اليهود أبناء عمومتنا
" ألا تبّا لهم "
لا تفزعون يا أخوة ... اليهود أبناء عمومتنا !!! 
لم يرضي من كان في المجلس عندما سمع تلك الكلمات ، بل رأى بعضهم أنها قد تحط من كرامتنا وعروبتنا وإسلامنا ... أقول يحق لهم ذلك وأنا معهم لعدة أسباب * 
إن أفعال اليهود المشينة وأطباعهم القذرة وقتلهم الأنبياء وخيانتهم للعهود منذ صدر التاريخ ، وإيذائهم لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وتحريض القبائل عليه بل ومحاولة قتله ، والى يومنا هذا ونحن نري مخططاتهم الدنيئة لمحاولاتهم اليائسة لمسخ جميع أمة الإسلام عن دينها وأخلاقها وصدّهم عن الحق المبين الذي يعرفونه كما يعرفون أبنائهم * 
أقول بعد ذلك : فعلا اليهود لا يشرّفوننا قربا ولا نسبا وذلك لكفرهم * 
لقد كان اليهود منقطعين عن النبوة فترة طويلة من الزمن ، فظلوا ينتظرون قرون ... وقرون - لكي تختم الرسالات من نسل إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام ، لأنهم اعتادوا وأصبح مسلّما لديهم أن الرسالات لن تنتقل إلي غيرهم من الأمم ! 
ولكن هيهات ... وأنّا لهم ذلك - إنها الصاعقة التي جاءت علي رؤوسهم النتنة ، أنه التكريم الإلهي للعرب برسالة النبوة من نسل أخيه إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام * 
عندها أنفجر اليهود بغيظهم ، وجنّ جنونهم ، وتناسوا ونسوا صلة القربى الصريحة ، وهي قربة النسب والنبوّة بين ذرية إسحاق  وذرية إسماعيل الذي أكرمه الله بأعظم حفيد علي وجه الخليقة أنه : محمد بن عبدالله أفضل الخلق وخاتم المرسلين – صلي الله عليه وعلي آله وأزواجه وصحبه أجمعين *  
انه العقاب الإلهي  لتلك الأمم التي جاءت من نسل إسحاق وجميع تفرعات ذريّته ، والذين لم يحمدوا الله أن أكرمهم في ذلك الوقت بآلاف الأنبياء من أبناء عمومتهم من بني إسحاق ويعقوب كما جاء في الصحيح ، إلاّ القلة القليلة منهم من حمد الله وآمن واتبع الحق المبين * 
أمّا سائر تلك الشعوب من بني إسحاق خاصة ذريّة أبناء يعقوب وهم الذين يطلق عليهم " بنو إسرائيل" فقد فعلوا الأفاعيل بأنبيائهم من قتل وتعذيب وتهجير وسوء المعاملة * 
أتدرون لماذا فعلوا تلك الأفاعيل الخسيسة لأنبيائهم ؟ الجواب : لأن أنبيائهم قالوا لهم : أعبدوا الله وحده لا شريك له ، ولا شريك لملكه أحد ، ولا مثيل له في أسماءه وصفاته ، وأمروهم بالصلاة والزكاة والصيام ... فأبوا إلا الشرك بالله سبحانه وتعالي *
لذلك لا قيمة لمحبة النسب ولا فخر بالآباء والعشيرة إذا لم تكن مقرونة تلك المحبة بالأيمان والتصديق برسالة التوحيد ونبذ الشرك وأهله والعمل بشرائع الرسل *
إنها عقيدة الولاء والبراء يا أخوة ، ومنها يتحدد مصير الإنسان ، فإما إلي الجنة ونعيمها الخالد إلي أبد الآباد  - أو إلي النار وعذابها الذي لا ينتهي مع مرور الأحقاب والأزمان *
مشهب الديحاني
=========