يلفت النظر قوة تحالف هذيل البقوم , والشدادين وذوي حطاب من بني الحارث , وأكلب من قبائل الجنوب وبشيوخهم وكبارهم مع عتيبة حتى ان شيخ هذيل البقوم كان يشد وينزل مع ابن حميد هو وقبيلته هذيل البقوم وكانت له موارد وابار في وسط ديار عتيبة ولم يعود الا مع بدايات توحيد المملكة , ايضا ابن حريش من كبار شيوخ الشلاوى وربعه كان في أغلب المعارك مع ابن حميد شيخ عتيبة , حتى ان ابن حريش هو الذي اصاب قنيفذ ابن لبدة الفارس الكبير وانقذ ابن هندي من الموت ولولا تدخل ابن حريش لمات تحت يد هذا الفارس والقصة ذكرها ابن بليهد .
التحالف والغزو كان أوضح من ان يذكر بين هذه القبائل وليست مجرد اتفاق مؤقت على غزو بل مرافقة دائمة وجيرة مستمرة وهناك قصص كثيرة سواء مع العضيان أو الروقة او برقا تذكر مجاورة هذه القبائل لعتيبة ومغازيهم معهم وتداخلهم حتى ان هناك اقسام لم تعد الى قبيلتها الاصل مثل الدماسين والذين هم حالياً يحسبون من العضيان من عتيبة وهم اصلاً من أكلب والذين فضل العتبان ضمهم لما ظهر منهم رجالا وفرسان كبار .
اليوم لدي قصة غزوة مشتركة وهي على الشدادين من بني الحارث على رأس شيخهم الفارس المعروف
عجير ابن مفلح ابن مهرس ومعه عايض ابن مهرس واغلب قبيلتهم الشدادين ومعه من عتيبه ابن زيد السماري وجماعته السمره من روق من عتيبة تجاوروا واتفقوا على غزو مطير على طميه الهضبة المعروفه .
ووقعت كسيرة كبيرة على الشدادين والعتبان واصبح المطمع في حلالهم واصبح فرسان مطير يمنعون من يطلب المنع ويقتلون من يقاوم .
وكان عايض ابن مهرس في أول المعركة يشير على عجير لما رأى فعل مطير وكيف يفعلون بهم قال ياعجير ماهي لنا خلنا ننسحب ونحافظ على ركايبنا ونسلم والا المطمع من هذولا مافيه مطمع .
قال عجير ياعايض انت تبى العتبان يسولفون علينا يقولون الحرث من أول شوط ذلوا خلنا نفعل والله يدبرها اما الانسحاب مافيه انسحاب ومانبى نتفشل بهزيمتنا ومعنا الاجناب يعلمون باللي يصير ويحطون اللوم علينا .
وصاح عايض جزعا قال (( ومشحاني مشحاناه )) ويقصد مشحان الشدادي فارس معروف من الشدادين وكان رامي ودائما في المغازي اذا حمى الوطيس يحتمون به ربعه لأنه رامي وشجيع , عرف عايض ان اول طقة تبي تجي في مشحان لأنه أول الجيش دائما وبوارديهم .
المهم وبعد اشتداد الأمر على الغزو ووبعد ان اوشكوا على هزيمة ذريعة طلب عجيرابن مهرس حضور ابن زيد السماري قال ياعتيبه توجهوا طرف وحنا طرف وكلن وجهته وتصرفوا باللي يعجبكم انتم وظروف المعركة وقصده يعطي العتيبي اذن بالانسحاب اذا اراد وكان عجير ايضا ينوي الانسحاب لذلك جعل كلا منهم على جهة .
وهم يقاومون قليلا وكان من اول من قتل في المعركة ( مشحان الشدادي ) وهو الفارس الذي توجد عليه عايض ابن مهرس قبل ان يقتل .
وفرسان مطير يمنعون فرسان العتبان والشدادين قال عجير تكفون يااهل الخيل هجوا بها مايبغى الخيل توخذ قال اهربوا بها , أما الرجليه واهل الجيش فهو يعلم ان مالهم امل بالنجاة لأن الجيش ليس سريع وتلحقه الخيول , اما الخيل فقد كانت غالية جدا عن البادية وممكن ان ينجوا اهلها اذا كتب لهم الله نجاه .
وفرسان الشدادين يردون خيلهم ويطلعون من ميدان المعركة هجيج تنفيذا لطلب اميرهم الذي علم انهم لقمة سائغة لمطير وكان يخشى كثيرا على خيولهم .
وكان هناك فارس من الشدادين اسمه ( نافل العنسي الشدادي )
وهرب نافل بفرسه ولما خرج من الميدان قابله أحد جماعته اسمه ( سعد ابن سراج ) على رجله واراد ان يركب معه , وهو يطلع يصيح عليهم عجير ابن مهرس قال يانافل اتركه لاتركبه , وقصد عجير حتى تكون الفرس خفيفيه وينجوا بها نافل , والمقصد نجاة الفرس وليس الشخص لأنه يعلم انه اذا طلب المنع فأن رقبته ليس عليها خطر بل الخطر على الخيل .
يوم سمع نافل العنسي عجير يقول له اتركه لاتركبه ونافل يتعدى سعد وهو من ربعه .
ويخرج من المعركة نافل العنسي وعايض ابن مهرس , اما عجير فقد قتلت تحت ثلاث من الخيل وبقى رجلي واصبح منيعا عند مطير .
سعد ابن سراج الرجلي الذي ينخى الفرسان يشيلونه ذالا على نفسه وكان مختفيا خلف قشعة لكن يعلم انه سيقع في يد المطران لأنه ليس لديه فرس ولا ذلول حتى يهرب بها .
أتاه فارس حارثي أسمه دويبي الشدادي ويوم سمع سعد ينخى وهو يعطف فرسه على سعد ويغامر بها ويركب سعد معه ويردفه وينجيهم الله من المعركة .
وكذلك سلم عايض ابن مهرس من شيوخ الشدادين .
وعجير ابن مهرس شيخ الشدادين وفارسهم المعروف وكذلك ابن زيد السماري وكثيرا من فرسان عتيبه والشدادين وقعوا منعاء وأسراء عند مطير , وأخذت جيشهم , والكثير من خيلهم .
يقول سعد ابن سراج موثقا ماحصل له وكيف هرب به دويبي وهي طويلة لكن الحرث لايروونها كاملة لأن فيها مسبة لعجير ولنافل العنسي وبعض من حضر المعركة لأنهم تركوا رفيقهم وجحدوه من اجل نجاة الفرس ومن قصيدته هذه الابيات :
ياولي العرش لا تغضـب عليـه = يامنجينـي مـن أيـام الزحامـي
جت بي الصفراء وانا باقصى طميـه = ما وراي الا الضمى والموت حامي
عادةً للـي شبـح بالعيـن فيـه = يوم روس الخيل غاطيها العسامـي
من حرار الأصل ما هم بصلبيـه = ذخر عود جعل قبـره للرحامـي