نعم إن الفراغ داء , وأخطر من كل داء, انظر إلى الذين يتسكعون في الطرقات ,و يملئون الاستراحات , ويسدون الطرقات والممرات ويضيعون الأوقات في غرف الدردشة والمحادثات , ويعيشون عبئاً على أمتهم ووطنهم ومجتمعهم وأهليهم , أليسوا مرضى , بلى والله إنهم بحاجة إلى عملية إسعاف مستعجلة وعناية فائقة حتى تصلح أحوالهم و تتعدل أمورهم! .
يقول أصدق الخلق –صلى الله عليه وسلم-"نعمتان مغبون فيهما كثيرُ من الناس الصحة والفراغ" . ومعنى مغبون هنا ليس أنهم محسودون على هاتين النعمتين من غيرهم بل معناه أنهم سيندمون على تفريطهم إما عاجلاً أو أجلاً.
الفراغ : هو أن تعيش الساعات الطوال بلا عمل بلا هدف ولا نشاط, هو أن تُخلي رأسك من كل مفيد لتستوطنه الوساوس والأوهام , لتعيش جحيم العيش وأنت قادر على أن تصل إلى أعلى لذات الحياة.
مساكين هم الفارغون لا هدف لا توجه لا خطة لا عمل لا نشاط, قل لي بالله ماذا بقي لهم في الحياة هم فقط قطعة خشبية تتقاذفها الأمواج حيث تشاء فتارة على السطح وتارة في الوحل وأخرى ترميها الأمواج في قاع سحيق .
واجه الفراغ , اقتل الفراغ , اعمل, ابحث .انتج, ادرس , اكتب , اقرأ-وتذكر أنه أول أمر نزل من خالقك - , المهم لا تكون فارغاً لا هم ولا همه فأمجاد الماضي لن تفيد وأمس لن يعود واليوم لن ينتظرك وغداً لن يجاملك (فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك). وتذكر (فإذا فرغت فانصب(7)).سورة الشرح
ودقات قلب المرء قالت له ****أن الحياة دقائق وثواني
قبل الوداع
اعلم أن مشكلة فراغ الشباب بالذات مسئولية عامة تشترك فيها الدولة والمجتمع والفرد . ولكن هذا لا يعني أن نرمي اللوم على الآخرين ونقف مكتوفي الأيدي , لا, فنحن قادرون على أن نملأ أوقاتنا بما يفيدنا , ونحمد الله أنه متيسر لنا ما لم يتيسر لغيرنا , على سبيل المثال الشبكة العنكبوتية مليئة بكل ما هو جيد ومفيد في شتى أنواع العلوم وأصناف المعرفة .
إن الشباب والفراغ والجدة **** مفسدة للمرء أي مفسدة
إلى اللقاء,,,,,.
بقلم /محمد عبيد الجبيري