كشف المسؤولون الإندونيسيون في جاكرتا أن أعداد السعوديين الذين يقومون بدخول إندونيسيا بغرض زواج المتعة (الزواج المؤقت) في ارتفاع كبير ، وأن غالبية الأسر الفقيرة في إندونيسيا توافق على زواج بناتهم من سعوديين أو خليجيين أثرياء على أمل التخلص من الفقر وحياة البؤس.
وذكرت وسائل الإعلام الإندونيسية بأن هناك العديد من السماسرة وبعض علماء الدين يقومون بمثل هذا النوع من الزواجات ، كاشفين أن هناك أشخاصاً يتواجدون في المطار يعرضون خدماتهم لتزويج المسافرين السعوديين مقابل مبلغ مالي بسيط ، في حين يتكفل السمسار بحضور الشهود وغالبيتهم يكونون شهوداً مزورين وينتحلون شخصيات أقرباء الفتاة.
وتتلقى السفارة السعودية في إندونيسيا كل عام عدداً من الشكاوى عن مثل هذا النوع من الزواجات والتي غالباً ما ينتج عنها أطفال يطالبون بحقوقهم واعتراف آبائهم بهم ، كما يطالبون بحمل الجنسية السعودية ، في حين أن السعوديين الذين يرغبون في استمرار الزواج يقومون باستقدام زوجاتهم بتأشيرة خادمة.
وتقول بعض السيدات الإندونيسيات المتزوجات من سعوديين ، بأنهم ينظرون إلى الرجال من السعودية وبخاصة من مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة على أنهم أشخاص مباركون مما يجعلهن يوافقن بصورة سريعة على الزواج ومقابل مهر لا يعد كبيراً ، مؤكدين أن غالبية الزوجات الإندونيسيات لا يعلمن بأن أزواجهم تزوجوهن للمتعة ولفترة مؤقتة لا تزيد عن الفترة التي يقضونها في إندونيسيا.
وأضافت بعض الزوجات بأنهن بعد عدة أسابيع أو أشهر يكتشفن اختفاء أزواجهن ومغادرتهم البلاد مما يحملهن بعد ذلك أعباء الأطفال ومصاريفهم ليضطر بعضهن للعمل في أعمال غير شرعية حتى يتمكنّ من دفع مصاريف أطفالهن ، مشيرين إلى أن غالبية الآباء السعوديين يغادرون إندونيسيا بعد حمل الزوجة ويرفضون الاعتراف بأبنائهم أو بناتهم.
وكشف فؤاد الدين من القنصلية الإندونيسية بجدة لـ"سبق" بأن هناك قوانين مطبقة في إندونيسيا لمحاربة مثل هذا النوع من الزواجات وتم اعتقال عدد من الأشخاص ممن يقومون بالإعداد لمثل هذه الزواجات ، مشيراً إلى أن هناك عدداً من كبار السن السعوديين يتجهون إلى إندونيسيا للزواج إلا أن القوانين الإندونيسية تمنع زواج كبار السن من فتيات أصغر منهم ، مما يجعلهم يتجهون في النهاية إلى الزواج عن الطريق السماسرة لينتج عنه بعد ذلك الكثير من المشاكل خاصة وأن هذه الزواجات غير مسجلة بشكل رسمي.
وكان فراج الدوسري المسؤول في الجمعية الخيرية لرعاية الآسر السعودية (أواصر) في العاصمة الإندونيسية جاكرتا قد أكد حول تقرير نشر في وسائل الإعلام الإندونيسية بخصوص منح السلطات الإندونيسية الجنسية لأكثر من 600 طفل مجهول معظمهم لآباء سعوديين ، بأن القوانين الإندونيسية تسمح بمنح الجنسية الإندونيسية للأطفال الذين يولدون على أراضيها حتى وإن كانوا من آباء وأمهات غير إندونيسيات ، مضيفاً أن هذا الأمر يشمل أيضاً كل من يلد من أب سعودي تخلى عنه والده ولم تتمكن والدته أو أحد أقاربه من تقديم إثبات يؤكد أن الطفل من أب سعودي.
وأوضح أن كل طفل يولد من أب سعودي وأم غير سعودية في إندونيسيا أو غيرها من الدول ولديه الإثباتات مثل شهادة الميلاد التي تؤكد أن الأب سعودي والمدون بها رقم جواز السفر ، تتم معاملته على أنه سعودي الجنسية ويتم منحه وثيقة سفر من السفارة السعودية في جاكرتا للسفر إلى السعودية ومن ثم إكمال الإجراءات اللازمة.
وكشف الدوسري بأن هناك العديد من المشاكل التي تحدث بسبب زواج السعوديين بإندونيسيات دون الحصول على تصاريح الزواج من الجهات المعنية في السعودية إضافة إلى ارتباط بعض الطلاب أو السياح السعوديين بإندونيسيات والتخلي عنهن خلال فترة الحمل ، مؤكداً أن هناك الكثير من الحالات التي تمت معالجتها ومازالت بعض الحالات في طور العلاج.
وكانت وزارة العدل وحقوق الإنسان في جاكرتا قد أصدرتا تقريراً الأسبوع الماضي ذكرتا فيه انتشار زواج المتعة من السعوديين بإندونيسيات بشكل كبير خلال الأعوام الماضية وسجلت العديد من الحالات لسعوديين تم القبض عليهم بسبب زواجهم من إندونيسيات دون الحصول على التصاريح من الجهات الرسمية وهو ما يعد ممنوعاً حسب القوانين الإندونيسية.
كما أعلنت السلطات الإندونيسية في جاكرتا بأنها قامت خلال العام الجاري بترحيل عدد من السعوديين من البلاد بسبب زواجهم المتعة من إندونيسيات وهو الزواج الذي تم منعه في إندونيسيا منذ عدة سنوات لمحاربة سياحة الدعارة.
وذكرت بأنها اكتفت بترحيل السعوديين دون أن تقوم بمعاقبتهم بالسجن أو الغرامة كما أنها لم تمنعهم من العودة إلى البلاد إلا أنها حذرتهم من تكرار ذلك حيث سيكونون عرضة للسجن والغرامة المالية.
وأشار أحد كبار المسؤولين في دائرة الهجرة بجاكرتا بأن الإجراءات التي تعرض لها السعوديون ليست حديثة وهي ضمن الخطة التي وضعتها الحكومة للتصدي لسياحة الدعارة والتي يحاول البعض أن يخفيها تحت ستار "الزواج" وهو زواج المتعة الذي ترفضه جميع الدول الإسلامية ، مضيفاً أن ما تعرض له السعوديون يتم تطبيقه على الجميع دون النظر إلى جنسياتهم حيث سبق وأن تم ترحيل عدد من الأجانب من جنسيات أوروبية وعربية لذات الغرض ، مؤكداً بأن عدد السعوديين الذين تم ترحيلهم خلال العامين الأخيرين بلغ 15 سعودياً.
وكانت إندونيسيا قد رحلت في منتصف عام 2006 ، خمسة سعوديين بسبب زواج المتعة، وأكد حينها ييت أوكينج رئيس دائرة الهجرة في بوجور أن الخمسة اعتقلوا في بونكاك وهي بلدة تقع علي هضبة تل جنوبي جاكرتا يتردد عليها السياح من الشرق الأوسط ، مشيراً إلى أن الزيجات قصيرة الأمد تمثل عدم احترام لقانون الزواج الرسمي إلى جانب أن السكان المحليون يرفضون هذا النوع من الزيجات ويطالبون الحكومة بالتشديد على السياح الذين يستغلون التأشيرات السياحية لأغراض غير أخلاقية .
من جهتها حذرت جمعية "أواصر" لرعاية الأسر السعودية في الخارج بشكل دائم ، من تنامي ظاهرة زواج السعوديين من أجنبيات خلال موسم الصيف الذي تزيد فيه حركة سفر السعوديين إلى الخارج ، موضحة بأن الغالبية من سماسرة الزواج الذين يتربصون بالمواطنين في المطارات والفنادق والشقق المفروشة ومراكز الترفيه يعتبرون وسطاء منظمين للدعارة والفساد ، وأن أصحاب الزيجات السريعة بما يسمى بالزواج المؤقت ذي الأشكال المتعددة مثل الزواج العرفي وغيره ، أصيبوا بأمراض متعددة منها الإيدز والتهاب الكبد الوبائي بكافة درجاته.
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
غير متواجد حالياً
الإندونيسيات ينظرن للسعودي على أنه "بركة"
~~
..!!
