الركود العـالمي يدفع المصانع إلى خفض إنتاجها وتقليص وظـائفها

الركود العـالمي يدفع المصانع إلى خفض إنتاجها وتقليص وظـائفها
وكالات (( خبر )) فيصل السعد
لجأت بعض المصانع المنتشرة في الصين والهند وشرق آسيا في الآونة الاخيرة إلى خفض الإنتاج وتقليص الوظائف في خطوة للتقليل من خسائرها جراء الازمة المالية الراهنة على غرار ما حدث في الولايات المتحدة ودول متقدمة أخرى، وذلك وسط مخاوف من الركود الاقتصادي العالمي الذي بات يهدد اقتصادات كافة دول العالم.
وأكد معهد إدارة المعروض في تقرير له انخفاض نشاط المصانع الأمريكية إلى أقل مستوياته في 28 عاما في ديسمبر الفائت في مؤشر على انكماش أكثر حدة من التوقعات حيث انخفض المؤشر الوطني للمعهد لنشاط المصانع الأمريكية إلى أقل مستوى منذ العام 1980 مع أدلة متزايدة على انهيار الطلب في دول الغرب التي تشكل أسواقا لصادرات الدول النامية.
وعلى الصعيد نفسه فقد عاملون في المصانع الصينية وظائفهم وشهدت كوريا الجنوبية أكبر تراجع في أسعار المساكن منذ خمس سنوات.
بينما كشفت مؤشرات تباطؤ صادرات في الأسواق الصاعدة.
وفي مظهر يخالف التوقعات الاقتصادية المتزايدة حول تدهور الاقتصادات العالمية المختلفة سجلت المعنويات بعض التحسن في الأسواق، حيث يدرس مستثمرون نقلوا سيولتهم لملاذات آمنة شراء أصول متضررة جراء الأزمة المالية العالمية خصوصا بعد ان صعد مؤشر إم إس سي آي للأسهم العالمية بنسبة 1.7 في المائة وارتفعت مؤشرات البورصات الأمريكية ما يزيد على 1 في المائة مما يدل على زيادة إقبال المستثمرين على المخاطرة بعد عام من الخسائر لأسواق الأسهم العالمية التي قدرت بمبلغ 14 تريليون دولار.
وقد رافق ذلك انخفاض في مؤشر مديري المشتريات لنشاط المصانع للشهر الخامس على التوالي في الصين في ظل خسائر أسواق الأسهم العالمية التي قدرت بمبلغ 14 تريليون دولار عام 2008.
وقال محللون إنه بعد انكماش قطاع الصناعة الصيني الذي يشكل 43 في المائة من اقتصاد البلاد لخمسة أشهر متتالية يصبح قريبا من الركود في حين توقعت كوريا الجنوبية نمو صادراتها عام 2009 بأقل مستوى منذ 2001.
وتراجعت مبيعات شركات السيارات الكورية الجنوبية تتصدرها مبيعات شركة هيونداي موتور بنسبة 13 في المائة ديسمبر الماضي مما يفاقم مخاوف من ركود اقتصادي عالمي.
وقلصت سنغافورة التوقعات لاقتصادها لهذا العام إلى ما بين انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2 في المائة ونمو بـ 1 في المائة. ودل مؤشر مدير المشتريات على تقلص النشاط الصناعي في روسيا بشكل تجاوز المستوى الذي وصله من التباطؤ في الأزمة المالية عام 1998 وأظهرت تقارير تشيكية وبولندية هبوطا حادا في نشاط الصناعة فيهما. وفي الهند قامت بعض المصانع بتخفيض عدد الوظائف لأول مرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة بينما تراجع النشاط الصناعي في منطقة اليورو إلى رقم قياسي الشهر الماضي وانخفض في بريطانيا للشهر الثامن على التوالي بعد تقارير عن هبوط شديد في أسعار المساكن البريطانية. وانخفض تسجيل شراء المركبات الجديدة في إيطاليا في ديسمبر الماضي بنسبة 13.29في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام 2007.