قصيدة رائعة لعبدالمحسن الشاطري في شاعر العرب

غير متواجد حالياً

قصيدة رائعة جداً , ثراء وقاموس لفظي وجزالة , تسلسل وقوة ترابط , أسلوب متفرد , سير في حقل الغام بقافية صعبة جداً خرج منها الشاعر بكل ثقة متمكنناً من معانيه ومن ترابط قصيدته وكأنه في قافيه وبحر سهل .

مستوى كبير وشاعر قادم بقوة وينتظر منه الكثير .

وقد تعجبت اللجنة وقالوا أننا كنا نظن من قال هذه القصيدة رجل تجاوز الخمسين سنه .

أنطلق الشاعر بمدخل رائع ولافت عن ارواء عطش كل باحث عن الشعر وأنه متمكن من أدواته الشعريه ليكحل بها عيون ذواقة الشعر بلألي شعرية حقيقية , وأنها تلبس حلل الأمهات السبع أي معلقات الشعر وأنها ثامنتهن , لينطلق الشاعر في استغراق بديع في وصف الخيل في المعركة كدلالة على تنافس الشعراء بقصائدهم , وبوصف رائع وجزل وثراء لفظي يقودنا الشاعر الى هذا الجو المشحون بالحدة وأنه صاحب الأوله بين هذه الخيل , وليس ذلك حقر لزملائه وتهميش بل ثقة بنفسه وقدرته وتفرده الشعري , وأن هقوته وعلو همته هو الذي يقوده للطموح لأعلى مكان , وأن الاستسلام والدعه والتهاون ليس من صفات من يبحث عن العلى ,
ويقرن هذه الثقة والطموح العالي بعلمه بقدرة الله وقسمته فأذا أراد الله شئ حتى لو كان يريده هو فلن يكون الا ماقسم الله .

وبحكم رائعة أدخلتنا في قدرة رب العالمين وتدبيره حتى لو كان الشخص أراد غير ذلك يقول الشاعر بتمكن يحسد عليه :

كم واحداً فر لنجاته ولا عاش = وكم واحداً عارض مماته ولانيش

ثم يقول داعياً متذوقي الشعر لنهل الشعر من منبعه مشبهاً قصيدته بالقهوة البريه التي يبش لها شارب الهقوة ويطرب لتذوقها وأنها صنعت من أجود نوعية , وأن الشعر خمرة العقول الا أنها خمرة حلال مثلما تخامر القهوة عقل من يحتسيها لكن بما أحل الله .

ثم يتوجه الشاعر برمزية بديعة متحدثاً عن فايز بن دمخ وعن قناة رواسي والمحاربين لها , وأن بن دمخ سينجح وسيتفوق على حساده :

الحق منه الكذب يجبن وينحاش = والصدق صابون القلوب المغاشيش

وهؤلاء الحساد رغم تكاثرهم وضعضعة مؤقته لمكانة العواجي (( قد ذل سعدون العواجي من اللاش )) لكن أنصار الشعر أتوا لنجدة الأصيل (( لوما أصبحت بعقاب شوف المراميش )) , في قصة معروفة أستخدمت برمزية رائعة لتطابق الحالين .

قصيدة رائعة ولو أستعرضنا البيوت الرائعة فيها لطال الحديث .

دمعة ضحوك الوسم مورد العطّاش = باللي تبينه يالكبود المعاطيش
سالوا وعما تسالون أدهش إدهاش = عما عموم ابما تسالون في ويش
ليه عليها صكت الطوق مرماش = والياه طير بعنقها ينفض الريش
اعزف بريشة طرسها وتر الأنعاش = وأطلق عقيرتها غرام المداغيش
لولوها لول اللوالء امن الطاش = نسج الحرير بعسجد التبر تنقيش
فالأمهات السبع تفصيل وقماش = هدي الكتاب من البلاغه عن الطيش
اليا أحمر باس العلم والخيل قطّاش = وكلاً على سرد اللجم له مهاريش
تهرش شكيمتها من السرعه إهراش = وتطش من لافضّى كضمها قناطيش
الأوله منهن اليا جن جهّاش = كن العلم عن راسها يطرق الميش
شقراً مواشمها من الكحل غرباش = غرا جبين وفي يديها تناويش
اليا اقبلت . هوش المهاويش . هوّاش = على معاطشها زبدها مهاويش
تحثى مشاويشٍ برقشات الأوقاش = وتشول بالشلال فوق المشاويش
اللي لها لما له الحظ والاآش = قسم أخذ العزله على منكف الجيش
السيف هاته وأعلن الفوز بالكاش = وعن طولها عقّل جمال المطاريش
هاذي هقاوينا على كل مطراش = ولولا هقاوينا ماحشنا محاويش
من لا أبعد الهمه من المجد ماحاش = ومن لابذرها ماحصدها من العيش
جنب غلامٍ ماينغمش لنغماش = ويعقد نكاح المرجله بالنغاميش
ماعاش من لاعاش بالعز ماعاش = ويعيش من لاعاش بالذل ويعيش
مافيه شي ابلاش ياطالب ابلاش = كلمه ثمنها جوع بطنك بلا ليش
لن كان ماتاخذ لها البعد مغباش = قسمك هجير الشمس بعد المغابيش
حنا مصب بحور الأمثال ياعماش = نحت الصخر نقش الحجر بالمناقيش
ماهي بزوده وافتخارٍ على ماش = ولاهو بحقرٍ لزملايه وتهميش
لن ساعفت بالحظ لأطوي لها فراش = وأقتادها عذراً حللها مراهيش
الا أنها من والي الملك كلباش = واللي من الله ويش معه الكلابيش
كم واحداً فر لنجاته ولا عاش = وكم واحداً عارض مماته ولانيش
أدخل بيوت الشعر وأنقش بمنقاش = وعن لاتكلف خلها ضحكة الديش
كحل اليمانيه من بلاد الأحباش = تسعطه من عفر صفر المغاويش
أشرب حشايشها عقب هيلها غاش = فنجالها بشت جباه الحشاحيش
خذني لها خمّار خمره وحشّاش = في مايحل من القراح النقاريش
الصدق منه الكذب يجبن وينحاش = والحق صابون القلوب المغاشيش
وفاة ابو عشر الميه صوت وافلاش = عيد اليمن يوم انهزام الأحابيش
قد ذل سعدون العواجي من اللاش = لو ماأصبحت بعقاب شوف المراميش
فلي جعودك وأرقصي يوم مرياش = وسمي على فايز عقاب المعاكيش
كانت ربيع اجحاش فله للأجحاش = ولا عاد هي فله لخضر الأجاحيش
عثت في بستان المثايل على الشاش = ووطت زهوره بالظلاف المواقيش
وكيّش على كل القنوات كيّاش = وثبت رواسي ماتشوف الخفافيش
والى اللقاء ومع السلامه من الجاش = وصلوا على خير البشر صفوة قريش