السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 
شرح حديث شعب الإيمان
بقلم فضيلة الشيخ عبد المحسن بن عبد الله الزامل
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد :
فقد ثبت في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ و َسِتُّونَ شُعْبَةً , وَ الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ ) 
و عند مسلم : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ و َسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَ سِتُّونَ - شُعْبَةً , 
فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَ أَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ , 
وَ الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ ) 
و عنده في رواية : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ و َسَبْعُونَ شُعْبَةً ) 
- الشــــرح -
فهذا الحديث العظيم فيه بيان خصال الإيمان 
و أنها بضع و سبعون أو بضع و ستون شعبة , 
و البضع : من الثلاث إلى التسع . 
و هذه الشعب جمعت رأس الإيمان حيث أعلاه التوحيد : ( قول لا إله إلا الله ) 
- و هذه الكلمة هي باب الإسلام - , 
إلى آخر خصال الإيمان حيث أدناها إماطة الأذى عن الطريق .
و قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ و َسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَ سِتُّونَ شُعْبَةً ) 
المراد بذلك : أن خصال الإيمان لا تخرج عن هذا العدد , و أنها متفاوتة , 
فيدخل فيها أعمال القلوب و أعمال الجوارح و أعمال اللسان , 
و عنها يتفرع شعب أخرى من أعمال البدن : 
كالنفع المتعدي من الصدقة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر 
و الدعوة إلى الله سبحانه و تعالى .
وقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) 
و في لفظ آخر عند أحمد : ( أَرْفَعُهَا وَ أَعْلَاهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) 
و هي لا تكون أعلى الشعب و أرفعها إلا إذا أقرّ بها بإخلاص و صدق و يقين , 
قد اطمأن قلبه بها و أنست نفسه إليها .
و هذه الكلمة : هي كلمة التوحيد و أعلى خصال الإيمان , 
بها علو الإيمان و أهله , و لهذا حينما يقاتل الكفار لتكون كلمة الله هي العليا , يُدعون إلى الكلمة العليا و هي : ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) , 
و لذا لا يكون مقاتلاً لأجل أن تكون كلمة الله هي العليا 
حتى يُخلص في قوله لهذه الكلمة .
فالمراد بـ ( قَوْل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) 
أي : القول المواطيء للقلب , و ما أكثر من يتلفظ بها اليوم , 
لكنه لا يعمل بمقتضاها , و الناس حيال هذه الكلمة متفاوتون : 
فمنهم من ينطق بها و هو زنديق 
كالمنافقين في عهد النبي محمد صلى الله عليه و سلم 
و منهم من ينطق بها و هو صديق , 
و هذا هو الذي جاءت الأخبار بالثناء على قائلها 
بأن يكون صادقاً و مخلصاً في قوله بها .
و منهم من ينطق بها و هو بين بين , 
أي يقولها قولاً لكنها لا تحجزه عن المعاصي 
و لا تحمله على الصبر و الرضا و الشكر و مقامات الإيمان العليا ؛ 
لأن الكلمة و إن قالها بلسانه و هي عليا و فضلى , 
لكنه لم يعلو قلبه بها , فلم تزكو نفسه و لم يزكو عمله 
و لهذا كلما علت هذه الكلمة في القلب عظمت محارم الله في نفسه , 
و لهذا جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : 
مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم : ( لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ , أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ ) , 
و هذا هو المراد من قولها : أن تكون بالإخلاص و الصدق ؛ 
حتى يعمل و يؤدي الواجبات بيقين و يجتنب المحارم بيقين , 
فلا يجنبها عادة , و العبد يؤجر في عمله كله , 
حتى التروك إذا اجتنبها بصدق و يقين , و علم بما له من الأجر العظيم باجتنابها , فيستحضر ما في هذه المعاصي و الذنوب من العقاب و العذاب , 
فيجتنبها إجلالاً لله عز و جل و إعظاماً لأمره بأداءه و نهيهه باجتنابه .
و لمّا كان القوم تختلف مقاماتهم في هذه الكلمة , 
و أن أفضلهم من قالها بصدق و يقين , كانت أعمالهم تختلف بحسبها في قلوبهم , و لهذا يصلي الشخصان و يصوم المكلفان و يحجان و يتصدقان و هكذا من سائر أعمال البر , فتجد أحدهم عمله كله في الدرجات العلى , و الآخر في أدنى الدرجات , و ربما كان جهد الأول و سعيه أقل من الآخر , لكنه عمل بيقين و صدق خوفاً من الله و رجاء ما عند الله سبحانه و تعالى , 
و أما الآخر فليس عنده ذلك التصديق و اليقين الذي عند الأول , 
فكان بين عمليهما كما بين السماء و الأرض .
و هذه الشعبة العظيمة تمحق الكفر و تزيله و تحرقه , 
فضد هذه الشعبة الكفر بالله عز و جل , فكما أن الإيمان شعب فالكفر كذلك , 
و شعب الإيمان الطاعات , و شعب الكفر المعاصي و البدع التي هي بريده 
و الوسيلة و الطريق إليه , و لهذا كانت هذه الكلمة هي : الفيصل بين الإسلام 
و الكفر , و بين أهل الجنة و النار و عليها قام سوق الجنة و النار , 
و عليها انقسم الخلق إلى شقي و سعيد , و بها تفتح الجنة .
و هذه الكلمة العظيمة من قالها استحق أخوة الإيمان و إن كان من أبعد الناس , 
و من أباها استحق العداوة و إن كان أقرب الناس , 
لأن ذاك علا بإيمانه على كل شيء فكان أقرب من كل قريب .
و كلمة التوحيد فيها نفي و إثبات , فلا إله معبود بحق إلا الله سبحانه و تعالى 
و هذا هو الإثبات , و النفي لجميع الآلهة المعبودة سوى الله عز وجل , 
و أنها باطلة .
ثم انظر كيف ذكر النبي محمد صلى الله عليه و سلم في أعلا الشعب 
كلمة لا يمكن أن ينوب أحدٌ عن أحد بها و لا تقبل الحوالة و لا الوكالة , 
بل لا يصلح أن يقولها إلا كل شخص عن نفسه , و هو الذي يؤمن بها و يوحد الله بها سبحانه و تعالى , و هي عمل لازم للعبد .
ثم ذكر النبي محمد صلى الله عليه و سلم عملاً يسيراً لكنه نفع متعدي و هو : ( إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ ) و هذا يبين عظمة هذا الدين و هذه الشريعة , 
كيف جعلت إزالة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان 
التي من فرط فيها فقد نقص إيمانه ؛ لأنه لم يستكمل الشعب , 
و هذا يبين أن من استكمل الشعب استكمل الإيمان 
لحيازته لأعلا الشعب إلى أن وصل إلى أدناها .
و من شعب الإيمان التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه و سلم في الحديث : ( الحياء ) و هو خلق جميل يبعث على ترك رذائل الأخلاق و الأعمال , 
فتنكسر النفس على الإقدام عليها ؛ لأن فيها دناءة تنافي الحياء , 
و هذا هو الحياء الشرعي الممدوح صاحبه , 
و قيل في معناه : أنه خلق يتولد من رؤية نعم الله رؤية التقصير في شكرها 
فينتج عنهما خلق الحياء . 
و هذا الحياء الموصوف خيرٌ كلُّه أو كلّه خير كما ثبت في الصحيحين 
من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما , 
و في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه 
و سلم مرَّ على رجلٍ و هو يُعاتبُ أخاهُ في الحياء يقولُ : إنكَ لتستحيي - 
حتى كأنَّهُ يقولُ : قد أضرَّ بكَ - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : 
( دَعْهُ , فإن الحياءَ مِنَ الإيمانِ ) , 
و لا يدخل في مسمى الحياء الشرعي الاستحياء في طلب العلم 
بعدم السؤال و المشاركة بالبحث فيه , 
و كذا الاستحياء من الناس بعدم إنكار منكر , 
فإن هذا ضعف و خورٌ و جُبن عن تحصيل الخير .
ثم بين هاتين الشعبتين شعب عظيمة , و أعظم الشعب بعد ( قَوْل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) أركان الإسلام التي بعد الشهادتين , و تحتها شعب و فروع عظيمة , 
و النبي محمد صلى الله عليه و سلم لم يذكرها و لم يحدها , 
و لكن ذكرها على سبيل العدد ؛ حتى يجتهد المسلم في تحصيلها , 
و يجدَّ في سائر طرق الخير , و لهذا قال الله تعالى : ( وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ سورة الحج : الآية 77 ] 
فينبغي للمسلم أن يسارع و يسابق في الخيرات , 
و العبد إذا اجتهد في خصلة من خصال الخير لا يقول يقيناً إن هذه هي الشعبة المرادة , بل يجتهد في جميع خصال الخير حتى يستكمل جميع الشعب , 
روى البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم : ( أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ , مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَ تَصْدِيقَ مَوْعِدِهَا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ ) . 
قَالَ حَسَّانُ : فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ الْعَنْزِ مِنْ رَدِّ السَّلَامِ , وَ تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ , 
وَ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَ نَحْوِهِ , فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً . 
و هذا يبين كثرة طرق الخير في هذه الشريعة و أنه لا حصر لها , 
فمهما اجتهد العبد و عمل لن يحصي طرق الخير كما قال صلى الله عليه و سلم في حديث ثوبان رضي الله عنه : ( اسْتَقِيمُوا وَ لَنْ تُحْصُوا , وَ اعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةُ , وَ لَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ ) , 
و هذا هو الواجب على المؤمن أن يجتهد في تحصيل خصال الخير 
لكنه لن يحصيها , و لهذا قال صلى الله عليه و سلم كما عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَ لَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ , فَسَدِّدُوا وَ قَارِبُوا وَ أَبْشِرُوا ) .
فالمقصود أن النبي محمد صلى الله عليه و سلم ذكر هذه الشعب العظيمة , 
أنها كالأصول و تحتها فروع تتفرع منها , جاء ذكرها في الأخبار الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم , 
منها ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ : 
يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ , فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ , و َمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ , و َمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ , وَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ ) . 
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ , فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟ 
قَالَ : ( نَعَمْ , وَ أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ) , 
و كذلك ما جاء في غيرها من الأخبار , من الإصلاح بين المتخاصمين , 
و حمل المتاع للإنسان , و دلالة الضال و ما أشبه ذلك من خصال الخير و شعب الإيمان , فينبغي للمسلم أن يجتهد في تحصيلها خاصة في مثل هذا الوقت الذي تكون الضرورة في الاجتهاد في خصال الخير من الدعوة إلى الله عز و جل 
و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و النصيحة و الكلمة الطيبة و ما أشبه ذلك من أشد الضرورات , خصوصاً مع توفر الوسائل عبر الاتصالات الحديثة التي تسهل له 
و تعينه على تحصيلها , فلهذا جديرٌ بالمؤمن أن يجتهد في تحصيل هذه الشعب 
و خصال الخير أو ما تيسر منها ؛ حتى يحوز الخير و يحصل على الأجر العظيم , 
و الله عز و جل شاكر حليم عليم , 
فأسأل الله سبحانه و تعالى أن يعيننا على خصال الخير 
و أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل و في ما نأتي و نذر . 
و أسأل الله سبحانه بمنه و كرمه أن يجزي القائمين على موقع ( العقيدة و الحياة ) و على رأسهم المشرف عليه فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبد الرحمن القاضي خير الجزاء , على جهودهم في بيان العقيدة الصحيحة و كشف الشبهات الباطلة , و بيان ذلك بالأدلة الصحيحة , فضاعف الله أجرهم و أعظم ثوابهم , 
آمين إنه جواد كريم .
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين . 
روى الإمام البخاري بسنده عن أبي هريرة رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ قال : " الإيمان بضع و ستون شعبة ، و الحياء شعبة من الإيمان "
و في رواية الإمام مسلم قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ 
" الإيمان بضع و سبعون أو بضع و ستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله 
و أدناها إماطة الأذى عن الطريق ، و الحياء شعبة من الإيمان " . 
ألفاظ الحديث الشريف :
* الإيمان : يقصد به ما يدخل صاحبه الجنة و يباعد صاحبه عن النار 
و هو تصديق بالقلب و إقرار باللسان و عمل بالأركان أي أنه قول و عمل 
و ليس تصديقًا فحسب أو تصديقًا و إقرارًا كما يدعي البعض . 
* بضع : عدد مبهم مقيد بما بين الثلاث إلى التسع كما جزم به القزاز 
و نقله عنه الإمام ابن حجر العسقلاني في كتاب فتح الباري . 
* شعبة : قطعة و المراد بها الجزء أو الخصلة . 
* الحياء : في اللغة : تغير و انكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به . 
و في الشرع : خلق يبعث على اجتناب القبيح و يمنع من التقصير بالحق 
و لهذا جاء في الحديث : " الحياء خير كله " 
* الإماطة : التنحية و الإبعاد و الإزالة . 
* الأذى : المقصود بالأذى كل ما يؤذي من حجر أو شجر 
أو شوك أو نار أو حاجز و نحوها . 
من فقه الحديث الشريف :
1 - الحديث دليل على أن الإيمان قول و عمل ، 
و ذلك لبيانه أن من شعب الإيمان أي من أجزائه التي يتكون منها ما يجمع بين القول : هو الإقرار بكلمة التوحيد " لا إله إلا الله " ، 
و العمل : هو إماطة الأذى عن الطريق ، 
و كذلك الحياء و الشعب الأخرى التي بين الشهادة و الإماطة . 
2 - حكم الحياء : هو الخلق الذي يبعث صاحبه على اجتناب القبيح 
و يمنع صاحبه من التقصير من حق ذي الحق الواجب ، 
و ذلك لبيان الرسول محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ في الحديث الشريف 
أنه من شعب الإيمان و أجزائه ، 
و لما روي أيضًا عن سالم بن عبد الله عن أبيه " أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ 
و َسَلَّمَ مر على رجل من الأنصار – و هو يعظ أخاه في الحياء - فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ : دعه فإن الحياء من الإيمان "
3 - اختلف العلماء اختلافًا كبيرًا في بيان شعب الإيمان و حصرها 
و طالما لم يرد دليل يحددها و يعدها 
فالأمر في بيانها و حصرها خاضع للاجتهاد ، 
و بالتالي لا يقدح عدم معرفة حصرها في الإيمان . 
4 - شعب الإيمان : مراتب بعضها أفضل من بعض ، 
و يدل على ذلك ما ذكر في رواية الإمام مسلم " أعلاها لا إله إلا الله ، 
و أدناها إماطة الأذى عن الطريق " . 
 قرأت عن شعب الإيمان و أعلم أنها بضع و سبعون شعبة 
أعلاها لا إله الا الله 
و أدناها إماطة الأذى عن الطريق 
و لكن لا أعلم ما هي بقية هذه الشعب ؟ 
الجواب هو :
أن هذه الشعب تتفرع عن أعمال القلب و أعمال اللسان و أعمال البدن .
فأعمال القلب فيها : المعتقدات و النيات , 
و تشتمل على أربع و عشرين خصلة 
و هي على النحو التالي :
* الخصلة الأولى : الإيمان بالله :
و يدخل فيه : الإيمان بذاته و صفاته و توحيده 
بأنه ليس كمثله شيء , و اعتقاد حدوث ما دونه .
* الخصلة الثانية : الإيمان بملائكته و كتبه و رسله .
* الخصلة الثالثة : الايمان بالقدر خيره و شره 
* الخصلة الرابعة : الإيمان باليوم الآخر :
و يدخل فيه : المسألة في القبر و البعث و النشور و الحساب 
و الميزان و الصراط و الجنة و النار .
* الخصلة الخامسة : محبة الله 
* الخصلة السادسة : الحب و البغض 
و يدخل فيه : محبة النبي محمد صلى الله عليه و سلم و اعتقاد تعظيمه 
و يدخل فيه الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه و سلم 
و اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه و سلم .
* الخصلة السابعة : الإخلاص 
و يدخل فيه : ترك الرياء .
* الخصلة الثامنة : النفاق 
* الخصلة التاسعة : التوبة 
* الخصلة العاشرة : الخوف 
* الخصلة الحادية عشرة : الرجاء
* الخصلة الثانية عشرة : الشكر  
* الخصلة الثالثة عشرة : الوفاء 
* الخصلة الرابعة عشرة : الصبر
* الخصلة الخامسة عشرة : الرضا بالقضاء 
* الخصلة السادسة عشرة : التوكل
* الخصلة السابعة عشرة : الرحمة
* الخصلة الثامنة عشرة : التواضع
* الخصلة التاسعة عشرة : توقير الكبير
* الخصلة العشرون : رحمة الصغير 
* الخصلة الحادية و العشرون : ترك الكبر و العجب 
* الخصلة الثانية و العشرون : ترك الحسد  
* الخصلة الثالثة و العشرون : ترك الحقد
* الخصلة الرابعة و العشرون : ترك الغضب
أما أعمال اللسان فتشتمل على سبع خصال 
و هي على النحو التالي :
* الخصلة الأولى : التلفظ بالتوحيد 
* الخصلة الثانية : تلاوة القرآن الكريم
* الخصلة الثالثة : تعلم العلم 
* الخصلة الرابعة : تعليمه العلم 
* الخصلة الخامسة : الدعاء
* الخصلة السادسة : الذكر : 
و يدخل فيه الاستغفار .
* الخصلة السابعة : اجتناب اللغو 
أما أعمال البدن فتشتمل على ثمان و ثلاثين خصلة 
منها ما يختص بالأعيان 
و عددها خمس عشرة خصلة 
و هي على النحو التالي : 
* الخصلة الأولى : التطهير حسا و حكما 
و يدخل فيه اجتناب النجاسات .
* الخصلة الثانية : ستر العورة 
* الخصلة الثالثة : اقامة الصلاة فرضا و نفلا  
* الخصلة الرابعة : تأدية الزكاة  
* الخصلة الخامسة : فك الرقاب  
* الخصلة السادسة : الجود 
و يدخل فيه إطعام الطعام و إكرام الضيف . 
* الخصلة السابعة : الصيام فرضا و نفلا  
* الخصلة الثامنة : الحج و العمرة  
* الخصلة التاسعة : الطواف 
* الخصلة العاشرة : الاعتكاف 
* الخصلة الحادية عشرة : التماس ليلة القدر في العشر الأواخر 
من شهر رمضان المبارك 
* الخصلة الثانية عشرة : الفرار بالدين 
و يدخل فيه الهجرة من دار الشرك . 
* الخصلة الثالثة عشرة : الوفاء بالنذر
* الخصلة الرابعة عشرة : التحري في الإيمان 
* الخصلة الخامسة عشرة : أداء الكفارات 
و منها ما يتعلق بالاتباع و عددها ست خصال 
و هي على النحو التالي : 
* الخصلة الأولى : التعفف بالنكاح
* الخصلة الثانية : القيام بحقوق الأبناء 
* الخصلة الثالثة : بر الوالدين 
و يدخل فيه : اجتناب العقوق . 
* الخصلة الرابعة : تربية الأبناء و صلة الرحم  
* الخصلة الخامسة : طاعة السادة 
* الخصلة السادسة : الرفق بالعبيد  
و منها ما يتعلق بالعامة , و عددها سبع عشرة خصلة 
و هي على النحو التالي : 
* الخصلة الأولى : القيام بالإمرة مع العدل 
* الخصلة الثانية : متابعة الجماعة  
* الخصلة الثالثة : طاعة أولي الأمر 
* الخصلة الرابعة : الإصلاح بين الناس 
و يدخل فيه قتال الخوارج و البغاة . 
* الخصلة الخامسة : المعاونة على البر 
و يدخل فيه الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
* الخصلة السادسة : إقامة حدود شرع الله 
* الخصلة السابعة : الجهاد 
و منه المرابطة . 
* الخصلة الثامنة : أداء الأمانة 
و منه أداء الخمس . 
* الخصلة التاسعة : القرض مع وفائه  
* الخصلة العاشرة : إكرام الجار  
* الخصلة الحادية عشرة : حسن المعاملة 
و يدخل فيه جمع المال من حله . 
* الخصلة الثانية عشرة : إنفاق المال في حقه 
و منه ترك التبذير و الإسراف . 
* الخصلة الثالثة عشرة : رد السلام  
* الخصلة الرابعة عشرة : تشميت العاطس  
* الخصلة الخامسة عشرة : كف الأذى عن الناس 
* الخصلة السادسة عشرة : اجتناب اللهو 
* الخصلة السابعة عشرة : إماطة الأذى عن الطريق 
فهذه تسع و ستون خصلة , و يمكن عدها تسعا و سبعين خصلة 
باعتبار إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر . 
و الله أعلم .
و السلام ختام .
منقول