هناك مظاهرات جديدة احتجاج على تولي الغنوشي للرئاسة ويعتقدون أن هذا التفاف على مطالبهم وأنه جزء لايتجزأ من السلطة المنهارة , والأمور مرشحة للتصعيد .
أول ماأثار الاضطرابات في تونس هو شخص معدم وفقير أسمه محمد بو عزبزي كان يقود عربة لبيع الخضار وهي كل مايملكه من الدنيا للصرف على أولاده وتم مصادرتها بحجة عدم التصريح أو البيع بشكل غير نظامي وتم محاربته في مصدر رزقه الوحيد والمتواضع جداً .
وطالب مراراً وتكراراً الشفقة عليه وعلى أولاده من قبل المسؤولين لكن تجاهلوه تماماً بدون أن تدب الرحمة الى قلوبهم حتى قرر أن لامعنى للحياة في ظل هذا الوضع وفي ظل عدم وجود شئ يصرف به على أولاده الا هذه العربة المتواضعة التي يبيع عليها الخضرة , فقام بالحضور أمام دائرة حكومية لعل صوته يصل بعد أن تجاهلوه طويلاً فقام بإحراق نفسه يأساً من الحياة ليموت بعدها في المستشفى .
ومع هذا الحدث ومع تحكم زين العابدين بالسلطة رغم اعلانه فور انقلابه عام 1987 أن لارئاسة مدى الحياة بينما كان يحضّر لتغيير الدستور ليحكم طويلاً , وقد حكم لمدة 23 سنة , وفي ظل فساد وفقر للشعب ازداد في السنوات الأخيرة .
فوصلت الأمور وتطورت بسرعة كبيرة الى فرار الرئيس بعد قتل أكثر من 100 مواطن أعزل وليس فيهم مسلح لمجرد التظاهر والمطالبة بالحقوق .