[a7la1=FF9999]
ماتت و هي ترقص و دفنت و هي ترقص
---------------------------------- 
*****
***
*
كانت فتاه ركبت السيارة و كشفت الغطاء عن وجهها 
أصلحت من حال عباءتها و تأكدت من حقيبتها 
الهاتف النقال و المال و عطرها لم تنس شيء 
انطلقت السيارة بهدوء نحو صالون التجميل و وتجولت هي بنظرها
وقفت السيارة و ارجع إلينا الساعة الثانية عشر ...
النساء كثير في الداخل و لا بأس فأنا عميلة دائمة ومميزة 
لابد أن تراعي صاحبة الصالون هذا الأمر وإلا 
استقبال حافل تبادلن الابتسامات ذهب الخوف و لن نتأخر كثيراً
هذا حمام زيتي و انتظري ساعة ...
مجلة أزياء و عرض لبعض التسريحات ، قلبت الصفحات تنقلت بين المجلات المختلفة
مضت الساعة و ارتفع آذان المغرب و أسلمت نفسها لمصففة الشعر 
جففت شعرها و غاب الآذان و ومضت الصلاة 
إزالة الشعر وتنظيف البشرة و أنصتت لموسيقى هادئة و تحولت لأخذ حمام مائي 
ارتفع الآذان و إنها صلاة العشاء و لم يتبق على الفرح سوى بضع ساعات
وضعت رأسها بين يديّ المصففة و اختارت التسريحة و تناثر الشعر بين يديها و يودعها وداعاً حزيناً 
ألقت نظرة إلى المرآة لم تعرف نفسها و ارتسمت ابتسامة على شفتيها و لن يسبقني أحد
رسمت وجهها لطخته بالألوان و تغيرت ملامحها و نظرت إلى الساعة 
الواحدة و ألقت العباءة على كتفها و وبحذر شديد و ضعت الغطاء على رأسها ...
ركبت السيارة ... إلى المنزل بسرعة لقد تأخرت
لبست فستانها و تعرت من حياءها و بدت بطنها و وسائر ظهرها 
أنكمش الفستان عن ركبتيها و دارت حول نفسها و لن يغلبني أحد ...
العيون ترقبها و الكل يتأملها و نظرات الاعجاب تحيط بها و تقترب منها
نظرات السخط تنفر منها و تغمض عينيها تقززاً من حالها
السفيهات يلاحقنها بالتعليقات الساخرة 
رقصت على انغام الموسيقى و اهتز جسدها
تنوعت الأغاني وتنوع رقصها ... لم يسبقها أحد ، ولم يغلبها أحد 
الكل يتابعها و الكل يتحدث عنها ...
من أين أتت بكل هذا ؟
كيف تعلمت كل هذا ؟ وكيف حفظت كل هذه الأغاني ؟ الكل يعرف الإجابة ...
توقفت عن الرقص و سقطت على الأرض و ارتفع الصراخ 
تدافع النساء إلى المسرح و نادوها فلم تجب و حركوها فما تحركت 
ارتفع الصراخ و حملوها و أحضروا الماء و مسحوا وجهها و بكت الأم والأخوات 
ارتفع العويل و علا النحيب و تدخل الأب والأخ 
اختلطت الأمور تحول الفرح إلى حزن و والضحكات إلى بكاء و توقف كل شيء ...
ألبسوها ... غطوا ما ظهر من جسدها ...
حضر الطبيب و أمسك بيدها و وضع سماعته على صدرها 
أرخى رأسه قليلا و انطلقت الكلمات من شفتيه لقد 
ماتت ... لقد ماتت ...
ارتفع النحيب و جرت الدموع ...
ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلة 
أخفى الأب وجهه بين يديه و الأخ يدافع عبراته 
خلاص يا أمي خلاص ...
قامت الأم مذهولة و صرخت و لقد تحركت و تحولت الأنظار نحوها 
لقد جنت و لقد ماتت هكذا قال الطبيب ...
أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم ...
المشهد رهيب و والمنظر مؤلم ...
سقطت الأم على الأرض...
الأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن ...
والأخ يصرخ ... لا ... لا ... مستحيل ...
تجلد الأب و أمسك بالأخ و وبلهجة حازمة أخرج الأخوات 
وهن يحملن أمهن 
حضر بعض النسوة من الأسرة 
نظروا إلى الميتة و ترقرقت الدموع و وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسها 
انطلقت منها كلمة : فضيحة ... فضيحة ...
أسرعت نحو الأب و يجب أن تستر عليها و أحضروا المغسلة هنا 
ادفنوها بين الصلوات و إنها فضيحة و ماذا يقول الناس عنا ...
أرخى الأب رأسه ، نعم ، نعم ... 
إنا لله وإنا إليه راجعون 
جاءت المغسلة و جهزت سرير الغسل و وضعت الأكفان والطيب و جهزت الماء ...
أين جثة المتوفاة ؟ 
سارت العمة أمامها و فتحت الباب 
الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك 
وبجانب السرير وقفت الأم تكفكف دموعها 
أمسكت بورقة الوفاة الاسم ............ العمر : ثمانية عشر عام 
سبب الوفاة : سكتة قلبية ...
شعرت بالحزن و نطقت بكلمات المواساة للجميع 
كشفت الغطاء و تحول الحزن إلى غضب و لماذ تركتموه على هذا الوضع 
لقد تصلبت أعضائها و كيف نكفنها 
الحاضرات لم يستطعن الإجابة و سكتن قليلاً ...
زاد حنق المغسلة و انبعث صوت الأم ممزوجاً بالبكاء 
لم تكن هكذا حينما ماتت و لقد اتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها ...
لقد سقطت على المسرح وهي ترقص 
حملناها جثة هامدة و حضر الطبيب و كتب التقرير 
ايقنت حينها بأنني قد فارقت ابنتي و ألقيت بجسدها عليها 
رحت أقبلها و وأبكي و شعرت بيدها اليمين ترتفع 
ويدها اليسرى تعود وراء ظهرها و أما قدمها اليسرى فقد تراجعت للوراء 
أرعبني الموقف و صرخت حينها ثم سقطت على الأرض 
لأجد نفسي في غرفتي ومن حولي بناتي يبكين أختهن 
ويبكين نهايتها المؤلمة ...
انتحبت بالبكاء و أنا السبب أنا من فرط في تربيتها 
أنا من غشها و ياويلي وياويلها من عذاب الله ياويل أباها وياويلنا جميعاً 
كانت تحب الرقص والغناء و فماتت ...... 
وستدفن في قبرها ........ يارب ارحمها يارب ارحمني يارب اغفر لها 
محاولات لأعادة جسدها إلى وضعه الطبيعي و الفشل كان النتيجة 
بذلت المغسلة مجهوداً جباراً في تكفينها 
وفي لحظة هدوء وبعيداً عن العيون و نقلت الجنازة إلى المقبرة 
وهناك صلى عليها الأب والأخ وبعض المقربين 
نعم لقد دفنت وهي في وضع راقص ... 
( اللهم احسن ختامنا ) *[/a7la1]
[blink][a7la1=FF9999]مع تحياتي 
اميرهـ في حبه[/a7la1]
[/blink]
.