40سؤالا قصيرا مع كاتبِ أقصر مقال سعودي

ألو.. محمد الرطيان.. معك المباحث





في ذلك النهار، كنت أشعر بالملل في جو غائم، أحاول أن أجتاز أحد شوارع الرياض عبر قارب يشق الشوارع التي تحوّلت إلى أنهار بعد المطر الغزير الأخير.. أكثر ما زادني ضجرا، انفراط المسبحة التي كنت أسبح بها بيدي اليمنى، وتساقط بعض حباتها داخل الماء.. بقي من خرزات المسبحة 40 حبة، فاستغفرت الله على ضجري بعدد ما تبقى من حبات الخرز.. تناولت هاتفي، وبحثت في قائمة العناوين عن اسم محمد، فصليت على رسول الله، وأكملت بحثي عن الاسم الثاني للشخص الذي أبحث عنه: الرطيان.. نعم إنه صديقي محمد الرطيان.
كان اتصالا هاتفيا من شخصيتي المؤقتة في ظرف فانتازي، مع مثقف واقعي يختصر كل شيء، حتى إنه (يفعص) كتابا كاملا في كلمة. مع كل سؤال ألقي بخرزة في الماء، حتى انتهت الأسئلة الأربعون، فلم يعد لديّ سوى خيط صغير أربطه بين رفحاء والرياض، ليكون حوارا فرضته الظروف الفانتازية مع أكثر المفكرين السعوديين اختصارا:
ألو.. محمد الرطيان؟
أهلين صديقي.

معاك المباحث!
قل قسم!

مقالاتك قصيرة جدا.. وين رحت بـ "بقية المقال"؟
خير الكلام ما قل ودل.. والإعجاز في الإيجاز.

هل وجودك في رفحاء "اللي ما فيها زحمة" دفعك لكتابة مقالات صغيرة ما فيها زحمة؟
كلامي قليل لكنه مزدحم بالأفكار، وهذا الأهم.. كما أنني لا أحب الثرثرة كثيرا!

هل تحب أن تكون هناك مشاكل في السعودية كي تكتب؟
يا رجل!!.. هذا سؤال؟!

طيب.. إذا انتهت المشاكل عن ماذا سوف تكتب؟
عن الفرح، عن الحب، عن زهر الخزامى في الشمال، (كما طلب مني ذات اتصال العزيز جمال خاشقجي).

لماذا تخاف الطيران؟
عقوبة من ربك!.. لأنني لا أخاف أشياء كثيرة على الأرض.

إذا طلب منك أن تكون بطل إعلان تلفزيوني.. ما المنتج الذي سوف تختاره؟
هو ليس منتجا تجاريا.. بل سأعلن لمؤسسة إنسانية، مثلا: مؤسسة للعناية بالمعوقين، أو مستشفى لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان.. وسأفعلها مجانا.

هل تريد سينما في السعودية؟
مع وجود القنوات الفضائية وانتشار القنوات المتخصّصة بعرض الأفلام، هي موجودة في كل بيت.

لو كان عندك في البيت مجيب آلي (آنسر ماشين).. ما الرسالة التي ستتركها للمتصلين إذا كنت تعلم أنك ستختفي فجأة؟
اغفروا لي أشيائي السيئة، وحاولوا أن تتذكروا أشيائي الجميلة، أنا لم أخنكم أبدا، ولم أبعكم في أي مزاد!

عندك فلوس؟
يوووه!.. تتعب وأنت تعد استثماراتي وعقاراتي وأسهمي حول العالم.. تبيني أشرهك جمس حمر؟

طب عندك خيل؟
عندي "بطريق" أهداه لي شيخ من شيوخ الأسكيمو.. ما أعجبه طقسنا.. مات ثاني يوم!!

ما آخر كتاب قرأته؟
"طعام.. صلاة.. حب" لـ (إليزابيث جيلبرت).

إذا رأيت شخصا ما ينبش "زبالتك" هل تعتبر ذلك تعديا على خصوصيتك؟
سأحسن الظن وأقول: لعله جائع!

مين آخر واحد عزمك؟
كثيرون.. لكنني أعتذر. وإن أردت أن تعرف آخر شخص كريم لم أستطع الفرار من دعوته، هو "بتال القوس".

إذا كنت تائها في الربع الخالي، و"باقي" في رصيد هاتفك الجوال ريال واحد.. مع من تتصل؟
سأتصل على "جورج قرداحي"!!

ما أغرب خبر سمعته في 2009؟
هو تصريح أطلقه وزير إعلام عربي "لن يُوقف كاتب صحفي في عهدي"!!!

كيف تتخيّل حياتك من غير (جوجل)؟
ستكون مثل حياتي قبل (جوجل).

ما آخر حلم حلمته؟
أن لا نكره بعضنا بسبب اختلاف أسمائنا أو ألواننا أو أفكارنا.

إذا تم اختطافك من قبل مجموعة من الأطباء الأشقياء لإجراء تجارب عليك، ما الجزء الذي تختاره لاستئصاله؟
خنصر قدمي اليسرى.

وما الجزء الذي تختاره لإجراء جراحة تجميلية؟
خنصر قدمي اليمنى!

على من ترغب في إطلاق الرصاص عام 2010؟
أكثر خصومي عداوة وظلما لي لم أفكر - ولو في الخيال - أن أطلق الرصاص عليه.. أشجع الشجعان هو من يستطيع أن يطلق الرصاص على نوايا نفسه الشريرة قبل أن تكبر.. لأنها ستلتهمه قبل أن تلتهم الآخرين.

لماذا تم منعك من الكتابة؟
ربما لأنني صادق أكثر من اللازم، أو لأنني أحب بلادي بشكل متهور!

ماذا لو انحرفت وأصبحت مجرما ودخلت السجن.. ما مواصفات الزنزانة التي تريد؟
"عصافير الأقفاص".. تسكن القصور، وتنعم بالدفء، وكل صباح يأتيها في قفصها الماء، ويُنثر لها: الحَب والحُب. وحده "الصقر" لم ينعم بتلك الرفاهيّة.. اكتفى بنعمة الحريّة!

كم مقاس جزمتك؟
أيهما يهمك معرفته أكثر: حجم "أقدامي" أم حجم "إقدامي"؟!

تلاعبك بالكلمات بديهي وسريع.. كم طول لسانك؟
الأهم: كم طول كلماتي؟ وما مدى تأثيرها في الناس؟

في روايتك، هل كنت تشعر بأنك تريد قتل إحدى الشخصيات؟
قتل الشخصيات الروائية بلا سبب مقنع هو الحل الوحيد للروائي الفاشل.

هل تؤيّد قرار تجريم الكاتب جنائيا وسجنه إذا قتل شخصية وهمية في رواية أو قصة؟
القضاء لدينا لا ينقصه سوى هذا القرار ليتحوّل إلى مؤسسة فنتازية مضحكة مبكية!

لو لم تكن سعوديا، ما الجنسية التي تودّ أن تكونها؟
موزنبيق.. ينفع؟!


لو كان كل مشاهير العرب شخصيات مرسومة بقلم رصاص.. اختر لي 3 شخصيات ترغب في مسحها بـ "المحاية"؟
ثلاثة فقط؟!.. عندما أتذكر الساسة أشعر أن هذا العدد قليل جدا!

ما اللون الذي تتمنى أن ترتديه لكنك تخجل من ذلك؟
أنا من بلاد اللون الواحد: النساء "أسود"، والرجال "أبيض".. كل الأرض "ملونة".. وحدها بلادنا "أبيض وأسود".. فلا تسألني عن الألوان!

ما المنصب الذي تتمنى أن تتقلده؟
رئيس لجنة مسابقة اختيار ملكة جمال العالم.. أشعر أنه منصب أهم من منصب أمين عام منظمة الأمم المتحدة!

ما المهنة التي تمنيت أن تعمل فيها؟
"عضو مجلس الشورى".. أظن أنها مهنة مُربحة ومريحة على الآخِر!

هل تتحدث الإنجليزية؟
أتحدث اليابانية بلهجة أهل برلين عندما يكونون في رحلة سياحية إلى صنعاء!

كتاب تمنيت لو أنك لم تشتره؟
"كيف تصبح مليونيرا في سبعة أيام".. وكل الكتب القريبة من هذا العنوان. مضى نصف العمر ولم أتخلص من الديون حتى الآن، وهذا الدجال لم يخبرني بالطريقة الوحيدة التي تجعلني مليونيرا: أن أكون لصا!

هل يقرأ السعوديون؟
اسأل دور النشر العربية، وأصحاب المكتبات الإلكترونية.. سيقولون لك: عربيا نحن الأكثر قراءة.

هل في بيتك مسدس شخصي؟
أصبحت أشك في أمرك!.. هل لديك مهنة أخرى غير الصحافة؟!!

فقط أريد تخويفك.. هل شاهدت قصاص أحد المجرمين؟
هربت من المكان قبل التنفيذ.

كيف علاقتك مع إبليسك؟
أحتاج إليه أحيانا عند الكتابة!.. وأستعيذ بالله منه أكثر من مائة مرة كل يوم.

بصراحة.. ومن دون لف ودوران: كيف حالك؟
الحمد لله.. حالي دائما رائع، ومتصالح مع نفسي، وعندما أنظر للأشياء التي منحها الله لي أشعر بالرضا والطمأنينة، وكل ليلة أنام وأنا مرتاح البال.


منقول