حزب "الكنبة" لن يشارك في انتخابات الإعادة

مصريون يدلون بأصواتهم في الانتخابات (أرشيفية)

القاهرة – خالد حسني
تشير نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت أخيراً في مصر إلى أن الكتلة الصامتة التي قاطعت الجولة الأولى من الانتخابات، لن تتحرك ولن تشارك في جولة الإعادة، خاصة في ظل حملات التشويه التي يقودها المرشحون للإعادة في إطار محاولاته للاستفادة بأصوات الكتلة الصامتة أو من يطلق عليهم أعضاء "حزب الكنبة"، إلى جانب الانطباع السلبي الذي خلفته نتائج الجولة الأولى التي جاءت بالدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق.

وتشير توقعات المراقبين والمحللين إلى إمكانية زيادة عدد من يقاطعون جولة الإعادة، خاصة بعد خروج حمدين صباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح اللذين كانا أقرب لهذه الكتلة من كافة المرشحين سواء في الجولة الأولى أو الثانية.


وفي هذا الصدد قال صلاح راشد، موظف بجهاز المحاسبات، إن هناك كثيرين قاطعوا التصويت في الجولة الأولى، خاصة من الذين تضرروا من الفوضى التي انتشرت بعد الثورة ما أثر سلباً على دخلهم وأصبحوا يعانون كثيراً في توفير لقمة العيش، وتضم هذه الشريحة عمال اليومية وأغلب العاملين في قطاع السياحة وسائقي التاكسي، وكل هؤلاء تضرروا بسبب توقف أعمالهم.

وأضاف: "أنا لم أقاطع الانتخابات في الجولة الأولى، ولكن في ظل نتائج هذه الجولة وصعود مرسي وشفيق في الإعادة، فلن أشارك في التصويت للجولة الثانية، لأنني غير مقتنع بكلا المرشحين".

إقبال مخيّب للآمال

ورغم أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، قد أعلن أن نحو 80% من المصريين يعتزمون المشاركة في التصويت بالانتخابات، لكن جاءت النتائج عكس ذلك، حيث لم يتجاوز عدد المشاركين في الجولة الأولى نحو 46.4% فقط.

وأظهر استطلاع الرأي الذي أجراه المركز قبل أيام من بدء الجولة الأولى أن 73% من المبحوثين على استعداد للمشاركة في انتخابات جولة الإعادة في حال إجرائها بين مرشحين لم يقوموا باختيارهم في الجولة الأولى، فيما أعرب 44% من المواطنين عن ثقتهم بنزاهة الانتخابات الرئاسية، و30% واثقون إلى حد ما.

هذا وأشار الاستطلاع إلى أن نحو 61% من المواطنين يرفضون أن يأتي رئيس للجمهورية منتمياً للنظام السابق، فيما أبدى 76% رغبتهم في أن يكون الرئيس مستقلاً وليس لديه انتماءات حزبية، وفضل 57% أن يكون الرئيس "مدنياً". وفضل 63% ممن شملهم الاستطلاع أن يكون الرئيس القادم مؤيداً لثورة 25 يناير، فيما رفض 51% منهم أن يكون الرئيس القادم منتمياً أو سبق له الانتماء لأي جماعة دينية.

لكن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية توقع أن ما بين 20 و25 مليون ناخب يمثلون الكتلة الصامتة لن يدلوا بأصواتهم في جولة الإعادة، مؤكداً أن الكتلة الصامتة لا يهمها أن يأتي رئيس بعينه في الانتخابات.

الوعود المكتوبة تزيد الإقبال

وبدوره توقع الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن ترتفع نسبة مقاطعي الانتخابات أو من سينضمون إلى حزب الكنبة أو الأغلبية الصامتة إلى 60% بسبب نتائج الجولة الأولى للانتخابات، مشيراً إلى أن نسبتهم في الجولة الأولى تقدر بنحو 54%، وذلك حسب ما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات.

وقال ربيع إن كلا المرشحين يحاول استفزاز هذه الكتلة التي قد تغيّر مجرى الانتخابات في حال تحركها ومساندتها لأحدهم، ولكن كلما كانت الوعود مكتوبة كان ذلك أفضل وربما تدفع الوعود المكتوبة نسبة كبيرة من الأغلبية الصامتة إلى العدول عن قرارها والمشاركة في جولة الإعادة.

وأوضح ربيع أنه إذا تم تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور ووضع حزب الحرية والعدالة وعوده في ورق وتعهدات مكتوبة كان ذلك أفضل، وفي المقابل إذا أعلن الفريق أحمد شفيق أسماء نوابه وأسماء أعضاء الحكومة فسوف يكون ذلك محفزاً لاستقطاب نسبة من الأغلبية الصامتة.

هذا وأكدت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في وقت سابق أن نسبة المشاركة في انتخابات الجولة الأولى بلغت نحو 46.42% تعادل نحو 23.6 مليون صوت، وهو ما يشير إلى أن عدد أعضاء الكتلة الصامتة بلغ نحو 27.3 مليون ناخب تعادل نسبتهم 54.68%، وذلك من إجمالي من يحق لهم التصويت، وهؤلاء يطلق عليهم الكتلة الصامتة أو "حزب الكنبة".