وفى لحظات صعبة كهذه ..
نحتاج الى مني سمعنادون ملل .. من يربت على جراحنا فى صدق
من ياخد بأيدينا إلى شواطئ الراحة والطمأنينة
لكن يحدث كالقلب فى يأس انه لن يفهمك احد.. ولن يشعر بمعاناتك أحد..
وربما انه لا يستطيع مساعدتك احد ..
وفى وسط كلهذاالظلام.. تبحثين عن بصيص من النور
يبدد كل هذه الوحشة..
فترفعين راسك .. وتكفكفين دموعك ..
وتخطين باتجاه سجادة صلاتك المطوية ..
وتلقين بنفسك ساجدة .. راكعةلله
تناجين ربك فى خشوع .. وقلبك يدعوه فى صدق
..ربى انا الفقيرة إليك وأنت الغنى عن عذابى..
تعلنين ضعفك وذلك لله .. تبثين شكواك وتبتهلين
طالبةعفوالله ورحمته ..
هو الرحمن الرحيم وهو ارحم الراحمين
أى لذة فى مناجاته والخشوع بين يديه ..
وأى نور ينسكب داخل القلب فيحيل ظلمته نهارا..
فتتراخى قبضة الحزن على قلبك رويدا رويدا
ليحل محلها معانى الصبر والإيمان والرضا
بقضاء الله وقدره..
تمدين يديك وتتناولين كتاب الله
وتقرئين من آيات الذكر الحكيم
مايطبب القلوب ويشفى سقمها ..
..إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ..
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌقَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ }
فتحلق نفسك بواحة من الأمان والطمأنينة..
وتتجلى أمامك حقيقة أن أمر المسلم كله خير
إذا مسته سراء شكر وإذا مستهضراءصبر
وللصابرين جزاء عظيمعند الله..
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَأَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
كفى أنهم بمعية الخالق القدير..
{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
وفجأة تجدين أن حزنك لم يعد الوحش الكاسر
الذى كنت تخشين سطوته من قبل..
لأن لديك سلاحا اقويفى مواجهته
ولديك صحبة لا يشقى أبدا منعرفها..
لتهجري رفقة الوسادة والدموع ..