( منقـــــــول )
عشرات المحامين العرب تبرعوا للدفاع عن منتظر، وعشرات التجار أبدوا رغبتهم في شراء الجزمة التاريخية «أحدهم عرض مبلغ عشرة ملايين دولار لشرائها»، ومئات الكتاب والصحافيين تناولوا الحادثة الجزموية «أنا واحد منهم»، وآلاف الناس قرروا اطلاق اسم منتظر على مواليدهم المنتظرة، ومنتظر يقبع وحيداً في السجن الحكومي العراقي، بعد أن أنقذه الأميركيون من بين يدين رجال الأمن العراقي، الذين كادوا يقتلوه خنقاً تحت أجسادهم التي تهاوت عليه بعنف «غير عروبي».
شهر أو شهران وينسى العرب منتظر، لن تجد بعد شهر من الآن عربياً واحداً يتساءل عن المصير الذي آل إليه، الجميع سينساه، وسينشغلون عنه بالفرانكوفونية... ونيكول سابا... وأيهما جاء أولاً بيضة حماس أم دجاجة فتح... وآخر تعليقات جنبلاط المضحكة، كل العرب سينسونه بمن فيهم المحامون الذين أعلنوا عزمهم على الترافع عنه، طمعاً في الضوء الإعلامي لا أكثر، وحدها المؤسسات المدنية الأميركية التي ستقف معه حتى لو احتاج الأمر أن تكون في الخندق المقابل لخندق رئيس الولايات المتحدة الأميركية!