حُب المريد لشيخه حلّل جسده حتي صار ماءا !!!
المشركون يحبون ألهتهم هذا الحب الذي يجب أن ينفرد به الله وحده دون واسطة او شريك – يقول الشعراني (من لم يحكم مقام السهر بين يدي شيخه لا يصح له مقام السهر بين يدي الله عز وجل وقبيح علي المريد أن ينام وشيخه جالس – بل ذلك علامه علي كِذبه في محبه الله عز وجل فضلا عن محبته للشيخ , فإنه لو كان يحب الشيخ لأستغنم أوقات الخلوه به كما انه لو كان يحب الله عز وجل المحبه المعروفه بين القوم لِما اخذه نوم ) . (لطائف المنن – 142 –143 ) وافتخر الشعراني بمراعاة ذلك مع شيخه محمدالشناوي ونور الدين الشوني يقول: ( فلا اتذكر أني نمت في وقت يكون أحدهما مستيقظا فيه , وذلك من اكبر نعم الله تعالي علي لكونه وسيله إلي دوام السهر بين يدي الله عز وجل ) !. ( لطائف المنن ) فمن علامات حُب المؤمن لله تعالي أن المؤمن المُحب لربه تعالي ينأي عن مضجعه حينا من الوقت في هدأة الليل ليدعو ربه (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً ) السجدة16—فجعل الصوفيه من الشيخ شريكا لله تعالي في وجوب السهر بين يديه .. ( وفي قواعد الصوفية ) عقد الشعراني بابا عن آداب المريد مع شيخه , وبدأها بحُب المريد لشيخه , ووصل بهذا الحب إلي درجه الحُب الالهي . ونقطتف من كلامه هذه العبارات ( من تلطخ بالذنوب وادعي محبه شيخه فهو كاذب ) , وكما انه لا يحب شيخه فكذلك شيخه لا يحبه , واجمعوا أن من شرط المحبه لشيخه أن يصُم أُذنيه عن سماع كلام في الطريق غير شيخه ( يعني لا يشرك بمحبه شيخه محبة شيخ آخر ) فلا يقبل عذل عاذل حتي لو قام اهل مصر كلهم في صعيد واحد لم يقدروا أن ينفّروه من شيخه ولو غاب عن الطعام والشراب أياما لاستغني عنها بالنظر إلي شيخه لتخيلُه في باله , وبلغنا عن بعضهم أنه لما دخل هذا المقام سمن وعبل من نظره الي استاذه, وقال افضل الدين ( الشعراني )من الطف سكرات الحب الشغل بالحب عن مُتعلقه واستشهد بمجنون ليلي الذي أعرض عن محبوبته لاشتغاله عنها بحبُه لها , ويلاحظ أن هذا المثل بالذات يستعمله الصوفية في وصفهم للحب الالهي فجعله الشعراني مثلا لحُب الشيخ .. وقال افضل الدين الشعراني أيضا ( حقيقة حُب الشيخ أن يحب الأشياء من اجله ويكرهها من اجله كما هو الشأن في محبه ربنا عز وجل ) واستشهد الشعراني بأقوال ابن عربي في المحبه في ( الفتوحات المكية باب178 )وحكي عنه أن محبا دخل علي شيخ يتكلم في المحبه فما زال المحب ينحل ويذوب من سماعِه لكلام المحبه حتي تحلل جسمه كُله علي الحصير بين يدي الشيخ وصار بِركه ماء !!.. وذكر أبيات ابن عربي التي يقول فيها
ما حرمه الشيخ إلا حرمه الله فقم بها أدب بالله لله
وذكر قول شيخه المرصفي ( أن المريد يترقي في محبه شيخه إلي حد يصير يتلذذ بكلام شيخه له كما يتلذذ بالجماع , فمن لم يعمل إلي هذه الحاله . فما أعطي الشيخ حقه من المحبة ) (قواعد الصوفيه ج1- 167 – 173) .ولاريب أن عقيدة الاتحاد الصوفيه هي الاصل في حب الشيخ الصوفي حبا إلاهيا 00 وفي بعض اقوال الغزالي عن بعضهم وقد قيل له ( انك مُحب فقال : لست محبا إنما أنا محبوب ) ( قواعد الصوفيه ج1/ 167 : 173 ) أي أنه كالله يُحب حبا إلاهيا من مريديه 00 ونظير ذلك ما رواه الغزالي عن جماعه دخلوا علي الشبلي , وقد كان محبوسا في ما رستان ( مصحه للمجانين ) , فقال لهم من انتم ( فقالوا محبوك فأقبل عليهم يرميهم بالحجاره فتهاربوا فقال ما بالكم ادعيتم محبتي , إن صدقتم فاصبروا علي بلائي ) ( احياء ج4/ 299 ) أي جعل نفسه إلاها مع الله تعالي .
من ثمار وقطوف الكتب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
غير متواجد حالياً
حُب المريد لشيخه حلّل جسده حتي صار ماءا !!!
