بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فاعلم أخي القارئ وفقك الله أن حسن الظن بالناس من أسباب السعادة وراحة البال فكثير من الناس تجده في هم وكدر فلان فعل وقصد كذا، لاينفك عنه الضيق ولايسلم من سوء ظنه صديق وقد يصاب بأمراض مزمنه من سكر وضغط وغيرها بسبب قلقه وتوتر أعصابه. وقد يدفعه سوء ظنه إلى التجسس على الآخرين.
ودواء ذالك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم (( إياكم وسوء الظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، ولاتجسسوا))
رواه البخاري ومسلم ومالك في الموطأ
وكونه اكذب الحديث : أن الإنسان يحدث نفسه بالظن السيئ ثم يتخيله حقاً فيبني على ظنه تصرفات قبيحة.
قال بن حبان البستي رحمه الله:
سوء الظن على ضربين:
الأول : منهي عنه بحكم النبي صلى الله عليه وسلم وهو استعمال سوء الظن بالمسلمين كافة.
الثاني : مستحب من سوء الظن في من كان بينه وبين آخر عداوة وشحناء ويخاف على نفسه من مكره فحينئذٍ يلزمه سوء الظن بمكائده ومكره لئلا يصادفه على غرة منه بمكره فيهلكه.
وقال رحمه الله:
الواجب على العاقل ترك التجسس عن عيوب الناس والاشتغال بإصلاح عيوب نفسه ، فإن من أشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح قلبه وبدنه ، ومن اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه.
تنبيه: حسن الظن يكون بمن عُرف بالخير أو من لم يجرب عليه سوء أما من كان من أهل الشر فيجب الحذر وسوء الظن به حتى نتقي شره.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا إلى حسن الظن وراحة البال وأن يحببنا إلى خلقه ويحبب خلقه إلينا إنه على كل شيء قدير. وصلى الله على نبينا محمد.
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
غير متواجد حالياً
راحة البال في ترك إساءة الظن بالناس
