراض الجهاز العصبي من الاختلال الذهني والدوار ونوبات الصداع الشديدة ؛ ومع ارتفاع درجة الحرارة قد يتعرض المريض إلى نوبات الصرع "التشجنات العصبية".
3- قد يصاب المريض بالغيبوبة وفقدان الوعي.
درهم وقاية خير من قنطار علاج:
1- عدم التعرض لساعات كثيرة إلى أشعة الشمس الحارة وخصوصًا في ساعات الذروة عند أماكن الازدحام.
2- استخدام المظلات الواقية.
3- شرب السوائل بكثرة وينصح أن يحمل الحاج " زمزميات" الماء معه.
4- أخذ قسط من الراحة مع تناول السوائل في أماكن الظل بين أداء نسك الحج.
5- لبس الملابس الفضفاضة القطنية الواسعة والبيضاء.
العلاج:
1- سرعة نقل المريض إلى وحدات التبريد والمنتشرة في الأماكن المقدسة من أهم نقاط العلاج لإنقاذ المريض.
2- إبعاد المريض عن أماكن الحرارة وخلع ملابسه إن أمكن ذلك، ثم إعطاؤه السوائل الباردة إن لم يكن فاقدًا للوعي أو رش المريض بالماء البارد ووضعه على ملابس مبلله بالماء البارد مع تعرضه لتيارات الهواء البارد ثم نقله سريعًا إلى وحدة التبريد، وهناك يتم معالجة المريض بوضعه في غرف مكيفة باردة، وتخلع ملابسه، ويغطى المريض بملاءات خفيفة مبللة توضع فوق الجلد بعد حكه بشاش مبلل بالماء البارد، وتدار مراوح الهواء فوق المريض.
ثالثا: مرض الحمى الشوكية أو التهاب السحايا الدماغية:
والذي بفضل الله قل عدد الحالات المصابة به في السنوات الأخيرة منذ استخدام المصل الوقائي قبل موسم الحج للحاج والقريبين منه ولا يعطى للشخص الذي قد أخذ المصل في غضون الثلاث السنوات.
ومرض الحمى الشوكية هو مرض موسمي يكثر في الأماكن المزدحمة كالحج والعمرة حيث يجتمع فيه الوافدون من أصقاع الكرة الأرضية؛ والأعراض هي كالأتي:
الحرارة المرتفعة والصداع الشديد مع عدم تحمل الضوء الساطع وآلام في الرقبة. وفي الحالات المتقدمة قد يصاب المريض بالتشنج العصبي الحاد أو يكون المريض في غيبوبة وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة.
ويجدر بالذكر أن كثيرًا من الحجاج قد يحملون الميكروب في داخل الفم ولا يتعرض فيه إلى أعراض المرض إلا في حالة نقص المناعة لأي سبب كان.
كما ينبه إلى استخدام المصل إلى الحاج والقريب منه، أما في حالة المرض فيعطى المريض جرعات المضادات الحيوية تحت إشراف مركز صحي ولابد من تناول القريبين من المريض مضادًّا حيويًّا معروفًّا حتى لا يتعرضوا إلى هذا المرض.
أما الأمراض الأخرى فهي ليست شهيرة بشهرة الأمراض الآنفة الذكر وهي قليلة والحمد لله.
وفي الختام هذه بعض النصائح العامة الوقائية بإذن الله لكل حاج وحاجة:
1- العناية بنظافة اليدين قبل وبعد الأكل وبعد قضاء الحاجة.
3- التأكد من استخدام المصل ضد الحمى الشوكية قبل موسم الحج في غضون السنوات الثلاث الأخيرة.
4- لا تنس أخي الحاج أدوية الربو والسكر والضغظ معك مع المشورة الطبية قبل أداء النسك.
5- استخدام المصل الوقائي ضد حمى الدفتيريا والتيتانوس.
6- عدم الإجهاد الكثير والتكلف حتى لا تصاب بأعراض ضربات الشمس مع لبس الملابس البيضاء والواسعة الفضفاضة واستخدام المظلات الشمسية.
7- شرب السوائل بكثرة وفي كل وقت حتى لا تتعرض للإجهاد الحراري والجفاف.
وأخيرًا : تذكر أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
منقول....