المجاذيب والجذب
اعتبرهم ابن خلدون نوعا من الاولياء مع سقوط التكاليف (مقدمه ابن خلون110--- 111) الا انه عاد فأعتبرهم دُون مرتبه الإنسان فلا يلحقون بالأولياء ( شفاء السائل في تهذيب المسائل 88 وفي هذا الكتاب ناقض ابن خلدون ما قاله عن التصوف في المقدمه ) وفضّل ابن عطاء , المجذوب علي السالك لأن الاول طُويت له الطريق ولم تطو عنه ( لطائف المنن ) أي ان المجذوب اختاره الله واختصر عليه الطريق , أما السالك فقد تركه الله يقطع الطريق ويسلكها بنفسه . وعلل الشعراني سبب ذهاب عقلهم بالتجلي الالهي الذي اتاهم علي غفله فذهب بعقولهم , وجعلهم الشعراني علي ثلاثه اقسام تبعا للوارد الإلهي والعقل ( الشعراني اليواقيت والجواهر 155-156 ) وتكون حاله المجذوب بحسب الحاله التي جُذب في اثنائها فإن جُذ ب في حال قبض ( اي اكتئاب ) فعمره كله قبض , وإن جُذب في حال بسط فعُمره كل وبسط وضحك ( المصدر السابق ) وساد الاعتقاد بأنهم يعيشون في عالم آخر يقول : ابن عنان إن من شأن المجاذيب أنك تري أحدهم ماشيا وهو راكب , وتراه يأكل في رمضان وهو صائم لم يُفطر , وتراه عاريا وهو مرتد لثيابه ( اخبار القرن العاشر )وهذا تصريح للمجذوب بأن يفعل ما يريد . وافتخر الشعراني بأدبه مع المجاذيب وأرباب الأحوال مذ كان صغيرا , وقال المتبولي سلما لي علي ارباب الأحوال بالقلب دون اللفظ فإنهم في حضره لآ يقدرون علي خطاب أحد باللفظ ( لطائف المنن189-190 ) وأوصي الشعراني بعدم مخالطه المجاذيب لأنهم يعلمون السرائر والخواطر المذمومه ( البحر المورود 185 ) اي يعلمون الغيب الذي لا يعلمه الا الله تعالي ولما قتل العثمانيون بعض المجاذيب قال الخواص : طاب الرحيل من هذه الديار ( اخبار القرن العاشر210 ) .
يقول الدشطوشي (صوفي ) يصف الجذبه ( فحصل لي جاذب إلهي وصرت اغيب اليومين والثلاثه ثم افيق اجد الناس حولي وهم متعجبون من امري) , ثم صرت أغيب العشره أيام والشهر ولا آكل ولآ اشرب 00 فخرجت سائحا إلي وقتي هذا ( الطبقات الكبري للشعراني ج2 / 120,121 ) . ولسهوله هذا الادعاء كثُر مدعواالجذب والولايه , وكان المجذوب يوصف عاده بأنه معتقد أي يعتقد الناس في ولايته وأحيانا بأنه مقصد للزياره أي يقصده الناس بالتبرك وكانوا يفسرون هذيانهم علي سبيل الكشف وعلم الغيب (ابن حجر- ذيل الدرر الكامنه ) وكان المؤرخون يعللون اعتقاد الناس في صوفي ما بأنه مجذوب ويقولون لعوام الناس فيه اعتقاد لإندراجه عندهم في المجاذيب ( التبر المسبوك للسخاوي – ترجمه الشيخ بكير ) وحصل له نوع من الجذب فصار للناس فيه اعتقاد ( تاريخ ابن اياس – ترجمه الشيخ الطوخي ) ويذكر بين العوام بالجذب ويعتقد لذلك ( الضوء الامع ج2/26 ترجمه ابن المؤمني ) !!!!!!
تعليقا ( هكذا الاستخفاف بعقول العوام السُذج , فالمخابيل رُفعت عنهم التكاليف ولم تُرفع عن رسول الله صلي الله عليه وسلم .عجبا !!!!!!
من ثمار وقطوف الكتب