محللون سعوديون لـ «البيان»: خطاب الملك عبدالله خريطة طريق لتجاوز الأزمة

محللون سعوديون لـ «البيان»: خطاب الملك عبدالله خريطة طريق لتجاوز الأزمة

المصدر:
الرياض - عبدالنبي شاهين
التاريخ: 10 أغسطس 2011



أكد محللون سياسيون سعوديون أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الاثنين الماضي يمثل خريطة طريق لتجاوز أزمة سوريا ودق ناقوس الخطر استباقاً لتدخل دولي.
وأجمع المحللون في تصريحات خاصة لـ «البيان» أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للقيادة السورية إلى تغليب الحكمة، هي تعبير صادق عن حرص الملك على أمن واستقرار سوريا والمنطقة عموما، مطالبين كافة الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف مماثل لموقف المملكة ضد الانتهاكات التي يمارسها النظام ضد الشعب السوري.
وأكد عضو مجلس الشورى السعودي د. نجيب الزامل أن الملك عبدالله دق ناقوس خطر، وعلى النظام السوري أن يعي أنه أمام أحد خيارين، الأول وقف إراقة الدماء، والثاني مواجهة الفوضى.
وأضاف قائلاً إن «الملك عبد الله ينصح القائمين على الأمر في سورية بضرورة التراجع عن العنف المفرط وإيقاف آلة القتل، كما أن ما قاله خادم الحرمين الشريفين يعكس شعور المملكة الشديد بالغضب مما يجري هناك وأن الرئيس السوري بشار الأسد لم يفهم الإشارات التي قيلت له بصورة هادئة طوال الفترة الماضية».
ورأى الزامل أن موقف المملكة الذى جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين يمثل خطوة عربية مهمة لاستباق الموقف الدولي المتربص بسوريا ويسعى للتدخل في سوريا، وقال إن دعوة خادم الحرمين جاءت بمثابة «فيتو» على التدخل الدولي في سوريا وأن يبقى الحل عربيا أو من خلال القيادة السورية باتخاذ إجراءات إصلاحية ملحة وسريعة مع الوقف الفوري للعنف الدامي ووقف مذابح الأبرياء، مضيفاً أن موقف المملكة من المتوقع أن يتبلور إلى موقف خليجي وعربي موحد.
ومن جهته قال استاذ العلوم السياسة د. سلطان الثقفي إن «البعض قد يقول إن موقف المملكة جاء متأخراً، لكن الأمر على العكس تماماً، إذ لم يكن للمملكة أن تتخذ موقفا متسرعا حيال موجة «الربيع العربي» ومنها سوريا، ما لم يكن مستندا إلى رؤية ثاقبة ونافذة تطرح الحل فور تشخيص المشكلة» .
وأضاف قائلا إنه «في مثل هذه الحالات، لا مكان وسط غليان الأحداث، إلى مواقف خطابية عفوية إنشائية، دون تقديم الحلول، ومن هذا المنطلق جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي وضع الأزمة في سياقها الحقيقي مع التشخيص الدقيق للحالة السياسية وتقديم الحلول» .
وقال الثقفي إن الخطاب الملكي لخادم الحرمين الشريفين الموجه إلى القيادة السورية حصد أصداء وتأييدا في دول الخليج والعالم العربي ورحبت به الجالية السورية في السعودية بصورة لافتة، لما تضمنه من لغة حازمة وتسجيل موقف قومي يعلن رفضنا القاطع قيادة ودولة وشعبا للجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري والتي يشارك فيها الحرس الثوري وعملاء إيران في المنطقة.
ضرورة لإنقاذ الشعب
ومن جهته، اعتبر استاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود د. فيصل العاني أن كلمة الملك عبدالله نتاج طبيعي وضروري لإنقاذ الشعب السوري، وهي بحد ذاتها نابعة من قناعة تامة أن ما يحدث في سوريا سيجر المنطقة للفوضى، وسيكون النظام السوري أول ضحاياه، وستتأثر كل الدول بما فيها المملكة وبالتالي، فإن التدخل السعودي ضروري وملح، ولعل اتسام كلمة الملك بالحكمة والواقعية وعدم انحيازها لأي جهة دليل على ذلك.
وقال العاني: «كالعادة كان الملك عبدالله بن عبد العزيز هو صوت الحكمة والعقل، الصوت الذي يعمل لصالح العرب كل العرب والشعب السوري مكون أساسي من مكونات الأمتين العربية والإسلامية، والنداء الذي أطلقه خادم الحرمين استشرف القادم من الأمور، وبخاصة عندما حدد الخيارين أمام سوريا، إما الحكمة أو الفوضى».